تغريدات في شأن النخب الحقوقية
د. وليد الهويريني @waleed1418
بسم الله الرحمن الرحيم
- هل يمكن ( فصل) الحرية النسبيّة التي يتمتع بها حقوقيون غير إسلاميين في العالم العربي عن أصولهم الفكرية ؟ - عندما يقوم الغرب بتوفير حصانة لا بأس بها لنخب حقوقية في ظل نظم شمولية ، هل يفعل ذلك انطلاقاً من حس إنساني أم توظيف لمصلحته ؟ - منذ عشر سنوات وأكثر يلحظ المتابع أن ثمة شريحة حقوقية غير إسلامية تتمتع بحرية نسبية ودعم غير معهود من المنظمات الحقوقية الغربية - وزير الخارجية الأمريكي كولن باول وقف في إحدى كبريات العواصم العربية ليطالب بإخراج مجموعة حقوقية - يقف الرمز الإصلاحي المدعوم دولياً فيقول في النظام الشمولي مالم يقله مالك في الخمر ويقول إسلامي ما دون ذلك فينكل به فتغفو المنظمات الدولية - ليس في كلامي السابق أي طعن أو تخوين بل أحسب أن فيهم شرفاء وناصحون..ولكن لا ينبغي أن نغمض أعيننا نحن إزاء حالة تستدعي التحليل لأن لها تبعاتها - عاملان يساهمان في الدعم الغربي لمثل هذه النخب الحقوقية : ١) أن المفاهيم الإصلاحية تتفق لدى تلك النخب مع المنظومة الفكرية الغربية . - المنظومة الحقوقية الغربية فيها حق وباطل وخير وشر فليست باطلاً محضاً ومن الحق الموافق للشرع منع الاستبداد السياسي ومنع الاعتقال دون قانون .. - بعض الفضلاء ينبهر بالحق الذي تدعو له النخب ولا يدرك أن ثمة مفاهيم ليبرالية يتم حشوها في قوالب حقوقية مستثمرة الضغوط التي تعانيها الشعوب - العامل الثاني : أن الغرب يريد ترميز ( طليعة حقوقية غير إسلامية) تحتكر ميدان الإصلاح السياسي يكون لها شعبية فيحميها من سطوة النظام السياسي - في الوقت الذي يدعم الغرب هذه الطليعة الحقوقية ويضغط على النظم لئلا تقمعها ، يقوم بإعطاء الضوء الأخضر ليقوم النظام بقمع أي صوت إصلاحي إسلامي - عامة الناس لا تدرك هذه الحسابات ولكنهم يعانون مظالما واحتياجات ولا يرون صوتاً طليقاً يتحدث باحتياجاتهم بجرأة إلا صوت الطليعة الحقوقية إياها - شخصياً : أحترم وأقدر كل صوت يدعو لنصرة مظلوم ولو كان هذا الصوت من دين أو مذهب مختلف ولكني لا يمكن أن أقرأ المشهد بأكمله بسذاجة وسطحيّة . - ليس هناك أشد قمعاً من نظام الأسد في سوريا ومع ذلك كنا نسمع في منتصف الثورة حقوقيون علمانيون يجاهرون بنصرتها من قلب دمشق والأمثلة كثيرة جدا - المقصود : أن وجود نخبة حقوقية ليبرالية أو ليبرو إسلامية من أهم أدوات الغرب لنشر الأفكار بين الشعوب لأنها تتضمن العزف على وتر احتياجاتهم - وهذا ليس استنتاجاً صحويا ً:) بل نصت عليه دراسة مؤسسة راند الصادرة في ٢٠٠٧ حيث ذكر معدّوها ملحظاً مهماً يدل على عمق معرفة الغرب بمجتمعاتنا - تشير الدراسة الأمريكية أن المواطن العربي الذي يعيش هموماً متراكمة من جراء الاستبداد والفساد لا يكاد يجد متنفساً عن سخطه على إلا في المسجد - تذكر الدراسة أن منبر الجمعة احتكر لثلاثة عقود التحدث باسم الشعوب العربية المقهورة ولا بد من سحب البساط لصالح مؤسسات إصلاحية غير إسلامية - تؤكد الدراسة الأمريكية أن من ضروريات نشر قيم الليبرالية قيام مؤسسات وكوادر حقوقية تتحدث بحقوق الشعوب المسلوبة مع ضرورة حمايتها وتمويلها. - الذي يختلفون مع ما ذكرتُه احترم وجهة نظرهم ولكن عليهم لإثبات عدم صحة كلامي أن يردوا على عدد لا بأس من الدراسات البحثية الأمريكية والأوربية - الحديث ذو شجون وأشكر كل من عقب الموافق والمخالف فالمهم في تصوري ألا نتعامل مع هذه الظواهربنظرة عابرة تحت ضغط الشعور باحتقان أوضاعنا الحقوقية