تغريدات حول قصة "خطاب في وادي الموت"
موسى الغنامي @mgsa2006
بسم الله الرحمن الرحيم
١-بعد مطاردة من القوات الروسية استطاعوا محاصرة ١٢٠٠ شخص في واد من أودية الشيشان سمي بعد ذلك بـ "وادي الموت" !! وتوصلت المخابرات الروسية أن ٢-من بين المحاصرين في الوادي خطاب وشامل وأغلب القادة العرب والشيشانيين؛ مع لفيف كبير من الأهالي الذين طالتهم الوحشية الروسية فتركوا ديارهم ٣-المهدمة ولاذوا بالفرار مستعينين بالله ثم بالمجاهدين لإيصالهم للمناطق الآمنة ! أرس الروس أفضل قواتهم الخاصة للقضاء على المجاهدين فحاصروا ٤-الوادي حصارا خانقا جعل القادة في وضع حرج جدا خصوصا في إدارة الأهالي وحمايتهم ومنهم الأطفال والنساء مع شدة البرد وقلة المؤنة وكثافة الغابات ٥-كان خطاب يأمر الناس بألا يشعلوا النيران حتى لايستدل عليهم الروس فيقصفونهم بالطيران والأسلحة الثقيلة؛ كان القادة قرابة ٢٠قائدا يديرون الناس ٦-كان خطاب يصف سياسة الناس وحالهم في تلك الأيام بقوله: "صار لا ليلنا ليل ولا نهارنا نهار" ! توجه خطاب بمجموعة من المجاهدين للبحث عن مخلص لهم ٧-وفجأة وقعوا على ثكنة روسية للتو تخندقوا ومشطوا المكان الذي يليهم، فاطلقوا النار مباشرة فقد كانو متهيئين للقتال فكانت أول رصاصة في قلب أحد ٨-المجاهدين الذين بجوار خطاب؛ فاعطى خطاب أمره بالانتشار فكانت مواجهة غير متكافئة فمجموعة خطاب كانو ٦ أشخاص وبأسلحة خفيفة بخلاف عساكر الروس ٩-استتر المجاهدون بالاشجار وبدأوا بالتغطية على بعضهم للإنسحاب وفي هذه الأثناء دب الرعب في قلوب الروس فطلبوا المددالثقيل وحددوا موقعهم لإدارة ١٠-السلاح الثقيل وما هي إلا دقائق فإذا الصواريخ تنهمر على رؤوس الروس الذين طلبوا المدد فانسحب خطاب ومن معه . رجع خطاب وأخبر شامل بأن الطريق ١١-غير آمن فعسكر شامل ونشر المجاهدين لحماية الناس . أرسل خطاب أبو عمر النجدي ومجموعة معه لاستكشاف أحد الطرق، فضل الطريق وانقطع التواصل به ١٢-وكان الروس يشوشون على الإرسال في تلك المنطقة، فخرج خطاب ومعه أبو الوليد الغامدي لرصد الطريق فوصلوا إلى إحدى الغابات فإذا فيها نار بين ١٣-الأشجار فحسبوها للمجاهدين فأمر خطاب ألا تتقدم المجموعة حتى لايظنونهم من الروس فيطلقوا عليهم النار؛ وبعد فترة تقدم أبو الوليد وقال: ١٤-السلام عليكم فلم يجبه أحد ! فكررها ثلاث مرار فلم يجيبوه ففتح أمان السلاح ورجع للوراء وكان بينه وبينهم ٣ أمتار فقط ! عندها أرسل خطاب لهم ١٥-مجاهد شيشاني ليكلمهم -وهو لايزال يظنهم مجاهدين- فلما وصلهم الشيشاني أطلقوا عليه النار فاشتبك معهم فجرح جرحا بالغا فقام المجاهدون بالتغطية ١٦-عليه وسحبه والانسحاب من المنطقة وأثناء انسحابهم رأى خطاب تلة مطلة في الغابة فتوجه لها بمجموعته فوقعوا في كمين ثاني للروس فاشتبكوا معهم ١٧-فاستشهد أحد المجاهدين الشيشان وجرح أبو الوليد في ظهره فحمله المجاهدون وانسحبوا من المنطقة؛ فكانت المجموعة الروسية الأولى قد أبلغت إدارتها ١٨-والمجموعة الثانية كذلك فاصبحت مجموعة خطاب مطاردة من عصابتين من عصابات الروس ولكن الله سلم بنزول الثلج تلك الليلة بكثافة مما جعل المجاهدين ١٩-ينسحبون آمنين .. كان أمام خطاب خيارين لا ثالث لهما إما أن يرجع لشامل وعندها سيكتشف الروس مكان الناس وسيرتكبون فيهم مجزرة مروعة وإما أن ٢٠-ينحاز إلى الجبل والذي سمي بعد ذلك بـ "جبل الموت" ! اختار خطاب الخيار الثاني فتوجه بمجموعته للجبل وكان على تواصل مع شامل وبقية القادة ٢١-مكث خطاب هناك ٦ أيام وهو يرسل من معه لاستكشاف الطرق، فارسل أبو ذر الطائفي لاستكشاف أحد الطرق فاخبره باللاسلكي أن في أحد المنعطفات توجد ٢٢-مواقع للروس تبعد حوالي كيلو متر فأمره خطاب بالرجوع ولم تطمئن نفسه للطريق لأن العدد الذي يراد له سلوكه كبير وفيهم أطفال ونساء يمكن رصدهم ٢٣-وأثناء رجوع أبا ذر خرجت فرقة روسية استكشافية فوجدت آثار أقدام مجموعة أبي ذر على الثلج فاقتصوها حتى صعدت الجبل فحشد لها الروس قواتهم ٢٤-كان خطاب قد طلب من شامل مددا من المجاهدين لأن من معه منهكون جدا وفي اليوم التالي فاجئ الروس مجموعة خطاب بإطلاق النار وكان الوقت ظهرا فثار ٢٥-لاسلحتهم وبدأ الاشتباك فصب عليهم الروس حمم النيران فأصيب غالب المجموعة وكادت الدائرة تدور على المجاهدين إلا أن الله ساق لهم وصول المدد ٢٦-من خلف القوات الروسية فأمرهم خطاب بمناوشتهم حتى يخف الضغط عن مجموعته فاشتبك المدد بالروس وباغتوهم من مأمنهم فارتبك الروس وبدأوا باطلاق ٢٧-النار في كل جهة واصيب بعضهم بنيران بعض و واصل المدد تقدمه حتى أصبح لايفصلهم إلا أمتارمعدودة بل كان بعض المجاهدين يشتبكون مع الروس بالأيدي ٢٨-هربت هذه الفرقة وهي من قوات الكوماندوز الروسية وقتل منهم ٥٠ علجا في غضون ساعات ! أبلغ الفارون قيادتهم بأن عدد المجاهدين ٣٠٠ مجاهد !! ٢٩-وفي الواقع عدد المجاهدين لم يبلغ نصفه بل ولا ربع هذا العدد !! عندها تحرك الطيران الروسي فصب جام جنونه على المنطقة وبدأت المدفعية تقصف ٣٠-المواقع بصواريخ قراد فثارت الأرض من الصواريخ وأمطرت السماء بالحمم وشرعت أبواب الجنان للشهداءمن تلك المفرزة المباركة ! أصبحت العودة للوراء ٣١-أشبه بالمستحيل؛ وفي هذه الأثناء التي تذهل فيها العقول وتطيش منها الألباب فتح الله لأولياءه طريقا ضيقا بين أحراش الغابات فتنحوا قليلا عن ٣٢-القصف وكان هذا الأمر كرامة من الله لعباده المجاهدين ! حل الظلام وتواصل خطاب بالقائد شامل وأخبره بالوضع وأنهم أصبحوا يرون القرى المجاورة ٣٣-لكن دون ذلك موت محقق إلا أن يشاء الله لكن ضغط الناس وتأزم الوضع جعل شامل يتحرك بالناس من ليلته وفي اليوم التالي وافى خطاب ومفرزته في ٣٤-الموقع ؛ كان شامل رجلا عسكريا بارعا فقد جعل الناس أثناء تحركهم يسيرون بشكل عشوائي لجهة واحدة وربط المجموعات البشرية بقادة من المجاهدين ٣٥-لما توافدت الجموع رصدت القوات الروسية حركة غريبة في جهة من الوادي فحركت أرتالا عسكرية لتلك المنطقة وعسكرت على الطريق وكان على طرف الوادي ٣٦-نهرا حادا لايستطيع المرء تجاوزه إلا بشق الأنفس؛ كان للقائد شامل رأي في طريقة الخروج خالفه فيه خطاب وتشاد القائدان بالكلام أمام الجميع !! ٣٧-فاصبح الوضع متأزما جدا ودب اليأس عند المجاهدين فكيف بالناس ؟! وفي هذه الاثناء دوت السوخوي وهدرت المدفعية معلنة فصلا جديدا من البلاء !! ٣٨-عندها أصدر شامل أمره بموافقة خطاب بنزول المجاهدين على الطريق وترك الناس فإما أن يفتحوا لهم الطريق أو يموتوا دونهم فيعذروا ! فحمل القادة ٣٩-سلاحهم رغم جراحهم ونزلوا الميدان والسماء تنهمر بالصواريخ والأرض تتفجر بالألغام وصيحات التكبير تدوي في الوادي والأهالي يجأرون بالدعاء !! ٤٠-فكان يوما من أيام الله في الشيشان الماجدة تبايع فيها المجاهدون على الموت وقد حملوا أرواحهم دون دين الله وأعراض عباد الله . ٤١-فما إن إلتقى المجاهدون بأول مفرزة من الكوماندوز الروسي حتى جعلوهم كأمس الذاهب فلما رأت بقية المفارز الروسية القريبة ما حل بزملائهم ٤٢-دب الرعب في قلوبهم وانسحبوا من مراكزهم؛ وفي أثناء الاشتباك لمح خطاب بعينه "واد سحيق" جدا خلف المفرزة في نهايته طريق يمكن السير معه ٤٣-اخبر شامل بأن يستنفروا الناس للنزول معه؛ فلما رآه شامل عرفه ولكنه شاق جدا !! لكن: إذا لم يكن إلا المنية مركبا فما حيلة المضطر إلا ركوبها ٤٤-أمر شامل بالتحرك على وجه السرعة وراسل من بقي لحماية الأهالي بسرعة تحركهم قبل وصول الطيران الذي طلبته المفرزة لمساندتها فتحرك الناس وهم ٤٥-لايطمعون بشيء إلا السلامة؛ وعندما شاهد الأهالي الوادي وجموا ولكن حضور الطيران وقصفه لموقعهم الذي غادروه منذ دقائق جعلهم يقتحمون الوادي ! ٤٦-وبعد يوم من المسير المتواصل هلك فيه ٢٠ فرسا من أصل ٢٥ كانت مع المجاهدين وذبح المجاهدون ٤ لإطعام الناس ولم يبق معهم إلا فرس خطاب لوحده !! ٤٧-دخل المجاهدون إحدى القرى المجاورة فلما رآهم الناس بكوا لحالهم وبدأوا في اسعافهم وكان وضعهم مأساوي فكان غالب القادة يُحمل على الأكتاف من ٤٨-شدة الجراح وبعضهم تنفخت قدميه من كثرة السير بلا حذاء وبعضهم كان في حالة أشبه بفقدان الوعي من شدة الجوع ! استأذن شامل أهل القرية بالمبيت ٤٩-والاستراحة للمجاهدين لمدة يوم وكان أهل القرية يتخوفون من بطش الروس بهم إذا علموا بوجود المجاهدين؛ وبعد مناقشات استضاف أهل القرية الأهالي ٥٠-من نساء وأطفال وكانو على وشك الهلاك من الجوع والبرد والخوف وبقي المجاهدون يوما ثم غادروا القرية وللتعمية على الروس وإبعاد انظارهم ٥١-عن القرية هجموا على مفرزة روسية بعيدة عن القرية واشتبكوا معها قم انسحبوا بسرعة فتوجهت الأنظار الروسية لتلك المفرزة وما حولها وتأكدوا ٥٢-أن المجاهدين تركوا القرية وبعد مسافة بعيدة دخلوا إحدى القرى واستراحوا فيها ورجع لهم نفسهم بعد أن أخرجهم الله من بين فكي الموت المحقق !! ٥٣-وبهذا طويت واقعة من أكثر وقائع هذا العصر إثارة دارت أحداثها في وادي يقال له "وادي الموت" كان يصنع أحداثه في تلك الأيام من هم شهداء اليوم تمت .