(1)
***
الطفل المظلوم : الذي قرَّرَ والداه أن يجعلا قلبه الصغير البريء ساحةً
لصراعهما وموطنا لانتقامهما !
(2)
***
الطفل المظلوم : الذي حُكم عليه بالغباء وثُقْل الطباع لأنه خُلِقَ هادئا
متأنيا مفكرا صامتا!
(3)
***
الطفل المظلوم : الذي أُبْعِد عن منابر المدرسة وأضوائها، واتهمَ بأنه صاحب
حواس مُصَابةٍ مُتأخِّرة ، لأن ذهنه يتشتَّتُ أمام الألعاب الجماعية
وخُلِقَ مبدعا بلا شبيه في غيرها!
(4)
***
الطفل المظلوم : الذي تَخْتَرِقُهُ عيون المشفقين ويجعله طُلَاَّب النجاح
مثلا مُخيفا للانحدار ، لأنه مُقتصد في المعارف والأصحاب ، ويُقَضِّي أكثر
ساعاته مستمتعا بِوَحْدَتِهِ!
(5)
***
الطفل المظلوم : المُبْتلى بأخ كبير متسلط مضطرب ، قفزَ على مكان والديه
دون إذن من أحد ، وأخذ يُحصي عليه حركاته وسكناته حتى سَرَق طفولته
ونَضَارةَ عقله وأجملَ أيامه!
(6)
***
الطفل المظلوم : المُبْتلى بوالد يريدُ كمالَه ، يريده فوقَ البشر ويجبره
على حياةٍ تخالف طبيعته العقلية والجسدية.
(7)
***
الطفل المظلوم : الذي يُقَارنُ في ليله ونهاره بأناس لا يَمْلكُ طباعًا
كطباعهم ، ولا آباء كآبائهم ، ولا أياما كأيامهم ، ولا أموالا كأموالهم.
(8)
***
الطفل المظلوم : من صار مِنَصَّةً لأهله يبثون عليه مخاوفهم واهتزازاتهم ،
حتى تشوهت الحياة في دواخله ، وصار ينتقل من فَزَعٍ إلى فزع!
(9)
***
الطفل المظلوم : الذي يُذكَّر بنواقصه الطبيعية صباح مساء حتى كَبُرت وصارت
قيدا مُهينا يُعرقل بصيرته ، وآمن بأنه الناقص الأوحد في عَالمٍ لا كمال
فيه.
(10)
***
الطفل المظلوم : الذي يُحاصر في بيت ضيق مليء بالجدران البَاهِظة وإذا مارس
طفولته الحيَّة التي تحب الكشف والاستنباط والتقليب يُضرب ويُحقَّر ويهان!
(11)
***
الطفل المظلوم : الذي فقد الكلامَ وطعمَه ، وأفراحُهُ وأتراحُهُ دفنها منذ
زمن في دواخله ، بسبب ثرثرة أهله التي لا تنقطع.
(12)
***
الطفل المظلوم : الذي يَتعَثَّر بحروف كثيرة ، ونشأ جاهلا ببدهيات مَلْبسه
ومأكله ، فصار مادة ضاحكة في المجالس والمدارس ، فأهله غفلوا عن تربيته
وبذلوا قوتهم في غِيبةِ جارتهم وبُهْتانِها و تَتَبُّع نواقصها!