سلسلة تغريدات
تقول لك ياصاحبي لا ينثني عزمك .. هذا امتحانٌ عظيمٌ لإيمانك
خَــلِيــــفَة !
@khaleefah_hzza
بسم الله الرحمن الرحيم
• ضَعُفَ عن الدعوة والعمل للدين ، وقال وهو محبط: ألا ترى إلى ما يحدث من
تغيرات؟ نحن نبني وهم يهدمون !
فقلت: عملك للدين لايخلو إما أن يكون بشرط رؤية النصر والثمرة ؛ وهذه لم
تتحصل لبعض الأنبياء! وإما أن يكون دفاعاً ومجاهدة واحتساباً ؛ وهذا مما
يستدعي زيادة الجهد والعمل ، وهو الصواب .
• فقال: حتى الكلمات في المساجد منعونا منها إلا بشروط عسيرة! وهي أفضل ما
كنا نقوم به من أعمال سابقاً ؛ فقل لي بربك ماذا نفعل؟
فقلت: يا صاحبي ، منعوك من كلمات المساجد ، ولم يمنعوك من كلمات المجالس ،
ولقاءات الأقارب ، والأصدقاء ، والجيران ، فادخل هذا الباب الواسع ، ودَعْ
تثبيط إبليس!
• ثم أكملتُ: هل تعلم يا صاحبي أني وجدت في كلمات المجالس مالم أجده في
كلمات المساجد؟ فقال لي: كيف؟ فقلت له: في المساجد تجد غالباً أهل الخير
والصلاح ، لكن في المجالس تجد المفرطين والصالحين، والأتقياء والفاسقين ،
وفي الدعوة فيها بُعْد عن العمومات ، وبساطة في الطرح ، وقبول لدى الجلساء.
• فقال لي: يا رجل! لماذا المكابرة ؟! ألا ترى مايحدث ضد الدعوة ؟
فقلت: يا صاحبي ، أنا أراها ، لكن صدقني: ما يمنعونه لا يساوي عُشْر أعشار
ما هو متاح ، خذ أمثلة: هل يستطيعون منع الدروس في البيوت ؟ هل يستطيعون
منع الدروس في اليوتيوب ؟ هل يستطيعون منع الرسائل الدعوية في الواتس وغيره
؟
• ثم أكملتُ: هل يستطيعون منع اجتماعات النساء الخاصة بهن في تدارس القرآن
وغيره؟ يا صاحبي: أعرف مجموعةً من النساء (يتجاوزن الأربعين) يجتمعن كل
أسبوع في استراحة تتولاها كل أسبوع واحدة ، يتدارسن القرآن والفقه وغيره ،
فلما فتحت عندهن دار نسائية ضعُفنَ عما كُنّ عليه! لاتدري أين الخيرة !
• ثم أكملتُ: يا صاحبي ، ما يحدث فيه خيرة ، حتى لو كان ظاهره شراً، ألم
تسمع ما حدث بعض فتح المجال قليلاً لأجل تنمية السياحة ؟ فقال بلهفة: ماذا
حدث؟ قلت: تيسر لكثير من طلبة العلم في أوروبا الحضور لقلب نجد ولقاء
العلماء والاستفادة منهم بعد أن كان ذلك عسيراً فيما سبق! ؛)
• فقال: أعرف أن بعض الأشياء قد يكون فيها خيرة لكن الاحباط شيء لاأستطيع
مقاومته ، والنفس ضعيفة !
فقلت له: الحزن على ما يحدث شيء فطري ، لكن أن يؤدي ذلك إلى ترك الدعوة
فهذا هو المذموم ، وقد علمتني الحياة أن أكثر الناس بذلاً وعملاً وإنتاجاً
هم أكثرهم تفاؤلاً ، والعكس بالعكس .
• فقال لي: ألا ترى أن السكون في هذا الوقت هو أفضل ؟
فقلت له: يا صاحبي ، قال نبينا ﷺ : “إذا قامت الساعةُ وفي يد أحدكم فسيلة
فليغرسها” ، فهل هناك أفظع من قيام الساعة ؟! فأين أنا حينها والانشغال
بغرس الفسيلة ؟! لكنها التربية النبوية على العمل حسب المتاح ، وقدر
المستطاع ! ❤️
• فقال: كلامك مقنع ؛ فهل بالإمكان أن تزيدني مما تراه في ثمرات هذه
الأحداث ؟
فقلت له: الثمرات كثيرة ، ولعل منها ظهور حكمة الله تعالى في تمحيص الناس
في أوقات الفتن ، فلولا الفتن لما علمنا العالم من المنافق ، والصادق من
الكاذب ، والناصح من الخائن ، ففي كل سقطة لأحدهم: شرّ ، وثمرة !
• فقال لي: كيف (ثمرة)؟!
قلت: لو لم يسقط بهذه الزلة ، لظنه الناس عالماً صالحاً صادقاً ، ولاستطاع
أن يلبس الحق بالباطل ، ويموّه على الناس دينهم ، فحينما زَلّ هذه الزلّة
الكبرى عرفه الناس فتركوا التعلّق به والاستدلال بأقواله لاحقاً .
• فقال لي: ألا ترى أن نجاريهم ونقول ببعض ما يقولون من باطل لنحافظ على
مكتسباتنا السابقة ، ومكانتنا الاجتماعية ، ونحاول أن نصلح بعد ذلك من
الداخل شيئاً فشيئاً ؟
فقلت له: يا صاحبي: أفنطلب ما عند الله بما يُغضِبه ويُرضي البشر ؟! إن
فعلناها صرنا ندعو إلى أنفسنا لا إلى الله !
ثم أكملت: أنا لا أطلب منك أن تتعرض للسجن أو للأذى ، لكني أطلب أن تعمل
وتجتهد فيما تقدر عليه ، وماتقدر عليه كثير .
• ثم قلت له: كيف بك يا رجل لو عِشتَ في أيام محنة القول بخلق القرآن ؟!
فقال: ما وجه المقارنة ؟
قلت: في زمن المحنة امتُحِن حتى العلماء الساكتين ، وساقوهم سوقاً إلى
المعتقلات والسجون لأجل أن يقولوا بقول لايؤثر على سياسة الحاكم ولا عرشه ،
فمنهم من قُتِل ، ومنهم من عُذِّب وجُلِد .
• ومع أنه إكراه يجوز فيه قول الباطل ، إلا أن الإمام أحمد ثبت ، وصبر على
الجلد ، والسجن ، والتعذيب ، وقد أجاب علماء صالحون ، بل ومنهم من قوّى
أحاديث تعضد الباطل ليُكفى شرهم ، لكن أقوالهم التي كانت (بعد) الفتنة
اندثرت بخلاف ما قبلها ، وأقوال أحمد بعد الفتنة سارت مسير الليل والنهار !
• ثم أكملت: وأنت ياصاحبي ، تأثرت لعدة قرارات فخارت قواك ، وتمكن منك
اليأس والإحباط! قم يا رجل! فالساحة مليئةٌ بالفُرَص، والخير متمكن في قلوب
الناس، وقد رأيت من العامة في الآونة الأخيرة محبة للخير عظيمة ، وتعاطفاً
مع الصالحين ، بما لم أكن أراه من قبل ، وهذه ثمرة أخرى ، فهل نغتنمها؟!
• هذا حوار قصير دار بيني وبين (نفسي) هذا اليوم ، وللحديث بقية إن شاء
الله 🌺