مع تحيات موقع موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة www.55a.net
معجزات خارقة
متفرقة
1-
تسبيح الطعام : قال
عبدالله بن مسعود - وهو يتكلم عن المعجزات في عهد
النبي صلى الله عليه وآله وسلم :- وَلَقَدْ كُنَّا نَسْمَعُ تَسْبِيحَ
الطَّعَامِ وَهُوَ يُؤْكَلُ(289) . 2-
معرفته بلحم شاة أخذت بغير إذن أهلها :
عَنْ
جَابِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ
وَأَصْحَابَهُ مَرُّوا بِامْرَأَةٍ فَذَبَحَتْ لَهُمْ شَاةً وَاتَّخَذَتْ
لَهُمْ طَعَامًا ، فَلَمَّا رَجَعَ قَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ : إِنَّا
اتَّخَذْنَا لَكُمْ طَعَامًا فَادْخُلُوا فَكُلُوا ، فَدَخَلَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ، وَكَانُوا
لاَ يَبْدَءُونَ حَتَّى يَبْتَدِئَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وآله فَأَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ
لُقْمَةً فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يُسِيغَهَا ،
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ :- هَذِهِ شَاةٌ
ذُبِحَتْ بِغَيْرِ إِذْنِ أَهْلِهَا ، فَقَالَتْ الْمَرْأَةُ يَا رسول اللَّهِ إِنَّا لاَ
نَحْتَشِمُ(290)
مِنْ آلِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ وَلاَ يَحْتَشِمُونَ مِنَّا ، نَأْخُذُ
مِنْهُمْ ، وَيَأْخُذُونَ مِنَّا.(291) 3-
تكثير المال ببركته صلى الله عليه وآله وسلم : كان على
سَلْمَانَ الفارسي رضي الله عنه مال ، فأعطاه النبي صلى الله عليه وآله وسلم
قطعة من الذهب فاستقلّها سلمان وقال:- وَأَيْنَ تَقَعُ هَذِهِ مِنِ الَّذِي
عَلَيَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قال : خُذْهَا ، فإن الله سيؤدي بها عنك ،
فَأَخَذْتُهَا فوزنت لهم منها – والذي نفس سلمان بيده- أربعين أوقية.
(292) 4-
حصول الضوء في العصا لبعض أصحابه : عَنْ
أَنَسٍ بن مالك : أن عباد بن بشر وأُسيد بن حضير خرجا من عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في
ليلة ظلماء حِنْدِس(293)
فكان مع كل واحد منهما عصا فأضاءت عصا أحدهما كأشد شيء ، 5-
الذاكرة الخارقة لأبي هريرة رضي الله عنه : كان
أبو هريرة رضي الله عنه يشتكي أنه ينسى كثيراً من أحاديث النبي صلى الله عليه
وآله وسلم ، ثم إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال ذات يوم : من يبسط
رداءه حتى اقضي مقالتي ثم يقبضه فلن ينسى شيئا سمعه مني! قال أبو هريرة :
فبسطت بُرْدة كانت علىَّ ، فوالذي بعثه بالحق ما
نسيت شيئا سمعته منه (295) . وهذا
الحديث من علامات النبوة ؛ لأن أبا هريرة كان أحفظ الناس بعد ذلك للأحاديث
النبوية في عصره ، وقد أجمع أهل الحديث على أنه أكثر الصحابة
حديثاً. قال
الشافعي : أبو هريرة أحفظ من روى الحديث في دهره ، قال أبو الزعيزعة كاتب مروان : أرسل
مروان إلى أبي هريرة فجعل يحدثه - وكان أجلسني خلف
السرير أكتب ما يحدث به - حتى إذا كان في رأس الحول أرسل إليه فسأله ، وأمرني
أن انظر فما غير حرفاً عن حرف(296) . 6-
إسماعُ اللهِ الصحابة صوت النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهم في منازلهم :
قال
عبدالرحمن بن معاذ التيمي رضي الله عنه : خطبنا رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم بمنى، ففُتِحَت أسماعنا حتى كنا نسمع ما يقول ونحن في منازلنا ،
فطفق يعلمهم مناسكهم… الحديث(297). 7-
عاقبة النصراني المستهزئ : روى
أَنَسٍ رَضِي اللَّه عَنْه قَالَ : كَانَ رَجُلٌ نَصْرَانِيًّا فَأَسْلَمَ
وَقَرَأَ الْبَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَ فَكَانَ يَكْتُبُ لِلنَّبِيِّ صلى الله
عليه وآله وسلم ، فَعَادَ نَصْرَانِيًّا ولحق بأهل الكتاب، فأُعجبوا به
ورفعوه ، فَكَانَ يَقُولُ : مَا يَدْرِي مُحَمَّدٌ إِلاَّ مَا كَتَبْتُ لَهُ
!! فَأَمَاتَهُ اللَّهُ فَدَفَنُوهُ فَأَصْبَحَ
وَقَدْ لَفَظَتْهُ الأرْضُ ، فَقَالُوا : هَذَا فِعْلُ مُحَمَّدٍ
وَأَصْحَابِهِ لَمَّا هَرَبَ مِنْهُمْ نَبَشُوا
عَنْ صَاحِبِنَا فَأَلْقَوْهُ! فَحَفَرُوا لَهُ
فَأَعْمَقُوا ، فَأَصْبَحَ وَقَدْ لَفَظَتْهُ
الأرْضُ فَقَالُوا : هَذَا فِعْلُ مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ ، نَبَشُوا عَنْ صَاحِبِنَا لَمَّا هَرَبَ مِنْهُمْ
فَأَلْقَوْهُ !! فَحَفَرُوا لَهُ وَأَعْمَقُوا لَهُ فِي الأرْضِ مَا اسْتَطَاعُوا،
فَأَصْبَحَ وَقَدْ لَفَظَتْهُ الأرْضُ فَعَلِمُوا أَنَّهُ لَيْسَ مِنَ
النَّاسِ فَأَلْقَوْهُ ، وتركوه منبوذا(298). 8-
خاتم النبوة : ويلحق بالخوارق ما وجد من علامة على ظهره الشريف صلى الله عليه وآله وسلم تدل على نبوته ، وقد كان أهل الكتاب يعلمون هذه العلامة ، وذكر أحد علمائهم ذلك لسلمان الفارسي رضي الله عنه ليعرف بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ولما ذهب سلمان إلى المدينة النبوية تحقق من ذلك فرأى الخاتم ، ورأى الخاتم أيضاً جماعة من الصحابة. فعن السَّائِبَ بْنَ يَزِيدَ يَقُولُ ذَهَبَتْ بِي خَالَتِي إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم ، فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ ابْنَ أُخْتِي وَجِعٌ ، فَمَسَحَ رَأْسِي وَدَعَا لِي بِالْبَرَكَةِ ، ثُمَّ تَوَضَّأَ فَشَرِبْتُ مِنْ وَضُوئِهِ ، ثُمَّ قُمْتُ خَلْفَ ظَهْرِهِ فَنَظَرْتُ إِلَى خَاتَمِ النُّبُوَّةِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ مِثْلَ زِرِّ الْحَجَلَةِ(299) وقد
رأى خاتم النبوة من الصحابة أيضاً : جابر
بن سمرة(300)
وأبوزيد الأنصاري(301)
وعبدالله بن سرجس(302)
وغيرهم(303) رضي الله عنهم أجمعين. ووجود
هذه العلامة الخلقية المطابقة لما ورد في كتب أهل الكتاب أمر لا يقدر عليه
إلا الخلاق سبحانه . استجابة
الله عزوجل لدعائه صلى الله عليه وآله وسلم :
ومن
علامات تصديق الله لنبيه أن يجيب دعاءه إذا دعاه في عظيم المطالب ومادونها ، وقد كان هذا ظاهراً في علاقة الرسول صلى الله
عليه وآله وسلم بربه فما كان يخيّب دعوته ، وما كان الله ليستجيب دعاء من
يدعي النبوة كذباً وزوراً، بل لقد أكرم الله اتباعه صلى الله عليه وآله وسلم بإجابة دعائهم، وإن كانت
دعوات غيره منها ما يستجاب له ومنها مالا يستجاب
له . وكرامات
اتباعه شهادة من الله له بصدق رسالته ، وإن كان
فضل الله وكرمه يشمل جميع المضطرين من عباده كما قال تعالى : (النمل:62) لأن
المضطر قد علم أن لا ملجأ له إلا إلى الله فيجيبه بعظيم كرمه ، لكن ذلك لا
يكون بصفة متكررة للكافرين ولا بصفة دائمة للمؤمنين
. أ-
استجابة دعائه في الاستسقاء : عن
أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه : أَنَّ رَجُلاً دَخَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ
مِنْ بَابٍ كَانَ وِجَاهَ الْمِنْبَرِ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله
وسلم قَائِمٌ يَخْطُبُ ، فَاسْتَقْبَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله
وسلم قَائِمًا فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! هَلَكَتْ الْمَوَاشِي
وَانْقَطَعَتْ السُّبُلُ فَادْعُ اللَّهَ يُغِيثُنَا ، قَالَ فَرَفَعَ
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم يَدَيْهِ فَقَالَ : اللَّهُمَّ
اسْقِنَا ، اللَّهُمَّ اسْقِنَا ، اللَّهُمَّ اسْقِنَا ، قَالَ أَنَسُ : ولا
وَاللَّهِ مَا نَرَى فِي السَّمَاءِ مِنْ سَحَابٍ ولا قَزَعَةً(304)
ولا شَيْئًا وَمَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ سَلْعٍ(305)
مِنْ بَيْتٍ ولا دَارٍ ، قَالَ فَطَلَعَتْ مِنْ وَرَائِهِ سَحَابَةٌ مِثْلُ
التُّرْسِ فَلَمَّا تَوَسَّطَتْ السَّمَاءَ انْتَشَرَتْ ثُمَّ أَمْطَرَتْ ،
قَالَ : وَاللَّهِ مَا رَأَيْنَا الشَّمْسَ سِتًّا ، ثُمَّ دَخَلَ رَجُلٌ
مِنْ ذَلِكَ الْبَابِ فِي الْجُمُعَةِ الْمُقْبِلَةِ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى
الله عليه وآله وسلم قَائِمٌ يَخْطُبُ فَاسْتَقْبَلَهُ قَائِمًا، فَقَالَ :
يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلَكَتْ الأمْوَالُ وَانْقَطَعَتْ السُّبُلُ فَادْعُ
اللَّهَ يُمْسِكْهَا قَالَ : فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله
وسلم يَدَيْهِ ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا ولا عَلَيْنَا اللَّهُمَّ عَلَى
الآكَامِ(306)
وَالْجِبَالِ وَالآجَامِ(307)
وَالظِّرَابِ(308)
وَالأوْدِيَةِ وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ ، قَالَ: فَانْقَطَعَتْ وَخَرَجْنَا
نَمْشِي فِي الشَّمْسِ .(309) . ومن
يملك تكوين المطر في الجو الجاف وإنزاله إلا الله سبحانه وتعالى وعلى إثر
دعاء رسوله عطاءً وإمساكاً ، وتلك الاستجابة الإلهية لا تكون لمن يدعي النبوة
ويفتري على الله الكذب . وفي
رواية أخرى عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أيضاً : أن النبي صلى الله عليه وآله
وسلم لم ينـزل عن منبره حتى وقعت قطرات من المطر على لحيته ، وأنه عندما دعا
الله أن يمسك المطر بقيت المدينة محاطة بالسحاب في مثل الإكليل ، ولم يأت أحد
من جهة من الجهات إلا حدث بالمطر الغزير وسال وادي قناة(310)
شهراً.(311) وقال
عمر رضي الله عنه : خرجنا إلى تبوك في قيظ(312)
شديد فنزلنا منزلاً أصابنا فيه عطش حتى ظننا أن رقابنا ستنقطع ، حتى إن كان
الرجل ليذهب يلتمس الماء فلا يرجع حتى يظن أن رقبته ستنقطع ، حتى إن الرجل
ينحر بعيره فيعصر فَرْثَه فيشربه ويجعل ما بقي على كَبِدِه ، فقال أبو بكر
الصديق : يا رسول الله إن الله قد عودك في الدعاء خيراً فادع لنا ، فقال :
أتحب ذلك ؟ قال : نعم ، فرفع يده فلم يرجعهما حتى
قالت السماء(313)
فأظلمت ثم سكبت فملأوا ما معهم ثم ذهبنا ننظر فلم
نجدها جازت العسكر(314). ب-
استجابة دعائه صلى الله عليه وآله وسلم فيما دعا فيه
:
لقد
كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مستجاب الدعوة فيما يدعو فيه ربه من
قضاء الحوائج وتفريج الكرب وشفاء المرض وتحقيق المطالب وحلول البركة، حتى
تواتر هذا الأمر عنه ، فكان ذلك شاهداً من حاله بتصديق الله له بإجابة دعائه
: وحوادث إجابة دعائه صلى الله عليه وآله وسلم كثيرة :
منها
: أنه لما قدم المدينة كانت من أوبأ أرض الله كما قالت عائشة رضي الله عنها
فدعا الله أن ينقل حمى المدينة إلى الجحفة(315)
وأن يجعل المدينة صحيحة فكان ذلك(316). ودعا
الله لأم أبي هريرة أن تسلم ، فلما رجع أبو هريرة إلى البيت أعلنت
إسلامها(317) . ودعا
لعبدالله بن عباس بالفقه في الدين(318) ، فأصبح أحد علماء الأمة ، حتى لقب بحبر الأمة وترجمان القرآن
. ودعا
لأنس بن مالك بالمال والولد والبركة في ذلك ، فكان من أكثر الأنصار مالاً
وولداً.(319) ودعا
للسائب بن يزيد بالبركة ، فبلغ أربعاً وتسعين سنة
وهو جلد معتدل يتمتع بسمعه وبصره.(320) ودعا
لقبيلة دوس بالهداية(321)
، فهداهم الله بعد أن أبوا الإسلام.(322) ودعا
لأم خالد بنت خالد بن سعيد بطول العمر وهي صبية ، فبقيت حتى ذكر من
بقائها.(323) ودعا
لأبي زيد بن أخطب ومسح على وجهه ، فعاش مائة
وعشرين سنة وليس في رأسه إلا شعرات بيض.(324) ودعا
لعروة البارقي بالبركة في صفقة يمينه ، فكان كثير
الربح(325)
وكذلك عبدالله بن جعفر.(326) واشتكى
إليه جرير بن عبدالله أنه لا يثبت على فرسه، فدعا
الله له فلم يسقط عن فرس بعد ذلك.(327)واشتكى
إليه علي بن أبي طالب ضعف الخبرة في القضاء ، فدعا له بالبصيرة في القضاء،
قال علي: فما شككت في قضاء بعد هذا(328). ودعا
له أيضاً بالشفاء من مرض ألمَّ به ، قال علي : فما اشتكيت ذلك الوجع
بعد(329) . واستأذنه شاب في الزنا فصرفه عن ذلك بأسلوب حكيم(330) – ثم دعا له بتحصين فرجه فكان ذلك الفتى لا يلتفت إلى شيء(331) ودعا
لطفل صغير بالهداية عندما خير بين أبيه المسلم وأمه الكافرة فاختار أباه
المسلم.(332)ودعا
الله عز وجل أن يعز الإسلام إما بعمر بن الخطاب أو بعمرو بن هشام فاستجاب
الله له وهدى عمر بن الخطاب في اليوم الثاني(333) . ودعا
لقبيلة ثقيف بالهداية(334)
، فأقبلوا مهتدين بعد أن حاربوا المسلمين(335) . ودعا
لأصحابه يوم بدر بالرزق ففتح الله عليهم بعد ذلك(336) . ودعا
لجُعيل الأشجعي بالبركة
في فرسه وكانت عجفاء ضعيفة ، فأصبحت تسابق الناس
وباع مما أنتجته بمال كثير(337) . ودعا
لأم المؤمنين أم سلمة بأن يذهب الله
غيرتها(338)
، فاستجاب الله سبحانه له(339). ودعا
الله أن يعين أصحابه الذين توجهوا لقتل كعب بن الاشرف الذي آذى المسلمين فنجحوا في مهمتهم ، رغم تحصنه
وصعوبة النيل منه(340) .إلى
غير ذلك من أنواع الدعوات لمن دعا لهم(341) . وقد
حصل ذلك في حوادث متعددة ، فمن ذلك أنه دعا على الكفار حين رأى منهم إدباراً
عن الحق ، فقال : اللهم سبع كسبع يوسف، فأخذتهم سنة حصت كل شئ حتى أكلوا الجلود
والميتة والجيف، وينظر أحدهم إلى السماء فيرى الدخان من الجوع.(342) ودعا
على سبعة من قريش كانوا يهزءون به وبالإسلام ، فقال عبدالله بن مسعود إنه رآهم صرعى في قليب بدر(343) . ودعا
على عامر بن الطفيل(344) عندما
هدد بغزو المدينة ، فأصابته غدة(345) ومات على ظهر فرسه.(346) ودعا
على رجل تكبر وأبى أن يأكل بيمينه زاعماً أنه لا يستطيع ، فقال : لا استطعت
!! فما رفعها إلى فيه.(347) وكان
ابن أبي لهب يسب النبي صلى الله عليه وآله وسلم فدعا عليه النبي صلى الله
عليه وآله وسلم قائلاً: اللهم سلط عليه كلبك ، فخرج إلى الشام تاجراً فنـزل
منـزلاً فقال : إني أخاف دعوة محمد ، فطمأنه رفاقه وناموا حوله وجعلوه وسطهم ، فجاء الأسد ودخل إليه قاصداً
إياه فافترسه(348) . إلى
غير ذلك من دعواته صلى الله عليه وآله وسلم على من
دعا عليهم(349) . وإجابة
دعواته على من كفر به شهادة من الله على صدق
رسالته ، وعلى أن الكفر به جريمة يستحق صاحبها العقوبة
. ولقد شهد المؤمنون والكافرون إجابة الله لدعاء الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في خرق السنن المعتادة له، وفي إكرام من دعا لهم ، وفي الانتقام ممن دعا عليهم ، وكان ذلك سبباً في قوة إيمان المؤمنين وفي إقناع المتشككين والكافرين برسالته، وحفظ جيل الصحابة تلك الوقائع بأسماء أصحابها وأماكنها وظروفها وأبلغوها إلى التابعين ، وحملها التابعون عنهم إلى من بعدهم بتوثيق دقيق كما سبق بيانه ويستحيل
أن يتحقق ذلك التأييد من الله لمن يدعي الكذب عليه ويفتري دعوى الرسالة وليس
بمرسل . وهكذا تشهد
الخوارق للعادات والسنن الكونية التي جاء ذكرها في كتاب الله بأن
محمداً هو رسول الله المصدق من الله
بخرق السنن تأييداً له ، كانشقاق القمر وحادثة الإسراء ، ونصره له أثناء
الهجرة، وفي غزوة بدر بإنزال المطر وإلقاء النعاس على أتباعه. وإنزال
الملائكة للقتال معهم ، وإرسال الريح على أعدائه والجنود التي لا ترى كما في
غزوة الأحزاب ، وغيرها من الحوادث . ولقد
استفاضت الأخبار في زمن الصحابة بوقائع تأييد الله لرسوله بخرق العادات
والسنن الكونية بما يعد شهادة من الله له وتصديقاً لرسالته ، وقد حفظ
المسلمون هذه الوقائع في كتب الحديث بأدق مقاييس الحفظ والتوثيق التي لا تعرف
البشرية لها مثيلاً ، مما جاء مفصلاً لما ذكره القرآن من المعجزات أو التي
انفردت بها السنة من الحوادث الكثيرة التي وقعت للرسول وأصحابه كحوادث تكثير
الطعام القليل حتى يكفي حاجة المجموعات أو المئات أو الآلاف من أصحاب رسول
الله في إقامتهم أو أثناء رحلاتهم وغزواتهم أو تعرض بعضهم لقلة الطعام
. وكحوادث نبع الماء من إناء صغير من بين أصابعه حين يضع يده فيه حتى يسقي منه جيش بأكمله، أو مباركة الماء في أوعيته أو منابعه وكحوادث
حفظ الله له من المتآمرين عليه لقتله أو تسميمه ، وشفاء الله لمن يدعو له من
المرضى أو المصابين . وكحوادث
استجابة الشجر لأمره ، وحنين الجذع حزناً على فراقه . وشهادة الحيوان بنبوته،
وتخاطب الحيوانات معه ، وتسبيح الطعام بين يديه ، وإضاءة العصا لبعض أصحابه ،
واستجابة الله لدعائه دون أن يخيبه ، وتغيير الكثير من السنن له إجابة لدعوته
ولمن دعا لهم أو دعا عليهم . وهذه الدلائل وأمثالها هي التي كانت سبباً لزيادة الإيمان واليقين عند المسلمين كما كانت سبباً في تحول الكفار من العداء الشديد والكراهية المستحكمة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى الإيمان به والحبّ له أكثر من حب الآباء والأبناء ، وحملتهم على تقديم الأرواح والمهج للذبّ عنه ونشر دينه الذي بعث به . (289) أخرجه البخاري ك/ المناقب ب/ علامات النبوة ،
والترمذي ك/ المناقب ب/ في آيات إثبات نبوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم
وابن خزيمة في صحيحه
1/102 والدارمي في السنن 1/28 والشاشي في مسنده 1/359 وأحمد في المسند 1/460 وأبو يعلى
في مسنده 9/253 واللالكائي في اعتقاد أهل السنة
4/803 وأبو الشيخ الأصبهاني بنحوه في العظمة 5/1725 واللالكائي في كرامات
الأولياء 1/134 والفريابي في دلائل النبوة ص68
والأصبهاني في دلائل النبوة أيضاً 1/120 وغيرهم .
(290) لا نحتشم : لا نستحي .
(291) أخرجه أبو داود ك/ البيوع ب/ في
اجتناب الشبهات وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود 2/641 والأرناؤوط في تخريجه جامع الأصول 11/392 والحاكم في
المستدرك 4/262 وقال صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه وأحمد في مسنده 3/351
واللفظ له والبيهقي في السنن الكبرى 5/335 والدراقطني في سننه 4/285-286
. (292) الأوقية وزن معين يساوي من
الذهب أربعة دنانير ، والدينار يساوي أربعة جرامات وربعاً من الذهب تقريباً ،
والحديث أخرجه أحمد في المسند 5/444 وإسناده حسن كما في تحقيق المسند 39/147
. (293) حِنْدِس : شديدة الظلمة .
(294)
أخرجه
البخاري ك/ مناقب الأنصار ب/ منقبة أسيد بن حضير
وعباد بن بشر وابن حبان في صحيحه 5/378 واللفظ له،
عدا جملة : حتى وصل إلى أهله، فهي في البخاري بمعناها والنسائي في السنن
الكبرى 5/68 والطيالسي في مسنده 1/271 والبيهقي في الاعتقاد ص310 ومعمر بن راشد في الجامع
11/280 وأحمد في مسنده 3/137 وعبد بن حميد في مسنده 1/372 من المنتخب وغيرهم
وانظر فتح الباري 7/125. (295) أخرجه البخاري ك/ العلم ب/ حفظ
العلم ومسلم ك/ فضائل الصحابة ب/ من فضائل أبي هريرة والترمذي ك/ المناقب ب/
مناقب لأبي هريرة والنسائي في السنن الكبرى 3/439 والحميدي في مسنده 2/483 ، والطبراني في الأوسط 1/247
بنحوه وقد أخرج الحديث غير هؤلاء فانظر للتوسع في
تخريجه الإصابة للحافظ ابن حجر 7/436-438
. (296) انظر الإصابة في تمييز الصحابة
للحافظ ابن حجر 7/431، 433، 438 . (297) أخرجه أبو داود ك/ المناسك ب/ ما يذكر الإمام في خطبته بمنى
والنسائي ك/ مناسك الحج ب/ ما ذكر في منى وأحمد في المسند 4/61 والبيهقي في السنن الكبرى 5/127 وابن قانع في معجم
الصحابة 2/151، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود 1/369
. (298) أخرجه البخاري ك/ المناقب ب/
علامات النبوة في الإسلام ومسلم ك/ صفات المنافقين وأحكامهم وأبو يعلى في
مسنده 7/22 وأحمد في مسنده 3/222 وعبد بن حميد في مسنده 1/381 من المنتخب
وانظر فتح الباري 6/625. (299) أخرجه البخاري ك/ المرضى ب/ من
ذهب بالصبي المريض ليدعى له ومسلم ك/ الفضائل ب/ إثبات خاتم النبوة وصفته
ومحله من جسده صلى الله عليه وآله وسلم والترمذي ك/ المناقب ب/ في خاتم
النبوة . (300) أخرجه مسلم ك/ الفضائل ب/ إثبات
خاتم النبوة … (301) أحمد في المسند 5/77 والحاكم في المستدرك 2/663
وقال : صحيح الإسناد ولم يخرجاه . (302) مسلم ك/ الفضائل ب/ إثبات خاتم
النبوة . (303) للإطلاع على عدد من الروايات في
وصف خاتم النبوة ، انظر دلائل النبوة للبيهقي
1/259-267 وروى فيه أن رجلاً يهودياً أراد الإطلاع على ذلك الخاتم ، قال :
وإنما كانوا يبحثون عن ذلك لأنه مكتوب عندهم
بصفته. (304) ولا قزعة : قطعة من الغيم .
(305) سَلْع : جبل في المدينة
. (306) الآكام : جمع أكمة وهي الراعية
. (307) الآجام : جمع أجم وهو الحصن .
(308) الضراب : الجبال الصغار .
(309) أخرجه البخاري ك/ الاستسقاء ب/
الاستسقاء في المسجد الجامع. واللفظ له ، ومسلم ك/ صلاة الاستسقاء ب/ الدعاء
في الاستسقاء . (310) أحد وديان المدينة .
(311) أخرجه البخاري ك/ الاستسقاء ب/
من تمطر حتى يتحادر المطر على لحيته ، وانظر ب/
الدعاء إذا كثر المطر: حوالينا ولا علينا .
(312) القيظ : الحر الشديد .
(313) يعني تحرك السحاب فيها فأظلمت
. (314) أخرجه ابن خزيمة في صحيحه 1/53
. (315) الجحفة : قرية بين مكة والمدينة .
(316) أخرجه البخاري ك/ الدعوات ب/ الدعاء يرفع الوباء والوجع وفي الحج باب كراهية النبي أن تعرى المدينة ، ومسلم ك/ الحج ب/ الترغيب في سكنى المدينة والصبر على لأوائها (317)
أخرجه
مسلم ك/ فضائل الصحابة ب/ من فضائل أبي هريرة ، وأحمد باقي مسند المكثرين
. (318) أخرجه البخاري ك/ الوضوء ب/ وضع
الماءعند الخلاء ، وأحمد في مسند بني هاشم بداية
مسند عبدالله بن العباس
. (319) أخرجه البخاري ك/ الصوم ب/ من
زار قوماً فلم يفطر عندهم ، وأحمد في باقي مسند المكثرين مسند أنس بن مالك ،
قال أنس:- فإني لمن أكثر الأنصار مالاً ، وحدثتني ابنتي أمينة أنه دفن لصلبي
مقدم حجاجٍ البصرة بضع وعشرون ومائة ، انظر صحيح
البخاري ك/ الصوم ب/ من زار قوماً فلم يفطر عندهم
. (320) أخرجه البخاري ك/ الوضوء ب/
استعمال فضل وضوء الناس ، ومسلم ك/ الفضائل ب/ إثبات خاتم النبوة وصفته ومحله
من جسده . (321) أخرجه البخاري ك/ الجهاد والسير
ب/ الدعاء للمشركين بالهدى ليتألفهم ، ومسلم ك/
فضائل الصحابة
ب/ من فضائل غفار وأسلم وجهينة وأشجع ومزينة وتميم
. (322) قال الحافظ ابن حجر : وقع مصداق
ذلك يعني الدعوة لهم بالهداية ، فذكر ابن الكلبي أن حبيب بن عمرو بن حثمة الدوسي كان حاكماً على
دوس ، وكان يقول : إني لأعلم أن للخلق خالقاً لكني
لا أدري من هو ؟ فلما سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم خرج إليه ومعه خمسة
وسبعون رجلاً من قومه فأسلم وأسلموا ، فتح الباري 8/102 بتصرف
. (323) أخرجه البخاري ك/ الجهاد والسير
ب/ من تكلم بالفارسية والرطانة ، وأبو داود ك/ اللباس ب/ فيما يدعى لمن لبس
ثوب جديداً ، وأحمد في باقي مسند الأنصار حديث أم خالد بن خالد بن سعيد بن
العاص . (324) أخرجه الترمذي ك/
المناقب ب/ في آيات إثبات نبوة النبي وما قد خصه الله عزوجل ، وذكره الألباني في صحيح سنن الترمذي 3/193
. (325) أخرجه أبو داود ك/ البيوع ب/ في
المضارب يخالف ، وأحمد في المسند 4/376 وإسناده صحيح على شرط البخاري كما في
تحقيق المسند 32/100-102 وانظر الكلام على اسناده
هنالك . (326) مسند أحمد 1/204 ، وابن سعد
4/36-37 والنسائي في الكبرى 8604 وَ أبوداود مختصراً وإسناد أحمد على شرط مسلم ، انظر تحقيق
المسند 3/279 . (327) أخرجه البخاري ك/ المغازي ب/ غزوة ذي الخلقية ، ومسلم ك/ فضائل الصحابة ب/
من فضائل جرير بن عبدالله
. (328) أخرجه الحاكم في المستدرك 3/145
وقال : صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وأحمد في المسند ، وهو حديث صحيح كما
في تحقيق المسند 2/68،356 . (329) مسند أحمد 1/83 ، وصححه ابن حجر كما
في تحقيق المسند 2/69 . (330) حيث قال له :- أدنه ، فدنا منه
قريباً، فقال: أتحبه لأمك قال: لا والله جعلني فداك، قال: ولا الناس يحبونه
لأمهاتهم ثم سأله هل يحبه لابنته أو أخته أو عمته أو خالته فأجاب بالنفي،
فأعلمه أن الناس كذلك لا يحبونه لبناتهم ولا لاأخواتهم ولا لعماتهم ولا لخالاتهم ثم وضع يده عليه
وقال: اللهم أغفر ذنبه وحصن فرجه، فكان الفتى لا يلتفت إلى شيُ
. (331) مسند أحمد 5/256-257 والطبراني
في الكبير وإسناده صحيح كما في تحقيق المسند 36/545
. (332) أخرجه ابن ماجه ك/ الأحكام ب/
تخيير الصبي بين أبوية ، وأحمد في باقي مسند الأنصار من حديث أبي سلمة الأنصاري ، وصححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه
2/41 . (333) أخرجه الترمذي ك/ المناقب ب/ في
مناقب عمر بن الخطاب ، وابن ماجه ك/ المقدمة ب/ فضل عمر ، وأحمد في مسند
المكثرين من الصحابة والحاكم في المستدرك 3/574، وصححه الألباني في سنن
الترمذي 3/204. (334) مصنف ابن أبي شيبة 6/423 . (335) البخاري ك/ المغازي ب/ قوله تعالى: ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم ..
. (336) المستدرك 2/144 وقال : صحيح على
شرط الشيخين ولم يخرجاه ، وأحمد وأبو داود والبيهقي . (337) النسائي في السنن الكبرى 5/253
، وصحح إسناده الحافظ ابن حجر في الإصابة 1/490
. (338) النسائي في السنن الكبرى 3/286
. (339) ففي مسند أبي يعلى 12/338 :
فكانت في النساء كأنها ليست منهن لا تجد ما يجدن من الغيرة
. (340) أخرجه البخاري ك/ المغازي ب/ قتل كعب بن الأشرف
، ومسلم ك/ الجهاد والسير ب/ قتل كعب بن الأشرف
طاغوت اليهود . (341) للاستزادة انظر دلائل النبوة
لسعيد باشنفر 1/355-480 ، 2/497-536
. (342) أخرجه البخاري ك/ الجمعة ب/
دعاء النبي أجعلها عليهم سنين كسنين يوسف ، ومسلم ك/ صفة القيامة والجنة
والنار ب/ الدخان ، ورؤيتهم الدخان إما من بخار حرارة الأرض ، أو لتخيلهم ذلك
من شدة الجوع كما ذكره الحافظ ابن حجر في شرح الحديث
. (343) أخرجه البخاري ك/ الوضوء ب/ إذا
ألقي على ظهر المصلي قذر أو جيفة لم تفسد عليه ، ومسلم ك/ الجهاد والسير ب/
ما لقي النبي من أذى المشركين. والسبعة الذين دعا عليهم الرسول صلى الله عليه
وآله وسلم هم : عمرو بن هشام ، وعتبة بن ربيعة ، وشيبة بن ربيعة ، والوليد بن عتبة ، وأمية بن خلف ،
وعقبة بن أبي معيط ، وعمارة بن الوليد .
(344) المستدرك 4/92
. (345) الغدة : العقدة في الجسم يطيف بها الشحم . (346) أخرجه البخاري ك/ المغازي ب/ غزوة الرجيع ورعل وذكوان
… (347) أخرجه مسلم ك/ الأشربة ب/ آداب الطعام والشراب وأحكامها ، وأحمد في أول
مسند المدنيين أجمعين من حديث سلمة ب الأكوع ، والدارمي ك/ الأطعمة
ب/ الأكل باليمين . (348) الحاكم في المستدرك 2/588 ،
وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، وحسنه الحافظ في الفتح 4/39
. (349) للاستزادة انظر دلائل النبوة لسعيد باشنفر 1/355-480 ، 2/497-536
|