بسم الله الرحمن الرحيم
١/
{ وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن }
تذكر يوسف نعمة الخروج من السجن، وأغفل نعمة الخروج من الجب، حتى لايكسر إخوانه
في محفل اللقيا !
٢/
{كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء}
أمام عاديات الفتن لاتركن لصلاحك السابق، فلا عاصم من أوارها إلا الله، فاستعن
بالله، واسأله النجاة
٣/
في يوسف نتائج تخالف مقدماتها، إخوته هموا بخفضه فارتفع، وأرادت امرأة العزيز
إذلاله فعزّ، وسرّ ذلك في ثناياها {والله غالب على أمره}
٤/
{ وجاء بكم من البدو من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي }
هنا أفخم مقامات الأدب الأخوي، سجّل الجريمة ضد الشيطان، وبرّأ إخوته !
٥/
( قضي الأمر الذي فيه تستفتيان - يوسف أيها الصديق أفتنا )
لا تتساهل في تعبير الرؤى فإنها ضرب من الفتوى
٦/
(ياصاحبي السجن أأرباب متفرقون خيرأم الله الواحد القهار) السجن والظلم والغربة
لم توقف يوسف عن مهمته الدعوية, وبعضنا يوقفه أدنى عارض!
٧/
الابتلاء أول درجة في سلم التمكين ، قال الله بعد ذكر إلقاء يوسف في غيابة
الجب، وبيعه بثمن بخس:
{ وكذلك مكنا ليوسف في الأرض…}
٨/
قالت المرأة (ليسجننّ وليكوننْ من الصاغرين) لماملكت السجن شددت النون, أما أن
تجعله صاغرا فليس بيدها فخففتها, ولم يزده السجن إلا علوا
٩/
( قال رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه ) عند الأولياء يكون الابتلاء مع نعيم
القرب من الله , أحب من الشهوة العجلى مع جحيم البعد !
١٠/
( وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين) هكذا الافتقار, لم يقل أنا
ابن الأنبياء, بل تبرأ من حوله ولجأ إلى حول الله, فعصمه
١١/
{ ماكان لنا أن نشرك بالله من شيء }
إنها استجابة الله لدعاء الجد الصالح إبراهيم عليه السلام ( واجنبني وبَنيّ أن
نعبد الأصنام )
١٢/
لما سأل الفتيان يوسف بررا سؤالهما بقولهما (إنانراك من المحسنين) إن الناس تبث
شجنها إلى من يحسن إليها، وأولى الناس بذلك هم المصلحون
١٣/
{ ياصاحبي السجن .…}
خطاب يفيض بالإلف والتودد والقرب، حافظ على قاسم مشترك مع من تتحدث معه، فهو
أدعى لأن يستمع إليك ..
١٤/
{فما حصدتم فذروه في سنبله}
إنها أخلاق الكبار، فبعد كل هذا الظلم والسجن لبضع سنين يمحضهم النصيحة لإصلاح
دنياهم ، إنه حلم الأنبياء
١٥/
{ اذكرني عند ربك ..} هبوا أنه ذكره في حينها، سيرجع يوسف خادما، لكنه تأخر بضع
سنين، ليخرج عزيزا على مصر، ففي التأخير ألطاف جليلة
١٦/
{ماكان لناأن نشرك بالله من شيء ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس ولكن
أكثرالناس لايشكرون}
إن الهداية للتوحيد أعظم منة فهل شكرناها؟
١٧/
(اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم)
لابأس أن يطلب الإنسان الولاية, إذا علم من نفسه القوة والأمانة, ولم يجد كفؤاً
يسد المكان..
١٨/
( فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي أو يحكم الله لي)
لما فرط في يوسف ولم يرجع بأخيه الثاني, ترك منصبه (كبيرهم) وفي هذا درس لكل
مسؤول
١٩/
الأولياء يتلمسون الفرج عند شدة الابتلاء، هذا الشيخ الصالح يوصي أبناءه، وقد
كفّ بصره حزَناً إثر فقد الثلاثة (ولاتيأسوا من روح الله)
٢٠/
قف هنيّة .. تذكر كل من أخطأ عليك، أو أساء إليك، ثم اغسل قلبك بماء العفو، وقل
كما قال يوسف {لاتثريب عليكم اليوم، يغفر الله لكم ..}
٢١/
لماخاف يعقوب على ابنه الثاني لجأ إلى خير ملجأ (فالله خيرحافظا وهوأرحم
الراحمين) وإنا نقولها وقلوبنا مع إخواننا
٢٢/
ثبت يوسف في الضراء، ولما تزينت له الدنيا باجتماع الشمل وتمام الملك، لم ينفك
عن سؤال الثبات في السراء، فالثبات عزيز {توفني مسلما}
٢٣/
{ فصبر جميل } قالها يعقوب في موضعين، والصبر الجميل هو الذي ليس معه شكوى إلا
لله، وهكذا كان يعقوب {إنما أشكو بثي وحزني إلى الله}
٢٤/
في محفل اللقيا قال يوسف بلسان الحال والمقال
{إن ربي لطيف لمايشاء إنه هوالعليم الحكيم}
ثق بلطف الله في كل أقداره، فإنه عليم حكيم
٢٥/
في آخرة المطاف، وبعد أن أسدل ستار الخلاف، قعّد يوسف قاعدة عظيمة تكتب بماء
العينين {إنه من يتق ويصبر فإن الله لايضيع أجر المحسنين
|