تغريدات حول (الاستهتار بـالحقوق الشرعية للطرق)
إبراهيم السكران @AboOmar_Sakran
1/سأتحدث الليلة عن ظاهرة مزعجة لا تليق بتاتاً بالمجتمع المسلم الراقي، وهي (الاستهتار بـالحقوق الشرعية للطرق)، دعونا نناقش الأصل ثم التطبيقات 2/من أكثر الأمور إبهاراً في شريعة الله أنها (منظومة حقوق) تأمل (حق الله على العباد، وحق العباد على الله)(حق المسلم على المسلم) والنصوص كثيرة 3/ومن الحقوق الشرعية التي كثرت فيها النصوص (حقوق الطرق) حيث جاء في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (أعطوا الطريق حقه) 4/وذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- في الصحيح من حقوق الطريق (كف الأذى) وفي رواية في صحيح مسلم أن النبي جعل من حقوق الطريق (حسن الكلام) 5/بل من انتهك حق الطرق قد يصل إلى اللعنة كما عند مسلم(اتقوا اللعانين.قالوا:وما اللعانان يارسول الله؟قال:الذي يتخلى في طريق الناس،أو في ظلهم) 6/ونهى الشارع عن اتخاذ الطرق أماكن للراحة فقال في صحيح مسلم (إذا عرّستم –أي أردتم الراحة آخر الليل- فاجتنبوا الطريق) 7/من يتصور أنك إذا أزلت أذى من الطريق فستُغفر ذنوبك! في البخاري: (بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك على الطريق فأخره، فشكر الله له، فغفر له) 8/بل بلغت منزلة(احترام حقوق الطريق)هذا الفضل في صحيح مسلم قال النبي(لقد رأيت رجلا يتقلب في الجنة،في شجرة قطعها من ظهر الطريق،كانت تؤذي الناس) 9/وقد أبدى النبي إعجابه بمن يحترمون الطرق فقال في صحيح مسلم (عرضت علي أعمال أمتي حسنها وسيئها، فوجدت في محاسن أعمالها الأذى يماط عن الطريق) 10/ ومن المقاصد العجيبة للشريعة (توسيع الطرق) وهو ما يسمى (Road Expansion) ففي البخاري (قضى النبي إذا تشاجروا في الطريق بسبعة أذرع) 11/ يقول ابن حجر في فتح الباري (والحكمة في جعلها سبعة أذرع: لتسلكها الأحمال والأثقال، دخولا وخروجا، ويسع ما لا بد لهم من طرحه عند الأبواب) 12/ بل إن دلالة المستفسرين عن الطريق شوّق النبي لها وقال في البخاري (دلّ الطريق صدقة)، فلا تدع مستفسراً إلا ساعدته: أجر ومروءة، واحتسب الأجر 13/ومساعدة المسافر (ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم: رجل كان له فضل ماء بالطريق، فمنعه من ابن السبيل)البخاري 14/ ولما استسقى النبي فكثرت الأمطار فاحتاجوا أن يستصحوا كان الدافع (مصلحة الطرق)ففي البخاري أن الرجل قال(يا رسول الله بشق المسافر ومنع الطريق) 15/بل حتى(المسجد)على شرفه وجلالة منزلته في النفوس،يشترط أن لا يضر موقعه بطريق الناس، قال البخاري(باب المسجد يكون في الطريق من غير ضرر بالناس) 16/ما مضى هو بعض النصوص التي وردت في البخاري ومسلم عن (الحقوق الشرعية للطريق) وثمة أحاديث أخرى، وأحكام فقهية، تركتها لعدم الإطالة 17/السؤال الأهم الآن:يا ترى ما مغزى هذه النصوص؟لماذا وردت هذه الفضائل العظيمة لمن يحترم حق الطريق؟ولماذا ورد هذا الوعيد لمن يستخف بحق الطريق؟ 18/هل القضية هي مجرد فضائل ووعيد مخصوصة بعمل إيماني بحت غير مرتبط بمغزى وخلفيات؟ أم أن هناك فعلاً "أفق" أبعد بكثير من هذا التصور؟ 19/يخطئ من يظن أن(حق الطريق) هو قضية شكلية مرتبطة بهوامش الأخلاق والدين، كلا، حق الطريق جزء من (السمو والرقي) الذي تربيه النصوص في شخصية المسلم 20/أحاسيس (السمو والرقي) الأخلاقي الذي يشعر بها المسلم وهو يوقر حق الطريق عبادةً لله؛ شيء في غاية الجمال النفسي الداخلي 21/حسناً .. دعونا نتناقش حول بعض الظواهر السلبية في احترام حق الطريق 22/من أبشع المشاهد حين ترى مراهقاً يفتح نافذة سيارته ثم يقذف بعلبة المرطبات لتصبغ وجه الأرض وهي تتدحرج لا تلوي على شيء 23/ومن المشاهد المحزنة في الاستخفاف بحقوق الطرق أن يرمي المتنزهون على الأرصفة بقايا عشائهم على الرصيف، يسهرون ساعات ويستخسرون دقائق التنظيف 24/ومن المشاهد المزعجة أن تؤذي الطريق بسيول الغسيل تتدفق من منزلك، أين حق الطريق؟ أين احترام جيرانك؟ أين حق المارة؟ 25/ومن الصور الكريهة أن ترى أعقاب السجائر تملأ حواف الطريق والممرات،التدخين معصية،وإيذاء الناس ببقايا سجائرك معصية أخرى،ومعصية أخف من معصيتين 26/ومن بلادة الذوق أن ترفع صوت مسجلك بأغنية لاتميز كلماتها من دوي المعازف، حتى يكاد الطريق يضطرب من الصوت! المعازف معصية والإيذاء معصية أخرى 27/ومن البجاحة وبرودة الوجه أن ترمي ببصرك تحدق في العباءة الغادية والرائحة ورسول الله يقول أن من حق الطريق (غض البصر) .. أين الرقي الإسلامي؟ 28/ومن مظاهر الرقي الإسلامي المرتبطة ب(حق الطريق) احترام (نظام المرور)، في السرعة والتجاوز والانعطاف وخط المشاة والإضاءة العالية الخ 29/هناك مشاهد كثيرة إيجابية في احترام (حق الطريق) ومشاهد سلبية مؤسفة، كلها تتصادم مع الرقي الإسلامي الذي تهذبه النصوص في الشخصية المسلمة 30/والهدف من هذه التغريدات هو محاولة فهم المغزى العميق لنصوص (حق الطريق)، والرقي الذي تبنيه في النفوس، وربط ذلك بالتطبيقات الخاطئة في حياتنا 31/كيف لأمةٍ يخاطبها نبيها بقوله (أعطوا الطريق حقه) ومع ذلك تفلس شركات التنظيف في كنس طرقاتها .. اللهم اغفر لنا تقصيرنا في وصية نبينا