مع تحيات موقع موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة www.55a.net
أ- من دلائل النبوة
الخارقة للعادة في العهد المكي
حادثة الفيل :
كانت هذه الحادثة
المعجزة مقدمة لبعثة محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، فقد أراد نصارى الحبشة
الذين كانوا باليمن هدم الكعبة انتصاراً لكنيستهم التي كانت باليمن عندما
لطخها بعض العرب ، فانطلقوا إلى مكة ومعهم فيل لهدم الكعبة ، فردهم الله
تعالى على أعقابهم خاسرين وأهلكهم ، وكان ذلك عام مولد النبي صلى الله عليه
وآله وسلم .
وأنزل الله سبحانه
سورةً في كتابه تذكر هذه الحادثة العجيبة التي أهلك الله فيها أصحاب الفيل
بصورة غير متوقعة عند كل من يسمعها، حيث حبس الله الفيل عن دخول
مكة(99) وأرسل على
المعتدين طيراً تحمل حجارة من سجيل فأهلكهم .
قال
تعالى:
(100)(أَلَمْ تَرَ
كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ+أَلَمْ يَجْعَلْ
كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ+وَأَرْسَلَ
عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبَابِيلَ+تَرْمِيهِمْ
بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ+فَجَعَلَهُمْ
كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ)(الفيل:1-5).
فكانت هذه الحادثة
توطئة لنبوة محمد صلى الله عليه وسلم. قال ابن تيمية :
وكان جيران البيت
مشركين يعبدون الأوثان ، ودين النصارى خير من دينهم، فُعلم بذلك أن هذه الآية
لم تكن لأجل جيران البيت حينئذ ، بل كانت لأجل البيت ، أو لأجل النبي صلى
الله عليه وآله وسلم الذي ولد في ذلك العام عند البيت ، أو لمجموعهما ، وأيُّ ذلك كان ، فهو من دلائل نبوته ، وذلك
أنه ليس من أهل الملل من يحج إلى هذا البيت ويصلي إليه إلا أمة محمد صلى الله
عليه وآله وسلم ، التي فرض الله عليها ذلك برسالة محمد صلى الله عليه وسلم،
ولذا أهلك الله النصارى أهل الكنائس الذين أرادوا هدم البيت، فتعين بذلك أن
أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم خير من النصارى، وذلك يستلزم أن نبيهم صلى
الله عليه وآله وسلم صادق فيما أتى به من ربه(101). سأل كفار مكة النبي صلى الله عليه
وآله وسلم أن يريهم علامة تدل على صدق نبوته. قال أنس رضي الله عنه :
سأل أهل مكة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يريهم آية (أي علامة على
صدق نبوته) فَأَرَاهُمْ الْقَمَرَ شِقَّتَيْنِ ، حَتَّى رَأَوْا حِرَاءً(102) بَيْنَهُمَا.(103)
وعن
عبدالله بن عباس رضي الله عنهما : إن القمر انشق في زمان النبي صلى الله عليه
وسلم(106) وقال
عبدالله بن عمر : انفلق القمر على عهد رسول الله
صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : اشهدوا .(107)
ونزل القرآن العظيم ذاكراً هذه الحادثة العظيمة قال تعالى :(اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ)(القمر:1) . ومع ذلك كذب الكفار هذه الآية العظيمة وزعموا أنهّا سحر .(108) قال ابن حجر : وقد ورد انشقاق القمر من حديث علي وحذيفة وجبير ابن مطعم وابن عمر وغيرهم وقال ابن عبد البر: قد روى هذا
الحديث جماعة كبيرة من الصحابة ، وروى ذلك عنهم أمثالهم من التابعين ، ثم
نقله عنهم الجَمُّ الغفير إلى أن انتهى إلينا ، ويؤيد ذلك بالآية الكريمة ،
فلم يبق لاستبعاد من استبعد وقوعه عذر . وقال الخطابي : انشقاق القمر آية
عظيمة لايكاد يَعْدِلُها شئُُ من آيات الأنبياء، وذلك أنه ظهر في ملكوت السماء
خارجاً من جملة طباع ما في هذا العالم المركب من الطبائع ، فليس مما يطمع في
الوصول إليه بحيلة ، فلذلك صار البرهان به أظهر(109).(110)
أ-
حراسة النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالملائكة :
عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ أَبُو جَهْلٍ هَلْ يُعَفِّرُ
مُحَمَّدٌ وَجْهَهُ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ ؟ قَالَ فَقِيلَ نَعَمْ فَقَالَ
وَاللَّاتِ وَالْعُزَّى
لَئِنْ رَأَيْتُهُ يَفْعَلُ ذَلِكَ لأطَأَنَّ
عَلَى رَقَبَتِهِ أَوْ لَأُعَفِّرَنَّ وَجْهَهُ
فِي التُّرَابِ! قَالَ فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم
وَهُوَ يُصَلِّي زَعَمَ لِيَطَأَ عَلَى رَقَبَتِهِ قَالَ فَمَا فَجِئَهُمْ
مِنْهُ إِلَّا وَهُوَ يَنْكُصُ(111) عَلَى
عَقِبَيْهِ وَيَتَّقِي بِيَدَيْهِ ! قَالَ فَقِيلَ
لَهُ مَا لَكَ ؟ فَقَالَ إِنَّ بَيْنِي وَبَيْنَهُ لَخَنْدَقًا مِنْ نَارٍ وَهَوْلًا وَأَجْنِحَةً !!
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم لَوْ دَنَا مِنِّي
لَاخْتَطَفَتْهُ الْمَلاَئِكَةُ عُضْوًا عُضْوًا
!! وفي ذلك قوله تعالى:
(أَرَأَيْتَ
الَّذِي يَنْهَى+عَبْداً إِذَا
صَلَّى+أَرَأَيْتَ إِنْ
كَانَ عَلَى الْهُدَى+أَوْ أَمَرَ
بِالتَّقْوَى+أَرَأَيْتَ إِنْ
كَذَّبَ وَتَوَلَّى+أَلَمْ يَعْلَمْ
بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى+كَلَّا لَئِنْ
لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ+نَاصِيَةٍ
كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ+فَلْيَدْعُ
نَادِيَهُ+سَنَدْعُ
الزَّبَانِيَةَ+كَلَّا لا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ
وَاقْتَرِبْ)(العلق:9-19)
(112). ب- حماية الله لرسوله ممن أراد قتله
:
ومما
حصل من حماية الله له في العهد المدني ما رواه جَابِرَ بْنَ عَبْدِاللَّهِ رَضِي اللَّه عَنْهمَا أَنَّهُ غَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله
عليه وآله وسلم قِبَلَ نَجْدٍ فَلَمَّا قَفَلَ(113)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم قَفَلَ مَعَهُ فَأَدْرَكَتْهُمُ
الْقَائِلَةُ(114) فِي
وَادٍ كَثِيرِ الْعِضَاهِ(115)
فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم وَتَفَرَّقَ النَّاسُ
يَسْتَظِلُّونَ بِالشَّجَرِ فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله
وسلم تَحْتَ سَمُرَةٍ(116)
وَعَلَّقَ بِهَا سَيْفَهُ وَنِمْنَا
نَوْمَةً فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه
وآله وسلم يَدْعُونَا وَإِذَا عِنْدَهُ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ إِنَّ هَذَا
اخْتَرَطَ عَلَيَّ سَيْفِي وَأَنَا نَائِمٌ
فَاسْتَيْقَظْتُ وَهُوَ فِي يَدِهِ صَلْتًا(117)
فَقَالَ مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي فَقُلْتُ اللَّهُ ثَلَاثًا وَلَمْ
يُعَاقِبْهُ وَجَلَسَ(118) ، وفي
رواية(119) :
"فسقط السيف من يده فأخذه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال : من يمنعك
مني؟ قال : كن خير آخذ قال : أتشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول اله قال :
لا ولكني أعاهدك أن لا أقاتلك ولا أكون مع قوم يقاتلونك فخلى سبيله فرجع فقال
: جئتكم من عند خير الناس .
جـ-
قصة الشاة المسمومة :
لما
فتح النبي صلى الله عليه وآله وسلم خبير ، أهدت له امرأة يهودية شاة وجعلت
فيها سماً؛ فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : اجمعوا لي من كان هاهنا من
يهود فجمعوا له ، فقال : إني سائلكم عن شئ ، فهل
أنتم صادقيَّ عنه فقالوا : نعم ، قال لهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم : من
أبوكم ؟ قالوا : فلان فقال : كذبتم ، بل أبوكم فلان ! قالوا : صدقت. قال :
فهل أنتم صادقيَّ عن شئ إن سألت عنه ؟ فقالوا :
نعم يا أبا القاسم وإن كذبنا عرفت كذبنا كما عرفته في أبينا ، فقال لهم : من
أهل النار قالوا : نكون فيها يسيراً ، ثم تخْلُفُونا فيها ، فقال النبي صلى
الله عليه وآله وسلم اخسؤوا فيها ، والله لا نَخْلُفُكم فيها أبداً ، ثم قال:
هل أنتم صادقيَّ عن شئ إن سألتكم عنه ؟ فقالوا :
نعم يا أبا القاسم، قال : هل جعلتم في هذه سماً، قالوا : نعم ، قال : ما
حملكم على ذلك؟ ، قالوا: إن كنت كاذباً نستريح وإن كنت نبياً لم
يضرك(120).
وكان
النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد أكل من الشاة ، وأكل منها بشر بن البراء بن معرور ، وقال النبي
صلى الله عليه وآله وسلم : ارفعوا أيديكم فإنها أخبرتني أنها مسمومة (يعني
الشاة) ، ومات بشر بن البراء(121). قال الله تعالى:(سُبْحَانَ
الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى
الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ
آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)
(الإسراء:1). أسرى(122) الله بنبيه محمد صلى
الله عليه وآله وسلم ، في ليلة واحدة من مكة إلى بيت المقدس، ثم عرج به إلى
السماء ، ثم عاد فأصبح في مكة المكرمة ، ولم يكن من الممكن لأحد في ذلك
الزمان قطع هذه المسافة من مكة إلى بيت المقدس إلا في نحو شهر من الزمان
ذهاباً ، وشهر إياباً ، وقد اختبرت قريش النبي صلى الله عليه وآله وسلم في
هذه الحادثة :-
فعن
جَابِر بْن عَبْدِاللَّهِ رضي الله عنها أَنَّهُ
سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم يَقُولُ لَمَّا كَذَّبَتْنِي
قُرَيْشٌ قُمْتُ فِي الْحِجْرِ فَجَلَا اللَّهُ لِي بَيْتَ الْمَقْدِسِ
فَطَفِقْتُ أُخْبِرُهُمْ عَنْ آيَاتِهِ وَأَنَا أَنْظُرُ
إِلَيْهِ.(123) وفي
رواية عبدالله بن عباس : أنهم بعد أن نعت ووصف
المسجد الأقصى لهم قالوا : أَمَّا النَّعْتُ فَوَاللَّهِ لَقَدْ أَصَابَ(124)
.
تأييد
الله لرسوله أثناء هجرته : خرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم
وصاحبه أبوبكر الصديق مهاجرين إلى المدينة
النبوية، واختفيا في غار ثور ثلاثة أيام، وصعد المشركون إلى الغار بحثاً عن
النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأبي بكر، فحمى الله نبيه وأبا بكر منهما ، وفي طريقهما إلى المدينة لحقهما
سراقة بن مالك على فرسٍ له حتى كاد أن يصل إليهما ، وسمع قراءة النبي صلى الله عليه وسلم، وكان
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يلتفت إليه، وأبوبكر رضي الله عنه يكثر الالتفات ، فدعا عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم
فعثرت به فرسه ، وخَرَّ عَنْها ، ثم قام وركب عليها ، فساخت(126) يدا الفرس في الأرض حتى
بلغتا الركبتين ، فخرّ عنها ، ثم زجرها فنهضت فلم تكد تخرج يديها ، فلما
استوت قائمةً إذا لأثر يديها عُثان(127) ساطع في السماء مثل
الدخان ، فعندئذٍ ناداهما بالأمان فوقفا له ، قال
سراقة : ووقع في نفسي حين لقيت ما لقيت من الحبس
عنهم أن سيظهر أمر رسول الله ، وعرضت عليهما الزاد
والمتاع ، فلم يرزآني(128) ، ولم يسألاني إلا أن
قال : أخف عنا ، فرجع سراقة يردُّ من يريد اللحاق
بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وأبي بكر، ويقول : قد كفيتم ما هنا ، فلا
يلقى أحداً إلا ردّه.(129)
ب- من دلائل النبوة
الخارقة للعادة في العهد المدني
معجزات
في غزوة بـدر :
بعد أن
أخرج الكفار المسلمين من ديارهم وأموالهم ، كانت وقعة بدر أول لقاء مسلح كبير
بين الكفر والإيمان ، حيث خرج كفار قريش في بطر ورياء وغطرسة لحماية قافلتهم
التجارية من هجوم المسلمين . استعد النبي صلى الله
عليه وآله وسلم وأصحابه لقتال حراس القافلة ذوى العدد المحدود ، وكان
المشركون قد استعدوا للحرب ، فبلغ عددهم ما يقرب من الألف ومعهم سبعون فارساً
، والجيش الإسلامي لا يتعدى ثلاثمائة وتسعة عشر رجلاً تقريباً ، ومعهم فارسان
فقط. ولما كان الجيشان غير متكافئين ،واللقاء حتمي بينهما ،أيد الله جيش الإسلام والنبوة بآيات خارقة للسنن
المعروفة ،ومن ذلك :-
أ-
إنزال المطر عليهم :
حيث أنزل
الله سبحانه من السماء ماءً كان رحمةً على المؤمنين. قال تعالى:(وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ
السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ
الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ
الْأَقْدَامَ)(الأنفال:11) فذكر
سبحانه أنّه أنزل المطر على المؤمنين لأربعة أسباب :- للتطهير من الحدث،
ولإذهاب وسوسة الشيطان، ولتثبيت القلوب ، ولتلبيد الأرض الرملية في بدر لتثبت
عليها أقدام المؤمنين في سيرهم، قال مجاهد :- أنزل الله المطر فأطفأ الغبار
وتلبدت الأرض وطابت نفوسهم وثبتت أقدامهم(130)، وقال عروة بن
الزبير:-
بعث
الله السماء وكان الوادي دهساً(131) ،
فأصاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابَه مالبَّد(132) لهم
الأرض ولم يمنعهم من المسير ، وأصاب قريشاً ما لم يقدروا أن يرحلوا
معه(133)
.
وكان
نزول المطر سبباً في إذهاب وسوسة الشيطان الذي أراد به تثبيط المؤمنين عن
القتال بعد احتلامهم بالليل حيث كانوا يصلون مجنبين ، فحين نزول المطر وجد
الماء الذي اغتسلوا به من الجنابة ، وأذهب الله بذلك رجز الشيطان(134).
ولقد
أثبت العلم الحديث أن عضلات القلب عبارة عن ألياف عضلية في شكل خيوط طولية
وعرضية تلف القلب ، فإذا أفرزت مادة (الأدرينالين) عملت على ارتخاء عضلات
القلب وبالتالي ترتخي تلك الألياف والحبال العضلية ، كما تعمل على ارتعاش
الأطراف ، وقد وجد أن من أسرع الوسائل لتخفيض مادة (الأدرينالين) هو أن يرش
الجسم بالماء فيربط على القلب بتلك الحبال العضلية بانقباض العضلات،ويزول
الارتخاء ، كما تثبت الأقدام من ارتعاشها ،وصدق الله القائل:(وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ
الْأَقْدَامَ)(الأنفال:11).
ب-
تقليل عدد كل فريق في نظر الفريق الآخر
ومن
آيات الله في هذه المعركة أن جعل كل فريق يرى عدد الفريق الآخر قليلاً، وذلك
لحكمة أرادها الله تعالى وهي أن تتم هذه المعركة وينتصر الحق على الباطل. قال
تعالى :(وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ
قَلِيلاً وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْراً كَانَ
مَفْعُولاً) (الأنفال:44).
قال
عبدالله بن عباس :- لما دنا القوم بعضهم من بعض
قلل الله المسلمين في أعين المشركين وقلل المشركين في أعين
المسلمين.(135)
جـ-
إنزال الملائكة للقتال مع المؤمنين
فعن
ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه
وآله وسلم نظر إلى المشركين يوم بدر وهم ألف ، وأصحابه ثلاثمائة وبضعة عشر
رجلاً فدعا الله سبحانه ماداً يديه مستقبلاً القبلة حتى سقط رداؤه عن منكبيه
، أن ينصره على المشركين قائلاً : - اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك ، اللهم إن
شئت لم تُعْبَد بعد اليوم أبداً ، وأتاه أبو بكر وقال:- يا نبي الله كفاك
مناشدتَك ربَّك ، فإنه سينجز لك ما وعدك ، فأنزل الله سبحانه
قوله:
(136)
(إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي
مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ
مُرْدِفِينَ)(الأنفال:9).
فخرج
النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو يثب في الدرع ويقول :- سيهزم الجمع ويولون
الدبر(137).
بل إنه
صلى الله عليه وآله وسلم كان يحدد مواضع قتل المشركين ، فيقول : هذا مصرع
فلان إن شاء الله تعالى غداً ويضع يده على الأرض ، وهذا مصرع فلان إن شاء
الله تعالى غداً ويضع يده على الأرض ، فكان الأمر كما قال صلى الله عليه
وسلم(138).
وأمد
الله المسلمين في تلك الغزوة بألفٍ من الملائكة الكرام وأمرهم بالقتال مع
المؤمنين وأوحى إليهم أن يثبتوا المؤمنين، ووعد سبحانه أنه سيلقي الرعب في
قلوب الكافرين. قال تعالى :(إِذْ
يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ
آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا
فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ)
(الأنفال:12)
قال عبدالله بن عباس رضي
الله عنهما : إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم
قال يوم بدر : هذا جبريل آخذ برأس فرسه عليه أداة الحرب(139).
وقال ابن عباس – رضي الله عنهما :- بينما رجل من المسلمين يومئذ يشتد في أثر رجلٍ
من المشركين أمامه إذ سمع ضربةً بالسوط من فوقه ، وصوت الفارس فوقه يقول :
أقدم حيزوم ، إذ نظر إلى المشرك أمامه مستلقياً ،
فنظر إليه، فإذا هو قد خُطِمَ
أنفه(140) ، وشُقَّ وجهه ، كضربة السوط ،
فاخْضَرَّ ذلك أجمع، فجاء الأنصاري فحدث بذلك رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم فقال: صدقت، ذلك من مدد السماء الثالثة(141).
وقال أبو داود المازني :- إني
لأتبع رجلاً من المشركين لأضربه إذ وقع رأسه قبل أن يصل إليه سيفي ، فعرفت
أنّه قد قتله غيري(142).
وجاء رجل من الأنصار بالعباس بن
عبدالمطلب أسيراً ، فقال العباس :- إن هذا والله
ما أسرني ! لقد أسرني رجل أجلح(143) من أحسن الناس وجهاً ، على فرس
أبلق(144) ما أراه في القوم، فقال
الأنصاري : أنا أسرته يا رسول الله ، فقال : أسكت ، فقد أيدك الله بملك
كريم(145).
وقال الربيع بن أنس :- كان الناس
يوم بدر يعرفون قتلى الملائكة ممن قتلوهم ، بضرب فوق الأعناق وعلى البنان مثل
سِمَة النار قد أُحْرِق به(146). وانتهت المعركة بهزيمة المشركين
فقتل منهم سبعون ، وأسر كذلك سبعون في وقت وجيز ، ولله الحمد والمنة
.
وقال جبريل للنبي صلى الله عليه
وآله وسلم :- ما تعدون أهل بدر فيكم؟ قال : من أفضل المسلمين – أو كلمة نحوها
- قال:- وكذلك من شهد بدراً من الملائكة(147).
د- إلقاء النعاس
على المؤمنين : كان الصحابة على وجلٍ من
قلتهم وكثرة عدوهم ،فألقى الله عليهم النعاس أمنةً منه.قال تعالى(إِذْ
يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ)(الأنفال:11) وكذلك حصل في معركة أحد ، فقد
قال أبو طلحة : كنت ممن أصابه النعاس يوم أحد ، ولقد سقط السيف من يدي
مراراً، يسقط وآخذه(148) قال ابن كثير رحمه الله:- وهذا
من فضل الله ورحمته بهم ونعمته عليهم، كما قال تعالى(فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ
يُسْراً+إِنَّ مَعَ
الْعُسْرِ يُسْراً)(الشرح:5-6) .
وقال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه : النعاس في القتال أمنة
من الله ، وفي الصلاة من الشيطان(149).
قتال الملائكة مع
النبي صلى الله عليه وآله وسلم في معركة أحد :
عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه
قال :- رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم أحد ومعه رجلان يقاتلان
عنه عليهما ثياب بيض كأشد القتال ما رأيتهما قبل
ولا بعد يعني جبريل وميكائيل عليهما السلام(150).
نصرة الله لرسوله
بالريح والملائكة في غزوة الأحزاب : تجمع الأحزاب من الكفار لقتال النبي
صلى الله عليه وآله وسلم ، وكان عددهم نحواً من عشرة آلاف ، وتمالئوا مع
اليهود القاطنين في شرق المدينة على حرب النبي صلى الله عليه وآله وسلم
وأصحابه ، وأشتد الحال على المسلمين الذين حفروا
خندقاً بينهم وبين الكفار ، واستمر الكفار قريباً من شهر وهم يحاصرون المدينة
.
فدعا النبي صلى الله عليه وآله
وسلم ربه أن ينصره على المتمالئين على الإسلام
فقال : اللهم منزل الكتاب ، سريع الحساب ، اهزم الأحزاب ، اللهم اهزمهم
وزلزلهم(151). فاستجاب الله دعاء رسوله صلى الله
عليه وآله وسلم وأرسل على الأحزاب ريحاً شديدةً اقضّت مضاجعهم ، وجنوداً زلزلتهم مع ما ألقى الله بينهم
من التخاذل فأجمعوا أمرهم على الرحيل وترك المدينة النبوية
.
قال حذيفة رضي الله عنه : لقد رأيتُنا مع رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم ليلة الأحزاب في ليلة ذات ريح شديدة وقَرّ(152) ، فقال رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم : ألا رجل يأتيني بخبر القوم يكون معي
يوم القيامة ، فلم يجبه منا أحد ، ثم الثانية ثم الثالثة ( يعني من شدة الخوف
والبرد والجوع ) .
ثم قال :- يا حذيفة ، قم فأتنا بخبر القوم ، ولا تذعرهم عليّ(153) .
قال حذيفة :- فلم أجد بُدّاً إذ دعاني باسمي أن أقوم ، فمضيت
وأنا من أشد الناس فزعاً وأشدهم قَراً ، فدعا له
الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، فذهب عنه الخوف والبرد ، قال حذيفة :- فكأني أمشي في حمام(154) ، حتى أتيتهم ، فإذا أبو سفيان
يُصْلي(155) ظهره بالنار ، فوضعت سهماً في
كبد قوسي ، وأردت أن أرميه ثم ذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :-
لا تذعرهم عليَّ ، ولو رميته لأصبته ، وهو يقول:-
الرحيلَ الرحيلَ، ثم إني شجعت نفسي فدخلت العسكر، فإذا أدنى الناس مني بنو عامر، يقولون : يا آلَ عامر الرحيلَ الرحيلَ ، لا مُقَام لكم ، وإذا الريح في عسكرهم ما
تُجاوز عسكرهم شبراً ، فوالله إني لأسمع صوت
الحجارة في رحالهم وفرشهم ، الريح تضرب بها، ثم إني خرجت نحو رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم ، فلما انتصف بي الطريق أو نحو من ذلك ، إذا أنا بنحو من
عشرين فارساً أو نحو ذلك معتمين ، فقالوا : أخبر صاحبك أن الله قد كفاه ،
فأتيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، كأنما أمشي في حمام ، فأصابني
البرد حين رجعت وقَرَرْت ، فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خبر
القوم وأني تركتهم يرحلون ، وألبسني من فضل عباءةٍ كانت عليه يصلي فيها ،
وكان إذا حَزَبَه(156) أمر صلىّ، فلم أبرح نائماً حتى
الصبح، فلما أن أصبحت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :- قم يا نومان(157). وأنزل الله تعالى في كتابه ذكر هذه
الحادثة ، وذكر حال المؤمنين والمنافقين وأهل الكتاب فيها ، وكيف تم النصر ،
فقال سبحانه :
والريح التي أرسلها الله على
الأحزاب ، قال مجاهد : هي ريح الصَّبَا ، والجنود هم
الملائكة(158) ، وفي الصحيح قال النبي صلى
الله عليه وآله وسلم "نُصرت بالصَّبا(159)،
وأهلكت عاد
بالدَّبُور(160)"(161). أي صرف الله عنهم عدوهم بالريح التي
أرسلها عليهم ، والجنود من الملائكة وغيرهم التي بعثها الله عليهم
،
( وَكَفَى اللَّهُ
الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ ) (الأحزاب:25) أي لم
يحتاجوا إلى منازلتهم ومبارزتهم ، بل صرفهم القوي العزيز بحوله وقوته.
وثبت في الصحيحين عن أبي هريرة
رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : لا إله إلا
الله وحده ، أعزّ جنده ، ونصر عبده ، وغلب الأحزاب وحده ، فلا شئ بعده(162).
قال سليمان بن صرد رضي الله عنه : سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم
يقول حين أجلى الأحزاب عنه : (الآن نغزوهم ولا يغزوننا نحن نسير
إليهم)(163). وقد تحقق ذلك فلم تُغْزَ المدينة
بعد ذلك ، بل غزا النبي صلى الله عليه وآله وسلم كفار قريش وفتح مكة فيكون
هذا الخبر أيضاً من دلائل النبوة لأنه إخبار بغيب المستقبل
.
بعث
النبي صلى الله عليه وآله وسلم في بيئة قليلة الغذاء والماء ، وكان هو
وأصحابه يتعرضون لحالات من الشدة يقل فيها الطعام والماء أو يكاد ينعدم ،
فكان مما أيده الله به من المعجزات تكثير القليل من الطعام والماء على يديه،
فيتغلب هو وأصحابه بقدرة الله تعالى بهذه المعجزات والخوارق على ظروف البيئة
الصحراوية القاسية ، التي يحتاجون فيها للطعام والشراب ، إلى جانب حاجتهم
للماء من أجل الطهارة للعبادة ، وأصبح ذلك من معجزاته التي رآها العشرات
والمئات بل والآلاف من أصحابه ، وتناقلها الناس في عهده ثم نقلت إلينا بأصح
طرق الرواية ، وإليك طرفاً من هذه المعجزات .
خوارق
ازدياد الطعام :
فمن
معجزاته – صلى الله عليه وآله وسلم – الخارقة للعادة ، أن يكثر الله الطعام
القليل الذي لا يكفي إلا الأفراد ، فإذا به بعد نزول البركة فيه بفضل دعائه –
صلى الله عليه وآله وسلم – يكفي العشرات أو المئات أو الآلاف وقد وقع ذلك في
مواقف متعددة ، منها ما حدث عند حفر الخندق .
1- قصة
وليمة جابر :
قال
جابر رضي الله عنه : إنا يوم الخندق نحفر فعرضت كدية(164) شديدة
فجاءوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقالوا هذه كدية عرضت في الخندق فقال :
أنا نازل ثم قام وبطنه معصوب بحجر ولبثنا ثلاثة أيام لا نذوق ذواقا فأخذ
النبي صلى الله عليه وآله وسلم المِعْول(165) فضرب
في الكدية فعاد كثيبا أهيل أو
أهيم(166) فقلت
يا رسول الله ائذن لي إلى البيت فقلت لامرأتي هل عندك شيء فإني رأيت برسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم خمصا(167) شديداً
فأخرجت إلي جرابا فيه صاع من شعير ولنا بهيمة داجن(168)
فذبحتها وطحنت الشعير ففرغت إلى فراغي وقطعتها في بُرمتها ثم وليت إلى رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فقالت : لا تفضحني برسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم وبمن معه فجئته فساررته فقلت: يا رسول
الله ذبحنا بهيمة لنا وطحنا صاعا من شعير كان عندنا فتعال أنت ونفر معك ،
فصاح النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال : يا أهل الخندق إن جابرا قد صنع
سُورا(169) فحيّ
هلا بكم ، فقام المهاجرون والأنصار وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا
تنزلن برمتكم ولا تخبزن
عجينتكم حتى أجيء ، فجئت وجاء رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم يقدم الناس حتى جئت امرأتي فقلت: ويحك جاء النبي صلى الله
عليه وآله وسلم بالمهاجرين والأنصار ومن معهم !! فقالت : بك وبك فقلت: قد
فعلت الذي قلت، قالت : هل سألك؟ قلت: نعم، فأخرجت له عجينا فبصق فيه وبارك ثم
عمد إلى برمتنا فبصق وبارك ثم قال ادعُ خابزة
فلتخبز معي واقدحي من برمتكم ولا تنزلوها وهم ألف
فأقسم بالله لقد أكلوا حتى تركوه وانحرفوا وإن برمتنا لتغط(170) كما هي
وإن عجيننا ليخبز كما هو، قال كلي هذا وأهدي فإن الناس أصابتهم
مجاعة.(171)
2-
تكثير الطعام في غزوة تبوك :
ومن
خوارق تكثير الطعام القليل ليكفي الآلاف من أتباعه صلى الله عيه وسلم ما حدث
في غزوة تبوك ، حيث أَصَابَ المسلمين فيها مَجَاعَةٌ ، فقال الصحابة يَا
رَسُولَ اللَّهِ : لَوْ أَذِنْتَ لَنَا فَنَحَرْنَا نَوَاضِحَنَا(172)
فَأَكَلْنَا وَادَّهَنَّا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم
افْعَلُوا قَالَ فَجَاءَ عُمَرُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ فَعَلْتَ
قَلَّ الظَّهْرُ وَلَكِنِ ادْعُهُمْ بِفَضْلِ أَزْوَادِهِمْ ثُمَّ ادْعُ اللَّهَ لَهُمْ عَلَيْهَا
بِالْبَرَكَةِ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَ فِي ذَلِكَ(173)
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم : نَعَمْ ، قَالَ : فَدَعَا
بِنِطَعٍ فَبَسَطَهُ ثُمَّ دَعَا بِفَضْلِ أَزْوَادِهِمْ قَالَ فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَجِيءُ بِكَفِّ
ذُرَةٍ قَالَ : وَيَجِيءُ الْآخَرُ بِكَفِّ تَمْرٍ قَالَ وَيَجِيءُ الْآخَرُ
بِكَسْرَةٍ حَتَّى اجْتَمَعَ عَلَى النِّطَعِ مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ يَسِيرٌ
قَالَ فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم عَلَيْهِ
بِالْبَرَكَةِ ثُمَّ قَالَ خُذُوا فِي أَوْعِيَتِكُمْ قَالَ فَأَخَذُوا فِي
أَوْعِيَتِهِمْ حَتَّى مَا تَرَكُوا فِي الْعَسْكَرِ وِعَاءً إِلَّا
مَلَئُوهُ قَالَ فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا وَفَضَلَتْ فَضْلَةٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله
وسلم أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ لَا
يَلْقَى اللَّهَ بِهِمَا عَبْدٌ غَيْرَ شَاكٍّ
فَيُحْجَبَ عَنِ الْجَنَّةِ.(174)
وقد روى
سلمة بن الأكوع مثل هذه
القصة فعن إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَبِيهِ
قَالَ خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم فِي غَزْوَةٍ
فَأَصَابَنَا جَهْدٌ حَتَّى هَمَمْنَا أَنْ نَنْحَرَ بَعْضَ
ظَهْرِنَا(175)
فَأَمَرَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم فَجَمَعْنَا مَزَاوِدَنَا فَبَسَطْنَا لَهُ نِطَعًا فَاجْتَمَعَ
زَادُ الْقَوْمِ عَلَى النِّطَعِ قَالَ فَتَطَاوَلْتُ لِأَحْزِرَهُ كَمْ هُوَ؟ فَحَزَرْتُهُ كَرَبْضَةِ
الْعَنْزِ(176)
وَنَحْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِائَةً قَالَ
فَأَكَلْنَا حَتَّى شَبِعْنَا جَمِيعًا ثُمَّ حَشَوْنَا
جُرُبَنَا.(177)
3-
قصة تكثير تمر جابر رضي الله عنه :
قال
جابر بن عبدالله رضي الله عنهما : إن أباه توفي وترك عليه ثلاثين وسقا(178) لرجل
من اليهود فاستنظره جابر فأبي أن ينظره فكلم جابر
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليشفع له إليه فجاء رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم وكلم اليهودي ليأخذ ثمر نخله بالذي له فأبي اليهودي – وكان
ثمر جابر لا يكفي لقضاء الدين – فدخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
النخل فمشى فيها ، ثم قال لجابر جُدَّ له(179) فأوف
له ، الذي له فجدَّه بعد ما رجع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فأوفاه
ثلاثين وسقا ، وفضلت له سبعة عشر وسقا ، فجاء جابر رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم ليخبره بالذي كان ، فوجده يصلي العصر فلما انصرف بشره ، فقال النبي
صلى الله عليه وآله وسلم : أشهد أني رسول الله ، وقال : أخبر بذلك ابن الخطاب
، فذهب جابر إلى عمر فأخبره ، فقال له عمر : لقد علمت حين مشى فيها رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم ليُباركنَّ فيها.(180)
قال
الحافظ ابن كثير: وهذا الحديث قد روي من طرق متعددة عن جابر بألفاظ كثيرة ،
وحاصلها أنه ببركة رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم ، ودعائه له، ومشيه في حائطه وجلوسه على تمره، وَفَى الله دين أبيه ،
وكان قد قتل بأحد ، وجابر كان لا يرجو وفاءه في ذلك العام ولا ما بعده ، ومع
هذا فضل له من التمر أكثر وفوق ما كان يؤمله ويرجوه ولله الحمد
والمنة.(181)
4-
إطعامه صلى الله عليه وآله وسلم مائة وثلاثين
رجلاً من شاة :
عن
عبدالرحمن بن أبي بكر – رضي الله عنهما – أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم – أطعم
مئة وثلاثين رجلاً من شاة وصاع طعام ، وأعطى كل واحد منهم قطعة من سواد بطنها
(الكبد) فشبعوا جميعاً ، وحملوا ما بقي من الطعام معهم.
(182)
قال
النووي : في هذا الحديث معجزتان ظاهرتان لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
إحداهما تكثير سواد البطن حتى وسع هذا العدد،
والأخرى تكثير الصاع ولحم الشاة حتى أشبعهم أجمعين ، وفضلت منه فضلة حملوها لعدم حاجة أحد إليها.(183)
5-
البركة في حَيْسة(184) أم
سُليم :
أطعم
الرسول – صلى الله عليه وآله وسلم – عند زواجه بزينب زهاء(185) ثلاث
مئة رجل من حيسة صنعتها له أم سليم ، وعندما رفع
أنس الحيسة بعد أن أكلوا جميعاً ، قال : فما أدري
حين وُضِعت كان أكثر أم حين رفعت ؟!(186)
6-
إطعامه سبعين أو ثمانين رجلاً من أقراص أم سليم : فتت أم سليم – رضي
الله عنها – أقراصاً قليلة من شعير وأَدَمَته بسمن ، فدعا رسول الله بالبركة
، وأكل من هذه الأقراص سبعون أو ثمانون رجلاً حتى شبعوا.(187)
7- تكثير شطر وسق(188) شعير ببركته صلى الله عليه وآله وسلم
:
عَنْ
جَابِرٍ أَنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم
يَسْتَطْعِمُهُ فَأَطْعَمَهُ شَطْرَ وَسْقِ شَعِيرٍ فَمَا زَالَ الرَّجُلُ
يَأْكُلُ مِنْهُ وَامْرَأَتُهُ وَضَيْفُهُمَا
حَتَّى كَالَهُ فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم فَقَالَ لَوْ
لَمْ تَكِلْهُ لأكَلْتُمْ مِنْهُ وَلَقَامَ
لَكُمْ.(189)
8-
ظهور بركته في شطر شعير لزوجته أم المؤمنين عائشة رضي
الله عنها
:
عَنْ
عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه
وآله وسلم وَمَا فِي بَيْتِي مِنْ شَيْءٍ يَأْكُلُهُ ذُو كَبِدٍ إِلاَّ
شَطْرُ شَعِيرٍ فِي رَفٍّ لِي فَأَكَلْتُ مِنْهُ حَتَّى طَالَ عَلَيَّ
فَكِلْتُهُ فَفَنِيَ(190)
9-
قصة تمرات أبي هريرة رضي الله عنه :
عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم
بِتَمَرَاتٍ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ فِيهِنَّ
بِالْبَرَكَةِ ، فَضَمَّهُنَّ ثُمَّ دَعَا لِي فِيهِنَّ بِالْبَرَكَةِ ،
فَقَالَ : خُذْهُنَّ وَاجْعَلْهُنَّ فِي مِزْوَدِكَ هَذَا أَوْ فِي هَذَا
الْمِزْوَدِ(191)
كُلَّمَا أَرَدْتَ أَنْ تَأْخُذَ مِنْهُ شَيْئًا فَأَدْخِلْ فِيهِ يَدَكَ
فَخُذْهُ ولا تَنْثُرْهُ نَثْرًا ، فَقَدْ حَمَلْتُ مِنْ ذَلِكَ التَّمْرِ
كَذَا وَكَذَا مِنْ وَسْقٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَكُنَّا نَأْكُلُ مِنْهُ
وَنُطْعِمُ ، وَكَانَ لاَ يُفَارِقُ حِقْوِي
حَتَّى كَانَ يَوْمُ قَتْلِ عُثْمَانَ فَإِنَّهُ
انْقَطَعَ(192).
10-
قصعة الثريد التي كانت تمد :
عَنْ
سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ قَالَ بَيْنَا نَحْنُ
عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم إِذْ أُتِيَ بِقَصْعَةٍ فِيهَا
ثَرِيدٌ(193) قَالَ:
فَأَكَلَ وَأَكَلَ الْقَوْمُ فَلَمْ يَزَلْ يَتَدَاوَلُونَهَا إِلَى قَرِيبٍ مِنَ الظُّهْرِ
يَأْكُلُ كُلُّ قَوْمٍ ثُمَّ يَقُومُونَ وَيَجِيءُ قَوْمٌ فَيَتَعَاقَبُوهُ قَالَ : فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : هَلْ
كَانَتْ تُمَدُّ بِطَعَامٍ قَالَ أَمَّا مِنَ الأرْضِ فَلا إِلاَّ أَنْ
تَكُونَ كَانَتْ تُمَدُّ مِنَ السَّمَاءِ(194) .
11-
إطعام عمر رضي الله عنه أربعمائة من مزينة من تمر قليل
:
عَنِ
النُّعْمَانِ بْنِ مُقَرِّنٍ قَالَ قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله
عليه وآله وسلم فِي أَرْبَعِ مِائَةٍ مِنْ
مُزَيْنَةَ فَأَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم بِأَمْرِهِ
فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لَنَا طَعَامٌ نَتَزَوَّدُهُ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله
وسلم لِعُمَرَ زَوِّدْهُمْ فَقَالَ مَا عِنْدِي إِلاَّ فَاضِلَةٌ مِنْ
تَمْرٍ(195) وَمَا
أُرَاهَا تُغْنِي عَنْهُمْ شَيْئًا فَقَالَ انْطَلِقْ فَزَوِّدْهُمْ
فَانْطَلَقَ بِنَا إِلَى عُلِّيَّةٍ(196) لَهُ
فَإِذَا فِيهَا تَمْرٌ مِثْلُ الْبَكْرِ الأوْرَقِ(197)
فَقَالَ خُذُوا فَأَخَذَ الْقَوْمُ حَاجَتَهُمْ قَالَ وَكُنْتُ أَنَا فِي
آخِرِ الْقَوْمِ ، قَالَ فَالْتَفَتُّ وَمَا أَفْقِدُ مَوْضِعَ تَمْرَةٍ
وَقَدِ احْتَمَلَ مِنْهُ أَرْبَعُ مِائَةِ
رَجُلٍ(198)
.
12-
در لبن شاة بيده وهي لا تُحلب :
عَنِ
عبدالله ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ كُنْتُ أَرْعَى
غَنَمًا لِعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ فَمَرَّ
بِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم وَأَبُو بَكْرٍ فَقَالَ يَا
غُلَامُ هَلْ مِنْ لَبَنٍ قَالَ قُلْتُ نَعَمْ وَلَكِنِّي مُؤْتَمَنٌ قَالَ
فَهَلْ مِنْ شَاةٍ لَمْ يَنْزُ عَلَيْهَا الْفَحْلُ(199)
فَأَتَيْتُهُ بِشَاةٍ فَمَسَحَ ضَرْعَهَا فَنَزَلَ لَبَنٌ فَحَلَبَهُ فِي
إِنَاءٍ فَشَرِبَ وَسَقَى أَبَا بَكْرٍ ثُمَّ قَالَ لِلضَّرْعِ اقْلِصْ فَقَلَصَ.(200)
وروى
قيس بن النعمان مثل هذه القصة ، وفيها أن الراعي عبد(201)
.
13-
تكثير اللبن (قصة أبي هريرة) :
أصاب
أبا هريرة رضي الله عنه جوعُُ شديد ، فمر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم
فدعاه إلى بيته حيث وجد قدحاً من لبن فأمر أبا هريرة فدعا أهل
الصفة(202) فأخذوا
مجالسهم من البيت ، ثم أمره فسقاهم جميعاً حتى رَوَوا من ذلك القدح ، ثم أمره
النبي صلى الله عليه وآله وسلم فشرب ، فمازال يقول له : اشرب ، حتى قال أبو
هريرة لا والذي بعثك بالحق ما أجد له مسلكاً ، فأخذ رسول الله منه القدح
وسمى وشرب الفضلة .
(203) قال الحافظ ابن حجر : وفيه معجزة عظيمة، وقد تقدم لها نظائر في علامات النبوة من تكثير الطعام والشراب ببركته صلى الله عليه وسلم.(204)
14-
تكثير اللبن (قصة المقداد وصاحبيه) :
وقريب
من قصة أبي هريرة قصة الرسول – صلى الله عليه وآله وسلم مع المقداد إلا أن
البركة في قصة المقداد نزلت على ضروع الغنم فامتلأت باللبن الكثير في غير وقت
حلبها.
(205)
15-
تكثير السمن لأم مالك : عَنْ جَابِرٍ أَنَّ أُمَّ مَالِكٍ كَانَتْ تُهْدِي لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم فِي عُكَّةٍ(206) لَهَا سَمْنًا فَيَأْتِيهَا بَنُوهَا فَيَسْأَلُونَ الأدْمَ وَلَيْسَ عِنْدَهُمْ شَيْءٌ فَتَعْمِدُ إِلَى الَّذِي كَانَتْ تُهْدِي فِيهِ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم فَتَجِدُ فِيهِ سَمْنًا فَمَا زَالَ يُقِيمُ لَهَا أُدْمَ بَيْتِهَا حَتَّى عَصَرَتْهُ فَأَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم فَقَالَ عَصَرْتِيهَا قَالَتْ نَعَمْ قَالَ لَوْ تَرَكْتِيهَا مَا زَالَ قَائِمًا.(207) (99) ورد في الصحيحين أن النبي صلى
الله عليه وآله وسلم قال :- إن الله حبس الفيل عن دخول مكة … الحديث، وفي
صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بركت ناقته القصواء يوم الحديبية ، فقال الناس خلأت القصواء– أي وقفت حين
طلب مشيها ورجعت القهقرى– فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما خلأت القصواء وماذاك لها بخلق، ولكن حبسها حابس الفيل ، أخرجه البخاري
ك/ الشروط ب/ الشروط في الجهاد والمصالحة مع أهل الحرب وكتابة .. ومسلم ك/
الحج ب/ تحريم مكة وصيدها وضلاها وشجرها ولغطها . (100) أبابيل : جماعات بعضها في إثر
بعض، سجيل : طين متحجر، العصف : ورق الزرع بعد الحصاد كالتبن وقشر الحنطة،
سمي بذلك لأن الريح تعصف به فتفرقه . (101) الجواب الصحيح 6/ 55-56
بتصرف . (102) حراء
: جبل مرتفع من جبال مكة . (103) رواه البخاري ك/ المناقب ب/
انشقاق القمر ومسلم ك/ صفة القيامة ب/ انشقاق القمر وأحمد في المسند 3/207
وأبو يعلى في مسنده 5/424 والطبري في تفسيره 27/85
. (104) رواه البخاري ك/ التفسير ب/
(وانشق القمر) ونحوه عند مسلم ك/ صفة القيامة ب/ انشقاق القمر والترمذي ك/
التفسير ب/ ومن سورة القمر ، والبزار في مسنده
5/202 وابن حبان في صحيحه 14/420 وأحمد في المسند
1/377 والطبراني في المعجم الكبير 10/77 وغيرهم . (105) رواه البخاري ك/ المناقب ب/
انشقاق القمر ومسلم ك/ صفة القيامة ب/ انشقاق القمر
. (106) البخاري ك/ المناقب ب/ انشقاق
القمر ، مسلم ك/ صفة القيامة ب/ انشقاق القمر
. (107) الترمذي ك/ الفتن ب/ ما جاء في
انشقاق القمر ، وذكر ذلك مسلم في صحيحه ك/ صفة
القيامة ب/ انشقاق القمر والطيالسي في مسنده 1/257
. (108) وذكر الحافظ ابن حجر أن أبا
نعيم أخرج في الدلائل : أن كفار قريش زعموا أن ذلك سحر فسألوا المسافرين عن
ذلك فأخبروهم بوقوعه فتح الباري شرح : ك/مناقب الأنصار ب/ انشقاق القمر
. (109) فتح الباري المرجع السابق
. (110) وقد أسلم الاقتصادي السياسي
البريطاني : داوود موسى بيكوك وشكل حزباً إسلامياً
في بريطانيا بعد إسلامه وهو الآن رئيس هذا الحزب ، وكان سبب إسلامه ماذكره ثلاثة من علماء الفضاء الأمريكان في وكالة الفضاء
الأمريكية (ناسا) على شاشة التلفزيون البريطاني عندما قالوا أنهم اكتشفوا إن
في القمر آثاراً دلتهم على أن القمر قد أنشق نصفين وأنه عاد للإلتئام مرة ثانية تاركا آثار ذلك الشق واضحة. ولما سأل
المسلمين عن تاريخهم وهل سجل لديهم حادث انشقاق القمر وعرف منهم الجواب أعلن
إسلامه . (111) النكوص الرجوع إلى الخلف .
(112) أخرجه مسلم ك/ التوبة ب/ قوله
تعالى (إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى) وابن حبان في صحيحه 14/533 والنسائي في السنن الكبرى 6/518 وأبو يعلى
في مسنده 11/70 والأصبهاني في دلائل النبوة 1/65
. (113) قفل : رجع .
(114) القائلة : النوم في الظهيرة
. (115) العضاه : كل شجر له شوك كبر أو صغر . (116) السَّمُر : ضرب من شجر الطلح .
(117) صلتا : مجرداً من غمده .
(118) أخرجه البخاري ك/ المغازي ب/ غزوة بني المصطلق
ومسلم ك/ الفضائل ب/ توكله على الله وعصمة الله تعالى له من الناس وابن حبان
في صحيحه 10/400 والبيهقي في سننه الكبرى 6/319 والنسائي في السنن الكبرى
5/236 وعبد بن حميد في مسنده 1/327 من المنتخب
. (119) رواه سعيد بن منصور وأبو يعلى
والحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي . (120) أخرجه البخاري ك/ الجزية والموادعة ب/ إذا غدر المشركون بالمسلمين هل يعفى عنهم ؟
ومسلم ك/ الطب ب/ السم والبيهقي في السنن الكبرى
8/46 قال الحافظ ابن حجر :- وفي الحديث إخباره صلى الله عليه وآله وسلم عن
الغيب وتكليم الجماد له انظر فتح الباري 10/46
. (121) أخرجه أبو داود في الديات ب/
فيمن سقى رجلاً سماً أو أطعمه فمات أيقاد منه ؟ وقال الألباني في صحيح سنن
أبي داود 3/ 855 : حسن صحيح . (122) أسرى به :- سار به ليلاً ونقله
، والسُرى : السير
بالليل. (123) أخرجه البخاري ك/ المناقب
ب/ حديث الإسراء ومسلم ك/ الإيمان ب/ ذكر المسيح بن مريم والترمذي في السنن ك/ التفسير ب/ ومن سورة بني
اسرائيل وأحمد في المسند 3/377 وابن حبان في صحيحه 1/252 وغيرهم
. (124) أخرجه أحمد في المسند 1/309
وابن أبي شيبة في المصنف 6/312 والحارث ابن أبي
أسامة في مسنده كما في زوائده للهيثمي ، والطبراني في الكبير 12/167 والأوسط 3/52
والمقدسي في المختارة 10/39-42 ، والأصبهاني في دلائل النبوة 1/84 وقال الهيثمي في المجمع 1/65 : رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير والأوسط ورجال أحمد رجال
الصحيح ، وإسناده صحيح على شرط الشيخين كما في تحقيق المسند
5/29. (125) أخرجه البخاري ك/ المناقب ب/
مناقب المهاجرين وفضلهم ، ومسلم ك/ فضائل الصحابة ب/ من فضائل أبي بكر الصديق
والترمذي ك/ التفسير ب/ ومن سورة التوبة وابن حبان في صحيحه 14/181 وأحمد في المسند 1/4 وغيرهم
. (126) ساخت : غاصت .
(127) العثان : الدخان من غير نار ، قيل : شبّه الغبار بالدخان
، انظر فتح الباري . (128) أي لم ينقصا عليّ شيئاً وذلك
لأنهما لم يأخذا منه شيئاً
. (129) أخرجه البخاري ك/ المناقب ب/
هجرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه إلى المدينة ومسلم ك/ الزهد
والرقائق ب/ في حديث الهجرة ،وأحمد في المسند 4/175 وابن حبان 14/186 بنحوه ، والحاكم في المستدرك 3/7 وغيرهم
. (130) التفسير الصحيح 2/387 .
(131) دهساً : أي تربته سهلة لينة .
(132) مالبّد الأرض : أي جعلها متماسكة
. (133) أخرجه ابن اسحاق كما ذكر ذلك الحافظ ابن كثير في تفسيره
. (134) أخرجه بمعناه الطبري بسند حسن
عن ابن عباس ، انظر التفسير الصحيح 2/388 ، وذكره السيوطي في الدر المنثور عند الآية المذكورة
. (135) انظر فتح القدير للشوكاني عند قوله تعالى : (وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم
وقال : لاغالب لكم اليوم من الناس ، وإني جارُُلكم …) . (136) أخرجه مسلم ك/ الجهاد والسير ب/
الإمداد بالملائكة ، والترمذي ك/ التفسير ب/ ومن سورة الأنفال وابن حبان في
صحيحه 11/114 ، وأحمد في المسند 1/30 وأبو عوانة في مسنده 4/255 وابن أبي شيبة في المصنف 7/357 وغيرهم وأخرج البخاري منه جملة
الدعاء ك/ التفسير ب/ (بل الساعة موعدهم) . (137) أخرجه البخاري ك/ التفسير ب/
(بل الساعة موعدهم) وأحمد في المسند 1/329 والنسائي في السنن الكبرى 6/477
والبيهقي في السنن الكبرى 9/46 وغيرهم
. (138) أخرجه مسلم ك/ الجهاد والسير ب/
غزوة بدر وفي ك/ صفة القيامة والجنة والنار ب/ عرض مقعد الميت من الجنة أو
النار عليه وأبو داود ك/ الجهاد ب/ في الأسير ينال منه الضرب والنسائي ك/
الجنائر ب/ أرواح المؤمنين وأحمد في المسند 1/26
وابن حبان في صحيحه 11/25 وغيرهم
. (139) أخرجه البخاري ك/ المغازي ب/ شهود الملائكة بدراً والطبراني في المعجم
الكبير 11/342 . (140) خطم
أنفه : أصيب أنفه وضُرِب . (141) أخرجه مسلم ك/ الجهاد ب/
الإمداد بالملائكة في غزوة بدر وابن حبان في صحيحه
11/115 والبزار في مسنده 1/306 وعبدبن حميد في مسنده 1/41 من المنتخب والأصبهاني في دلائل النبوة 1/119
. (142) أخرجه أحمد في المسند 5/450 ،
وابن هشام في السيرة وسنده حسن ، وأخرجه ابن جرير في تفسيره عنده قوله تعالى
(أن يمدكم ربكم بثلاثة الآف من الملائكة)
. (143) الأجلح : من انحسر شعره عن جانبي رأسه . (144) الأبلق : ما فيه سواد وبياض .
(145) أخرجه أحمد في مسنده 1/117 و
4/283 وابن أبي شيبة في المصنف 7/357 والطبري في
تفسيره 4/78 وفي تاريخه 2/40 قال في مجمع الزوائد
6/76 : رواه أحمد والبزار ورجال أحمد رجال الصحيح
غير حارثة بن مضرب وهو ثقة ، واسناده صحيح كما في
تحقيق المسند 2/261 . (146) أخرجه البيهقي ويونس بن بكير في زيادات المغازي كما قال
الحافظ في الفتح 7/312 . (147) أخرجه البخاري ك/ المغازي ب/ شهود الملائكة بدرا
. (148) أخرجه البخاري ك/ المغازي ب/ (ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنةً نعاساً ..)
والنسائي في السنن الكبرى 6/349 وابن أبي شيبة في
المصنف 7/370 . (149) أخرجه الطبري في تفسيره 4/141
وابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 1/419 ، وسنده صحيح ، انظر التفسير
الصحيح 2/388 . (150) مسلم ك/ الفضائل ب/ في قتال
جبريل وميكائيل عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم
يوم أحد ، والبخاري مختصراً ك/ المغازي ب/ (إذ همت
طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما) وأحمد في مسنده 1/171 ، والشاشي في مسنده 1/185
. (151) أخرجه البخاري ك/ المغازي ب/ غزوة الخندق ومسلم/ ك/ الجهاد والسير ب/
استحباب الدعاء بالنصر عند لقاء العدو والترمذي ك/ الجهاد ب/ ما جاء في
الدعاء عند القتال ، وغيرهم . (152) القر
: البرد . (153) يعني : ولا تهيجهم عليّ
. (154) الحمام : المكان الذي يغتسل فيه
بالماء الحميم ، أي : الحار . (155) يُصلي : يدُفئ
. (156) حزبه أمر : أي نابه واشتدّ عليه
. (157) القصة صحيحة مركبة من رواية
مسلم ك/ الجهاد والسير ب/ غزوة الأحزاب والحاكم 3/33 وقال صحيح الإسناد ولم
يخرجاه، وأبو عوانة في مسنده 4/319-321 والقصة
رواها أيضاً ابن حبان في صحيحه 16/67 وأبو نعيم في
حلية الأولياء 1/354 وانظر فقه السيرة للغزالي بتخريج الألباني
. (158) تفسير ابن جرير الطبري .
(159) الصّبا : ريح مهبها من مشرق
الشمس إذا استوى الليل والنهار . (160) الدَّبُور : ريح تهب من المغرب
تقابل القبول وهي ريح الصبا . (161) رواه البخاري ك/
الاستسقاء ب/ قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : نصرت بالصبا ومسلم ك/ صلاة
الاستسقاء ب/ في ريح الصبا والدبور وابن حبان في صحيحه 14/331، وأحمد في المسند 1/223
وغيرهم. (162) البخاري ك/ المغازي ب/ غزوة الخندق ومسلم ك/ الذكر والدعاء ب/
التعوذ من شر ما عمل ومن شر ما لم يعمل. (163) أخرجه البخاري ك/ المغازي ب/ غزوة الخندق وأحمد في مسنده 4/262 دون قوله
نحن نسير إليهم وكذلك الطيالسي في مسنده 1/182
والطبراني في المعجم الكبير 7/98 . (164) كدية : أرض صلبة . (165) المعول : آلة من حديد ينقر بها
الصخر . (166) أهيم : غير متماسك رملاً .
(167) خمصاً : جوعاً ، يقال : رجل خمصان إذا كان ضامر البطن . (168) الداجن من الحيوان والطير : ما أَلِف البيوت وأقام بها
. (169) سُورا : طعاماً للضيافة
. (170) لتغط : تغلي فيسمع غليانها .
(171) لفظ القصة من مجموع روايتين
للإمام البخاري في صحيحه ك/ المغازي ب/ غزوة الخندق وروى القصة أيضاً الإمام مسلم في
صحيحه ك/ الأشربة ب/
جواز استتباعه غيره إلى دار من يثق برضاه ، وأحمد
في مسنده 3/377 والبيهقي في السنن الكبرى 7/274
والدارمي في سننه 1/33 وأبو عوانة في مسنده 5/177 وابن أبي شيبة في المصنف 6/314 والفريابي في دلائل النبوة ص53 والأصبهاني في دلائل النبوة أيضاً 1/208
. (172) نواضحنا : الناضح هو الدابة
التي يستقي عليها والمقصود هنا الإبل . (173) قال النووي فيه محذوف تقديره
يجعل في ذلك بركة أو خيراً أو نحو ذلك ، شرح صحيح مسلم 1/172
. (174) أخرجه مسلم ك/ الإيمان ب/
الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعاً ، وابن حبان في صحيحه 14/465 وأحمد في المسند 3/11 وأبو يعلى في مسنده
2/412 وابن منده في الإيمان 1/178 والفريابي في دلائل النبوة ص33
. (175) ظهرنا : أي بعض إبلنا التي نركب
على ظهورها . (176) أي كمبركها أو كقدرها وهي رابضة
. (177) أخرجه مسلم ك/ اللقطة ب/ استحباب خلط الأزواد إذا قلت والمواساة فيها . (178) وسقا : الوسق مقدار معلوم من الكيل يساوي ستين صاعاً ، والصاع
يساوي أربعة أمداد ، والمد ملء اليدين من الرجل المعتدل الكف . (179) اقطع له ، والجَدُّ هنا بمعنى
القطع . (180) أخرجه البخاري ك/ الاستقراض وأداء الديون ب/ إذا قاص أو جازفه في الدين تمراً بتمر ، وابن ماجه ك/ الصدقات ب/
أداء الدين عن الميت ، وأبو عوانه في مسنده 3/406
والطبراني في المعجم الأوسط 9/68 والفريابي في
دلائل النبوة ص83 والأصبهاني في دلائل النبوة 1/35
، وقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أشهد أني رسول الله. أخرجه البخاري ك/
الأطعمة ب/ الرطب والتمر . وانظر فتح الباري لمعرفة بعض ألفاظ الروايات
المتعددة 6/594 . (181) البداية والنهاية
6/0121 (182) البخاري ك/ الهبة ب/ قبول
الهدية من المشركين ومسلم ك/ الأشربة ب/ إكرام
الضيف وفضل إيثاره وأبو عوانة في مسنده 5/204-205
، وأحمد في مسنده 1/197 ، والبيهقي في السنن
الكبرى 9/215 . (183) شرح صحيح مسلم
14/16. (184) الحيس : تمر وأقط وسمن تخلط
وتعجن . (185) زهاء : قدر .
(186) أخرجه البخاري ك/ النكاح ب/
الهدية للعروس ومسلم ك/ النكاح ب/ زواج زينب بنت جحش ونزول الحجاب واللفظ له
والترمذي ك/ التفسير ب/ ومن سورة الأحزاب والنسائي ك/ النكاح ب/ الهدية لمن
عرس وأحمد في مسنده 3/163 وأبو يعلى في مسنده باختصار 7/315 والطبراني في
المعجم الكبير 24/46 .(187) أخرجه البخاري ك/ المناقب ب/
علامات النبوة في الإسلام ، ومسلم ك/ الأشربة ب/
جواز استتباعه غيره إلى دار من يثق برضاه ،
والترمذي في سننه ك/ المناقب ب/ في آيات إثبات نبوة النبي صلى الله عليه وآله
وسلم وما خصه به ، وابن حبان في صحيحه 14/469 ،
وأبو عوانه في مسنده 5/178 ومالك في الموطأ 2/927 وعبد بن حميد في مسنده 1/371 من
المنتخب، وغيرهم . وإليك القصة كاملة : قال أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ أَبُو
طَلْحَةَ لِأُمِّ سُلَيْمٍ لَقَدْ سَمِعْتُ صَوْتَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله
عليه وآله وسلم ضَعِيفًا أَعْرِفُ فِيهِ الْجُوعَ فَهَلْ عِنْدَكِ مِنْ
شَيْءٍ قَالَتْ نَعَمْ فَأَخْرَجَتْ أَقْرَاصًا مِنْ شَعِيرٍ ثُمَّ
أَخْرَجَتْ خِمَارًا لَهَا فَلَفَّتِ الْخُبْزَ بِبَعْضِهِ ثُمَّ دَسَّتْهُ
تَحْتَ يَدِي وَلَاثَتْنِي بِبَعْضِهِ ثُمَّ
أَرْسَلَتْنِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ
فَذَهَبْتُ بِهِ فَوَجَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم فِي
الْمَسْجِدِ وَمَعَهُ النَّاسُ فَقُمْتُ عَلَيْهِمْ فَقَالَ لِي رَسُولُ
اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم آرْسَلَكَ أَبُو
طَلْحَةَ فَقُلْتُ نَعَمْ قَالَ بِطَعَامٍ فَقُلْتُ نَعَمْ فَقَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم لِمَنْ مَعَهُ قُومُوا فَانْطَلَقَ
وَانْطَلَقْتُ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ حَتَّى جِئْتُ أَبَا طَلْحَةَ
فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ يَا أُمَّ سُلَيْمٍ قَدْ جَاءَ
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم بِالنَّاسِ وَلَيْسَ عِنْدَنَا مَا
نُطْعِمُهُمْ فَقَالَتِ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ فَانْطَلَقَ أَبُو
طَلْحَةَ حَتَّى لَقِيَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم فَأَقْبَلَ
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم وَأَبُو طَلْحَةَ مَعَهُ فَقَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم هَلُمِّي
يَا أُمَّ سُلَيْمٍ مَا عِنْدَكِ فَأَتَتْ بِذَلِكَ الْخُبْزِ فَأَمَرَ بِهِ
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم فَفُتَّ وَعَصَرَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ
عُكَّةً فَأَدَمَتْهُ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم
فِيهِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ ثُمَّ قَالَ ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ
فَأَذِنَ لَهُمْ فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا ثُمَّ خَرَجُوا ثُمَّ قَالَ
ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ فَأَذِنَ لَهُمْ فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا ثُمَّ
خَرَجُوا ثُمَّ قَالَ ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ فَأَذِنَ لَهُمْ فَأَكَلُوا حَتَّى
شَبِعُوا ثُمَّ خَرَجُوا ثُمَّ قَالَ ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ فَأَكَلَ الْقَوْمُ
كُلُّهُمْ وَشَبِعُوا وَالْقَوْمُ سَبْعُونَ أَوْ ثَمَانُونَ رَجُلًا
. (188) الوسق : مكيلة معلومة تساوي ستون صاعاً ، والصاع أربعة
أمداد ، والمدّ ملء كفي الرجل المعتدل الكف
. (189) أخرجه مسلم ك/ الفضائل ب/ في
معجزات النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وأحمد
3/347. (190) أخرجه البخاري ك/ الرقاق ب/ فضل
الفقر ، ومسلم ك/ الزهد والرقائق ، وابن ماجه ك/ الأطعمة ب/ خبز الشعير وأحمد
في مسنده 6/108، والبيهقي في السنن الكبرى 7/47
وابن أبي شيبة في المصنف
7/132. (191) المزود : وعاء الزاد .
(192) أخرجه الترمذي في
المناقب/ مناقب أبي هريرة ، وقال الألباني في صحيح سنن الترمذي 3/235: حسن
الإسناد قال الأرناؤوط في تخريج جامع الأصول
11/364 : وهو حديث حسن وأخرجه أحمد 2/352 ، والبيهقي في الدلائل 6/109 ، وأبو نعيم مجموعاً من
روايتين 2/588-589 ، وابن حبان في صحيحه 14/467 ،
وإسحاق بن راهويه في مسنده 1/75
. (193) الثريد : الخبز يفت ثم يبل
بالمرق وربما كان معه لحم . (194) أحمد في المسند 5/12، والترمذي
في المناقب ب/ ما جاء في آيات نبوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقال :
حديث حسن صحيح ، قال الأرناؤوط في تخريج جامع
الأصول 11/363 : وهو كما قال ، والنسائي في السنن الكبرى 4/170 ، والحاكم في
المستدرك 2/675 وقال : صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي ،
والبيهقي في الدلائل بإسنادين قال في أحدهما هذا
إسناد صحيح 6/93 وأبو نعيم في الدلائل 2/551، والدارمي 1/43 وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي 3/192
والطبراني في المعجم الكبير 7/232 ، وابن حبان كما في موارد الظمآن ص527
. (195) الفضل من الشيء : ما بقي منه
. (196) عُلِّيةَّ : غرفة في الطبقة
الثانية من الدار ، أو الثالثة أو ما فوقها
. (197) الْبَكْرِ الْأَوْرَقِ : الجمل الذي في لونه بياض إلى سواد
. (198) أحمد 5/445 ، وأبو نعيم في
الدلائل 2/548-549 وابن حبان في صحيحه 14/462 وقال
الهيثمي في المجمع 8/304 : رواه أحمد والطبراني
ورجال أحمد رجال الصحيح. وروى أبو داود طرفاً منه ولفظه : أتينا النبي صلى
الله عليه وآله وسلم فسألناه الطعام ، فقال : يا عمر اذهب فأعطهم ، فارتقى
بنا إلى علية فأخذ المفتاح من حجزته ففتح، انظر صحيح سنن أبي داود للألباني
3/983 وقال أبو عبدالله المقدسي: وإسناده على شرط الصحيح انظر الجواب الصحيح
6/254 . (199) يعني لم تحمل فالشاة لا يدر
لبنها إلا بعد أن تحمل وتلد . (200) أخرجه أحمد في المسند 1/397،
462 ، وابن حبان في صحيحه 14/433 أبو داود الطيالسي 1/47 وابن أبي شيبة
في المصنف 6/327 وأبو يعلى في مسنده 8/403 والطبراني في المعجم الكبير 9/78
وصححه أحمد شاكر في تعليقه على المسند 6/190
. (201) الحاكم في المستدرك 3/9 وقال :
صحيح الإسناد ولم يخرجاه . (202) أهل الصفة :- طائفة من الصحابة
فقراء كانوا يتخذون من المسجد سكناً لهم . (203) أخرجه البخاري ك/ الرقاق ب/ كيف
كان عيش النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه وتخليهم من الدنيا والترمذي
في السنن ك/ صفة القيامة والرقائق والورع وابن حبان في صحيحه 14/472 وأحمد في المسند 2/515 والبيهقي في السنن الكبرى 2/446 وهناد في الزهد 2/394 وإليك القصة كاملة : قال مُجَاهِدٌ
إَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ يَقُولُ أَاللَّهِ
الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِنْ كُنْتُ لَأَعْتَمِدُ بِكَبِدِي عَلَى
الْأَرْضِ مِنَ الْجُوعِ وَإِنْ كُنْتُ لَأَشُدُّ الْحَجَرَ عَلَى بَطْنِي
مِنَ الْجُوعِ وَلَقَدْ قَعَدْتُ يَوْمًا عَلَى طَرِيقِهِمِ الَّذِي
يَخْرُجُونَ مِنْهُ فَمَرَّ أَبُو بَكْرٍ فَسَأَلْتُهُ عَنْ آيَةٍ مِنْ
كِتَابِ اللَّهِ مَا سَأَلْتُهُ إِلَّا لِيُشْبِعَنِي فَمَرَّ وَلَمْ
يَفْعَلْ ثُمَّ مَرَّ بِي عُمَرُ فَسَأَلْتُهُ عَنْ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ
اللَّهِ مَا سَأَلْتُهُ إِلَّا لِيُشْبِعَنِي فَمَرَّ فَلَمْ يَفْعَلْ ثُمَّ
مَرَّ بِي أَبُو الْقَاسِمِ صلى الله عليه وآله وسلم فَتَبَسَّمَ حِينَ
رَآنِي وَعَرَفَ مَا فِي نَفْسِي وَمَا فِي وَجْهِي ثُمَّ قَالَ يَا أَبَا
هِرٍّ قُلْتُ لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الْحَقْ وَمَضَى
فَتَبِعْتُهُ فَدَخَلَ فَاسْتَأْذَنَ فَأَذِنَ لِي فَدَخَلَ فَوَجَدَ لَبَنًا
فِي قَدَحٍ فَقَالَ مِنْ أَيْنَ هَذَا اللَّبَنُ قَالُوا أَهْدَاهُ لَكَ
فُلَانٌ أَوْ فُلَانَةُ قَالَ أَبَا هِرٍّ قُلْتُ
لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الْحَقْ إِلَى أَهْلِ الصُّفَّةِ
فَادْعُهُمْ لِي قَالَ وَأَهْلُ الصُّفَّةِ أَضْيَافُ الْإِسْلَامِ لَا يَأْوُونَ إِلَى أَهْلٍ
وَلَا مَالٍ وَلَا عَلَى أَحَدٍ إِذَا أَتَتْهُ صَدَقَةٌ بَعَثَ بِهَا
إِلَيْهِمْ وَلَمْ يَتَنَاوَلْ مِنْهَا شَيْئًا وَإِذَا أَتَتْهُ هَدِيَّةٌ
أَرْسَلَ إِلَيْهِمْ وَأَصَابَ مِنْهَا وَأَشْرَكَهُمْ فِيهَا فَسَاءَنِي
ذَلِكَ فَقُلْتُ وَمَا هَذَا اللَّبَنُ فِي أَهْلِ الصُّفَّةِ كُنْتُ أَحَقُّ
أَنَا أَنْ أُصِيبَ مِنْ هَذَا اللَّبَنِ شَرْبَةً أَتَقَوَّى بِهَا فَإِذَا
جَاءَ أَمَرَنِي فَكُنْتُ أَنَا أُعْطِيهِمْ وَمَا عَسَى أَنْ يَبْلُغَنِي
مِنْ هَذَا اللَّبَنِ وَلَمْ يَكُنْ مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ وَطَاعَةِ
رَسُولِهِ صلى الله عليه وآله وسلم بُدٌّ فَأَتَيْتُهُمْ فَدَعَوْتُهُمْ
فَأَقْبَلُوا فَاسْتَأْذَنُوا فَأَذِنَ لَهُمْ وَأَخَذُوا مَجَالِسَهُمْ مِنَ
الْبَيْتِ قَالَ يَا أَبَا هِرٍّ قُلْتُ لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ
خُذْ فَأَعْطِهِمْ قَالَ فَأَخَذْتُ الْقَدَحَ فَجَعَلْتُ أُعْطِيهِ
الرَّجُلَ فَيَشْرَبُ حَتَّى يَرْوَى ثُمَّ يَرُدُّ عَلَيَّ الْقَدَحَ
فَأُعْطِيهِ الرَّجُلَ فَيَشْرَبُ حَتَّى يَرْوَى ثُمَّ يَرُدُّ عَلَيَّ
الْقَدَحَ فَيَشْرَبُ حَتَّى يَرْوَى ثُمَّ يَرُدُّ عَلَيَّ الْقَدَحَ حَتَّى
انْتَهَيْتُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم وَقَدْ رَوِيَ
الْقَوْمُ كُلُّهُمْ فَأَخَذَ الْقَدَحَ فَوَضَعَهُ عَلَى يَدِهِ فَنَظَرَ
إِلَيَّ فَتَبَسَّمَ فَقَالَ أَبَا هِرٍّ قُلْتُ لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ
اللَّهِ قَالَ بَقِيتُ أَنَا وَأَنْتَ قُلْتُ صَدَقْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ
قَالَ اقْعُدْ فَاشْرَبْ فَقَعَدْتُ فَشَرِبْتُ فَقَالَ اشْرَبْ فَشَرِبْتُ
فَمَا زَالَ يَقُولُ اشْرَبْ حَتَّى قُلْتُ لَا وَالَّذِي بَعَثَكَ
بِالْحَقِّ مَا أَجِدُ لَهُ مَسْلَكًا قَالَ فَأَرِنِي فَأَعْطَيْتُهُ الْقَدَحَ فَحَمِدَ اللَّهَ
وَسَمَّى وَشَرِبَ الْفَضْلَةَ . (204) فتح الباري 11/288
.
(205) أخرجه مسلم ك/ الأشربة ب/ إكرام الضيف وفضل إيثاره ، وأحمد في المسند
6/2 ، والترمذي مختصراً ك/ الاستئذان ب/ كيف السلام وكذلك البيهقي في السنن الكبرى 6/88 وكذا النسائي في عمل اليوم
والليلة ص283 وأخرجه البزار في مسنده 6/42 والأصبهاني في دلائل النبوة 1/134 وإليك القصة كاملة :
عَنِ الْمِقْدَادِ قَالَ أَقْبَلْتُ أَنَا وَصَاحِبَانِ لِي وَقَدْ ذَهَبَتْ
أَسْمَاعُنَا وَأَبْصَارُنَا مِنَ الْجَهْدِ فَجَعَلْنَا نَعْرِضُ
أَنْفُسَنَا عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم
فَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْهُمْ يَقْبَلُنَا فَأَتَيْنَا النَّبِيَّ صلى الله عليه
وآله وسلم فَانْطَلَقَ بِنَا إِلَى أَهْلِهِ فَإِذَا ثَلَاثَةُ أَعْنُزٍ
فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم احْتَلِبُوا هَذَا اللَّبَنَ بَيْنَنَا قَالَ فَكُنَّا
نَحْتَلِبُ فَيَشْرَبُ كُلُّ إِنْسَانٍ مِنَّا
نَصِيبَهُ وَنَرْفَعُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم نَصِيبَهُ قَالَ
فَيَجِيءُ مِنَ اللَّيْلِ فَيُسَلِّمُ تَسْلِيمًا لَا يُوقِظُ نَائِمًا
وَيُسْمِعُ الْيَقْظَانَ قَالَ ثُمَّ يَأْتِي الْمَسْجِدَ فَيُصَلِّي ثُمَّ
يَأْتِي شَرَابَهُ فَيَشْرَبُ فَأَتَانِي الشَّيْطَانُ ذَاتَ لَيْلَةٍ وَقَدْ
شَرِبْتُ نَصِيبِي فَقَالَ مُحَمَّدٌ يَأْتِي الْأَنْصَارَ فَيُتْحِفُونَهُ
وَيُصِيبُ عِنْدَهُمْ مَا بِهِ حَاجَةٌ إِلَى هَذِهِ الْجُرْعَةِ
فَأَتَيْتُهَا فَشَرِبْتُهَا فَلَمَّا أَنْ وَغَلَتْ فِي بَطْنِي وَعَلِمْتُ
أَنَّهُ لَيْسَ إِلَيْهَا سَبِيلٌ قَالَ نَدَّمَنِي الشَّيْطَانُ فَقَالَ وَيْحَكَ مَا صَنَعْتَ
أَشَرِبْتَ شَرَابَ مُحَمَّدٍ فَيَجِيءُ فَلَا يَجِدُهُ فَيَدْعُو عَلَيْكَ
فَتَهْلِكُ فَتَذْهَبُ دُنْيَاكَ وَآخِرَتُكَ!!
وَعَلَيَّ شَمْلَةٌ إِذَا وَضَعْتُهَا عَلَى
قَدَمَيَّ خَرَجَ رَأْسِي وَإِذَا وَضَعْتُهَا عَلَى رَأْسِي خَرَجَ قَدَمَايَ وَجَعَلَ لَا يَجِيئُنِي النَّوْمُ وَأَمَّا
صَاحِبَايَ فَنَامَا
وَلَمْ يَصْنَعَا مَا صَنَعْتُ قَالَ فَجَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله
وسلم فَسَلَّمَ كَمَا كَانَ يُسَلِّمُ ثُمَّ أَتَى الْمَسْجِدَ فَصَلَّى
ثُمَّ أَتَى شَرَابَهُ فَكَشَفَ عَنْهُ فَلَمْ يَجِدْ فِيهِ شَيْئًا فَرَفَعَ
رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقُلْتُ الْآنَ يَدْعُو عَلَيَّ فَأَهْلِكُ
فَقَالَ اللَّهُمَّ أَطْعِمْ مَنْ أَطْعَمَنِي وَأَسْقِ مَنْ أَسْقَانِي
قَالَ فَعَمَدْتُ إِلَى الشَّمْلَةِ فَشَدَدْتُهَا
عَلَيَّ وَأَخَذْتُ الشَّفْرَةَ فَانْطَلَقْتُ إِلَى الْأَعْنُزِ أَيُّهَا
أَسْمَنُ فَأَذْبَحُهَا لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم فَإِذَا
هِيَ حَافِلَةٌ وَإِذَا هُنَّ حُفَّلٌ كُلُّهُنَّ فَعَمَدْتُ إِلَى إِنَاءٍ
لِآلِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم مَا كَانُوا يَطْمَعُونَ أَنْ يَحْتَلِبُوا فِيهِ قَالَ فَحَلَبْتُ فِيهِ حَتَّى
عَلَتْهُ رَغْوَةٌ فَجِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم
فَقَالَ أَشَرِبْتُمْ شَرَابَكُمُ اللَّيْلَةَ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ
اللَّهِ اشْرَبْ فَشَرِبَ ثُمَّ نَاوَلَنِي فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ
اشْرَبْ فَشَرِبَ ثُمَّ نَاوَلَنِي فَلَمَّا عَرَفْتُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى
الله عليه وآله وسلم قَدْ رَوِيَ وَأَصَبْتُ دَعْوَتَهُ ضَحِكْتُ حَتَّى
أُلْقِيتُ إِلَى الْأَرْضِ قَالَ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم
إِحْدَى سَوْآتِكَ يَا مِقْدَادُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَانَ مِنْ
أَمْرِي كَذَا وَكَذَا وَفَعَلْتُ كَذَا فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه
وآله وسلم مَا هَذِهِ إِلَّا رَحْمَةٌ مِنَ اللَّهِ أَفَلَا كُنْتَ
آذَنْتَنِي فَنُوقِظَ صَاحِبَيْنَا فَيُصِيبَانِ مِنْهَا قَالَ فَقُلْتُ
وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا أُبَالِي إِذَا أَصَبْتَهَا وَأَصَبْتُهَا
مَعَكَ مَنْ أَصَابَهَا مِنَ النَّاسِ.
(207) أخرجه مسلم ك/ الفضائل ب/ في معجزات النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وأحمد في مسنده 3/340 . |