|
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده...
1- هاتفت المحقق بشار لأول مرة صباحا فاستهل بأحسن ما تسمع (يا عيني يا
حبيبي) حتى خِلته خلط عليه المتكلم فكان موقفا مؤثرا فيّ زادني شوقا رؤيته
2- حينما كلم المحقق شعيب المحقق بشار رحب به ترحبيا عظيما كأنما ابن فقد
أبَه منذ زمن! علمتُ حينها تواضع العلماء، وحفظ " الفضل " لأهله!
3- استقبلنا المحقق بشار عند باب البيت فرحا، وجعل ينازعني في خدمة الشيخ
شعيب لإدخاله منزله ، وهذا واضح هنا
4- قال د بشار: تعرفت على ش شعيب سنة 1979 م مع مدير مؤسسة الرسالة "دعبول"
وكان في مؤتمر "ابن عساكر" بدمشق، وكنت حينها شابا يافعا، أرى نفسي.
5- قال د بشار: وحين رأيت استصغرت أن أحدا يجاريني في التحقيق والإبداع!
فلما اطلعت على أعماله اندهشت كثيرًا، وعرفت أني لست بشيء مطلقا ..!
6- قال د بشار: حينها عزمتُ أن أتتلمذ على الشيخ وأعمل معه، وتركت جميع
مصالحي، فسافرت معه إلى الأردن، ولو اجتمع علي أمة محمد ما فارقته لحظة..!
7- وكان د بشار يقول لنا كثيرًا في مجلسه العامر: والله! ما استفدت في
حياتي كلها من رجل أكثر من استفادتي من المحدث شعيب الأرناؤوط...!
8- قال بشار: قضيت مع الشيخ شعيب أياما رائعة في "تحرير التقريب" فقد كنا
نجلس الساعات الطوال في الرواي الواحد، وكانت أياما لا أنساها ما حييت.
9- يا أحبة ، لقد كنا 7 شببة يافعين، ما كان يخدمنا إلا صاحب المنزل [د
بشار] وكلما أصررنا عليه رفض بشدة وهذا دليل تواضعه
10 - يحدثنا د بشار عن زيارته الأخيرة لمصر، يقول: والله ما رأيت رجلا أكثر
تواضعا وعلما وسكينة مثل الشيخ العالم د محمد إسماعيل المقدم...!
11- وفي مصر يقول: الا الإسكندرية أفضل بكثير من حالها السابق بالكلية! فما
عدت أرى عالشاطئ امرأى متبرجة! وغالبهن محتشمات عفيفات، وهذا رائع..!
12- مضى ثلث المجلس في مدح كل من المحققين للآخر، وهذا أحد أسباب تردد ش
شعيب لزيارته أصلا، إذ قال: يمضي المجلس ثلث له وثلث لي ولكم ثلث واحد!
13- يقول د بشار: ما رأيت سلفية أحسنَ منهجا وسلوكا كسلفية مصر فإنها سلفية
في المعتقد والتعامل، وقد تدافع التلاميذ لخدمتي حتى حملوني بأصابعهم!
14- يقول د بشار: لما لم أستطع المضي إلى السيارة حملوني، فحين جلست في
السيارة مع ش شعيب دخل الشيخ المقدم إلى السيارة عجلاً ومتلهثًا يقول...!
15- د بشار: دخل ش المقدم السيارة يقول: هلمي يا يد من حققتِ مسند أحمد!
فقبل يد ش شعيب. ثم قال: هلمي يا يد من حققت تهذيب الكمال! فقبل يدي..!
16- بشار: لقد أحببت أهل مصر حبا جما ، فإنهم بيض القلوب، حسان الفعال،
يضعون الموضع حقه، يبجلون أهل العلم والديانة! هم نموذج "السلفية الحقة".
17 - ما أعجبني من خلقهما -حفظهما الله-: أنهما متفهمان لبعضهما، يتحاكيان
ببساطة وسلالة، فلا تشدق ولا تبرز للعضلات..!
18- قال د بشار: اليوم أنهيت تحقيق كتاب "الذيل والتكملة لكتابي الوصل
والصلة" ، وقد وقفت على قصة جليلة، ثم جلس يقرأها::
19 - سألت د بشار: ما تعملون الآن؟ فأجاب: أسعي في تحقيق "التمهيد" ووقفت
على نسخ لم يطلع عليها أحد، ومنهجي: ضبط النص، والتعليق عليه.
20- قال د بشار: ما صنعه عبد الله التركي في لم "التمهيد مع الاستذكار" في
الشروح غلط محض، تسيء إلى المؤلف، وفيه قصور شديد كالحكم على الأحاديث.
21- يقول ش شعيب: إن سر نجاحي في التحقيق: الإخلاص في العمل، والسير الدائب،
وعدم أكل الدنيا بالدين، ووضوحي في الطريق.
22- @ آسف على الإطالة معكم لكن آخر طرفة أنهي بها تغريداتي الصباحية، وهي
تتعلق بالحيلة الممتازة لترتيب درس أسبوعي مع د بشار بعد درس ش شعيب @
23- قلتُ ل ش شعيب: لا بد أن تهدينا هدية. قال: ليش؟ قلت: لأننا نحبكم.
فقال: ما تريد؟ قلت: درسا أسبوعيا عند د بشار من طلبك. قال: لا يمكن أبدا!
24- بعد ذلك أثناء المجلس قلت: يا د بشار، نحن طلاب علم، -فقاطعني ش شعيب
قائلا: د بشار هؤلاء الشببة "طراز فريد في بابه":
25- تكملة مقالة ش شعيب: وهم طلاب علم أفاضل، ووالد هذا الشاب -وأشار إلي-
فاضل، ويودون الاستفادة منك فأجاب د بشار: تعليمي لطلاب العلم شرف لي!
26- فنجحتْ خطتي بأن تكون من طلب ش شعيب، وفرح د بشار لطلبنا وحرصنا وضرب
لنا أجلا، فحينها جلستُ عنده في خويصة لي:
27- قضينا معهما نحوا من ساعتين: فما سأمنا ولا كسلنا بل علت همتنا وارتفعت
بحمد الله، وكانتْ جلسة لا أنساها، ولا يسناها لي إخوتي : ) بحمد الله
28 - وطلب مني الدكتور بشار أن نؤجل موعد الدرس إلى ما بعد رمضان مع "دورة
في تحقيق المخطوطات"، لأنه منشغل بجمع سلسلة "المكتبة الأندلسية"..
29- ثم ودعنا الدكتور بشار بعد أن أحب أن يطلعنا على صوره القديمة في
العراق ومع العلماء، ثم قبل الشيخ شعيب على رأسه وودعه سائلا منه الكَرة.
30- وأخيرا: جمعنا الله وإياكم ومشايخنا وعلماء الدين في جنة الفردوس،
وأعاذنا الله وإياكم النيران، ورزقنا الإخلاص والسداد .
بسم الله ، والحمدُ لله .
هذه جلسة أخرى مع د بشار عواد وهي ثرية بالفوائد الحديثية الفريدة النادرة
مع تعليقاتٍ من مقدمة تحقيق الترمذي ل د بشار عواد معروف - حفظه الله وسدده
- .
وسأسردُ بعض الفوائد التي حبَّرها لنا في لقائه:
1- الترمذي إمام يجب أن تحفظ أقواله ، وهو أنجب تلاميذ البخاري. وليتني لم
أعلق في تحقيقي شيئا !
2- جميع أقوال المتقدمين [ وصفية وليس اصطلاحية ] كابن أبي حاتم في وصف
مسلم: صدوق ! ومثل : ابن معين والنسائي في قولهما : لا بأس به. يريدون
التوثيق .
3- من اللطائف: مسلمة بن القاسم - تلميذ النسائي- أينما قال النسائي (لا
بأس به) فقد كان يقول : ثقة ! وذلك فيما رويَ عنه عن النسائي.
4- ألفاظ الترمذي في الجمع بين (حسن صحيح) لفظ [ وصفي وليس اصطلاحي ]
والتفريق الموجود في المصطلح فاسد والدليل أن بعض الأحاديث بهذا الوصف في
الصحيحين !
5- معنى (غريب) عند الترمذي ضعيف مطلقا. وإن قرن بالتصحيح فيريد أنه لا
يأتي إلا من طريق واحد كحديث النية. فالغرابة لا تنافي الصحة.
6- انتقدَنا الشيخ ماهر الفحل في كتابنا ( تحرير التقريب ) وقد أساء! فنحن
اعتمادنا على نسخ أصلية بخط ابن حجر ولم يصب في انتقاد واحد مطلقا ، وقد
كتبتُ مجلدا في ردِّ أوهامه .
7- لم يستعمل أحد رواية يحيى بن أبي يحيى الليثي لموطأ مالك في المشرق إلى
القرن السادس، وقد صوب أغلاطه محمد بن وضاح لأنه لم يكن محدثا بارعا بل كان
فقهيا مشهورا .
= أما أهل المغرب فعمدتهم على رواية الليثي، وعليه جرى فعل ابن الأثير في (جامع
الأصول) في أعتماد الموطا برواية يحيى -التي شابها أغلاط- أخذا من رزين.
9- كان أحمد شاكر يضيف على حسب اجتهاده بعض أوصاف الترمذي على ما يراه
صوابا عنده، عند الاحتمال في النسخ! وعدم حفظ قول إمام في كتابه مصيبة!
10- قال إسحاق بن راهويه لعبد الله بن طاهر -أمير خراسان-: ألا أريك سحرا؟
فاراه التاريخ الكبير ثم قال لم افهمه! فقال إسحاق: ألم أخبرك أنه سحر!
11- ابن رجب فلتة من فلتات زمانه إذ كان يحكّم أقوال المتقدمين على قواعد
المتأخرين، فعضوا بالنواجذ، وهو في الترجمة ذا عجب فاقرؤوا [ ذيل طبقات
الحنابلة ] وستدركون !
12- أعظم شيء في تحقيق المخطوطات هو : إثبات ما كتبه المصنف. كإثبات قول
الترمذي في أوصافه الحديث، وابن حجر في أوصاف الرواة.
13- يجب احترام المحقق الذي لم تكن الكتب مطبوعة في زمانه، مثل أحمد شاكر
فلم تكن " تحفة الأشراف ولا تهذيب الكمال مطبوعة في زمنه مما سبّب في وقوع
أغلاط! فهم وإن قصروا فعلينا حفظ قدرهم.
= ونحن اشتغلنا كثيرا من الكتب لم تكن مطبوعة إنما كنا نرجع في ذلك إلى
المخطوطات، والان كثير من الكتّاب يعمدون إلى تخطئتنا بكل يسر !
14- رأي الذهبي أن الترمذي "رخو في التضعيف" ليس بصواب!!
15- قال ابن المديني : لم يخطأ ابن إسحاق فيما صرح فيه بالتحديث إلا في
حديثين: 1- من مس ذكره فليتوضأ. 2- من نعس يوم الجمعة فليغير مجلسه.
16- الألباني إمام علامة مجدد للسنة ، ولكنه كان يصحح الأحاديث بالطرق
الضعيفة، ونحن نحترم العلماء ولا نقدسهم ! .
17- كان خط الحافظ ابن حجر رديئا جدًا !
18- أحيَا علم الحديث في الأندلس في القرن الثالث: محمد بن وضَّاح، وبقية
بن مخلد .
19- يُشرك في كل العلوم ، إلا علم الحديث فإنه يأخذ العمر كله !
20- أسأل الله أن يحييكم للأمةِ لتحيوا السنة وتميزوا صحيحها من ضعيفها ،
فعلم الحديث جليلٌ مطلبه .