|
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله نبدأ
وعلى الله نتوكل
ومنه نستمد العون والتوفيق
[١]
هذه هي ليلة العاشر من شهر شعبان بحسب التقويم والرؤية.
[٢]
شعبان بوابة رمضان، وهو كالمقدمة بين يديه، ولذا ينبغي ترويض النفس فيه على
العبادة والطاعة من صلاة وصيام وتلاوة .. استعداداً لرمضان.
[٣]
كان السلف يستعدون لرمضان من شعبان، وكان عمروبن قيس إذادخل شعبان أغلق
حانوته وتفرغ لقراءةالقرآن.
وكان يقول: طوبى لمن أصلح نفسه قبل رمضان.
[٤]
وروي عن أنس قال: كان أصحاب محمد ﷺ إذا دخل شعبان انكبوا على المصاحف
فقرؤها وأخرجوا زكاة أموالهم تقوية للضعيف والمسكين على صيام رمضان.
[٥]
وكان النبي ﷺ يخصّه من بين الشهور بمزيد صيام، قالت عائشة: ( ما رأيتُه
استكمل صيام شهر إلا رمضان، وما رأيته أكثر صياماً منه في شعبان ).
[٦]
ولما سئل ﷺ عن سبب إكثاره من الصيام فيه قال: (هو شهر ترفع فيه الأعمال إلى
الله، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم) [أخرجه أحمد بسند لا بأس به]
[٧]
لم يكن ﷺ يصوم شعبان كله، بل كان يصوم أكثره، قال بعض العلماء: (يستحب أن
يصوم في أوله ووسطه وآخره، لا يخص شيئاً منه ولا يعمّه بصيامه).
[٨]
لا فرق في مشروعية صيام شعبان بين نصفه الأول ونصفه الثاني، وأما حديث: (إذا
انتصف شعبان فلا تصوموا) فضعيف لا يصح، وقد أنكره أحمد وغيره.
[٩]
جميع أيام شعبان في الفضل سواء، وليس ليوم النصف وليلته ميزة وفضل على بقية
أيامه ولياليه، ولم يثبت في ذلك حديث صحيح يعتمد عليه.
[١٠]
قال ابن دحية: (قال أهل التعديل والتجريح: ليس في ليلة النصف من شعبان حديث
يصح).
[١١]
وقال ابن رجب: قيام ليلة النصف من شعبان لم يثبت فيه شيء عن النبي ﷺ ولا عن
أصحابه.
[١٢]
وقال الشيخ ابن باز: إن تخصيص ليلة النصف من شعبان بالصلاة وتخصيص يومها
بالصيام بدعة منكرة عند أكثرأهل العلم وليس له أصل في الشرع المطهر
[١٣]
والقاعدة في هذا ماقاله أبو شامة: (لا ينبغي تخصيص العبادات بأوقات لم
يخصّها بها الشرع، والمكلَّف ليس له منصب التخصيص بل ذلك إلى الشارع).
[١٤]
وعليه فلا يشرع في النصف من شعبان صيام نهارها ولا قيام ليلها، ولا تشرع
فيها صلاة مخصوصة (كصلاة الألفية ولا غيرها)، ولا أدعية مخصوصة.
[١٥]
قال القرطبي في "تفسيره": ( ولـيس في ليلة النصف من شعبان حديث يعـول عليه
؛ لا في فضلها، ولا في نسخ الآجال فيها ؛ فلا تلتفتوا إليه).
[16]
وختاماً :
أيا من ضيَّع الأوقات جهلاً ** بحُرْمَتِها أَفِقْ واحذر
بَوَارَك

تم التغريد مختصراً
والحمد لله أولاً وآخراً