مع تحيات موقع موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة                   www.55a.net

من بينات الرسالـة

 

خوارق العادات

 كما أيد الله سبحانه رسوله محمداً صلى الله عليه وآله وسلم بالقرآن الذي هو أعظم بيناته، فقد أيده بمعجزاتٍ خارقة للعادة أجراها على يده وشاهدها المعاصرون له من أصحابه وأعدائه ، فكانت دليلاً للجميع على صدقه صلى الله عليه وآله وسلم فيما بلّغ عن ربه، وعلى تأييد الله سبحانه له ، كما أن هذه الحوادث الخارقة التي وقعت لاتزال دليلاً بيناً لكل عاقل في أيّ زمان ومكان على صحة نبوة محمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم ، لأنّها قد نُقلت إلينا نقلاً صحيحاً أميناً ، ووثقت توثيقاً بالغاً لا يوجد مثله في تاريخ الأمم قديمها وحديثها فكأن السامع لها يراها بين يديه آيةً بينةً تدل على صدق محمد صلى الله عليه وآله وسلم لدقة توثيقها فيطمئن بها قلبُه وعقُله .

دقة توثيق أخبار المعجزات (خوارق العادات) :

إن دلائل النبوة الخارقة للعادة قد سجلت في القرآن الكريم ، وفي كتب السنة النبوية المطهرة، بأدق طرق التوثيق والنقل ، فلننظر كيفية توثيقها في كليهما :-

أولاً : توثيق المعجزات في القرآن الكريم :

كانت معجزات النبي صلى الله عليه وآله وسلم (الخارقة للعادة) تحصل، فيراها العشرات والمئات وربما الالآف من أتباعه المؤمنين به صلى الله عيه وسلم، ومن أعدائه المعاندين له ، ثم ينزل القرآن العظيم ذاكراً لهذه الخوارق والحوادث مستخلصاً العبر منها ، لأنه كان ينـزل منجماً حسب الأحداث .

وبعد نزول القرآن بذكر هذه الخوارق والحوادث صدقها المؤمنون وازدادوا إيمانا وثباتاً على دينهم ، ولم يتطرق إليهم أدنى شك في وقوع هذه الخوارق التي شاهدوها .

ولم يملك أعداؤه صلى الله عليه وآله وسلم سوى الصمت تجاه ما يسمعون من آيات القرآن التي تذكر تلك الخوارق والحوادث .

ولو افترضنا جدلاً أنَّها لم تقع لكان أعداء النبي صلى الله عليه وآله وسلم أول المُشنِّعين عليه بذلك، ولكانت فرصة سانحة ليثبتوا - حسب زعمهم – كذبه صلى الله عليه وآله وسلم (وحاشاه من ذلك) ، لاسيما مع حرصهم الشديد على تكذيبه وتوافر الدواعي لديهم لذلك، واجتماع هممهم للطعن في نبوته ، والقدح في صدق رسالته، والتشكيك في أخباره ، ولتشكك المسلمون في دينهم وارتدوا عنه .

لكن شيئاً من ذلك لم يقع ، بل ازداد المؤمنون إيماناً وثباتاً على دينهم وتصديقاً لما سجل في كتاب ربهم ، وصمت الكفار أمام ما شاهدوا من خوارق وقعت وسجلها القرآن فدخلوا في دين الله أفواجاً ، فعلمنا علماً يقينياً وقوع تلك الخوارق والحوادث المؤيدة للنبوة والرسالة والشاهدة بصدق النبي ورسالته، وعلمنا أن أولئك العشرات أو المئات أو الآلاف الذين كانوا يشاهدون المعجزة هم الموقعون على محضر المعجزة ، وهم الشهود المباشرون لها الشاهدون بصدق وقوعها.

محضر الخارقة المعجزة :

لقد كان ذكر القرآن الكريم لهذه الخوارق وتسجيله لها حين نزوله وسماع المئات والآلاف من المسلمين والكافرين لما ذكر فيه ، بمثابة محضر أقره جميع الحاضرين من المؤمنين والكافرين المشاهدين لتلك الخوارق والحوادث ، والسامعين لما سجل عنها في كتاب الله ، فكان ثبات المؤمنين على إيمانهم بمثابة التوقيع منهم على صدق ما سجل في القرآن ، كما كان سكوت الكافرين وعدم معارضتهم لما سجّل في القرآن ، بل وتحول الكثير منهم إلى الإيمان بمثابة التوقيع أيضاً على مطابقة القرآن لما شاهدوه في الواقع .

مثال في العهد المكي : حادثة انشقاق القمر

في العهد المكي طلب كفار قريش من النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يريهم آية (علامة على صحة نبوته) فشق الله له القمر نصفين، وذكر القرآن الكريم ذلك وسجّله. قال تعالى: (القمر:1) .

فلو أن ذلك لم يحصل لتشكك المسلمون في دينهم وخرجوا منه، ولقال الكفار: إن محمداً يكذب علينا فما انشق القمر ولا رأينا شيئاً من ذلك، ولكن الذي حدث زاد المؤمنين إيماناً ، وتحير الكافرون أمام هذه المعجزة التي لم يملكوا سوى أن يفسروها بأنها سحر مستمر(64) !!

قال تعالى: (القمر:1-3)(65) .

مثال في العهد المدني : إرسال الرياح والجنود على الأحزاب :

اجتمع آلاف الكفار لغزو المدينة النبوية في معركة الأحزاب، فأرسل الله عليهم ريحاً باردةً أطفأت نيرانهم وكفأت قدورهم واقتلعت خيامهم وهدمت أبنيتهم وشردت خيولهم وإبلهم، وأرسل الله عليهم جنوداً لا تُرى لتزلزلهم حتى اضطروا للعودة من حيث جاءوا، وفكِّ الحصار عن المدينة النبوية ، وأنزل الله تعالى ذكر هذه الحادثة ممتّنٍاً على المؤمنين. قال تعالى (الأحزاب:9) .

ولو كانت هذه المعجزة لم تقع لتشكك المسلمون في القرآن ، وربما ارتدوا عن دينهم، وقالوا: كيف نصدق ما لم يقع؟! ولازداد الكفار عتواً ونفوراً ولقالوا: محمد يكذب علينا وعلى الناس!! ولكن شيئاً من ذلك لم يحصل ، بل ازداد المؤمنون إيماناً وثباتاً على دينهم، وصمت الكفار ، ثم دخل معظمهم بعد ذلك في دين الله أفواجاً، وبهذا يكون القرآن السجل الصادق - الذي لا يتطرق إليه شك - لما وقع من الخوارق والمعجزات التي أيد الله بها رسوله محمداً صلى الله عليه وآله وسلم .

حفظ القرآن (السجل الصادق للمعجزات) :

وعندما كان الوحي ينـزل بالآيات القرآنية على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يأمر بكتابتها فيتسابق المسلمون من أجل حفظها وكتابتها والتعبد بتلاوتها ونشرها بين الناس، وكان للنبي صلى الله عليه وآله وسلم كُتّاب يكتبون له الوحي حتى اكتمل نزول القرآن وكتبه المسلمون في المصحف ، ومن المصحف نسخت مصاحف كثيرة ووزعت في الأقطار آنذاك ، ثم في سائر أقطار العالم .

إن هؤلاء الصحابة الذين حفظ الله بهم القرآن ونقلوا هاتين الحادثتين حادثة انشقاق القمر ، وهزيمة الأحزاب بالرياح وغيرهما من خوارق العادات التي سجلها القرآن سواءً ممن كان مسلماً وقت وقوع الحادثة أو أسلم بعد ذلك ، كانوا يقرؤون القرآن صباح مساء ، في صلاتهم ومجالسهم وحلق علمهم ويدونونه ويحفظونه ويتدارسونه فيما بينهم ويتخلقون بأخلاقه ويتحاكمون إلى شريعته، مقرين به ومصدقين له، وعلموه لأبنائهم وأهاليهم ومن تَبِعَهم ، فمن المستحيل عقلاً أن يجتمعوا جميعاً على نقله وحفظه وهو لم يقع .

وقد حفظ الله القرآن في صدور هؤلاء الذين شاهدوا المعجزات وفي صُحُفهم ، وفي صدور أبنائهم وما دونوه من صحف آبائهم ، ونقله الآلاف وعشرات الآلاف بل والملايين وعشرات الملايين عبر العصور المتلاحقة مصدقين به .

ولقد أجمعت أمة العرب على النص القرآني الذي تلقته عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وجُمِعَ في عهد الخليفة الأول ، ونقلت تلك النسخة من بيته إلى بيوت الخلفاء الراشدين الثاني والثالث ، وعممت نسخته في زمن عثمان رضي الله عنه على سائر الأمصار والبلدان التي دخلت في دين الإسلام ، فتلقت الأمم في مشارق الأرض ومغاربها هذا المصحف عن أمة العرب ، وكتبته برسمه العثماني، وتعلمت نطقه العربي جيلاً بعد جيل ، على اختلاف لغات الشعوب الإسلامية التي شرحت القرآن بلغاتها المختلفة .

فترى المصحف الذي يقرؤه الصيني أو الروسي أو الأوربي أو الأمريكي أو الفارسي أو التركي أو الأفريقي أو العربي هو نفس المصحف الذي تذيعه إذاعة لندن أو إذاعة إسرائيل أو أي إذاعة أو محطة تلفزيون في العالم .

ولا يزال الملايين من أبناء المسلمين يتلقون القرآن مشافهة وقراءة وفق الرسم العثماني بسند متصل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، عن أمين الوحي جبريل عليه السلام، عن رب العالمين سبحانه وتعالى .

وإذا أخذت نسخة من المصحف في أي زمان ومكان لوجدتها تحكي المعجزات كما هي لأن الله سبحانه قد تعهد بحفظ القرآن كما قال تعالى: (الحجر:9) ولايزال المسلمون يحفظونه في الصدور والسطور ، والملايين منهم يحفظون القرآن عن ظهر قلب وعلى مستوى الحرف الواحد منه ، بل وعلى مستوى ضَبْط حركة الحرف الواحد. ولو فتحت أيّ مصحف على وجه الأرض سواء كان من المطبوع حديثاً أو من المخطوط قديماً، وفتحت سورة الأحزاب لوجدت الآية التاسعة منه تحكي قصة الرياح والجنود التي نصر الله بها محمداً صلى الله عليه وسلم، وبهذا تعلم ويعلم كل منصف أن القرآن الذي بين أيدينا هو الذي أنزل على محمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم وسجّل معجزاته، فكأنك تراها الآن رأي العين .

ثانياً : توثيق هذه المعجزات في السنة النبوية :

وقد حفظت لنا كتب السنة النبوية الموثقة كثيراً من تفاصيل المعجزات التي سجلها القرآن، كما سجلت كثيراً من الخوارق والمعجزات التي لم تذكر في القرآن، وكان التوثيق في تلك الكتب بالغ الدقة ، لا يقبل تشكيك مشكك ، فكأنك ترى المعجزات المذكورة فيها رأي العين .

وذلك لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان محط أنظار أصحابه، الذين أمرهم الله بالاقتداء به في قوله تعالى (الأحزاب:21)، كما أمرهم الله بطاعته واتباع أمره واجتناب نهيه. قال تعالى: (الحشر:7)، وقال تعالى: (النور:56)، ولا تتحقق الأسوة والطاعة إلا بتتبع أقواله وأفعاله وأحواله صلى الله عليه وآله وسلم .

وكان صلى الله عليه وآله وسلم  يحثهم على الأخذ عنه ومراقبة أفعاله ومتابعتها، كقوله صلى الله عليه وآله وسلم "عليكم بسنتي"(66)، وقوله                   "خذوا عني مناسككم"(67) ، وقوله : "صلوا كما رأيتموني أصلي"(68) ونحو ذلك من النصوص التي تحث على ملاحظة أقواله وأفعاله صلى الله عليه وآله وسلم .

ولذلك كانت أعماله صلى الله عليه وآله وسلم وأقواله وحركاته وسكناته ومعجزاته الشاهدة بصدق رسالته محل مراقبة من أصحابه لأنها دين يُتلقى، ويتوقف دخولهم الجنة ، ونجاتهم من النار على اتباعه .

ولما كان الصحابة رضي الله عنهم هم الشهود المباشرون لتلك المعجزات النبوية والناقلون لها ، وجب علينا أن نعلم مكانتهم من الضبط والعدالة والتوثيق .

الصحابة حملة الدين الثقات :

أ- شهادة القرآن والسنة لهم :

لقد قيض الله لخاتم الأنبياء والمرسلين جيلاً من الصحابة الصادقين المؤهلين لحفظ الدين ، وأخبر سبحانه أنّه قد أعدّ هؤلاء الصحابة إعداداً إيمانياً رفيعاً. ليكونوا أهلاً لشرف الصحبة وحمل الرسالة. قال تعالى: (الحجرات:7) .

وشهد الله عزوجل لهؤلاء الصحابة الكرام من مهاجرين وأنصار بصدق الإيمان فقال سبحانه : (الأنفال:74) .

وأخبر سبحانه أنه قد رضي عنهم فقال: (التوبة:100) .

وقال تعالى مبيناً فضل المهاجرين والأنصار ومثنياً عليهم (الحشر:8-9).

وقال تعالى عن أهل بيعة الرضوان(69) (الفتح:18) أي فعلم ما في قلوبهم من صدق النية والوفاء بالبيعة. وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأصحابه حينذاك : "أنتم خير أهل الأرض".(70)

واستخلفهم الله تعالى في الأرض لتمكين دينه ونشره بين الناس، كما قال تعالى مخاطباً نبيه وأصحابه : (النور:55).

كما قال تعالى : (الحج:41) .

وأثنى الله سبحانه عليهم فقال: (آل عمران:110) والخطاب في الآيات يدخل فيه الصحابة رضي الله عنهم دخولاً أولياً ، لأنهم أول من خوطب بهذه الآيات الكريمات من الأمة المحمدية ، ولتحقق التمكين لهم في الأرض كما وعدهم الله . 

وجعل الله سبحانه الصحابة والأمة من بعدهم شهوداً على الأمم ، وذلك لفضلهم وخيريتهم كما قال تعالى: (البقرة:143).

ومعنى الوسطية هنا كونهم عدولاً وأخياراً ، كما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم يُجَاءُ بِنُوحٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُقَالُ لَهُ : هَلْ بَلَّغْتَ ؟ فَيَقُولُ : نَعَمْ يَا رَبِّ ، فَتُسْأَلُ أُمَّتُهُ هَلْ بَلَّغَكُمْ فَيَقُولُونَ : مَا جَاءَنَا مِنْ نَذِيرٍ ، فَيَقُولُ : مَنْ شُهُودُكَ ؟ فَيَقُولُ : مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ ، فَيُجَاءُ بِكُمْ فَتَشْهَدُونَ. ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ  قَالَ : عَدْلاً ،  (البقرة:143)(71) والصحابة أول الأمة دخولاً في هذه الآية .

وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم :- (خير الناس قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم)(72) .

وقال صلى الله عليه وآله وسلم : (لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِي فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ ولاَ نَصِيفَهُ).(73)

وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما عن الصحابة : "… كانوا خير هذه الأمة: أبرها قلوباً ، وأعمقها علماً ، وأقلها تكلفاً ، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم ، ونقل دينه ، فتشبهوا بأخلاقهم وطرائقهم فهم أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم وكانوا على الهدى المستقيم".(74)

وقال عبدالله ابن مسعود رضي الله عنه : "إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد خير قلوب العباد ، فاصطفاه لنفسه فابتعثه برسالته ، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد صلى الله عليه وآله وسلم فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد فجعلهم وزراء نبيه يقاتلون على دينه ، فما رأى المسلمون حسناً فهو عند الله حسن ، وما رأوا سيئاً فهو عند الله سيئ".(75) 

ب- شهادة الأمة بعدالة الصحابة :

قال الإمام محمد بن إدريس الشافعي رحمة الله عليه : "وقد أثنى الله – تبارك وتعالى– على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في القرآن والتوراة والإنجيل(76) ، وسبق لهم على لسان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الفضل ما ليس لأحد بعدهم ، فرحمهم الله وهنَّأَهم بما آتاهم من ذلك ببلوغ أعلى منازل الصديقين والشهداء والصالحين ، أدَّوا إلينا سنن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عامّاً وخاصاً وعزماً وإرشاداً ، وعرفوا من سُنَنه ما عرفنا وجهلنا، وهم فَوقَنا في كل علمٍ واجتهاد وورعٍ وعَقُلٍ وأمرٍ.(77)

وقال ابن أبي حاتم رحمه الله تعالى :-

فأما أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فهم الذين شهدوا الوحي والتنزيل وعرفوا التفسير والتأويل ، وهم الذين اختارهم الله – عز وجل- لصحبة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم ونصرته وإقامة دينه وإظهار حقه، فرضيهم له صحابة ، وجعلهم لنا أعلاماً وقدوة ، فحفظوا عنه صلى الله عليه وآله وسلم ما بلغهم عن الله – عز وجل – وما سنَّ وشَرَع وحَكَم وقضى ونَدَب وأَمَر ونَهى وحَظَرَ ، ووعوه وأتقنوه ، ففقهوا في الدين ، وعلموا أمر الله ونهيه ومراده ، بمعاينة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومشاهدتهم منه تفسير الكتاب وتأويله ، وتلقفهم منه واستنباطهم عنه ، فشرفهم الله – عز وجل – بما مَنَّ عليهم وأكرمهم به من وَضْعِهِ إياهُم موضعَ القُدوة فنفى عنهم الشكَّ والكذب والغلط والرِّيبة والغَمْز ، وسمَّاهم عُدول الأمة ، فقال – عز وجل– في محكم كتابه  (البقرة:143) ففسر النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الله – عز ذكره – قوله (وسطاً) قال : "عدلاً"(78) فكانوا عدول الأمة وأئمة الهدى وحُجج الدين ونَقَلَة الكتاب والسنة ، ونَدَبَ الله – عز وجل – إلى التمسك بهديهم والجَرْيِ على منهاجهم ، والسلوك لسبيلهم ، والاقتداء بهم، فقال:  (النساء:115) ووجدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد حضَّ على التبليغ في أخبار كثيرة ، ووجدناه يخاطب أصحابه فيها منها : أن دعا لهم فقال : (نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مَقَالَتِي فحَفِظَهَا فَوَعَاهَا وحَفِظَهَا وَبَلَّغَهَا فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ)(79) وقال صلى الله عليه وآله وسلم في خطبته : (فَلْيُبَلِّغْ الشَّاهِدُ مِنْكُمْ الْغَائِبَ).(80) وقال صلى الله عليه وآله وسلم : (بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً…)(81)،

ثم تفرقت الصحابة رضي الله عنهم في النواحي والأمصار والثغور وفي فتوح البلدان والمغازي والإمارة والقضاء والأحكام ، فَبَثَّ كل واحد منهم في ناحيته وبالبلد الذي هو به ما وعاه وحفظه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وحكموا بحكم الله– عز وجل– وأمضوا الأمور على ما سنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وأفتوا فيما سئلوا عنه مما حضرهم من جواب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن نظائرها من المسائل ، وجرَّدوا أنفسهم - مع تَقْدُمة حُسْنِ النية والقربة إلى الله تَقَّدس اسمُه - لتعليم الناس الفرائض والأحكام والسنن والحلال والحرام حتى قبضهم الله – عز وجل – رضوان الله ومغفرته ورحمته عليهم أجمعين"(82).

جـ- شهادة الأمم :

ولقد شهدت البشرية شعوباً وقبائل وأمماً – ممن احتك بهم الصحابة والتابعون – في شمال الأرض وجنوبها وشرقها وغربها بصدق ما أخبر به القرآن عن أولئك الصحابة الذين خَبَروهم(83) في حال السلم والحرب .

وبالرغم من أن الصحابة قد جاءوهم فاتحين مقاتلين ، إلا أنهم سرعان ما أحبوهم وتعلقت قلوبهم بهم ، بعد أن رأوهم في الصورة المثلى للمؤمن الصادق، ونقلت هذه الشعوب إلى أهلها وأبنائها وذراريها من بعدها حب أولئك الأصحاب ، فأنشأت علاقة الفتح في قلوب الأمم والشعوب والقبائل التي فتحت المحبة والمودة والتبجيل والثناء والتأسي الحسن بأولئك الأصحاب والتابعين الفاتحين .

وهذا بعكس ما شهد ويشهد به تاريخ البشرية من العلاقة السيئة المملوءة بالحقد والكراهية والبغضاء التي تنشأ بين الشعوب المَغْزُوَّة والجيوش الغازية .

والسر في ذلك هو أن هؤلاء الفاتحين ما جاءوا يريدون دنيا الناس ، ولكن جاءوا ليخرجوا هذه الشعوب – بإذن الله – من الظلمات إلى النور ، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام متمثلين قول الله تعالى : القصص:83) .

وقوله سبحانه : آل عمران:110).

وهذا الجيل الصادق من الصحابة ومن بعدهم ممن تبعهم بإحسان هم الذين رووا لنا ما شاهدوا من البينات والخوارق والمعجزات التي كانت سبباً في زيادة إيمانهم وتيقنهم من صدق الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم .

د- دقة توثيق الصحابة :

لقد كانت أعين هؤلاء الصحب الكرام كعدسات الكميرات، وآذانهم كأجهزة التسجيل الدقيقة التي تلتقط كل شئ لأنهم يعلمون أنَّ دخولهم الجنة متوقف على تأسيهم بأفعاله وأحواله صلى الله عليه وسلم، وطاعتهم لأقواله ، فكانت أعينهم شديدة المراقبة لحركات الرسول وسكناته، وكانت آذانهم مرهفة السمع لأقواله ، وكانت قلوبهم متلهفة ومتعطشةً لسماع الحق والنور والهدى ومعرفته وقبوله فنقلوا لنا فيما نقلوا بينات رسالته ، وأحوال عبادته ، وحديثه وهديه وسنته ، ودقائق أحواله الشخصية وتصرفاته عليه الصلاة والسلام ، مع أصحابه وأهله وأعدائه ، وتفاصيل عادته في يقظته ونومه وطعامه وشرابه وسائر شؤونه ، وتصرفه في أحرج اللحظات التي مرت به وكذا في أوج انتصاراته، وحين المكاره ، وتفاصيل محاولات الكفار والمنافقين لخداعه ومساوماتهم له ، فكانت سيرته العطرة صلى الله عليه وآله وسلم نوراً مشاهداً لمن حوله .

ثم نقل لنا هؤلاء الأصحاب ما رأوه وشاهدوه وسمعوه من معجزات نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم وأقواله وأفعاله ، يحدوهم الشوق للأجر في تبليغ العلم والدين كقوله صلى الله عليه وآله وسلم نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ منا شيئاً فبلّغه كما سمعه)(84)، وتحثهم طاعتهم لرسولهم صلى الله عليه وآله وسلم إلى المسارعة في نشر العلم، فهو القائل:(بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً)(85) ،ويدفعهم القرآن إلى الحذر من كتمان العلم كقوله تعالى (البقرة:159-160)

وكقوله عليه الصلاة والسلام : (من سئل عن علمٍ فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار)(86) .

وقد نقلوا ما نقلوه بدقة بالغة وأمانة عالية ، لأنهم يعلمون حرمة الكذب في دين الإسلام عامة، وحرمته بشكل أشد على الرسول صلى الله عليه وسلم. كيف وقد رووا عنه قوله صلى الله عليه وآله وسلم : (من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار)(87)، حتى كان بعضهم يتحرج من الرواية عنه صلى الله عليه وآله وسلم خشية أن يخطئ فينقل ما لم يسمع(88) ، مما يدلنا على مدى التوثيق البالغ لسنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم .

دقة توثيق التابعين :

وجاء الجيل الذي بعدهم وهم التابعون ناقلين لبينات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومعجزاته وأقواله وأفعاله ، يدفعهم شوقهم للأجر الكبير في طلب العلم كقوله صلى الله عليه وآله وسلم : (مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ).(89)

وقوله : (مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ ، وَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا لِطَالِبِ الْعِلْمِ).(90)

فكان هؤلاء التابعون أرضاً صالحةً طيبة تتشرب نصوص السنة النبوية وأخبارها، تحفزهم دوافع التلقي نفسها التي كانت تحفز الصحابة على التلقي وأخذ الدين ، ويحثهم على الضبط والإتقان ما كان يحث الصحابة الكرام على ذلك ، وكانوا يعوضون ما فاتهم من مشاهدة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وسماعه بكثرة اسئلتهم لشيوخهم من الصحابة ودقة حفظهم ، فكانوا كأدق آلات التسجيل حفظاً ، يخشون أي زيادة أو نقص في الدين، واستعانوا بالتدوين لحفظ ما سمعوا من أقوالِ وأفعالِ ومعجزاتِ الرسول صلى الله عليه وسلم، وهكذا من جاء بعدهم من تابعيهم ومَن بعدهم إلى أن اكتمل تدوين علم الحديث النبوي ، ودونت معه المعجزات وبيناتُ الرسالة في الكتب المصنفة التي تناقلتها الآلاف المؤلفة من المسلمين جيلاً بعد جيل عن طريق الحفظ والكتابة معاً ، بحيث يستحيل معه التشكيك فيها وفي نسبتها إلى مؤلفيها. وقد اشترط المحدثون للحديث الصحيح شروطاً بالغة الدقة كما سيأتي بيانه ومنها أن يكون جميع رواة الحديث عُدولاً سالمين مما يقدح في دينهم ، ضابطين لما نقلوه من العلم حفظاً وكتابة يبعث على الثقة في نقلهم .

هذا مع ما بذله حَمَلَة الحديث رحمهم الله من جهود عظيمة لجمع الحديث النبوي وتصنيفه وتأليفه، وحفظه عن ظهر قلب ، فقد كانوا يسافرون المسافات الطويلة ويتحملون مشاق السفر والاغتراب لجمع الحديث النبوي ، والبحث عن الأسانيد العالية(91) ولقاء أكابر العلماء ويبذلون في ذلك أموالهم وأوقاتهم وجهودهم رخيصةً في سبيل جمعه ، ويسافر أحدهم الليالي والأيام لطلب الحديث الواحد(92) ويقيمون المجالس العلمية لسماع الحديث النبوي وإملائه واختبار حفاظه ، وإقامة المدارس لمدارسته وتعليمه للأبناء ، مع ما يبذلون من جهود في تدوينه وترتيبه وتبويبه والفحص عن العلل التي قد تكون في إسناده أو متنه ، والتحري في ألفاظه وجمع رواياته ، والبحث في أحوال رواته وسيرتهم للتوثق من صحة ما ينقلونه من الحديث، حتى وجد في الأمة من يحفظ عشرات الآلاف من الأحاديث بأسانيدها عن ظهر قلب، وكل ذلك يعملونه بنفوس راضية مطمئنة مستبشرة بما تناله من الأجر من الله سبحانه على ذلك، لأنه يُشَكِّل بالنسبة لهم دينهم الذي تقوم عليه سعادتهم في الدنيا والآخرة ، ممتثلين أمر ربهم عز وجل القائل سبحانه :  (الحشر:7) .

منهج نقد الرواية :

ولما ظهر بعد جيل الصحابة بعض من لا يوثق بروايته، قيض الله أئمة الحديث والجرح والتعديل الذين شيدوا علم الرجال والتاريخ والجرح والتعديل، الذي ضم آلاف الرواة مبيناً حال كل راوٍ من حيث أنه معروف أو مجهول، ومن حيث مدى حفظه وضبطه وإتقانه وشيوخه وتلاميذه وسنة ولادته وسنة موته ، وهل بقي حفظه كما هو أم تغير في آخر عمره لِكِبَر سنِّه ، أو لحادثٍ أصابه ، وما أشبه ذلك من مقاييس الجرح والتعديل، بل وصل الأمر إلى جمع روايات الثقات العدول ومقارنتها لمعرفة إن كان أحدهم قد وهم في لفظة أو جملة ، إلى أن استقر الأمر عند علماء الحديث والسنة فوضعوا شروطاً للحديث الصحيح المقبول عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي كون الحديث المروي :-

1)     منقولاً بنقل العدول الضابطين(93) .

2)     متصل الإسناد بأن يكون كل راوٍ قد سمع الحديث من شيخه، فلا يكون منقطعاً.

3)     سالماً من الشذوذ(94)            4) ومن العلة القادحة(95).

فاستبعد علماء الحديث رحمهم الله في تعريفهم الحديث الصحيح من كان مجروحاً من الرواة بأي سببٍ من أسباب الجرحَ ، والتي لُخِّصت في عشرة أسباب :

1- الكذب             6- الجهالة سواء كانت جهالة عين أو جهالة حال(96)

2-التهمة بالكذب         7- فُحش الغلط                       

3- الفسق                8- سوء الحفظ

4- البدعة                9- الغفلة

5- الوهم                 10- مخالفة الثقات(97)

ومما يبين صحة منهج المحدثين رحمهم الله ومنهجيتهم العلمية الدقيقة : عدم قبولهم الخبر المكذوب الذي زعم واضعه أنه قصد بوضعه نصرة الدين الإسلامي أو الحث على بعض فضائل الأعمال ، بل اعتبروا ذلك ضلالاً من فاعله وابتداعاً في الدين(98) .

وبهذا يظهر لنا تميز منهج النقد والتوثيق في الحديث النبوي ، الذي يشترط الشروط الدقيقة في الرواية ، حتى يطمئن المحدث بأن كل من في سند الرواية عدل أمين في روايته ، ضابط دقيق في نقله، كأن عينه آلة تصوير ، وأذنه آلة تسجيل ، وذاكرته وكتابه شريط صافٍ سُجلت عليه الكلمات، وبهذه الطريقة الأمينة الدقيقة نُقلت إلينا السنة النبوية ، وأخبار المعجزات ، ووجدنا المعجزة تُروى من عدة طرق لرواتها عن الذين حضروها وشاهدوها ، فتتكامل تلك الروايات ويُصدِّق بعضها بعضاً ، وتلتقي مع ما ذكره القرآن أو أشار إليه .

وليس هناك شخص في التاريخ توفرت لأمته تلك الدوافع والحوافز وقواعد الضبط والتحري لنقل أقواله وأفعاله غير محمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم ؛ لأنه خاتم الأنبياء والمرسلين الذي جعله الله حجة على العالمين وتكفل بحفظ بيناته ومعجزاته في سجلات صادقة موثوقة لتقوم بها الحجة على من يأتي بعده إلى قيام الساعة .

فهيّا بنا نستعرض ما تيسر من تلك البينات الخارقة للعادة التي ذكرها الله سبحانه في كتابه الكريم ، والتي رواها لنا حملة السنة الثقات، وسنحاول عرضها حسب تسلسلها التاريخي ما أمكن .


(64) مستمر : أي قوي شديد يعلو كل سحر ، كما قال الشوكاني ، وقيل غير ذلك .

(65) وقد كشف العلم الحديث آثار انشقاق القمر فهي مستقرة باقية إلى يومنا هذا .

(66) أخرجه الترمذي ك/ العلم ب/ ما جاء في الأخذ بالسنة واجتناب البدعة ، وأبو داود ك/ السنة ب/ في لزوم السنة ، وابن ماجه ك/ المقدمة ب/ اتباع سنة الخلفاء الراشدين المهديين ، واللفظ له ، وأحمد في مسند الشاميين من حديث العرباض بن سارية ، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي 2/342 وصحيح سنن ابن ماجه 1/13 .

(67) أخرجه مسلم ك/ الحج ب/ استحباب من جمرة العقبة يوم النحر راكبا … واللفظ له ، والنسائي ك/ مناسك الحج ب/ الركوب إلى الجمار واستظلال المحرم ، وأبو داود ك/ المناسك ب/ في رمي الجمار .

(68) أخرجه البخاري ك/ الأذان ب/ الأذان للمسافر إذا كانوا جماعة والإقامة ، والدارمي ك/ الصلاة ب/ من أحق بالإمامة .

(69) بيعة الرضوان ، كانت في شهر ذى القعدة سنة ست من الهجرة ، بمكان يسمى الحديبية حيث بايع الصحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على مناجزة قريش الحرب وعلى أن لا يفروا ولا يولوهم الدبر ، فرضي الله عنهم، فسميت هذه البيعة بيعة الرضوان .

(70) رواه البخاري ك/ التفسير في تفسير سورة الفتح ومسلم في الإمارة ب/ استحباب مبايعة الإمام الجيش.

(71) أخرجه البخاري ك/ الاعتصام بالسنة ب/ قوله تعالى¼ ðÐYÖ.V¡W{Wè óØRÑHTTTWÞ<ÕWÅW– _àTTPVÚRK… †^T¹WªWè »، والترمذي ك/ تفسير القرآن ب/ ومن سورة البقرة .

(72) أخرجه البخاري ك/ الشهادات ب/ لا يشهد على شهادة جور إذا شهد ، ومسلم ك/ فضائل الصحابة ب/ فضل الصحابة ثم الذين يلونهم .

(73) أخرجه البخاري ك/ فضائل الصحابة ب/ قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم لو كنت متخذاً خليلاً ، ومسلم ك/ فضائل الصحابة ب/ تحريم سب الصحابة رضي الله عنهم .

(74) حلية الأولياء 1/305-306 بواسطة اعتقاد أهل السنة في الصحابة الكرام 1/98 ط200- مكتبة الرشد 1415هـ –1995م .

(75) أخرجه أحمد في المسند وإسناده حسن كما في تحقيق المسند 6/84 .

(76) يعني بذلك قوله تعالى (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحمآء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً سيماهم في وجوههم من أثر السجود، ذلك مثلهم في التوراة، ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجراً عظيما) .

(77) مناقب الشافعي للبيهقي 1/442-443 ، أعلام الموقعين 1/80 بواسطة اعتقاد أهل السنة والجماعة في الصحابة الكرام/ لناصر الشيخ 1/104 .

(78) أخرجه البخاري ك/ الاعتصام بالسنة ب/ قوله تعالى:¼ ðÐYÖ.V¡W{Wè óØRÑHTTTWÞ<ÕWÅW– _àTTPVÚRK… †^T¹WªWè »، والترمذي ك/ تفسير القرآن ب/ ومن سورة البقرة .

(79) أخرجه الترمذي ك/ العلم ب/ ما جاء في الحث على تبليغ السماع واللفظ له ، وأبو داود ك/ العلم ب/ فضل نشر العلم ، وابن ماجه في المقدمة ب/ من بلغ علماً وأحمد في باقي مسند المكثرين ، والدارمي في المقدمة ب/ الاقتداء بالعلماء ، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي 2/337-338 .

(80) أخرجه البخاري ك/ الحج ب/ الخطبة أيام منى ، ومسلم ك/ القسامة والمحاربين والقصاص والديات ب/ تغليظ تحريم الدماء والأعراض والأموال .

(81) أخرجه البخاري ك/ أحاديث الأنبياء ب/ ما ذكر عن بني إسرائيل ، والترمذي ك/ العلم ب/ ما جاء في الحديث عن بني إسرائيل ، وأحمد في مسند المكثرين من الصحابة مسند عبدالله بن عمرو بن العاص .

(82) مقدمة كتاب الجرح والتعديل 1/7-8 بتصرف يسير .

(83) أي : عرفوهم معرفة حقيقية عن معايشة .

(84) رواه أبو داود والترمذي ك/ العلم ب/ ما جاء في الحث على تبليغ السماع ، وابن حبان في المقدمة ب/ من بلغ علماً ، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب 1/40، وهذا الحديث من الأحاديث المتواترة. ذكر الحافظ أبو القاسم بن منده أنه رواه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أربعة وعشرون صحابي. ثم سرد أسماءهم. وقد جمع طرقه الشيخ عبدالمحسن العباد في جزء مفرد مطبوع .

(85) أخرجه البخاري ك/ أحاديث الأنبياء ب/ ما ذكر عن بني إسرائيل ، والترمذي ك/ العلم ب/ ما جاء في الحديث عن بني إسرائيل ، وأحمد في مسند المكثرين من الصحابة مسند عبدالله بن عمرو بن العاص .

(86) رواه أبو داود والترمذي وحسنه وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والبيهقي ورواه الحاكم بنحوه وقال : صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب 1/52 .

(87)  أخرجه البخاري ك/ العلم ب/ إثم من كذب على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ومسلم في المقدمة ب/ تغليظ الكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، قال المنذري :- هذا الحديث قد روي عن غير واحد من الصحابة في الصحاح والسنن والمسانيد وغيرها حتى بلغ مبلغ التواتر. صحيح الترغيب والترهيب 1/42 .

(88) ومنهم الزبير بن العوام رضي الله عنه ، انظر صحيح البخاري ك/ العلم ب/ إثم من كذب على النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع شرحه من فتح الباري

(89) أخرجه البخاري ك/ العلم ب/ من يرد الله به خيراً. يفقهه في الدين، ومسلم ك/ الزكاة ب/ النهي عن المسألة.

(90) أخرجه ابن ماجه في المقدمة ب/ فضل العلماء والحث على طلب العلم ، وانظره في صحيح الجامع 2/1079، وقد أخرج منه مسلم الجزء الأول إلى قوله : الجنة ، ك/ الذكر والدعاء ب/ فضل الاجتماع على تلاوة القرآن وعلى الذكر والتوبة والاستغفار .  

(91) الإسناد العالي هو الأقرب صلة بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم .

(92) فقد رحل جابر بن عبدالله رضي الله عنه شهراً لطلب حديث واحد ، كما ذكره البخاري في صحيحه ك/ العلم ب/ الخروج في طلب العلم. ورحل أحد التابعين من المدينة إلى دمشق للقاء أبي ذر لسماع حديثٍ نبويٍ واحد كما أخرجه ابن ماجة في المقدمة ب/ فضل العلماء والحث على طلب العلم .

(93) العدل : السالم من الفسق وخوارم المروءة . والضبط نوعان ، ضبط الصدر : وهو كون الراوي متقناً ذاكراً لما يحفظه تماماً ، وضبط الكتاب : وهو كون الراوي يصون كتابه لديه من حين سمع فيه وصححه إلى أن يؤدي منه.

(94) الشذوذ : مخالفة الثقة لمن هو أوثق منه .

(95) الحديث المُعَلّ : ما فيه علة خفية قادحة في إسناده أو في متنه والعلة : سبب غامض خفي قادح في صحة الحديث مع أن الظاهر السلامة منه ، ولا يعرف ذلك إلا أئمة هذا العلم ، انظر نزهة النظر ص83 وتدريب الراوي .

(96) جهالة العين : أن لا يعرف من هو هذا الراوي، بأن لا يعرف إلا من رواية شخص واحد عنه ولم يوثقه معتبر وجهالة الحال : أن تجهل عدالة الراوي وإن كان شخصه معروفاً.

(97) نخبة الفكر للحافظ ابن حجر مع شرحها نزهة النظر ص116-117 تحقيق : علي الحلبي .

(98) تدريب الراوي 1/283 وَ نزهة النظر ص121-122 .