|
بسم الله الرحمن الرحيم
1- في يوم الاحد 27 / 6 / 1411 تأخر عن درسه أكثر من نصف ساعة , ولكننا
بقينا ننتظره فهو لم ينقطع عن درسه بدون أن يخبرنا قبله باسبوع أو أكثر.
2- كان الجو في السماء غائماً , وكانت مكة ممطورة حينها , وكانت دول الخليج
تعيش حالة حرب واستنفار أمني شديد فالعراق دخل الكويت قبل ستة أشهر .
3- كان هو رأس حربة , وكان شاباً دون الأربعين وضيئ الوجه له لحية جميلة ..
تبنى يومها موقفاً مخالفاً للسائد عند الناس فوقف لوحده في الميدان ..
4- لم تكن السياسة هي شغله الشاغل , بل لم يكن يعطعيها من اهتماماته إلا
أقل من القليل , كان عاشقاً للتراث الإسلامي وللكتب عموماً وشاعراً ..
5- كان الحضور في الدرس لايزيد عن السبعين وكان مقسماً على قسمين , بعد
العصر يدرسنا العقيدة الطحاوية ثم بعد المغرب مناقشة للدرس وأسئلة عامة .
6- بعد قضية حرب الخليج أصبح المسجد يمتلئ بالناس لسماع ارائه , ولكنه أنه
قال لكثيرين إن الإهتمام بطلبة العلم ونشر العلم أولى فهو سلاح الأمة.
7- مما نقله الناس عنه ما ذكره تلاميذ العلامة الالباني في شريط لشيخهم أن
الحوالي يقول إن إهتمامي ينصب على من يحضر الدرس العلمي اكثر من غيرهم.
8- رغم سخونة الأجواء السياسية إلا أن جودة القائه لدرس الطحاوية لم تتغير
, بل طريقة الحوار وتقديم الاسئلة والتكليف بالبحوث لم تتغير أبداً .
9- أثناء شرحه للكتاب يمنتع عن الخوض في اي مسالة لاتخص الشرح , يتفرع
ويبحر ويقسم ويفرع ويرد على المخالفين ثم يتأكد من فهمنا للدرس بكل وسيلة .
10- تعلمنا منه أن علوم الشريعة يجب أن تبقى خفاقة حتى في أيام المحن
والحروب , وتعلمنا منه أن خلط الاوراق وإشغال الناشئة بالخصومات والردود
خطأ
11- كان يتقبل اسئلتنا في العقيدة وكلما تذكرتها ضحكت من بساطتها وبدائيتها
, ولكنه كان يجيب عليها باهتمام بالغ في الدرس والمسجد والشارع !!.
12- لم يكن بعيداً عنا في ملسبنا وطريقة جلوسنا وضحكاتنا , كان لايلبس
بشتاً في الدرس ابداً , وكان يتبسم للجميع ويمنع تقبيل الراس ويغضب من ذلك.
13- كان لطيفاً يحرص على السؤال عن أحوال طلابه واحوال عوائلهم , وكان يحسن
للفقراء منهم ويرعى أصحاب الحوائج ويتشفع لمن يحتاج .
14- كانت علاقته مع طلبته علاقة معلم أمين , يزرع فيهم الخلق والعلم
والحماس , فربما حدثنا من مخطوطات في العقيدة لم تطبع ويكلفنا بالبحث عنها
..
15- في ذلك اليوم الذي ذكرته لكم في أول الحديث كان يوماً مهماً لنا جميعاً
.
16- جاءنا بنفسه وأخبرنا بمنعه من القاء الدروس والمحاضرات .. ياإلهي .. هل
حقاً سوف تتركنا يا استاذ الجيل !. هل ستودعنا بعد هذه السنين !
17- جاءنا بوجه ليس الوجه الذي نعرف وكانت الشائعات تنتشر بأنه قد منع من
القاء الدروس والمحاضرات , لكنه جاء ليعلن التوقف بأدبه وخلقه الكبير ..
18- وقف في المحراب كالسيف الذي به ندوب من قراع الكتائب . يارب مالذي يحدث
؟ لقد وقف أستاذنا ولم يجلس على كرسيه كالمعتاد .. اللهم سلم سلم .
19- أيها الشباب هاهو أستاذنا وشيخنا . تأخر اليوم ولكنه جاء شاحباً . جاء
ليتلو لنا سفر الدموع والعظَمة . جاءنا ليعطينا الموعظة الاخيرة ..
20- سأحدثكم عن الموعظة الأخيرة في تلك الفترة لاحقاً باذن الله . سامحوني
على الإطالة ولكن خاطر دفعني لأخبركم عن قصة أستاذ عظيم أحببته .