مع تحيات موقع موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة                   www.55a.net

الشرك

 

الشرك ضد التوحيد، ولكي نعرف الشرك وأقسامه وأنواعه، لابد أن نعرف معنى التوحيد وأقسامه .

التوحيد ومعناه :

أ- التوحيد في اللغة :- مصدر قولهم : وحد يوحّد ، قال ابن فارس : الواو والحاء والدال أصل واحد يدل على الانفراد ، والواحد المنفرد.[59]

قال ابن منظور : التوحيد الإيمان بالله وحده لا شريك له ، والله الواحد الأحد ذو الوحدانية والتوحيد.[60]

ب- وفي الاصطلاح :-

قال الفيروزآبادي :- التوحيد توحيدان :-

الأول : توحيد الربوبية ، وصاحب هذا التوحيد يشهد قيومية الرب فوق عرشه يدبر أمر عباده وحده ، فلا خالق ولا رازق ولا معطي ولا مانع ولا مميت ولا محي ولا مدبر لأمر المملكة (والملكوت) ظاهراً وباطناً غيره ، فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن ، ولا تتحرك ذرة إلا بإذنه ولا يجري حادث إلا بمشيئته ، ولا تسقط ورقة إلا بعلمه ، ولا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض إلا وقد أحصاها علمه وأحاطت بها قدرته ، ونفذت فيها مشيئته ، واقتضتها حكمته .

والآخر : توحيد الألوهية ويعني : أن يجمع الموحد همه وقلبه وعزمه وإرادته وحركاته على أداء حق الله ، والقيام بعبوديته.[61] وتوحيد الألوهية مستمد من قوله تعالى : ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِي(25)﴾ [الأنبياء:25] .

وقال العلامة السفاريني عن التوحيد :-

إفراد المعبود بالعبادة مع اعتقاد وحدته ذاتاً وصفاتاً وأفعالاً.[62]

وذكر بعض العلماء أن التوحيد ينقسم إلى ثلاثة أقسام : توحيد في الربوبية وتوحيد في الألوهية ، وتوحيد في الأسماء والصفات .

وأما توحيد الأسماء والصفات فيعني إفراد المولى عز وجل بأسمائه وصفاته وذلك بإثبات ما أثبته الله تعالى لنفسه، ونفى ما نفاه عن نفسه، والسكوت عما سكت عنه الله ورسوله.[63]

تعريف الشرك :

أ- الِشْرك في اللغة : قال ابن فارس : الشين والراء والكاف أصلان يدل أحدهما على مقارنة وخلاف انفراد.[64]

وجاء في لسان العرب : الشِرْكة ، والشَرِكة سواء : مخالطة الشريكين ، يقال اشتركنا بمعنى تشاركنا ، وقد اشترك الرجلان وتشاركا ، وشارك أحدهما الآخر، والشريك : المشارك . 

وقد سأل موسى عليه السلام الله عزوجل أن يشرك معه أخاه هارون في أمر النبوة والرسالة فقال منادياً ربه سبحانه : ﴿هَارُونَ أَخِي(30)اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي(31)وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي(32)﴾ [طه:30-32] ، قال في مختار الصحاح: المعنى أي اجعله شريكي فيه .  

* ومن معاني الشرك في اللغة : النصيب ، يقال شَرَكه في كذا إذا جعل له نصيباً.[65]

* وكذلك من معاني الشرك في اللغة : التسوية ، قال ابن منظور في لسان العرب: يقال طريق مُشَرَّك : أي يستوي فيه الناس ، واسم مْشتَرَك : تستوي فيه معان كثيرة .

وأشرك بالله : جعل له شريكاً.[66]

ب- الشرك اصطلاحاً :

للعلماء تعريفات مختلفة للشرك منها :-

أنه اتخاذ الند والشبيه والمثيل والعديل لله تعالى .قال تعالى مخبراً عن ندم المشركين يوم القيامة حيث يقولون لأوليائهم:﴿تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ(97)إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ(98)﴾[الشعراء:97-98].وقال تعالى : ﴿... فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ(22)﴾ [البقرة:22] .وقال تعالى : ﴿...ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ(1)﴾ [الأنعام:1].وقال تعالى:﴿فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ...﴾ [النحل:74].وقال تعالى :﴿وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ(4)﴾ [الإخلاص:4] .

ومنها ما قاله المناوى :-

الشرك إما أكبر وهو إثبات الشريك لله تعالى ، أو أصغر وهو مراعاة غير الله في بعض الأمور.[67]

* فالشرك ضد التوحيد ، وهو اتخاذ ند لله تعالى فيما لا يكون إلا له سبحانه من ذاتٍ وأفعال وأسماء وصفات وعبادة .

 بطلان الشرك والتحذير منه

لما كانت عبادة الله وحده وعدم الشرك به هي حق الله على العباد ، كان الشرك أكبر الموبقات وأعظم المهلكات التي حذر منها الشرع .

وقد تنوعت أساليب التحذير البليغ من الشرك في الكتاب والسنة وبيان بطلانه، ومن ذلك :-

1- لا حجة للمشركين :

 إن الأوثان والأصنام التي تُعبد من دون الله من صنع البشر ، لا تملك لنفسها ولا لغيرها نصراً أو هداية أو سمعاً أو بصراً. قال تعالى : ﴿أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ(191)وَلَا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا وَلَا أَنفُسَهُمْ يَنصُرُونَ(192)وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لَا يَتَّبِعُوكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صَامِتُونَ(193)إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ(194) أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلْ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِي فَلَا تُنظِرُونِي(195)﴾ [الأعراف:191-195] وهذه الأصنام والأوثان ومن يُعبد من طواغيت البشر لم يخلقوا شيئاً في الأرض ولا في السماء ، ولم يشركهم الله بالعبادة بكتاب من عنده. قال تعالى : ﴿﴾ [فاطر:40]

وهذه المعبودات من دون الله لا تملك لنا خلقاً ولا رزقاً ولا حياة بعد موت. قال تعالى: ﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ(40)﴾ [الروم:40]

ولو كان مع الله آلهة أخرى لاستحوذ كل خالق على ما خلق ، ولفسد الكون قال تعالى: ﴿مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ(91)عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ(92)﴾ [المؤمنون:91-92].

2- المشركون ومثل السوء :

وقد ضرب الله أمثلة لبيان حال المشركين السّيء ، كما قال تعالى :  ﴿مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ(41)﴾ [العنكبوت:41] .

فالبيت يأوي إليه صاحبه ليحميه من الأخطار ، وليختفي فيه عن أنظار أعدائه وليجد السكينة والأمن فيه ، وبيت العنكبوت لا يحقق للعنكبوت شيئاً من ذلك[68] وكذلك حال المشركين المستجيرين بالأوثان والطواغيت .قال تعالى : ﴿... وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنْ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ(31)﴾ [الحج:31].وكذلك الذي يشرك مع الله غيره فيسقط في الضلال الكبير في الدنيا ، ويهوى به الشرك إلى أعماق سحيقة في النار .وقال تعالى : ﴿ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ(29)﴾ [الزمر:29].وكذلك المشرك يقع في حيرة وتخبط لا يدري من الأولى بالطاعة من الأوثان والطواغيت حين يسلم نفسه وعقله وماله لمطالب الشرك المتعارضة

3- تسلط الشيطان على المشركين :

المؤمن في حرز من الشيطان بإيمانه وتوكله على ربه ، والمشرك يتسلط عليه الشيطان لتوليه له وشركه به. قال تعالى : ﴿فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ(98)إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ(99)إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ(100)﴾ [النحل:98-100] .

4- جريمة الشرك :

أول المحرمات. قال تعالى: ﴿قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا...﴾ [الأنعام:151].

·     أعظم الظلم. قال تعالى : ﴿...إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ(13)﴾ [لقمان:13] .

·     أعظم ضلال. قال تعالى : ﴿...وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا(116)﴾ [النساء:116].

·     أعظم الإثم والافتراء. قال تعالى : ﴿...وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا(48)﴾ [النساء:48] .

·     أعظم ذنب. فقد سئل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أيُّ الذنب أعظم ؟ قال : أن تجعل لله نِدَّاً وهو خلقك".[69]

·     أكبر كبيرة ، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم :- (أكبر الكبائر الإشراك بالله ...)[70]

5- الشرك يحبط الأعمال الصالحة :

إذا أشرك العبد بعد أن قضى عمره في عمل الصالحات من الطاعات والعبادات كالصلاة والصيام والزكاة والحج والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغيرها من القربات ، فإن الشرك يمحو جميع أعماله الصالحة ويذهب بأجرها ، فكما أن الإسلام يجب ما قبله من الذنوب ، فإن الشرك يحبط ما قبله من الطاعات. قال تعالى : ﴿وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ(65)﴾ [الزمر:65].

وأخبر سبحانه أن الأنبياء لو أشركوا لحبط عملهم فكيف بغيرهم. قال تعالى: ﴿ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ(88)﴾ [الأنعام:88].وقد اختلف العلماء في بقاء أجر العمل إذا تاب العبد من الشرك ومات على الإيمان ، هل يبقى له سابقُ عمله أم لا ؟

قال الإمام مالك رحمه الله : من ارتد حبط عمله، فإن عاد إلى الإسلام لزمه أن يحج مرة أخرى وإن كان قد حج قبل ردته لأن عمله قد حبط .

وقال الإمام الشافعي رحمه الله : إنما يحبط عمله إذا مات على الكفر، أما إذ عاد إلى الإسلام فإن عمله باق ولا يلزمه إعادة حجه.[71]

6- لا طاعة للأبوين في الشرك :

ومع عظم حق الوالدين إلا أن الله سبحانه نهى عن طاعتهما إذا أمرا ولدهما بالشرك، فقال سبحانه : ﴿... وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ(8)﴾ [العنكبوت:8].

7- نجاسة المشركين :

إن من خلقه الله ويعبد غيره ، ورزقه ويشكر غيره ، ليدل على خبث نفسه وقذر سريرته[72] ، فوصفه الله بالنجس. قال تعالى : ﴿...إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا...﴾ [التوبة:28].

8- شدة عداوة المشركين للمؤمنين :

وهم بهذه النفوس الخبيثة يكرهون الإيمان وأهله ، ويشتركون مع اليهود في أنهم أشد الناس عداوة للمؤمنين ، قال تعالى : ﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا...﴾ [المائدة:82] ، ومن علاماتهم الاشمئزاز عند توحيد الله عزوجل والاستبشار عند ذكر معبوداتهم كما قال تعالى : ﴿وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ(45)﴾ [الزمر:45] .

9- قتال المشركين للمؤمنين :

ونظراً لخبث نفوس المشركين وشدة حقدهم على المؤمنين فهم يتحينون كافة الفرص لقتال المؤمنين ، فأوجب الله على المؤمنين قتالهم كافة ، كما قال تعالى: ﴿وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً﴾ [التوبة:36].

وقال عليه الصلاة والسلام : "جاهدوا المشركين بأموالكم وأيديكم وألسنتكم".[73]

بل رفض النبي صلى الله عليه وآله وسلم الاستعانة برجل مشرك يريد أن يحارب معه، فقد لحقه حين خروجه إلى بدر رجل مشرك جرئ ، ففرح المسلمون بمقدمه، فقال لرسول الله : جئت لأْتَبعك وأُصيب معك ، فقال له : تؤمن بالله ورسوله ؟

قال : لا. قال : فارْجِع فلن أستعين بمشرك. فلم يقبل منه حتى أسلم بعد ذلك.[74]

إلا إذا كانوا في حلف تحت قيادة المسلمين، ويؤمن مكرهم بالمسلمين كما هو حال قبيلة خزاعة المشركة التي دخلت في حلف رسول الله r

10- براءة الله ورسوله من المشركين :

ولعظم قبح الشرك تبرأ الله سبحانه ورسوله من المشركين ، قال تعالى: ﴿وَأَذَانٌ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ ...﴾ [التوبة:3] .وتبرأ إبراهيم عليه السلام ومن معه من قومهم المشركين، كما قال تعالى : ﴿قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ...﴾ [الممتحنة:4].

وتبرأ إبراهيم عليه السلام من أبيه لما رفض عبادة الله وحده. قال تعالى ﴿...فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ(114)﴾ [التوبة:114]

وقال هود عليه السلام لقومه كما حكى الله عنه: ﴿...إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ(54)﴾ [هود:54] .وقال سبحانه آمراً رسوله أن يعلن للمشركين براءته من شركهم : ﴿قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلْ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُلْ لَا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ(19)﴾ [الأنعام:19].ومن البراءة من المشركين نهي الله سبحانه عن التزوج منهم أو تزويجهم. قال تعالى: ﴿وَلَا تَنكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلَا تُنكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُوْلَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ(221)﴾ [البقرة:221].وأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بمخالفة المشركين وعدم التشبه بهم فقال :(خَالِفُوا الْمُشْرِكِينَ ، أَحْفُوا الشَّوَارِبَ ، وَأَوْفُوا اللِّحَى) .[75]

11- الرعب للمشركين والأمن للمؤمنين :

إن المؤمنين الذين لم يلبسوا إيمانهم بشرك يعتقدون أن جميع الأمور بيد الله ، وأن جميع ما سواه مخلوقاتُُ ضعيفة عاجزة أمرها بيده سبحانه ، فيشيع هذا الإيمان في قلوب المؤمنين الأمن والرضا بقدر الله الحكيم . بينما ترى المشركين في حيرة من أمرهم لا يدرون من المؤثر الحقيقي في مجرى الأمور ، ولا يدرون على من يتوكلون من الأرباب والآلهة ، فيعيشون في قلق وخوف من المصير المجهول المعلق في نظرهم بيد الآلهة المدعاة، كما قال تعالى عن محاجة إبراهيم u لقومه :﴿وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ(81)الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمْ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ(82)﴾[الأنعام:81-82].وتوعد المشركين عند قتالهم للمؤمنين الصادقين بأنه سيقذف في قلوبهم الرعب بسبب شركهم، كما قال تعالى:﴿سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا﴾ [آل عمران:151] .

12- النهي عن الاستغفار للمشركين :

ولعظم قبح الشرك ولعدم مغفرته نهى الله تعالى نبيه والمؤمنين أن يستغفروا للمشركين إذا ماتوا على الشرك .قال تعالى: ﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُوْلِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ(113)﴾ [التوبة:113].

عاقبة الشرك يوم القيامة

1) إن الله لا يغفر أن يشرك به :

إن من يتخذ لله نداً وهو خلقه ، ويشرك مع الله معبوداً سواه ، يستحق بذلك الحرمان من مغفرة الله. قال تعالى : ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ...﴾[النساء:48] فكل ذنب يرجى لصاحبه المغفرة دون الشرك بالله إذا مات مشركاً .

2) حشرهم مع معبوداتهم من دون الله وخزيهم يوم القيامة :

قال تعالى : ﴿احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ(22)مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ(23)وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ(24)مَا لَكُمْ لَا يَتَنَاصَرُونَ(25)بَلْ هُمْ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ(26)﴾ [الصافات:22-26].وقال تعالى : ﴿ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِي الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ(27)﴾ [النحل:27] .

3) تبرؤ المعبودين من المشركين :

قال تعالى: ﴿وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ(40)قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ(41)فَالْيَوْمَ لَا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّتِي كُنتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ(42)﴾ [سبأ:40-42] .

4) تخاصم وتلاعن المشركين مع ما كانوا يعبدون من دون الله :

قال تعالى مبيناً نعي إبراهيم عليه الصلاة والسلام على قومه عبادة الأوثان :﴿وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمَأْوَاكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ(25)﴾ [العنكبوت:25] ، وقال سبحانه مبيناً تخاصم المشركين عنده يوم القيامة قادةً واتباعاً : ﴿...وَلَوْ تَرَى إِذْ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ(31)قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنْ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءَكُمْ بَلْ كُنتُمْ مُجْرِمِينَ(32) وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَادًا وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوْا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ(33)﴾ [سبأ:31-33].

5) إدخالهم النار وخلودهم فيها وتحريم دخول الجنة عليهم :

قال تعالى : ﴿...إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ(72)﴾ [المائدة:72] ويعرض القرآن صورتهم المخزية وهم يسحبون في الحميم ، والأغلال في أعناقهم ، ويُسجرون في النار ويُسألون عن معبوداتهم التي توهموا نفعها لهم ، فقال تعالى : ﴿أَلَمْ تَرَى إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ(69)الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ(70)إِذْ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ(71)فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ(72)ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ(73)مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُو مِنْ قَبْلُ شَيْئًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ الْكَافِرِينَ(74) ذَلِكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ(75)ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ(76)﴾ [غافر:69-76] وقال عليه الصلاة والسلام : (من مات يشرك بالله شيئاً دخل النار).[76]

6) تخاصم أمم الشرك في النار :

قال تعالى مبيناً تخاصم الأمم المشركة السابقة واللاحقة في النار : ﴿قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنْ الْجِنِّ وَالْإِنسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنْ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لَا تَعْلَمُونَ(38)وَقَالَتْ أُولَاهُمْ لِأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ(39) [الأعراف:38-39].


[59] معجم مقاييس اللغة .

[60] لسان العرب مادة : وحد وانظر المعجم الوسيط مادة : وحد .

[61] بصائر ذوي التمييز 5/172 بواسطة نضرة النعيم 4/1301 بتصرف يسير .

[62] لوامع الأنوار البهية 1/57 بواسطة الشرك في القديم والحديث 1/20 . 

[63] الجواب المفيد في بيان أقسام التوحيد (8-17) بتصرف وإيجاز ، وانظر أيضاً فتاوي الشيخ العثيمين (2/112) وما بعدها بواسطة نظرة النعيم 4/1301-1302 .

[64] معجم مقاييس اللغة ، والمعنى الآخر : يدل على امتداد واستقامة ومنه شراك النعل .

[65] المعجم الوسيط ، ولسان العرب .

[66] انظر المعجم الوسيط .

[67] في التوقيف ص203 بواسطة نضرة النعيم 10/4710 .

[68] فلا يمنع ريحاً ولا غباراً ولا عدواً ومعرض للزوال بسهولة .

[69] أخرجه البخاري ك/ تفسير القرآن ب/ قوله تعالى : "فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون" ، ومسلم ك/ الإيمان ب/ كون الشرك أقبح الذنوب وبيان أعظمها بعده .

[70] أخرجه البخاري ك/ الديات ب/ قول الله تعالى ومن أحياها ، والترمذي ك/ تفسير القرآن ب/ ومن سورة النساء ، وأبو داود ك/ الأدب ب/ في الغيبة .

[71] انظر تفسير القرطبي عند قوله تعالى:" ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة، وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون"(البقرة:217).

[72] ورد في الحديث النبوي : إن مثل من أشرك بالله كمثل رجلٍ اشترى عبداً من خالص ماله بذهب أو ورق، فقال: هذه داري وهنا عملي ، فاعمل وأدِّ إليَّ ، فكان يعمل ويؤدي إلى غير سيده ! فأيكم يحب أن يكون عبده كذلك ؟! أخرجه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح وذكره الألباني في صحيح الترغيب والترهيب برقم:533 وابن خزيمة .

[73] أخرجه النسائي ك/ الجهاد ب/ وجوب الجهاد ، واللفظ له ، وأبو داود ك/ الجهاد ب/ كراهية ترك الغزو، وأحمد باقي مسند المكثرين في مسند أنس بن مالك ، والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي ، وصححه الألباني في صحيح سنن النسائي 2/649 .

[74] أخرجه مسلم ك/ الجهاد والسير ب/ كراهة الاستعانة في الغزو بكافر واللفظ له ، والترمذي ك/ السير عن رسول الله ب/ ما جاء في أهل الذمة يغزون مع المسلمين هل يسهم .

[75] أخرجه البخاري ك/ اللباس ب/ تقليم الأظفار ، ومسلم ك/ الطهارة ب/ خصال الفطرة .

[76] أخرجه البخاري ك/ الجنائز ب/ ما جاء في الجنائز ومن كان أخر كلامه لا إله إلا الله ، ومسلم ك/ الإيمان ب/ من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة .