|
بسم الله الرحمن الرحيم
سأتحدث في هذا الوسم عن الغيبة
نظرا لتفشي هذا المنكر العظيم بين أوساط المسلمين وبين الأخيار منهم فضلا عن
غيرهم
1- قال تعالى محذرا من هذا المرض الذي يفرق بين الأحبة : وَلا يَغْتَبْ
بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا
فَكَرِهْتُمُوهُ
2- والغيبة كما قال النبي ﷺ ((ذكرك أخاك بما يكره ولو كان فيه))، قيل: يا رسول
الله، إن كان في أخي ما أقول؟ قال: ((إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم
يكن فيه فقد بهتَّه))
3- وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قلت للنبي ﷺ : حسبك من صفية كذا وكذا –
تعني: أنَّها قصيرة - فقال : ((لقد قلت كلمة لو مزجت بماءِ البحر لمزجته))؛ أي:
خالطته مُخالطة يتغيَّر بها طعمه أو ريحه؛ لشدَّة قبحها.
4- والغيبة من كبائرِ الذُّنوب، وهي مُحرمة بإجماع المسلمين؛ فقد قال - صلَّى
الله عليه وسلَّم -: ((كل المسلم على المسلم حرام: ماله وعرضه ودمه))
5- والمغتاب يُعذب في قبره بأن يخمش وجهه بأظفاره، حتَّى يسيل منه الدَّم، ففي
ليلة المعراج مرَّ النبي ﷺ بقومٍ لهم أظفارٌ من نحاس يخمشون بها وجوههم
وصدورهم، فقال: ((من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس
ويقعون في أعراضهم)).
6- كفارة الغيبة :
1 - الإقلاع عنها في الحال.
2 - الندم على ما مضى منك.
3 - العزم على ألاَّ تعود.
4 - استسماح من اغتبته إجمالاً أو تفصيلاً، وإن لم تستطع، أو كان قد مات أو
غاب، تكثر له من الدعاء والاستغفار.
7- من أبرز أسباب الغيبة :
- مجاملة الأقران والرِّفاق، ومُشاركتهم فيما يَخوضون فيه من الغيبة.
- الاستهزاء والسخرية وتحقير الآخرين.
8- الحالات التي تجوز فيها الغيبة:
التظلم
الاستعانة ف تغيير المنكر
الاستفتاء
السؤال للمصاهرة
التحذير من مبتدع والفاسق المشهور
9- قال الشاعر :
الذَّمُّ لَيْسَ بِغِيبَةٍ فِي سِتَّةٍ *** مُتَظَلِّمٍ وَمُعَرِّفٍ
وَمُحَذِّرِ
وَلِمُظْهِرٍ فِسْقًا وَمُسْتَفْتٍ وَمَنْ *** طَلَبَ الْإِعَانَةَ فِي
إِزَالَةِ مُنْكَرِ
10- الواجب على الإنسان إذا سمع أحدًا يغتاب غيره أنْ ينكرَ عليه وينصحه، ويخبره
أنَّ هذا لا يجوز، وأن الغيبة محرمة؛ لقول ﷺ : ((من ردَّ عن عرض أخيه بالغيب،
رَدَّ الله عن وجهه النار يوم القيامة))
11- مسألة غيبة الكافر فيها تفصيل يجيب عنه الشيخ سعد الخثلان قائلا :
1- إن كان الكافر حربيا فلا إشكال في جواز غيبته لأنه لاحرمة له
2- إن كانت الغيبة في أمر خلقي ( بفتح الخاء) ككبر أنفه أو طول أذنه فلا تجوز
غيبته لأنها استهزاء بخلق الله تعالى
3- إن كان الكافر معصوما( غير حربي) فتجوز غيبته فيما جاهر به من الفجور والفسق
، لأنه إذاكانت تجوز غيبة المسلم الفاسق فيما جاهر به من الفسوق فالكافر من باب
أولى
4-واختلف العلماء في حكم غيبته فيما عدا ذلك والأقرب الجواز
12- صور الغيبة :
قال النووي: ومنه قولهم عند ذكره : الله يعافينا ، الله يتوب علينا ، نسأل الله
السلامة ونحو ذلك ، فكل ذلك من الغيبة .
قال ابن تيمية: ومنهم من يخرج الغيبة في قالب التعجب فيقول : تعجبت من فلان كيف
لا يعمل كيت وكيت... ومنهم من يخرج [النية في قالب] الاغتمام فيقول: مسكين فلان
غمني ما جرى له وما ثم له.. .
ومن الصور ما انتشر مؤخراً من الحديث في أعراض المجاهدين والمحتسبين
13- أسأل الله - تعالى - بأسمائه الحسنى وصفاته أنْ يُطهِّر ألسنتنا وجوارحنا
من كلِّ ما يكره، وأن يُجمِّلها بكل ما يحب، وأن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه
الكريم
لا تنسونا من صالح دعائكم