بسم الله
والصلاة والسلام على رسول الله
***
حديث عن الصدمات (2)
بقلم : حسين بن رشود العفنان
***
هذا حديث عن الصدمات النفسية وآثارها ، فاحذر ـ يا من كُتِبتْ لك
وابتُلِيتَ بها ـ أن تهدم مستقبلك كما هدمت زمنك الذي مضى ، فعَجِّلْ
بمداواتها بصدق وجد وانكسار لله ـ جل جلاله ـ .
(13)
***
الذي تَعَرَّضَ يوم طفولته لأحداث عنيفة في نفسه وجسده ، تجعله قابلا
للإصابة باضطراب الوعظ ، فيُزِيل من دنياك بَهْجتها بكثرة تحذيره المضطرب ،
فمثلا: يمنعك من لبس هذا النوع من النعال لأنه رآهما على رجل يحتقره،وهذا
النوع من السيارات لأنه يعتقد أنه خاص بالبخلاء.
(14)
***
الذي تَعَرَّضَ يوم طفولته لأحداث عنيفة في نفسه وجسده ، تجعله قابلا
للإصابة باضطراب الحبس ، فهو يحبس نفسه في جروحه وخيباته التي مضى عليها
الزمن ، إنه يعيش في ألمها وكأنها وقعت الآن ، ويشعر أن الناس مازالوا
يذكرونها لذا ينكسر أمامهم ويتواضع!
(15)
***
الذي تَعَرَّضَ يوم طفولته لأحداث عنيفة في نفسه وجسده ، تجعله قابلا
للإصابة باضطراب الأنانية التي تُنسيه شيئا من أُبُوَّته ، فهو يستغل
أبناءه في تحقيق أهدافه التي نام عنها ، ويهمل مشاعرهم وحاجاتهم ، ويتجبر
عليهم ويحتقرهم ، ويسلط بعضهم على بعض.
(16)
***
الذي تَعَرَّضَ يوم طفولته لأحداث عنيفة في نفسه وجسده ، تجعله قابلا
للإصابة باضطراب الثّرثرة ، فهو في حديث لا ينقطع عن دقائق حياته التي لا
تَهم أحدا ، بل بعضها يحطُّ من قدره ويسقطه من عيون الكثيرين!
(17)
***
الذي تَعَرَّضَ يوم طفولته لأحداث عنيفة في نفسه وجسده ، تجعله قابلا
للإصابة باضطراب الفراغ المُهْلِك ولو كان في عمل يأخذ ليله ونهاره وأعصابه
، إنه في يأس متتابع ، حياته متشابهة ، لا إحساس فيها ، إنه يشعر أنه بلا
قيمة وحيد ، مكروه!
(18)
***
الذي تَعَرَّضَ يوم طفولته لأحداث عنيفة في نفسه وجسده ، تجعله قابلا
للإصابة باضطراب النسيان ، فينسى أيدي الناس التي امتدت إليه يوم ضَعْفه ،
فيجحد فضلهم عند غضبه ويسيء إليهم إساءات لا تُغْتفر ، ولا يخرج من شدائده
بدروس صائبة ولو طال عمره !
(19)
***
الذي تَعَرَّضَ يوم طفولته لأحداث عنيفة في نفسه وجسده ، تجعله قابلا
للإصابة باضطراب الندم والحسرة ، فكل قرار يتخذه ـ وإن كان صائبا ـ وكل هدف
يحققه ـ وإن كان رفيعا ـ فهو يتبرأ منه بعد زمن قصير ، ولا يدعو له ويتجنب
الحديث فيه ، ويثور إن ذكرته أو أثنيت عليه!
(20)
***
الذي تَعَرَّضَ يوم طفولته لأحداث عنيفة في نفسه وجسده ، تجعله قابلا
للإصابة باضطراب النكوص إلى الصِّبا ، فهو يتحول في لحظات ألمه العاطفي
وانكساراته، إلى شاب مراهق طائش غِرٍّ ، يماشي الصغار وربما لبس مثل
ألبستهم!