لقد مشيت كذي القرنين في سبب ***
بلغت درباً وألغيت كذا درب
حتى استقرت عصا الترحال في عدن *** ضعت رحلي ولم
أقو على الهرب
في (الشيخ عثمان) قرب الكشك انطرحت *** رجلاي
أرضاً من الإعياء والتعب
بينما كنت في الأحلام متكئاً *** أجول بالفكر في
التشريق والغرب
إذا غزيل صغير مقبل فرقاً *** بادي التلّــــفت
حار القوم في عجب
تميس كالغصن لكن ثوبها خلقٌ *** وشعرها نصف
مجدولٍ ومعتصب
جاءت وراحت وجاءت ثم ثانيةً *** وكنت في شغلٍ
عنها وفي كرب
تطلّــعت في وجوه القوم والتقطت *** عين الصغيرة
وجهي دون من جنبي
وغرّها أنني قد كنت ملتحياً *** ما كل ذي لحية
يا أخت ذا أدب
توقّــفت برهة تلقاء ناظرتي *** وحملقتْ فاستعدت
الوعي عن كثب
مدّت إلي يديها بعد أن نطقت *** بصوتها العذب
كالزلزال في قلبي
ففي يديها من الأوراق ممسكة *** عريضة تشتكي من
والدٍ كذب
قرأت منها سطوراً يالما قرأتْ *** عيناي من ألمٍ
عن زوجة وأب
عن طفلة عمرها عام وقد ولدتْ *** يتيمة الأب حياً
ليس في الترب
مضي ليتركها في حضن والدة *** رمى عليها يميناً
غير ذي سبب
سألت:من أنتِ؟ قالت ــ وهي تائهة ـــ *** اسمي (وفاء)
وعمري عشر في رجب
أين الوفاء وراعي البيت خائنهم ؟ *** أين الوفاء
ورب البيت كالذئب
لمن أقول إذا ناديت يا أبتي *** ويا ملاذي , ويا
ظهري , ويا هربي
لمن أعود لأشكو ضرب أترابي *** ومن يجفف عني
دمعة الغضب
ومن يجسّ جبيني حينما أعيا *** وأي حضن يدفيني
من الرهب
ما ذنب أمي إذا تاهت أو انحرفت *** في لجة
البحر أو في جادة الطلب
وليس لي أو لها مأوى يظللنا *** ولم أر من
حنان غير في الكتب
لله أشكو من الآباء قسوتهم *** على البنين
وتقصيراً بلا ذنب
فتأت عنها بما في الجيب غلّــتها *** فلم تصدق
بما حازته من جيبي
ثم انسحبت لأخفي دمعة طلبت *** مني الخروج
فوافقت على الطلب
سكبت دمعي على الإسلام منهمراً *** وصرت أبكي
بلا دمعٍ على العرب
شعر / سالم مبارك الفلق
حضرموت / اليمن
|