مع تحيات موقع موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة                   www.55a.net

 

 الإيمان بالملائكـة عليهم السلام

توطئة :

الإيمان بالملائكة أحد أركان الإيمان ولا يصح الإيمان إلا به ويتضمن الإيمان بوجودهم ، وما لهم من الصفات الخِلقية والخُلقية التي يتناسب مع مكانتهم ووظائفهم، وأنهم في عبادة دائبة لربهم ، ولهم مقامات مختلفة ، وهم درجات عند ربهم ، ولكل منهم مقام معلوم ، ويقومون بتدبير أمر الخلائق بأمر ربهم ، ومنهم حملة الوحي الإلهي إلى الرسل من البشر عليهم السلام ، ولهم صلات حميمة مع عباد الله المؤمنين ، كما يسلطهم الله على الكافرين لينزل بهم ما شاء من عقوبات ، وهم جند الله في أحداث الساعة ، ومنهم خزنة الجنة والنار .

ما الملائكة ؟

الملائكة : عباد مكرمون ، خلقهم الله من نور ، قالت عائشة رضي الله عنها : إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : ((خُلِقَتْ الْمَلائِكَةُ مِنْ نُورٍ وَخُلِقَ الْجَانُّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ وَخُلِقَ آدَمُ مِمَّا وُصِفَ لَكُمْ))[1]. وهم في تسبيح دائمٍ ويدبرون شئون الكون بأمر ربهم وهم لا يفرطون .

قال تعالى: ﴿... يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ(38) ﴾ [فصلت:38]، وقال سبحانه : ﴿ ... لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ(6)﴾ [التحريم:6] .

حكم الإيمان بالملائكة :

الإيمان بالملائكة واجب ، وهو ركن من أركان الإيمان. قال تعالى: ﴿ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ(285)﴾ [البقرة:285].

وفي حديث جبريل عليه السلام أنه قال للنبي صلى الله عليه وآله وسلم : "فأخبرني عن الإيمان قال : "أن تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ قَالَ صَدَقْتَ."[2]

وإنكار وجودهم كفر. قال تعالى : ﴿ ... وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا(136)﴾  [النساء:136] .

صفات الملائكة

الملائكة عالم غيبي ، لا يدخل في عالم المشاهدة ، والوحي هو طريقنا للعلم والإيمان بهم ، وقد أخبرنا الله ورسوله عن شأن الملائكة وصفاتهم الخَلقية والخُلقية ومن ذلك ما يأتي :

أولاً : صفاتهم الخَلْقِيَّةِ :

1) أولو أجنحة : ذكر القرآن الكريم أنَّ للملائكة أجنحة. قال تعالى : ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(1) ﴾   [فاطر:1] ، وممن زاد الله في عدد أجنحته جبريل عليه السلام ، فعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال : "رَأَى محمد صلى الله عليه وآله وسلم  جِبْرِيلَ لَهُ سِتُّ مِائَةِ جَنَاحٍ".[3]  

2) قدرتهم على التمثل بالبشر : وهب الله سبحانه وتعالى ملائكته القدرة على التمثل بصور البشر. فقال عن جبريل عليه السلام في قصة مريم العذراء﴿... فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا(17)  [مريم:17] وقال في قصة ضيف إبراهيم من الملائكة عليهم السلام الذين جآءوه على صورة بشر ﴿هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ(24) [الذاريات:24].وكان جبريل عليه السلام يتمثل في صورة دحية الكلبي. فقد جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعنده أم سلمة فجعل يحدث ، فلما قام قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأم سلمة :- من هذا ؟

قالت : دِحْيَةُ ، قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ :- ايْمُ اللَّهِ مَا حَسِبْتُهُ إِلَّا إِيَّاهُ ، حَتَّى سَمِعْتُ خُطْبَةَ  النبي صلى الله عليه وآله وسلم بخبر جبريل.[4]

وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم :- " وَرَأَيْتُ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلام فَإِذَا أَقْرَبُ مَنْ رَأَيْتُ بِهِ شَبَهًا دَحْيَةُ".[5] ، يعني أنه يشبهه حين يتمثل في صورته الآدمية .

وقد جاء جبريل عليه السلام في صورة رجل حسن المظهر والمنظر كما في حديث عمر رضي الله عنه حيث قال : "بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعَرِ لا يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ وَلاَ يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ …."[6].

3) لا ينالهم سأم ولا عجز ولا فتور في عبادتهم : قال تعالى : ﴿فَإِنْ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ(38)﴾[فصلت:38].وقال تعالى: ﴿وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ[7] [الأنبياء:19].وقال تعالى : ﴿وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ(19)يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ[8] (20)﴾[الأنبياء:20].

4) قدراتهم العظيمة : لقد خلق الله الملائكة بقدرات عظيمة تتناسب مع ما كلفهم به من أعمال، مثل : تدبير أمر الخلائق ، وحراسة السماء ، وإهلاك الظالمين ، ونفخ الأرواح وقبضها ، ونفخ الصور ، والقيام بأعمال خزانة الجنة والنار كما سيأتي تفصيله .

5) تأذيهم مما يتأذى منه بنو آدم : قال صلى الله عليه وآله وسلم : "مَنْ أَكَلَ الْبَصَلَ وَالثُّومَ وَالْكُرَّاثَ فَلاَ يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا فَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ تَتَأَذَّى مِمَّا يَتَأَذَّى مِنْهُ بَنُو آدَمَ"[9].

6) لا يأكلون ولا يشربون ولا يتناكحون : قدم إبراهيم لضيفه من الملائكة عجلاً حنيذا وقال لهم (ألا تأكلون)؟! وعندما رأى أيديهم لا تصل إلى الطعام أوجس منهم خيفة. قال تعالى: ﴿فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ(70)﴾ [هود:70] فمن صفاتهم التي اتفق العلماء عليها كما ذكره السيوطي "أنهم لا يأكلون ولا يشربون ولا يتناكحون"[10].

7) نفي الأنوثة عنهم : أنكر القرآن الكريم أشد الإنكار على المشركين الذين وصفوا الملائكة بالأنوثة فقال تعالى: ﴿وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَانِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ(19)﴾ [الزخرف:19] .

8- قابليتهم للفناء والموت : ويجوز في حق الملائكة الفزع والفناء والموت لقوله تعالى: ﴿وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ(88)﴾ [القصص:88] .

ولقوله تعالى : ﴿وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ(68)﴾ [الزمر:68]. والملائكة ممن تشملهم الآية لأنهم من ساكني السماء .

9- كثرة عددهم :قال تعالى في سياق الحديث عن الملائكة :  ﴿... وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ ...﴾ [المدثر:31] قال قتادة : أي من كثرتهم[11] ، وقد ورد في حديث الإسراء أن البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه ، وورد أن ما في السماء من موضع أربع أصابع إلا وعليها ملك يعبد الله ، إلى غير ذلك مما ورد في كثرتهم[12] . 

ثانياً : الصفات الخُلقية 

1- أدبهم مع خالقهم سبحانه وتعالى : فلا يقولون شيئاً حتى يقوله سبحانه أو يأمرهم به. قال سبحانه وتعالى: ﴿لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ(27)﴾ [الأنبياء:27].

2- لا يستنكفون[13] عن عبادة ربهم ولا يستكبرون : قال تعالى: ﴿لَنْ يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا(172)﴾ [النساء:172]

3-4- الكرم والبر : قال تعالى : ﴿كِرَامٍ بَرَرَةٍ(16)﴾ [عبس:16]، قال بن كثير: "أي خلقهم كريم حسن شريف وأخلاقهم وأفعالهم بارة طاهرة كاملة"[14] وقال الشوكاني: "قال الحسن : كرام عن المعاصي وقيل يتكرمون أن لايكونوا مع ابن آدم إذا خلا بزوجته أو قضى حاجته ، وقيل يؤثرون منافع الناس على منافعهم ، وقيل يتكرمون على المؤمنين بالاستغفار لهم. والبررة جمع بار .. أي أتقياء مطيعون لربهم صادقون في إيمانهم".[15]

5- الحياء : قال صلى الله عليه وآله وسلم عن مناقب عثمان رضي الله عنه  (أَلاَ أَسْتَحِي مِنْ رَجُلٍ تَسْتَحِي مِنْهُ الْمَلاَئِكَةُ.)[16]

6- التعفف عن أماكن المعصية : نهى الرسول – صلى الله عليه وآله وسلم – عن اقتناء الكلاب في البيوت[17] كما حرم اقتناء التماثيل التي تعبد أو تعظم[18] صيانة للتوحيد وتجنباً للتشبه بالوثنيين ، والملائكة تتنزه من دخول هذه الأماكن التي تقع فيها هذه المعاصي فلا يدخلون بيتا فيه كلب أو صورة.

قال صلى الله عليه وآله وسلم : "لاَ تَدْخُلُ الْمَلائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلاَ صُورَةُ." وفي رواية البخاري "وَلاَ صُورَةُ تَمَاثِيلَ."[19] وعند مسلم عن أبي طلحة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : (لاَ تَدْخُلُ الْمَلائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلاَ تَمَاثِيلَ)[20] .ولا يقربون السكران ، والمضمخ بِالزَّعْفَرَانِ ، والجنب وجيفة الكافر :فعن بريدة رضي الله عنه : أن الرسول r قال : (ثَلاَثَةٌ لاَ تَقْرَبُهُمْ الْمَلاَئِكَةُ: السكران ، وَالْمُتَضَمِّخُ بِالزَّعْفَرَانِ[21] ، وَالْجُنُبُ.)[22]وعن عمار بن ياسر أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قال: (ثَلاَثَةٌ لاَ تَقْرَبُهُمْ الْمَلاَئِكَةُ : جِيفَةُ الْكَافِرِ، وَالْمُتَضَمِّخُ بِالْخَلُوقِ[23] ، وَالْجُنُبُ إِلاَّ أَنْ يَتَوَضَّأَ.)[24]

عبادة الملائكة لربهم

الملائكة في عبادة دائمة وطاعة مطلقة ، وهم معصومون من ارتكاب المعصية[25] متعبدون بالطاعة. قال تعالى: ﴿...  لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ(6)﴾ [التحريم:6].

·  ومن عبادتهم أنهم يشهدون لله بالألوهية والوحدانية : قال تعالى: ﴿شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ ... ﴾ [آل عمران:18].

·  ومن عبادتهم أنهم لا يفترون عن تسبيحهم لله وتقديسهم له سبحانه. قال تعالى: ﴿يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ(20)﴾ [الأنبياء:20] وقد حكى الله عنهم أنهم قالوا له سبحانه : ﴿...  وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ... [البقرة :30].

·  ومن عبادتهم أنهم يقومون للصلاة بين يدي ربهم صفوفاً مستقيمة. قال تعالى حاكياً قولهم ﴿وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ(165)وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ(166)﴾ [الصافات:165-166]. وقال عليه الصلاة والسلام : (أَلاَ تَصُفُّونَ كَمَا تَصُفُّ الْمَلاَئِكَةُ عِنْدَ رَبِّهَا ، فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ تَصُفُّ الْمَلاَئِكَةُ عِنْدَ رَبِّهَا ؟ قَالَ: "يُتِمُّونَ الصُّفُوفَ الأوَلَ ثم َيَتَرَاصُّونَ فِي الصَّفِّ.)[26]

·  ومن عبادتهم عمرانهم للبيت المعمور[27] بالصلاة قال عليه الصلاة والسلام وهو يحكي رحلة الإسراء والمعراج : (فَرُفِعَ لِي الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ فَسَأَلْتُ جِبْرِيلَ فَقَالَ : هَذَا الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ ، يُصَلِّي فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ ، إِذَا خَرَجُوا لَمْ يَعُودُوا إِلَيْهِ.)[28]

·  ومن عبادتهم السجود لله رب العالمين : قال عليه الصلاة والسلام (إِنِّي أَرَى مَا لا تَرَوْنَ وَأَسْمَعُ مَا لاَ تَسْمَعُونَ ، أَطَّتْ السَّمَاءُ وَحُقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ مَا فِيهَا مَوْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعَ إِلا وَمَلَكٌ وَاضِعٌ جَبْهَتَهُ سَاجِدًا لِلَّهِ).[29]

· وهم في خشية دائمة لربهم واشفاق منه سبحانه. قال تعالى: ﴿... وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ(28)﴾ [الأنبياء:28].

· وينفذون كل ما يأمرهم به الله قال سبحانه:﴿...  لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ(6)﴾ [التحريم:6] .

مقامات الملائكة

إن للملائكة منزلة رفيعة عند الله ، ولهم مع ذلك مقامات متعددة ومنازل متفاوتة. قال تعالى: ﴿وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ(164)﴾ [الصافات:164] . وفي الحديث عن رفاعة بن رافع أن جبريل عليه السلام جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال : (مَا تَعُدُّونَ أَهْلَ بَدْرٍ فِيكُمْ ؟ قَالَ : مِنْ أَفْضَلِ الْمُسْلِمِينَ أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا قَالَ : وَكَذَلِكَ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنْ الْمَلائِكَةِ)[30] وأشهر الملائكة جبريل وميكائيل وإسرافيل عليهم السلام .

1- مقام جبريل عليه السلام :

اصطفى الله سبحانه وتعالى جبريل عليه السلام فجعله أميناً على وحيه وسفيراً إلى أنبيائه ورسله ووصفه بصفات لم يصف بها غيره من الملائكة .

* فسماه روح القدس. قال تعالى: ﴿قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ(102)﴾ [النحل:102].

* كما شرفه فخصه بالذكر وقدمه في الترتيب على سائر الملائكة في القرآن الكريم فقال تعالى: ﴿إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ(4)﴾ [التحريم:4].

* ومدحه بست صفات في معرض تبليغه للقرآن الكريم – قال تعالى : ﴿إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ(19)ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ(20)مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ(21)﴾ [التكوير:19-21].قال الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى : قوله تعالى: ﴿إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ(19) ﴾يعني أن هذا القرآن لَتبليغُ رسول كريم أي ملك شريف حسن الخلق بهي المنظر وهو جبريل عليه الصلاة والسلام …

((ذى قوة)) كقوله تعالى: ﴿عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى(5)ذُو مِرَّةٍ ... [النجم :5-6] أي شديد الخلق شديد البطش والفعل، ﴿عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ ﴾  أي له مكانة عند الله عزوجل ومنزلة رفيعة …

﴿مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ﴾ أي له وجاهة فهو مسموع القول مطاع في الملأ الأعلى. قال قتادة ﴿مُطَاعٍ ثَمَّ ﴾ أي في السماوات يعني ليس من أفناد[31] الملائكة … وقوله تعالى "أمين" صفة لجبريل بالأمانة …[32]

2- ميكائيل – عليه السلام

قرن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ميكائيل مع جبرائيل وإسرافيل في دعائه عند استفتاحه لصلاة الليل :- فقال : (اللَّهُمَّ رَبَّ جَبْرَائِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ، اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنْ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ.)[33]وقد ناصب اليهود العداء لجبريل عليه السلام وادعوا موالاة ميكائيل معللين عداوتهم لجبريل بأنه إنما يأتي بالشدة وسفك الدماء فقد أخبر عبدالله بن سلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن جبريل عدو اليهود من الملائكة فقرأ هذه الآية  ﴿قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ ... ﴾  [البقرة:97][34] ، وقال اليهود للنبي صلى الله عليه وآله وسلم : إنه لَيْسَ مِنْ نَبِيٍّ إِلاَّ لَهُ مَلَكٌ يَأْتِيهِ بِالْخَبَرِ فَأَخْبِرْنَا مَنْ صَاحِبكَ ؟ قَالَ : "جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَم "قَالُوا جِبْرِيلُ ذَاكَ الَّذِي يَنْزِلُ بِالْحَرْبِ وَالْقِتَالِ وَالْعَذَابِ عَدُوُّنَا ! لَوْ قُلْتَ مِيكَائِيلَ الَّذِي يَنْزِلُ بِالرَّحْمَةِ وَالنَّبَاتِ وَالْقَطْرِ لَكَانَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ﴿مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ(98)[35] [البقرة:98]."فإذا كان جبريل عليه السلام وكل بالوحي الذي تحيا به الأرواح ، فإن ميكائيل موكل بالقطر والنبات الذي تحيا به الأبدان ، وبعملهما تتكامل المنة الربانية والعظمة الإلهية على خلقه أجمعين".[36]

3- إسرافيل عليه السلام :

وقد ذكره النبي صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه كما تقدم وقرنه بجبريل وميكائيل عليهم السلام ، وقد اشتهر أنه هو الذين ينفخ في الصور ، قال الحافظ ابن حجر :- اشتهر أن صاحب الصور إسرافيل عليه السلام ونقل فيه الحليمي الإجماع.[37]  وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه – قال : قال رسول الله r : "كَيْفَ أَنْعَمُ وَصَاحِبُ الْقَرْنِ قَدْ الْتَقَمَ الْقَرْنَ وَاسْتَمَعَ الإذْنَ مَتَى يُؤْمَرُ بِالنَّفْخِ فَيَنْفُخُ؟ "فَكَأَنَّ ذَلِكَ ثَقُلَ عَلَى أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ لَهُمْ: "قُولُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا".[38]

4- حملة العرش :

عرش الله مخلوق عظيم يليق بعظمة الله سبحانه ، قال تعالى : ﴿فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِي اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ(129)﴾ [التوبة:129].وقد وكل الله بحمل هذا العرش العظيم ملائكة يسبحون بحمد ربهم. قال تعالى : ﴿الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ ... ﴾ [غافر:7].وبين القرآن عدد حملة العرش يوم القيامة فقال سبحانه:﴿... وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ(17)﴾ [الحاقة:17] .

وبين الرسول صلى الله عليه وآله وسلم – عِظَم خلق حملة العرش. فعن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : " أُذِنَ لي أن أُحَدِّثَ عن ملك من ملائكة الله من حملة العرش ، أَنَّ ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه[39] مسيرةُ سبعمائةِ عامٍ).[40]

5- المقربون :

لله ملائكة مقربون يشيعون أرواح المؤمنين من كل سماء إلى السماء السابعة كما جاء في حديث البراء بن عازب المشهور: "… فتخرج نفسه (أي نفس المؤمن) كأطيب ريح وجدت فتعرج به الملائكة فلا يأتون على جند فيما بين السماء والأرض إلا قالوا ما هذه الروح ؟ فيقال : فلان ، بأحسن أسمائه حتى ينتهوا به أبواب سماء الدنيا فيفتح له ، ويشيعه من كل سماء مقربوها حتى ينتهى به إلى السماء السابعة ، فيقال اكتبوا كتابه في عليين ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ(19)كِتَابٌ مَرْقُومٌ(20) يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ(21)﴾ [المطففين:19-21] فيكتب كتابه في عليين … الحديث[41] .

  أعمال الملائكة

يأمر الله سبحانه وتعالى ملائكته بتدبير شئون الكون وفق أمره. قال تعالى: ﴿فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا(5)﴾ [النازعات:5] وحدد لكل منهم ما يقوم به فلا يسبقونه بالقول ولا يفرطون فيما أمرهم به .
قال تعالى: ﴿...  بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ(26)لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ(27)﴾ [الأنبياء:26-27] ، ويوضح هذا أيضا ما رواه البخاري عن ابن عباس[42] رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لجبريل : "ألا تزورنا أكثر مما تزورنا؟" قال فنزلت ﴿وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا(64)﴾ [مريم:64].

ومن تلك الأعمال التي يقوم بها الملائكة ما يأتي :

1- إعمار السموات بالعبادة :

خلق الله السماوات السبع وجعل الملائكة الكرام يعمرونها بالتسبيح والتمجيد والعبادة الدائمة والطاعة المطلقة. جاء في حديث الإسراء :- (فَرُفِعَ لِي الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ ، فَسَأَلْتُ جِبْرِيلَ فَقَالَ : هَذَا الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ يُصَلِّي فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ ، إِذَا خَرَجُوا لَمْ يَعُودُوا إِلَيْهِ.)[43]

وقال صلى الله عليه وآله وسلم : (إِنِّي أَرَى مَا لا تَرَوْنَ ، وَأَسْمَعُ مَا لاَ تَسْمَعُونَ، أَطَّتْ السَّمَاءُ وَحُقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ مَا فِيهَا مَوْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعَ إِلا وَمَلَكٌ وَاضِعٌ جَبْهَتَهُ سَاجِدًا لِلَّهِ).[44]

2- تدبير أمر الخلائق

قال تعالى: ﴿فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا(5)﴾ [النازعات:5].

قال : علي ومجاهد وعطاء وأبو صالح والحسن وقتادة والربيع بن أنس والسدى هي الملائكة ، وزاد الحسن : "تدبر الأمرَ من السماء إلى الأرض يعني بأمر ربها عز وجل".[45]

وقال تعالى : ﴿فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا(4)﴾ [الذاريات:4] وذكر ابن كثير الأقوال عن علي بن أبي طالب وعمر بن الخطاب أن المقسمات هي الملائكة وقال تتنزل بأوامر الله الشرعية والكونية".[46]

وقال تعالى : ﴿تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ(4)﴾ [القدر:4].

فهذه الآية واضحة النص والدلالة على أن الملائكة وجبريل عليهم السلام ينزلون بالأوامر من الله سبحانه وتعالى في ليلة القدر من كل عام في العشر الأواخر من رمضان .

3- حراسة السماء :

جعل الله سبحانه وتعالى ملائكة موكلة بحفظ السماء وحراستها من الشياطين. قال تعالى: ﴿وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا(8)﴾ [الجن:8].

قال الإمام القرطبي رحمه الله تعالى : "أي حفظة يعني الملائكة ".[47]

4- حماية الرسل والوحي :

أحاط الله رسله بملائكة يحفظونهم حتى يبلغوا رسالة ربهم. قال تعالى: ﴿عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا(26) إِلَّا مَنْ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا(27)لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا(28)﴾ [الجن:26-28] .قال الإمام ابن كثير رحمه الله في قوله تعالى : ﴿... فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا(27) ﴾ [الجن:27] (أي يخصه بمزيد معقبات من الملائكة يحفظونه من أمر الله ويساوقونه[48] على ما معه من وحي الله)[49] ، ونقل الشوكاني عن ابن عباس رضي الله عنهما في معنى قوله تعالى: ﴿ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا ﴾ قال :(معقبات من الملائكة يحفظون رسول الله من الشياطين حتى يبين الذي أرسل إليهم به)[50] .

5- سوق السحب وإنزال المطر :

إن ما نشاهده من سير السحب وتنقلها من مكان إلى آخر قد يظن بعض الناس أن هذا من تلقاء نفسها ، أو أن الطبيعة العمياء هي التي تصرفها وتوجهها ، ولكن الأمر غير ذلك ، فإن هذا الأمر المشاهد والمنضبط بالسنن الربانية تسيره الملائكة بأمر خالقها سبحانه. عن ابن عباس رضي الله عنهما قال أقبلت يهود إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقالوا يا أبا القاسم أخبرنا عن الرعد ما هو؟ قال : مَلَكٌ مِنْ الْمَلائِكَةِ مُوَكَّلٌ بِالسَّحَابِ مَعَهُ مَخَارِيقُ[51] مِنْ نَارٍ يَسُوقُ بِهَا السَّحَابَ حَيْثُ شَاءَ اللَّهُ". فَقَالُوا فَمَا هَذَا الصَّوْتُ الَّذِي نَسْمَعُ ؟ قَالَ : "زَجْرُهُ[52] بِالسَّحَابِ إِذَا زَجَرَهُ حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى حَيْثُ أُمِرَ" قالوا : صدقت".[53]

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : (بَيْنَا رَجُلٌ بِفَلاةٍ مِنْ الأرْضِ ، فَسَمِعَ صَوْتًا فِي سَحَابَةٍ : اسْقِ حَدِيقَةَ فُلانٍ ، فَتَنَحَّى ذَلِكَ السَّحَابُ ، فَأَفْرَغَ مَاءَهُ فِي حَرَّةٍ ، فَإِذَا شَرْجَةٌ[54] مِنْ تِلْكَ الشِّرَاجِ قَدْ اسْتَوْعَبَتْ ذَلِكَ الْمَاءَ كُلَّهُ ، فَتَتَبَّعَ الْمَاءَ فَإِذَا رَجُلٌ قَائِمٌ فِي حَدِيقَتِهِ يُحَوِّلُ الْمَاءَ بِمِسْحَاتِهِ ، فَقَالَ لَهُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ ، مَا اسْمُكَ ؟ قَالَ : فُلانٌ ، للاسْمِ الَّذِي سَمِعَ فِي السَّحَابَةِ ، فَقَالَ لَهُ : يَا عَبْدَ اللَّهِ لِمَ تَسْأَلُنِي عَنْ اسْمِي ؟ فَقَالَ إِنِّي سَمِعْتُ صَوْتًا فِي السَّحَابِ الَّذِي هَذَا مَاؤُهُ يَقُولُ : اسْقِ حَدِيقَةَ فُلانٍ ، لاسْمِكَ فَمَا تَصْنَعُ فِيهَا ؟ قَالَ : أَمَّا إِذْ قُلْتَ هَذَا، فَإِنِّي أَنْظُرُ إِلَى مَا يَخْرُجُ مِنْهَا فَأَتَصَدَّقُ بِثُلُثِهِ ، وَآكُلُ أَنَا وَعِيَالِي ثُلُثًا ، وَأَرُدُّ فِيهَا ثُلُثَهُ.)[55]

غيث الاستقاء :

ويظهر عمل الملائكة الموكلة بالقطر جلياً في سوق السحاب وإنزال المطر في الأماكن التي لجأ أهلها إلى الله طالبين السقيا بصلاة الاستسقاء ، مما يدل على أن هذا السحاب يساق والمطر ينزل إلى المكان المطلوب بفعل الملائكة كما جاء في الحديث السابق (اسق حديقة فلان) .

6- الموكل بالجبال :

وكل الله سبحانه وتعالى بالجبال الرواسي مَلَكاً ، هو ملك الجبال كما جاء في الحديث عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت للنبي صلى الله عليه وآله وسلم : "يا رسول الله هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد ؟ فقال : لقد لقيت من قومك ، وكان أشدُ ما لقيت منهم يوم العقبة ، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال فلم يجبني إلى ما أردت. فانطلقت وأنا مهموم على وجهي فلم استفق إلا بقرن الثعالب[56] ، فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني فنظرت ، فإذا فيها جبريل فناداني ، فقال : إن الله عز وجل قد سمع قول قومك لك ، وما ردوا عليك ، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم .

قال : فناداني مَلَك الجبال ، وسلم على ، ثم قال : يا محمد إن الله قد سمع قول قومك لك ، وأنا ملك الجبال ، وقد بعثني ربك إليك ، لتأمرني بأمرك ، فما شئت ؟ إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين ؟
 فقال : النبي
r : (بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ أَصْلابِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا.)[57]

7- حراسة مكة والمدينة من الدجال :

جعل الله سبحانه وتعالى ملائكة تحرس مكة والمدينة من دخول الدجال إليهما :

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال إلا مكة والمدينة وليس نقباً من أنقابها إلا عليه الملائكة صافين تحرسها فينزل بالسبخة فترجف المدينة ثلاث رجفات يخرج إليه منها كل كافر ومنافق".[58]

النقب في اللغة : هو الخرق في الجلد أو الجدار أو نحوهما[59] ، والأنقاب جمع نقب. وعندما قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ذلك لم يكن في مكة والمدينة نقب واحد، أما اليوم فمكة محاطة بالأنقاب التي أصبحت مداخل رئيسة إلى مكة ، وللمدينة بعض الأنقاب .

8- الموكل بالرحم وتصوير الأجنة :

ثبت في الصحيحين عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : (وَكَّلَ بِالرَّحِمِ مَلَكًا ، يَقُولُ يَا رَبِّ نُطْفَةٌ ، يَا رَبِّ عَلَقَةٌ يَا رَبِّ مُضْغَةٌ ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَقْضِيَ خَلْقَهُ قَالَ : أَذَكَرٌ أَمْ أُنْثَى ؟ شَقِيٌّ أَمْ سَعِيدٌ ؟ فَمَا الرِّزْقُ ؟ وَالْأَجَلُ ؟ فَيُكْتَبُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ.)[60]كما حددت الأحاديث الأخرى اليوم الذي يقوم فيه الملك بالتصوير ، وخلق السمع والبصر والجلد واللحم والعظم والجنس (ذكر أم أنثى) ، ونفخ الروح فيه لينتقل من الحياة النباتية إلى الحياة الآدمية. ففي الحديث ، عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : "إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة ، بعث الله إليها ملكاً ، فصوّرها ، وخلق سمعها ، وبصرها، وجلدها ولحمها وعظامها ، ثم قال : أي رب : أذكر أم أنثى ؟ فيقضى ربك ما يشاء ويكتب الملك"[61].وقد شاء الله سبحانه وتعالى أن يُرى الناس في زماننا هذا مراحل تطور الجنين ومشاهدة أحواله في رحم أمه بواسطة الأجهزة المصنوعة لذلك ، مما جعل هذا الحديث الشريف آية شاهدة على معجزة النبي صلى الله عليه وآله وسلم نرى في الصورة (أ) أن شكل الجنين إلى نهاية الأسبوع السادس إلى الليلة الثانيةوالأربعين– لا يأخذ الصورة الأدمية ولا تتكون له أجهزة السمع والبصر ولا يتبين فيه العظم واللحم أو الجلد . فإذا ما بدأ الأسبوع السابع – أي: بعد الليلة الثانية والأبعين – بدأت الأحداث التي بينها حديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في غاية الدقة والوضوح كما هو مبين في الصورة (ج) "بعث إليها ملكاً فصورها وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظامها" ويبدأ ذلك بالظهور في اليوم الرابع والأربعين أي بعد اليوم الثاني والأربعين مباشرة .

وفي زمن قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لهذا الحديث كان من المستحيل معرفة ما يحدث من تطورات للجنين في بطن أمه ، فكيف بتحديد ليلة معينة يقع على إثرها أحداث معينة ، كما فصلها حديث النبي صلى الله عليه وسلم. وكشف علم الأجنة أن الجنين في هذه المرحلة التي يأتي فيها الملك يكون قابلاً للتشكل ، ويتأثر بالعوامل المختلفة[62] ليسهل للملك تصوير الجنين وتشكيله ، وهذا شاهد من العلوم التجريبية على عمل الملائكة الذي أخبر به الوحي .

9- الموكلون بحفظ الإنسان :

وكل الله سبحانه وتعالى ببني آدم حفظة من ملائكته الأبرار ، يحيطونه بالحفظ والرعاية فينجو من وقوع الشر والآفات ، ولولا ذلك لما استطاع الإنسان العيش في أرض فيها الكثير من المخاطر ، والمخلوقات الشريرة والوحوش المفترسة ، والزواحف السامة ، والحشرات الضارة ،والكائنات الدقيقة الفتاكة والأشعة الضارة، وغيرها من أسباب المخاطر المهلكة. قال تعالى: ﴿ وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً ... ﴾ [الأنعام:61]، وقال تعالى: ﴿ لَهُ مُعَقِّبَاتٌ[63] مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ(11) ﴾ [الرعد:11].

قال ابن عباس رضي الله عنهما : "إن المعقبات من الله هم الملائكة جعلهم الله ليحفظوا الإنسان من أمامه ومن ورائه ، فإذا جاء قَدَرُ الله الذي قدر أن يصل إليه، خلوا عنه".[64]

ومصداق ذلك ما يشاهد في الحياة لأناس يتعرضون لهلاك محقق فينجيهم الله كمن يخرجون أحياءاً من تحت الأنقاض ، أو أثناء حرب مدمرة ، أو بعد سقوط طائرة بهم ، أو غرقهم في باخرة أو سقوطهم من شاهق ، أو نجاتهم من حوادث الصدام للسيارات أو القطارات أو غيرها من الحوادث المهلكة ، فإذا ما جاء أجلهم ماتو ولو بأيسر الأسباب ، بعد أن يتخلى عنهم الملائكة الحافظون .

10- كتابة الأعمال :

وكل الله بكل إنسان ملكين حاضرين عن يمينه وشماله ملازمين له ، لا يفارقانه لحظة من الزمان، يحصيان عليه كل أقواله وأفعاله، بل ويعلمان همه بالحسنة والسيئة ، وقد بين القرآن ذلك فقال تعالى : ﴿مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ[65] (18)﴾ [ق:18] وقال تعالى: ﴿وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ(10)كِرَامًا كَاتِبِينَ(11)يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ(12)﴾ [الانفطار:10-12].وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : إِذَا هَمَّ عَبْدِي بِسَيِّئَةٍ فَلَا تَكْتُبُوهَا عَلَيْهِ فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا سَيِّئَةً وَإِذَا هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا فَاكْتُبُوهَا حَسَنَةً فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا عَشْرًا.)[66]

وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : "إن صاحب الشمال ليرفع القلم ست ساعات[67] عن العبد المسلم المخطئ ، فإن ندم واستغفر الله منها ألقاها وإلا كتبت واحدة".[68]

11- مصاحبة الإنسان :

وكل الله بكل إنسان قريناً من الملائكة يأمره بالخير ويرغبه فيه،وقرينا من الجن يأمره بالشر ويحثه عليه

كما جاء في الصحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : "ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن ، وقرينه من الملائكة ، قالوا : وإياك يا رسول الله ؟ قال : وإياى ، إلا أن الله أعانني عليه[69] فأسلم. فلا يأمرني إلا بخير ".[70]وقد أوضح الرسول صلى الله عليه وآله وسلم علاقة الملك بالإنسان وكذلك علاقة الشيطان به فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : "إن للشيطان لَمّة بابن آدم ، وللملَكَ لَمّة ، فأما لَمّة الشيطان ، فايعاد بالشر وتكذيب بالحق، وأما لمة الملك فإيعاد بالخير وتصديق بالحق، فمن وجد من ذلك شيئاً فليعلم أنه من الله وليحمد الله ، ومن وجد الأخرى ؛ فليتعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، ثم قرأ : ﴿الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمْ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ(268)﴾ [البقرة:268].[71]

12- توفي أرواح بني آدم :

وكل الله ملكاً هو ملك الموت[72] لقبض أرواح العباد عند نهاية آجالهم.[73] قال تعالى: ﴿قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ(11)﴾  [السجدة:11].وقد جعل الله له أعوناً يساعدونه في ذلك. قال تعالى: ﴿وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ(61)﴾ [الأنعام:61] .وفي حديث البراء المشهور أن ملك الموت إذا قبض الروح لم يدعها الملائكة الذين معه في يده طرفة عين حتى يأخذوها منه.[74]

تبشير المسلمين :

وإذا حان أجل المسلم وكان من الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا ، أنزل الله إليه ملائكة تبشره بالجنة وتطمئنه من هول ماهو صائر إليه .قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمْ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ(30)نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ(31)﴾ [فصلت:30-31] وفي حديث البراء ابن عازب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إِنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنْ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنْ الآخِرَةِ ، نَزَلَ إِلَيْهِ مَلائِكَةٌ مِنْ السَّمَاءِ بِيضُ الْوُجُوهِ كَأَنَّ وُجُوهَهُمْ الشَّمْسُ مَعَهُمْ كَفَنٌ مِنْ أَكْفَانِ الْجَنَّةِ وَحَنُوطٌ مِنْ حَنُوطِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَجْلِسُوا مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ ، ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ عَلَيْهِ السَّلام حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَيَقُولُ : "أَيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ اخْرُجِي إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ، قَالَ : فَتَخْرُجُ تَسِيلُ كَمَا تَسِيلُ الْقَطْرَةُ مِنْ فِي السِّقَاءِ فَيَأْخُذُهَا ، فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعُوهَا فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ حَتَّى يَأْخُذُوهَا فَيَجْعَلُوهَا فِي ذَلِكَ الْكَفَنِ وَفِي ذَلِكَ الْحَنُوطِ ، وَيَخْرُجُ مِنْهَا كَأَطْيَبِ نَفْحَةِ مِسْكٍ وُجِدَتْ عَلَى وَجْهِ الأرْضِ…)[75]

تعذيب الكافرين :

وإذا كان العبد الكافر والفاجر في انقطاع من الدنيا ، وإقبال من الآخرة – أرسل الله إليه ملائكة غلاظاً شداداً ينزعون روحه نزعاً شديداً لا رفق فيه ولا رحمة. قال تعالى : ﴿وَلَوْ تَرَى إِذْ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُوا أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمْ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ(93)﴾ [الأنعام:93].

وقال تعالى : ﴿وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ(50)﴾ [الأنفال:50]، وفي حديث البراء أيضاً قال : "وَإِنَّ الْعَبْدَ الْكَافِرَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنْ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنْ الآخِرَةِ ، نَزَلَ إِلَيْهِ مِنْ السَّمَاءِ مَلائِكَةٌ سُودُ الْوُجُوهِ مَعَهُمْ الْمُسُوحُ[76]، فَيَجْلِسُونَ مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ ، ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ ، فَيَقُولُ : أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْخَبِيثَةُ اخْرُجِي إِلَى سَخَطٍ مِنْ اللَّهِ وَغَضَبٍ. قَالَ : "فَتُفَرَّقُ فِي جَسَدِهِ فَيَنْتَزِعُهَا كَمَا يُنْتَزَعُ السَّفُّودُ[77]مِنْ الصُّوفِ الْمَبْلُولِ ، فَيَأْخُذُهَا فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعُوهَا فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ حَتَّى يَجْعَلُوهَا فِي تِلْكَ الْمُسُوحِ وَيَخْرُجُ مِنْهَا كَأَنْتَنِ رِيحِ جِيفَةٍ وُجِدَتْ عَلَى وَجْهِ الأرْضِ …" الحديث.[78]

13- سؤال الموتى في قبورهم :

قال النبي r : (الْعَبْدُ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ وَتَولِّيَ وَذَهَبَ أَصْحَابُهُ ، حَتَّى إِنَّهُ لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالِهِمْ أَتَاهُ مَلَكَانِ فَأَقْعَدَاهُ فَيَقُولَانِ لَهُ مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَقُولُ : أَشْهَدُ أَنَّهُ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ فَيُقَالُ انْظُرْ إِلَى مَقْعَدِكَ مِنْ النَّارِ أَبْدَلَكَ اللَّهُ بِهِ مَقْعَدًا مِنْ الْجَنَّةِ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَيَرَاهُمَا جَمِيعًا وَأَمَّا الْكَافِرُ أَوْ الْمُنَافِقُ فَيَقُولُ لا أَدْرِي كُنْتُ أَقُولُ مَا يَقُولُ النَّاسُ فَيُقَالُ لا دَرَيْتَ وَلا تَلَيْتَ ثُمَّ يُضْرَبُ بِمِطْرَقَةٍ مِنْ حَدِيدٍ ضَرْبَةً بَيْنَ أُذُنَيْهِ فَيَصِيحُ صَيْحَةً يَسْمَعُهَا مَنْ يَلِيهِ إِلا الثَّقَلَيْنِ.)[79]

وقال النبي r : الْمُسْلِمُ إِذَا سُئِلَ فِي الْقَبْرِ يَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ : ﴿يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ... ﴾ [إبراهيم:27].[80] وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (إِذَا قُبِرَ الْمَيِّتُ …… أَتَاهُ مَلَكَانِ أَسْوَدَانِ أَزْرَقَانِ.[81] يُقَالُ لأحَدِهِمَا الْمُنْكَرُ وَالآخَرُ النَّكِيرُ. فَيَقُولانِ : مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ ؟ فَيَقُولُ مَا كَانَ يَقُولُ هُوَ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ فَيَقُولاَنِ : قَدْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُولُ هَذَا ثُمَّ يُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ سَبْعُونَ ذِرَاعًا فِي سَبْعِينَ ثُمَّ يُنَوَّرُ لَهُ فِيهِ ثُمَّ يُقَالُ لَهُ نَمْ فَيَقُولُ أَرْجِعُ إِلَى أَهْلِي فَأُخْبِرُهُمْ فَيَقُولاَنِ نَمْ كَنَوْمَةِ الْعَرُوسِ الَّذِي لاَ يُوقِظُهُ إِلَّا أَحَبُّ أَهْلِهِ إِلَيْهِ حَتَّى يَبْعَثَهُ اللَّهُ مِنْ مَضْجَعِهِ ذَلِكَ وَإِنْ كَانَ مُنَافِقًا قَالَ سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ فَقُلْتُ مِثْلَهُ لاَ أَدْرِي فَيَقُولاَنِ قَدْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُولُ ذَلِكَ فَيُقَالُ لِلأرْضِ الْتَئِمِي عَلَيْهِ فَتَلْتَئِمُ عَلَيْهِ فَتَخْتَلِفُ فِيهَا أَضْلاعُهُ فَلَا يَزَالُ فِيهَا مُعَذَّبًا حَتَّى يَبْعَثَهُ اللَّهُ مِنْ مَضْجَعِهِ ذَلِكَ.)[[82


[1]أخرجه مسلم ك/ الزهد والرقائق ب/ في أحاديث متفرقة واللفظ له والبيهقي في السنن الكبرى 9/3 وأحمد 6/153.

[2] أخرجه البخاري ك/ الإيمان ب/ سؤال جبريل للنبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الإيمان والإسلام والإحسان وعلم الساعة ، ومسلم ك/ الإيمان ب/ بيان الإيمان والإسلام والإحسان وجوب الإيمان ، واللفظ له .

[3] أخرجه البخاري ك/ بدء الخلق ب/ إذا قال أحدكم أمين والملائكة في السماء فوافقت إحداهما الأخرى غفر له ما تقدم من ذنبه ، ومسلم ك/ الإيمان ب/ في قوله تعالى : ﴿ولقد رآه نزلة أخرى .

[4] أخرجه البخاري ك/ المناقب ب/ علامات النبوة ، ومسلم ك/ فضائل الصحابة رضي الله عنهم ب/ من فضائل أم سلمة أم المؤمنين رضي الله عنها .

[5] أخرجه مسلم ك/ الإيمان ب/ الإسراء برسول الله إلى السموات وفرض الصلاة .

[6] أخرجه البخاري ك/ الإيمان ب/ سؤال جبريل للنبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الإيمان والإسلام والإحسان وعلم الساعة ، ومسلم ك/ الإيمان ب/ بيان الإيمان والإسلام والإحسان وجوب الإيمان ، واللفظ له .

[7] لا يستحسرُون : أي لا يتعبون ولا يملون. انظر المعجم الوسيط 172 مادة حسر .

[8] لا يفترون : أي لا يضعفون .

[9] أخرجه البخاري ك/ الأذان ب/ ما جاء في الثوم النيئ والبصل والكراث ، ومسلم ك/ المساجد ومواضع الصلاة ب/ نهي من أكل ثوماً أو بصلاً أو كراثاً أو نحوهما ، واللفظ له .

[10] الحبائك في أخبار الملائك ص : 264 .

[11] التفسير الصحيح 4/561 .

[12] انظر تفسير ابن كثير عند قوله تعالى (وما يعلم جنود ربك إلا هو …) .

[13] الاستنكاف : الأنفة والامتناع ، انظر القاموس المحيط باب الفاء فصل النون . 

[14]  تفسير القرآن العظيم لابن كثير .

[15] فتح القدير للشوكاني .

[16] أخرجه مسلم ك/ فضائل الصحابة ب/ من فضائل عثمان بن عفان بن عفان رضي الله عنه ، والبيهقي في السنن الكبرى 2/230 .

[17] أثبت الطب أن الكلاب تنقل عدداً كبيراً من الأمراض لمن يعيش معها ويختلط بها (بحث الإعجاز العلمي للدكتور جون هنوفر لارسن) .

[18] ورد ما يدل على استثناء لعب الأطفال من التحريم .

[19] رواه البخاري ك/ الخلق ب/ إذا قال أحدكم أمين … ومسلم ك/ اللباس ب/ تحريم تصوير صورة الحيوان .

[20] أخرجه البخاري ك/ بدء الخلق ب/ إذا قال أحدكم آمين والملائكة في السماء ، ومسلم ك/ اللباس ب/ باب تحريم صورة الحيوانات .

[21] المتضمخ بالزعفران : التضمخ : التلطخ بالطيب وغيره ، والإكثار منه) انظر النهاية لابن الأثير 3/99، والزعفران : (نبات بصلي معمر من الفصيلة السوسنية ، منه أنواع برية ، ونوع صبغي طبي مشهور) انظر المعجم الوسيط ص394.

[22] أخرجه الطبراني 5/72 ، وصححه الألباني في صحيح الجامع 1/587 .

[23] الخلوق : (هو طيب معروف مركب يتخذ من الزعفران وغيره من أنواع الطيب ، وتغلب عليه الحمرة والصفرة …) انظر النهاية لابن الأثير 2/71 .

[24] أخرجه أبو داود ك/ الترجل ب/ في الخلوق للرجال ، وحسنه الألباني في صحيح الجامع 1/587 .

[25] ولا ينافي عصمة الملائكة ما إذا ترجح القول بأن هاروت وماروت في قوله تعالى : ﴿ … وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت [البقرة :102] أنهما ملكان ، فقد أنزلا للابتلاء الذي خص الله به بعض مخلوقاته وعافى سائر ملائكته من ذلك ، لبيان وجه الحكمة البالغة من خلق البشر. قال ابن كثير : (وذهب كثير من السلف إلى أنهما كانا ملكين من السماء وأنهما أنزلا إلى الأرض فكان من أمرهما ما كان ، وقد ورد في ذلك حديث مرفوع رواه الإمام أحمد في مسنده رحمه الله ، وعلى هذا فيكون تخصيصاً لهما فلا تعارض حينئذ …) انظر تفسير ابن كثير ، والحديث الذي أشر إليه الحافظ ابن كثير وفيه ذكر الزهرة قال فيه محققوا المسند : إسناده ضعيف ومتنه باطل، وقالوا: الصحيح أن هذا الحديث لا تصح نسبته إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وإنما هو من قصص كعب الأحبار نقله عن كتب بني إسرائيل انظر تحقيق المسند 10/318 .

[26] أخرجه مسلم ك/ الصلاة ب/ السكون في الصلاة والنهي عن الإشارة ، وهو في صحيح سنن أبي داود للألباني 1/130 ، وفي مسند أحمد بتنقيح صدقي محمد جميل العطار 7/445/21080 ، دار الفكر /ط2 ، 1414-1994م وغيرهم .

[27] البيت المعمور: قال علي وبن عباس رضي الله عنهم : هو بيت في السماء حيال الكعبة.. انظر الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 17/59 . 

[28] أخرجه البخاري ك/ بدء الخلق. ب/ ذكر الملائكة عليهم السلام واللفظ له ، ومسلم ك/ الإيمان ب/ الإسراء برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .

[29] أخرجه الترمذي ، ك/ الزهد ب/ في قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً واللفظ له ، والبيهقي في السنن الكبرى 7/92 ، وأحمد 5/173 ، وحسنه الألباني في صحيح سنن الترمذي 2/268 .

[30] أخرجه البخاري ك/ المغازي ب/ شهود الملائكة بدراً .

[31] أفناد الملائكة : أي آحادهم .

[32] انظر تفسير القرآن العظيم لابن كثير عند الآيات المذكورة .

[33] أخرجه مسلم ك/ صلاة المسافرين وقصرها ب/ الدعاء في صلاة الليل وقيامه .

[34] أخرجه البخاري ك/ التفسير ب/ من كان عدواً لجبريل .

[35] أخرجه أحمد 1/274 واللفظ له ، والنسائي في السنن الكبرى 5/336 وهو حديث حسن كما في تحقيق المسند 4/285 .

[36] لمزيد من الفائدة انظر إغاثة اللهفان لابن القيم : 2/127-128 .

[37] فتح الباري 11/368 في شرحه لباب نفخ الصور من كتاب الرقاق وزاد فيه :- أنه وقع في التصريح بأن إسرافيل هو الذي ينفخ في الصور عدد من الآثار ، وأورد ما يدل أيضاً على أن الذي ينفخ في الصور غيره، وقيل : إنهما ملكان يقومان بذلك ، وللاستزادة يرجع إليه .

[38] رواه الترمذي في السنن ك/ صفة القيامة ب/ ما جاء في شأن الصور واللفظ له ، وأحمد في باقي مسند المكثرين من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، وأبو نعيم في الحلية 5/105 وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة 3/66 .

[39] عاتقه : (العاتق موضع الرداء من المنكب ، يذّكر ويؤنث) انظر مختار الصحاح ص436 .

[40] أخرجه أبو داود ك/ السنة ب/ في الجهمية. واللفظ له وأورده الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة 1/72 ، وفي صحيح الجامع الصغير 1/209 .

[41] أخرجه أحمد في المسند 4/287 ، 295-296 ، وأبو داود ك/ السنة ب/ في المسألة في القبر وعذاب القبر، وأخرجه النسائي في الجنائز ب/ عذاب القبر ، وأخرجه ابن ماجه في ما جاء في الجنائز ب/ ما جاء في الجلوس في المقابر وب/ ذكر القبر ، والحاكم في المستدرك وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي ، وابن أبي شيبه في المصنف 3/54 ، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير برقم : 1672 ، وصححه أبو نعيم وابن القيم وغيرهم كما ذكر ذلك الألباني في كتابه : الجنائز .

[42] أخرجه البخاري ك/ بدء الخلق ب/ ذكر الملائكة عليهم السلام واللفظ له ، وأحمد 1/233 .

[43] رواه البخاري ك/ بدء الخلق ، ب/ ذكر الملائكة عليهم السلام، ومسلم ك/ الإيمان ب/ الإسراء برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .

[44] أخرجه الترمذي ، ك/ الزهد ب/ في قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً واللفظ له ، والبيهقي في السنن الكبرى 7/92 ، وأحمد 5/173 ، وحسنه الألباني في صحيح سنن الترمذي 2/268 .

[45] تفسير ابن كثير عند الآية المذكورة ، وأخرجه عبدالرزاق بسند صحيح عن قتادة كما في التفسير      الصحيح 4/586.

[46] تفسير ابن كثير .

[47] الجامع لأحكام القرآن .

[48] يساوقونه : أي يتابعونه ويسايرونه ويجارونه. انظر المعجم الوسيط مادة (ساق) ص464.

[49] تفسير ابن كثير .

[50] فتح القدير .

[51] مخاريق : جمع مخراق وهو في الأصل ثوب يلف ويضرب به الصبيان بعضهم بعضاً ، أراد أنه آلة تزجر الملائكة السحاب به وتسوقه انظر النهاية في غريب الحديث لابن الأثير : 2/26.

[52] معنى زجره سوقه ودفعه انظر التاج باب الراء فصل الزاي .

[53] أخرجه الترمذي ك/ تفسير القرآن ب/ من سورة الرعد ، واللفظ له والنسائي في السنن الكبرى 5/336 ، وذكره الألباني في صحيح سنن الترمذي 3/64 وفي الصحيحة 4/491 برقم 1872 .

[54] شرجة : هي مسيل الماءٍ من الحرة إلى السهل. انظر القاموس المحيط للفيروز آبادي باب الجيم فصل الشين، وقال في معجم مقاييس اللغة 3/269 مادة شرج : شرج الوادي منفسحه .

[55] أخرجه مسلم ك/ الزهد والرقائق ب/ الصدقة في المساكين، واللفظ له، وابن حبان 8/142، وأحمد 2/296.

[56] قرن الثعالب : مكانة بين مكة والطائف يبعد عن مكة 80كلم ، وهو ميقات أهل نجد ، ويسمى أيضاً "قرن المنازل" انظر معجم البلدان 4/332 ، والمعالم الأثيرة في السنة والسيرة ص226 .

[57] أخرجه البخاري ك/ بدء الخلق ب/إذا قال أحدكم آمين والملائكة في السماء فوافقت إحداهما الأخرى غفر له ما تقدم من ذنبه ، واللفظ له ، ومسلم ك/ الجهاد والسير ب/ ما لقي النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أذى المشركين والمنافقين .

[58] أخرجه مسلم ك/ الفتن وأشراط الساعة ب/ قصة الجساسة .

[59] انظر المعجم الوسيط ص943

[60] أخرجه البخاري ك/ القدر ب/ حدثنا أبو الوليد هشام بن عبدالملك ، ومسلم ك/ القدر ب/ كيفية الخلق الآدمي في بطن أمه …

[61] أخرجه مسلم ك/ القدر ب/ كيفية الخلق الآدمي في بطن أمه … ، وابن حبان 14/52 ، والبيهقي في السنن الكبرى 7/422 .

[62] كالأدوية التي تمنع الحوامل من استعمالها في فترة التشكل هذه .

[63] وقد ثبت كذلك أن لكل إنسان خلايا مناعية دفاعية تجري مع الدم في تعاقب الإنسان من بين يديه ومن خلفه تحفظه من هجوم الجراثيم ، وغيرها من الكائنات الدقيقة وقد تتسع الآية لتشمل هذا المعنى .

[64] انظر التفسير الصحيح 3/111 .

[65] معنى رقيب : يرقب وعتيد : حاضر .

[66] أخرجه مسلم ك/ الإيمان ب/ إذ هم العبد بحسنة كتبت … واللفظ له ، وفي البخاري بنحوه ك/ التوحيد ب/ قول الله تعالى (يريدون أن يبدلوا كلام الله) [الفتح :15] .

[67] اليوم اثنتا عشر ساعة كما جاء في الحديث الذي رواه أبو داود ، والنسائي ، والحاكم ، وصححه الألباني انظر صحيح الجامع الصغير 2/1360 برقم8190 ، ويكون اليوم والليلة بهذا الحساب 24 ساعة .

[68] أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 8/185 ، والبيهقي في شعب الإيمان 5/391 وحسنه الألباني في صحيح الجامع الصغير وزيادته 1/422 برقم 2097 .

[69] قرينه من الجن أما الملك فهو معصوم لا يأمر إلا بالخير أصلا .

[70] أخرجه مسلم ك/ صفات المنافقين وأحكامهم ب/ تحريش الشيطان وبعثه سراياه لفتنة الناس … ، وابن خزيمة 1/330 واللفظ له وابن حبان 14/327 ، وأحمد 1/385 .

[71] أخرجه ابن حبان 3/278 ، وهو في موارد الضمآن 1/40 سنن الترمذي : 5/219 برقم 2988 مسند أبي يعلى 8/417/ 4999 ، السنن الكبرى 6/302 برقم 11051 ، شعب الإيمان : 4/120 برقم 4506 ، وقال الترمذي : حديث حسن غريب ، وأخرجه الطبري 3/88 موقوفاً على ابن مسعود بسند صحيح ، وله حكم الرفع ؛ لأن مثله لا يقال بالرأي . انظر تحقيق شعيب الأرناؤوط لصحيح ابن حبان 3/279 .

[72] وقد جاء في بعض الآثار تسمية ملك الموت باسم عزرائيل ، ولا وجود لهذا الاسم في القرآن ولا في الأحاديث الصحيحة. البداية والنهاية 1/50 بواسطة عالم الملائكة ص22 .

[73] قال مجاهد : حويت له الأرض فجعلت مثل الطست يتناول منها متى يشاء. انظر المصدر السابق .

[74] سبق تخريجه وهو حديث صحيح .

[75] أخرجه أحمد في المسند 4/287 ، 295-296 ، وأبو داود ك/ السنة ب/ في المسألة في القبر وعذاب القبر، وأخرجه النسائي في الجنائز ب/ عذاب القبر ، وأخرجه ابن ماجه في ما جاء في الجنائز ب/ ما جاء في الجلوس في المقابر وب/ ذكر القبر ، والحاكم في المستدرك وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي ، وابن أبي شيبه في المصنف 3/54 ، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير برقم : 1672 ، وصححه أبو نعيم وابن القيم وغيرهم كما ذكر ذلك الألباني في كتابه : الجنائز .

[76] المسوح : ثوب من الشعر غليظ. انظر تاج العروس .

[77] السفُّود : حديدة ذات شعب معقفة يشوى بها. انظر تاج العروس للزبيدي 5/23 دار الفكر 1414-1994م. 

[78] أخرجه أحمد في المسند 4/287 ، 295-296 ، وأبو داود ك/ السنة ب/ في المسألة في القبر وعذاب القبر، وأخرجه النسائي في الجنائز ب/ عذاب القبر ، وأخرجه ابن ماجه في ما جاء في الجنائز ب/ ما جاء في الجلوس في المقابر وب/ ذكر القبر ، والحاكم في المستدرك وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي ، وابن أبي شيبه في المصنف 3/54 ، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير برقم : 1672 ، وصححه أبو نعيم وابن القيم وغيرهم كما ذكر ذلك الألباني في كتابه : الجنائز .

[79] أخرجه البخاري ك/ الجنائز ب/ الميت يسمع خفق النعال ، ومسلم ك/ الجنة وصفة نعيمها ب/ عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه .

[80] أخرجه البخاري ك/ تفسير القرآن ب/ "يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت" ، ومسلم ك/ الجنة وصفة نعيمها ب/ عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه .

[81] قال صاحب التحفة 4/182 بزاء فراء أي أزرقان أعينهما .

[82] أخرجه الترمذي ك/ الجنائز ، ب/ عذاب القبر وحسنه الألباني كما في صحيح الجامع 1/186 .