|
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة
والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن ولاه
هذة تأملات من الجزء الثالث عشر من تفسير السعدي
قال تعالى ( وفوق كل ذي علم عليم ) فكل عالم , فوقة من هو أعلم منه حتى
ينتهي العلم إلى عالم الغيب والشهادة .
(قال بل سولت لكم أنفسكم أمرًا فصبرٌ جميل ) أي : ألجأ في ذلك إلى الصبر
الجميل الذي لايصحبة تسخط ولا جزع ولا شكوى للخلق .
( قال ) يعقوب ( إنما أشكوا بثي ) أي : ما أبث من كلام ( وحزني ) الذي في
قلبي ( إلى الله ) وحده لا إليكم ولا إلى غيركم .
( ولا تأيئسوا من روح الله ) فإن الرجاء يوجب للعبد السعي والاجتهاد فيما
رجاه , واليأس يوجب له التثاقل والتباطؤ .
( إنه لايأيئس من روح الله إلا القوم الكافرون )فإنهم -ولكفرهم- يستبعدون
رحمة الله ,ورحمته بعيدة منهم , فلا تتشبهوا بالكافرين
( وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ ) من جميع المكاره
والمخاوف , فدخلوا في هذة الحال السارة .
( إن ربي لطيفٌ لما يشآء ) يوصل بره وإحسانه إلى العبد من حيث لايشعر .
(إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ ) من النعمة والإحسان ورغد العيش
(حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ) بأن ينتقلوا من الإيمان إلى الكفر
ومن الطاعه إلى المعصية
يقول تعالى: { هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا } أي:
يخاف منه الصواعق والهدم وأنواع الضرر، على بعض الثمار ونحوها ويطمع في
خيره ونفعه،
{ وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ } بالمطر الغزير الذي به نفع العباد
والبلاد.
{ وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ } وهو الصوت الذي يسمع من السحاب
المزعج للعباد، فهو خاضع لربه مسبح بحمده،
{ و } تسبح { الْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ } أي: خشعا لربهم خائفين من
سطوته،
{ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ } وهي هذه النار التي تخرج من السحاب،
{ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ } من عباده بحسب ما شاءه وأراده وَهُوَ
شَدِيدُ الْمِحَالِ أي: شديد الحول والقوة فلا يريد شيئا إلا فعله، ولا
يتعاصى عليه شيء ولا يفوته هارب.
ختامًا أسأل الله التوفيق والسداد وأن يرزقنا وإياكم القبول والإخلاص
أطيب تحيه من أخوكم : عبدالله المرشدي
( @ggoo62 )