(1)
***
تلميذي : لا أَرَانِي في عَيْنك الصّغيرة إلا أبا حَدِيبا رحيما لا معلِّما
جاء لشرح درس والوقت يركض خلفه.
فأرى نفسي أمسح رأسك ، وأكسِر خبزة في فمك ، وأنقلب روحا رقيقة حين أنحني
لأربط نعلك!
(2)
***
تلميذي : أَرَانِي في عَيْنك البَريئة شبحا مخيفا حين أقترب منك ، أشعر
بتزلزلك وكرهك لظلِّي ومَزْحي وجَدِّي.
من قَلَبَ حياتك جحيما وأنت مازلت ـ يا طفلي ـ بذرة في ترابها؟!
(3)
***
تلميذي : ما أراني في عَيْنك الخائفة سوى طبيب ، جاء لينتشل نَفْسا غضَّةً
من حُفَر عميقة صنعها والد برحمة جاهلة ، جعلتها خاضعة مستسلمة لا فرق
بينها وبين كرسيّها!
(4)
***
تلميذي : لا أراني في عَيْنك العَابسة سوى نِدٍّ شكِسٍ ، والحرب بيني وبينك
قائمة ، لا ألين ولا تلين !
(5)
***
تلميذي : أتألّم حين تكون حديثا سيئا لبيتك ، وبابا مُبَهْرجًا لضعفه
وانكساره وتَشَتُّتِهِ !
(6)
***
تلميذي : سبحان من جعل النقص لصيقا بهذه الدنيا !، وأبى ـ جل جلاله ـ
كمالها!
فإني أرى فيك طبعا رفيعا : كرما أو طُهر لسان أو تواضع نفس ، وأرى قُبَالته
طبعا كريها لا أحبُّه فيك ولا أحبُّك فيه !
(7)
***
تلميذي: لا أراني في عَيْنك القارّةِ إلا رجلا معتبرا من هدوئك وثباتك.
فالبيت القويُّ الآمن من النِّعم العظيمة ، ومن البرِّ الكبير الذي يقدمه
الآباء العقلاء لأبنائهم!
(8)
***
تلميذي : أراك تأخذ الوقت وكثيرا من الفرص ، فهمّتُك تلتهمُ الهِممَ ،
فيَفْتر الطلبة وعدد منهم ينسحب وينطفئ ، وفي يوم غِيَابك تعود الحياة
إليهم فيشاركون ويبدعون!
(9)
***
تلميذي : لا ينشرح صدري إلا حين أراك ، ولا أرفض خروجك المتكرر لشرب الماء
ولا أتجهَّم لتعليقاتك الساخرة.
وأدخل في جهاد شرس مع نفسي حين تصرع العاطفةُ العقلَ ، وأحاول بصدق أن أبسط
العدل بينك وبينهم.
(10)
***
تلميذي : لا يظهر بؤسك حين يموت والدُكَ ، وينتقل إلى ربك رحيم كريم ،
لكنّه يظهر مفضوحا كلّه حين يَتَدَابَرُ والداك ويَفْترقا !!