مع تحيات موقع موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة www.55a.net من آيات الله في النبات
1- النبات وغذاء الكائنات . 2- آيات المنعم الحكيم سبحانه في بقاء نوع النبات وتكاثره . 3- آية نقل حبوب اللقاح . 4- آية نقل البذور ونشرها . 5- آية نمو النبات بميزان وتقدير . 6- آية الإبداع والإحكام في النبات . 7- آيات الله في حفظ النبات وحمايته . 8- آية تناسب النبات مع البيئة . 9- حدائق ذات بهجة . 10- شفاء ورحمة . 11- النبات والحضارة . 12- آيات الواحد الأحد في خلق النبات . مقدمـة خلق الله سبحانه بني آدم بعد أن هيأ لهم متطلبات الحياة كلها.قال تعالى(هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً) (البقرة:29).فخلق الله آدم من تراب ، واستخلفه في الأرض ، وقدر له فيها رزقه فخلق النبات وجعله مصدراً لغذائه وبعض متطلباته الأخرى ، كالطاقة الحرارية المتولدة عن حرق الأخشاب أو البترول والفحم ومشتقاتهما التي يعود أصلها إلى النبات . .. وكصناعة الملابس من القُطن والكتان مباشرة أو من أصواف وأوبار وأشعار الحيوانات التي تتغذى على النبات . .. وكالدواء إما مباشرة من بعض النباتات أو بما يستخلص منها من دواء أو مما ينتجه الحيوان الذي يتغذى على تلك النباتات كعسل النحل ... وكالمسكن ، فمن أعواد النباتات وقشها و قصبها صنع الإنسان ومازال يصنع مساكنه لتقيه الحر والبرد ومخاطر البيئة فيأمن ويطمئن ،بل إن كثيراً من البيوت في البلدان المتقدمة مادياً مصنوعة من الخشب من أجل مقاومة آثار الزلازل المتكررة التي لا ينفع معها العمران الحديث بحديده وخرسانته .كما أن الإنسان في البادية صنع خيامه من أصواف وأشعار الحيوانات التي تتغذى على النبات .ولولا أن سخر الله النبات لإنتاج غاز الأكسجين أثناء عملية البناء الضوئي لنفد الأكسجين في الجو وما بقي إنسان أو حيوان على قيد الحياة ، وبدون الأكسجين الذي يساعد على الاشتعال تظل مصادر الوقود كنـزاً لا فائدة منه .وطبقة الأوزون التي تحمي الأرض وسكانها من الإشعاعات الكونية الضارة ما هي إلا أكسجين ثلاثي الذرات مصدره مصانع النبات الخضراء .ولا يقتصر الأمر على تقديم ما هو نافع للحياة بل يتعداه إلى سَحب ما هو ضار بها ، فالنبات بإذن الله يسحب ثاني أكسيد الكربون فينقي الجو ، ويستفيد منه النبات في عملية البناء الضوئي التي تقوم بها الحياة على البسيطة ويطلق الأكسجين الضروري لحياة الإنسان والكائنات الأخرى. وإلى جانب هذا كله جعل الله تعالى النباتات بهجة للناظرين بأوراقها الخضراء الغضة المتنوعة الأشكال وأزهارها الزاهية الألوان المختلفة التصميم وروائحها الذكية وأغصانها المتهادية، كما جعل حدائقها ترويحاً للنفوس بعد أن أقام بها بنيان الأجساد. قال تعالى:( وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ)(النمل: 60) ومن تمام نعمة الله أن نشر النبات على سطح الأرض ونوعه وزوده بالقدرة على العيش في بيئات الأرض المختلفة متاعاً للناس ولأنعامهم في تلك البيئات وبهذا لا يعدم إنسان أو حيوان رزقه أينما كان. وجعلها سبحانه بالوفرة المناسبة كذلك في البحار والمحيطات التي تعج بالنباتات الدقيقة (المجهرية) غذاء لبلايين البلايين من الأسماك والأحياء البحرية التي تسد حاجات البشر الذين علم الله تعالى أنهم سيتكاثرون باطراد ويحتاجون إلى المزيد من الطعام .إن الذي خلق النباتات لسد حاجات الإنسان والحيوان يعلم مقدمات الأشياء والأحداث ونتائجها ويقدر كل شئ بدقة فلا ترى في خلقه إلا تناسقاً وانسجاماً وترابطاً وتكاملاً تشهد لكل عاقل أنها من صنع رب عليم ، حكيم ، رزاق ، خبير .وكما جعل الله الوجود الإنساني ممتداً عبر الزمان على الأرض بتعاقب الأجيال البشرية ، جعل وجود النبات ممتداً على الأرض كذلك بتعاقب أجيال النباتات ليتوفر بذلك على الدوام كل ما يحتاج إليه الإنسان من عالم النبات .فهيا إلى عالم النبات البهيج لنرى آيات ربنا الخالق البديع سبحانه . إذا تأملت في غذائك في كل أطوارك ، وغذاء جميع الكائنات من حيوان ونبات في كل أطوارها وجدت أن أصل الغذاء للإنسان والحيوان هو النبات ، ومصنع الغذاء في النبات هو ذلك المصنع الأخضر "البلاستيدة الخضراء" الذي يوجد في أوراق النباتات ويُنتِج غذاء الكائنات كلها دون ضجيج أو مخلفات تفسد البيئة. قال تعالى (وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِراً نُخْرِجُ مِنْهُ حَبّاً مُتَرَاكِباً وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)(الأنعام:99) . وبعد دراسة المصنع الأخضر مدة ثلاثة قرون أمَّل علماء الحياة ومهندسو القرن العشرين في أن يحاكوا عمل المصنع الأخضر في النبات لكنهم عجزوا عن ذلك لتميز الخلية النباتية ببنية دقيقة معقدة(1) ، ولما أودع الله فيها من قدرة على التجدد ولتعلق ذلك بسر الحياة الذي أودعه الله فيها وخفي على الباحثين !! فتأمل أيها العاقل في توقف حياتك وحياة الكائنات جميعها على عمل هذا المصنع ونتاجه ، والذي لو توقف فلن ينجح علماء البشر بما لديهم من معامل وعلوم أن يصنعوا لأنفسهم ما يتغذون به فضلاً عن أن يصنعوه لغيرهم من الحيوانات والنباتات . وإذا كان العلم البشري مع ما يملك من عبقريات ومصانع ومختبرات يقف عاجزاً فهل تفلح الصدف العشوائية الطبيعية في إنشاء وتنظيم وإدارة مصانع الرزق الوحيدة على وجه الأرض ؟! أفلا يكفي ذلك كل عاقل ليعترف لربه الرزاق بنعمه ، ويشكره على ما حباه من أرزاق. وصدق الله القائل : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ)(فاطر:3). فأين تتجهون أيها المعاندون ؟ وبأي آيات الله تجحدون ؟ (2) (أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ)(الملك:21) وانظر إلى طعامك أيها الإنسان .كيف صنعته المصانع الخضراء.(3) وكيف سحب منها ليتجمع في سنابل الحب ، وعناقيد الفاكهة ، ودرنات الجذور ، وحبات الثمار المختلفة الألوان والمذاق ؟ (فَلْيَنْظُرِ الْأِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ+أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبّاً+ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقّاً+فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبّاً+وَعِنَباً وَقَضْباً+وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً+وَحَدَائِقَ غُلْباً+مَتَاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ)(عبس:29-32) وتأمل كيف خُلِقَ لك جهازُ هضمٍ يحولها إلى المادة المطلوبة لغذاء خلايا جسمك ! وكيف امتصت تلك المواد الغذائية المفيدة من بين فرث الأمعاء ! وتأمل كيف حملها الدم إلى كل خلية في جسمك أفلا نشكر الرزاق ؟ أفلا نعبد الخلاق سبحانه ؟ آيات المنعم الحكيم سبحانه في بقاء النوع وتكاثـره إن الذي قدّر للنبات دوره المهم في توفير الطعام للكائنات الحية وفي تنقية الهواء، وإمداد الإنسان بالملبس ، والوقود ، وإشاعة البهجة والسرور ، قد قدّر نظاماً محكماً بديعاً لضمان استمرار وجود النباتات لتؤدي وظيفتها على الأرض. ويتمثل هذا النظام في وسائل وطرائق التكاثر في النبات لتغطية النقص بسبب الاستهلاك الدائم لها وما قد تتعرض له من كوارث وسوء استعمال من قبل الإنسان. فجعل الباري سبحانه طرائق متعددة للتكاثر هي : 1) التكاثر الجنسي : خلق الله في النباتات أعضاء تذكير (المُتُك) تنتج حبوب اللقاح ، وأعضاء تأنيث (المبايض) تنتج البويضات ، لتنشأ الأجنة النباتية من التزاوج بين أعضاء التذكير والتأنيث قال تعالى : ( وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ)(الرعد:3-6) . 2) التكاثر الخضري (اللاجنسي) : ويتم هذا النوع من التكاثر باستخـدام الأجـــزاء الخضريـة مـن النبات كالمدادات(4) والفسائل(5) والأبصال(6) والكورمات(7) والريزومات(8)والدرنات(9) وهذه الأجزاء أعطاها الله القـدرة علـى تكويـن جذور عرضية وبراعـم عنـد توافـر الظـروف البيئية الملائمة فتتكـون منها نباتات جديدة . 3) التكاثر بتعاقب الأجيال : بعض النباتات منحها الله القدرة على التكاثر الجنسي واللاجنسي(10) ويتم التكاثر بأي منهما حسب الظروف المحيطة فيحصل على مميزاتهما معاً في تحقيق سرعة التكاثر باللاجنسي ، والتنوع الوراثي بالجنسي بما يمكنه من الانتشار ومسايرة تقلبات البيئة مثل كزبرة البئر التي تتكاثر بالجراثيم ثم بالأمشاج .(11)وقد نوع الحكيم العليم طرائق التكاثر هذه لبقاء أنواع النباتات تحت الظروف البيئية المختلفة لتوفير ما يحتاج الإنسان إليه على الدوام . لما قضى الله أن يكون النبات ثابتاً في مكانه تكفل سبحانه بإيصال حبوب اللقاح من الزهرة المذكرة إلى الزهرة المؤنثة أو من عضو التذكير إلى عضو التأنيث في نفس الزهرة ثنائية الجنس(12) لإنجاز عملية الإخصاب ، وخلق لها سبحانه من الوسائل ما ييسر لها تزاوجها وجند لها مخلوقاته من إنسان وحيوان وريح وماء ، والكل يؤدي دوره كما قدر له ربه سبحانه . أولاً : النقل بواسطة الرياح سخر الله الرياح لحمل حبوب اللقاح من الأزهار المذكرة إلى الأزهار المؤنثة.وخلق سبحانه حبوب اللقاح بكميات كثيرة لضمان تلقيح الأزهار المطلوبة .ويسر العليم الحكيم نقل حبوب اللقاح فجعل حوامل الأزهار المذكرة متدلية بحيث يمكن لأخف نسيم أن يحركها فتتناثر حبوب اللقاح وتطير مع الهواء إلى الأعضاء الأنثوية التي جعلها الله ريشية مكشوفة أمام الهواء للإمساك بحبوب اللقاح. ولم يجعل الخالق جل وعلا لهذا النوع من الأزهار رحيقاً أو روائح كما للأزهار التي تعتمد على الحشرات والحيوانات في تلقيحها لعلمه سبحانه أن الرياح لا تحتاج إلى هذه المحفزات للقيام بمهمة التلقيح . وجعل الله نباتات المحاصيل - التي يحتاج إليها الإنسان بكميات كبيرة – من النوع الذي يتلقح بالرياح لأنها الوسيلة التي يتحقق بها التلقيح على أوسع مدى .فمَنَ سخر الأزهار لانتاج حبوب اللقاح بكميات كبيرة لضمان تلقيح المياسم الناضجة من تلك الأزهار؟ ومَنَ جعل حوامل حبوب اللقاح متدلية تتأثر بأدنى حركة للرياح؟ وجعل المياسم الأنثوية ريشية مكشوفة للإمساك بحبوب اللقاح الطائرة ؟ ومن أوجد التناسق البديع بين الرياح وحبوب اللقاح والمياسم إلا العليم بما خلق ، الحكيم فيما أبدع ، القائل: (وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ)(الحجر:22) . ثانياً : النقل بواسطة الحشرات : وهناك أزهار أخرى لا تتلقح بالرياح لاختلاف تركيبهـا عـن تلك السابقـة(13) فجعل الله لها وسيلة أخـرى لتلقيحهـا وهي الحشرات ، وجعل سبحانه في هذه الأنواع من الأزهـار جـواذب للحشرات كالرحيق وحبوب اللقاح والألوان الجميلة، وجعل الهادي سبحانـه لبتلات الزهـور بقعا أو خطوطاً براقة تحدد المسار إلـى مخزن الرحيق .وسخـر الله للأزهـار التي مخـازن الرحيق فيهـا عميقة حشرات مُلقِّحة ذات خراطيم طويلة كالنحل والفراشات ، أمـا الأزهار التي مخازن الرحيق فيها قريبـة فقد سخر الله لها حشرات مُلقِّحة ذات خراطيم قصيرة كالذباب والخنافس .وهكذا تزور الأزهار المختلفة حشرات تتناسب معها .وأثناء زيارة الحشرة للزهـرة تلتصـق حبوب اللقاح على جسمها ، وعند زيارتها لزهرة أخرى من نفس النوع تنقل حبـوب اللقاح إلى عضو التأنيث فيها حيث تكـون أجزاء الزهرة مصممة بإحكام يتناسب مع نوع الحشرات الحاملة لحبوب اللقاح .بل إن زهرة سحلبية النحل(14) جعل لها الباري عزوجل تركيباً يشبه أنثـى النحـل وتنتج نفس رائحتها فيتوهم ذكـر النحـل أنها حشرة أنثى من نوعه ! وقد أبدع الله تصميم هذا النوع مـن الأزهـار بحيث إذا وقفت الحشرة الذكر عليها لامَسَ رأسُهـا أعضاء التذكير في الزهرة فيتعفر بحبوب اللقاح ويحمله إلى زهرة أخرى لتلقيحها. فانظر إلى آيات ربك التي تدلنا على حكمته سبحانه وعلمه ورحمته ، وسل نفسك مَنْ وزَّع هذه التخصصات في هذه المخلوقات الضعيفة ؟ ومَنْ حدد طرق مسارها وهداها إلى أداء وظيفتها فلا تضل الطريق ، ولا يدخل مَيْسَم زهرة لقاحُُ دخيلُُ غريب عن نوعها؟ مَنْ إلا الله . * وتأمل الزهرة الفخ التي تقتنص الحشرة لا من أجل التغذي عليها بل من أجل تحميلها حبوب اللقاح إلى أعضاء التأنيث في زهرة أخرى من نفس النوع والتي تفعل بالحشرة الناقلة نفس الشئ من أجل تفريغ تلك الحمولة من حبوب اللقاح لتتم عملية التلقيح . * وزهرة الأرسمية(15) تنتج رائحة اللحم المتعفن لتجذب بها الذباب ليدخل قاعة مغلقة ، ولا يمكن للذباب أن يهرب إلا عندما تفتح بوابة فوهة الزهرة ، وحينها تكون الذبابة قد كسيت باللقاح في أثناء صراعها من أجل الخروج ، وعندما تنتقل إلى زهرة أخرى من نفس النوع تجذبها نفس الرائحة وتحتضنها الزهرة لأخذ حبوب اللقاح التي علقت في جسمها من الزهرة المذكرة ، فإذا ما تم التلقيح أطلقت سراحها . * أما السحلبية الأرجوانية(16) المبكرة فليس عندها قاعة للسجن المؤقت بل لها مئابر(17) محملة بلوالب تنغلق على النحلة الزائرة في عملية تصفيد مؤقت، وصراع النحلة للخلاص يفرغ كيس اللقاح فوق ظهرها ، ثم تطير إلى زهرة أخرى من النوع نفسه لتلقي المصير نفسه حتى تطلق اللقاح على ميسمها .فمن هدى الزهرة أن تنتج الرائحة التي تجذب الحشرة المناسبة لتلقيحها ، ومن أمر الحشرة أن تنجذب لتلك الرائحة المخصوصة ؟ من علَّم الزهرة المذكرة حبك فخها المناسب لتلك الحشرة ؟ وعلم الزهرة الأنثى أن تحبك نفس الفخ ؟ لنفس الحشرة ؟ ومن حفز الحشرة أن تسير إلى الفخ؟ مَنْ غيرُ الخالق الفعال لما يريد . ومن أحكم تركيب تلك الزهور مع أجسام تلك الحشرات للتزاوج بين النباتات ؟ من غير العليم الخبير سبحانه القائل:(سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ) (يس:36) .وهل يقبل العقل السوي أن ينسب كل هذا الإحكام والتقدير والتدبير إلى الصدفة والعشوائية كما يزعم الكافرون ؟! لم يحصر الباري سبحانه النباتات في أماكن محدودة ، بل يسر لها من الوسائل ما يؤدي إلى انتشارها وعدم انحصارها في مكان واحد من أجل توفير الرزق للناس والدواب في كل مكان على سطح الأرض . 1- فمن البذور ما ينقل بواسطة الحيوانات : أ- فالطيور تجذبها الألوان الزاهية للثمار الناضجـة(18) لتأكلهـا فتطـرح البـذور غير المهضومـة مع فضلاتهـا لتنبـت في أماكن أخرى . ب- والخفافيش بما منحها الله سبحانه من أسنان وحاسة شم جيدة تمكنها من الاهتداء إلى ثمار المانجو فتمتص عصيرها ثم تلفظ بذورها الصلبة لتنمو في مكان آخر . ج- وتجمع بعض الحيوانات الصغيرة(19) الثمار وتخزنها في مكان آخر فتنبت فيه فسبحان الذي سخر هذه الحيوانات لوضع هذه البذور في أماكن جديدة وهداها لوضعها في المكان المناسب لتنبت في الوقت المناسب . د- وسخر الله النمل لنقل بذور نبات زهرة الربيع(20) إلى مخابئه تحت الأرض،وجعل على هذه البذورمادة غذائية يستفيد منها النمل كمكافأة له تاركاً البذرة لتنبت في مكان آمن.فَمْنَ سَخّر تلك النملة لنقل هذه البذور وحمايتها من الحيوانات والطيور لتضعها تحت سطح التربة ، ومَنْ جعل على تلك البذور ما يُغري النملة لحملها والاستفادة من المادة المغذية الملتصقة بها؟ إنه الله الرزاق الحافظ سبحانه . هـ- وجعل الله لبعض البذور أشواكاً مدببة أو مواد صمغية تمكنها من التعلق بأجسام الحيوانات وملابس العمال لتنقل إلى أماكن أخرى . 2- ومنها ما ينقل بطرق أخرى : أ- فمن البذور ما جعل الله لها تراكيب تشبـه الأجنحـة أو المظلات أو الرِّيْش أو مروحـة الطائرات أو زوائد شعرية رقيقة مع خفة وزن تمكنها من الانتقال مع تيارات ونسمات الهواء . ب- ومنهـا ما ينقل بواسطـة ميـاه السيـول والأنهار إلى مسافات طويلة . ج- وتنتقل بذور بعض النباتات بانفجار ثمارهـا فتندفع إلى مسافات بعيدة عن الشجرة الأم .(21)فسبحان العليم الحليم الرزاق الخبير الحافظ الذي خلق للنبات وسائط نقل تحمل بذوره فيذرأها في بقاع الأرض ، وإلا لظل كل نبات في موقع ضيق يتنافس عليه الآباء والأبناء . ومن آيات الله في النبات ما نشاهده في نمو النباتات بميزان دقيق ، وتقدير حكيم ، قدره الله في بذور أو أصول تلك النباتات ، فلا تحيد عنه ، فينمو كل جزء في النبات وفق ذلك التقدير الخاص به. فلكل نوع من النبات : جذر، وساق ، وأوراق ، وأزهار ، وثمار تميز ذلك النوع عن سائر الأنواع الأخرى في شكله وصورته ، وحجمه ، ومادته وتركيبه، ولونه وطعمه ورائحته ، وفي علاقة أجزاء النبات ببعضها. ولولا ذلك التقدير الدقيق الذي تخضع له النباتات في نموها لاختل النمو في أعضاء وأجزاء تلك النباتات ، وربما طغى نوع على سائر الأنواع كما يجر ذلك إلى اختلال الموازين التي تضبط علاقة النباتات بالتربة ، والماء ، والهواء والحيوان والإنسان .إن ذلك التقدير والميزان ، يبدأ بتقدير ما يمتص من الماء ، والهواء ، والأملاح ، فلا يدخل عنصر إلى كل نوع من النبات إلا بالقدر المحدد الدقيق المناسب لذلك النوع وتعمل الموازين عملها للتحكم فيما يصنعه كل نوع من أنواع النبات وينتجه من تلك المواد التي امتصها . ثم يتجلى التقدير المحكم ، والميزان الدقيق فيما يأخذه ذلك النوع من النبات من المواد التي أنتجها ليصنع منها خلاياه وأنسجته وأعضاءه الخاصة به ، فبذرة الفول تنبت نبات الفول ، ونبات الفول ينتج حبوب الفول ، وحبة القمح تنتج زرع القمح ، وزرع القمح ينتج حب القمح ، ولا يقع خطأ في ذلك ، وهكذا سائر أنواع النباتات مع أن الكل يسقى بماء واحد وينبت في أرض واحدة. فمن هدى كل نبات لمقادير ما يأخذه من الأرض ، وموازين لصناعة ما يحتاج إليه من المواد ، والطريقة الحكيمة لتركيب خلاياه واجزائه بأشكالها وأحجامها ، وألوانها ، ومقاديرها الخاصة بذلك النوع من النبات؟ من إلا الذي قال في كتابه(وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ)(الرعد:4) والقائل :( وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ)(الحجر:19) .وتأمل في ذلك التوازن المحكم بين طول ساق النبات وما يتفرع منه من أغصان وبين عمق الجذر وما يتفرع منه من جذور بما يحقق ثبات النبات وصموده أمام العوامل المهددة لثباته كالرياح والأمطار والحيوانات . وتأمل في توزيع وتبادل الأغصان على سوق النباتات وتوزيع الأوراق وتبادلها على تلك الأغصان ، بما يحقق التوازن في جسم النبات ، ويضمن تعريض المصانع الخضراء في الأوراق لضوء الشمس الضروري لتلك المصانع .فمن الذي هدى كل غصن وورقة إلى موقعها الصحيح ، واتجاهها الصحيح ، فإذا خرج غصن من جهة على الساق لا يخرج غصن تال من نفس الجهة ، وإذا خرجت ورقة من الساق أو الغصن من جهة ، فإن الورقة التالية تخرج من جهة أخرى مقابلة ولا تخرج من الجهة التي خرجت منها أختها التي قبلها ، فسبحان (الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى+وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى) ( الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى) وانظر إلى آثار اللطيف الرحيم الخبير الذي سهل على الإنسان جمع الغلال والثمار من هذه النباتات : فجعل الحبات الصغيرة في سنابل أو قرون تجمع فيها الحبوب ، وجعل حبات الثمار الصغيرة مجموعة في عناقيد ، ولو توزعت تلك الحبوب في جسم النبات لشق على الإنسان جمعها .وانظر كيـف جعـل الخالـق الأشجار التي أعدهـا لأخـذ الأخشاب طويلـة سامقة قـد تصل إلـى ارتفاع مئة مـتر، بينما جعل نبـاتات المراعـي ذات أعشاب قصيرة متشابكة تصلح طعاماً للأنعام والحيوان، وجعل بعض النباتات صغيراً جداً كالطحالب في البحار والمحيطات لتصلح غذاءً لكائنات مجهرية تغذي الأسماك الصغيرة لتصبح بدورها غذاء لأسماك أكبر منها . تتجلى آية الإبداع والإحكام في جميع المخلوقات ومنها النباتات ، فإذا تفكرنا في عالم النبات وجدنا أن كل جزء منها قد ركب تركيباً محكماً يتناسب مع الوظيفة التي يؤديها ، وقدَّر الله ذلك في نواة الخلية التي ينمو منها النبات، فالجذر وشكله ونوعه وعدد شعيراته وعمقه في التربة وتفريعاته وتناسبه مع بيئته ، والساق وشكله وكل فرع عليه وعدد فروعه وترتيبها على السيقان ، والغصن وعدد أوراقه وموضعها وحجمها وشكلها وتركيبها ، والزهرة وموقعها وشكلها ونوعها ولونها ورائحتها وترتيب محيطاتها ، والثمرة وحجمها ولونها وطعمها ورائحتها ومحتواها من الغذاء ،كل ذلك أبدعه الخالق البديع وقدره ووضع الأوامر لصنعه في أجزاء دقيقةمن الخلية النباتية تسمى حاملة الوراثة (الكروموسومات) وهي لا تزال في داخل البذرة الصغيرة . الإبداع والإحكام في الجذوروظيفة الجذور تثبيت النبات في التربة التحتية وامتصاص الماء ومواد التغذية الأخرى بالقدر الذي يحتاج إليه النبات ، وتبعاً لذلك فقد جعلها الخالق البديع سبحانه أنواعاً متعددة . أولاً : الجذور الوتدية والتي قدر الخالق أشكالها المناسبة لتحقيق وظائفها ، فمنها الوتدي الأسطواني الذي يكون طويلاً متفرعاً يتكون من جذر أصلي ومجموعة من الجذور الثانوية المتفرعة بدورها إلى جذور ثلاثة كما في جذور القطن وكثير من النباتات العشبية كالبرسيم وكثير من الأشجار كالصنوبر . وقد يختزن الجذر الوتدي الغذاء ويتضخم ، ويسمى جذراً وتدياً درنياً ، وقد يكون الجذر الوتدي الدرني مغزلياً كالفجل أو مخروطياً كالجزر أو متكوراً كاللفت .وهذا التنوع في شكل الجذر يتلاءم مع المخزون الغذائي ونوعه ، ومع طبيعة النبات وطبيعة الأرض التي ينمو عليها . ثانياً : الجذور العرضية وتتكون على السيقان الأرضية في الأبصال والدرنات والكورمات والرَيزُومات والعٌقَلْ.(22) وقد تخرج هذه الجذور من العقد الأرضية لكثير من النباتات التي لها سوق قائمة كالقمح ، أو قد تخرج من العقد التي توجد فوق سطح التربة مباشرة مثل الذرة ، وهي أنواع فمنها : الليفي(23) الذي يحل محل الجذر الأصلي ، ومنها الدعامي(24) الذي يعمل كدعامات للنبات ، ومنها الدرني(25) الذي يختزن الغذاء ، ومنها الشاد(26) الذي يجذب الأبصال إلى أعماق التربة ، ومنها الهوائي(27) الذي يمتد في الهواء حتى يصل إلى سطح الأرض لتثبيت النبات وزيادة امتصاص الماء والأملاح ، ومنها الجذور المتسلقة(28) التي تخرج من السيقان لتثبيت النبات على الدعامات التي يتسلق عليها النبات ، ومنها الجذور التنفسية(29) لتوفـير الهـواء للنباتات المغمورة بالتربة المشبعة بالماء ومنها الجذور الطفيلية(30) التي تتطفل على النباتات الأخرى.(31) الإبداع والإحكام في السيقان· وأبدع الخلاق العليم السيقان ونوّعها في أحجامها وأشكالها وتركيبها الداخلي وطريقة نموها في الأنواع النباتية المختلفة ، فقد يتراوح طولها من بضعة سنتيمترات كما في الأعشاب إلى عشرات الأمتار كما في الأشجار الضخمة ، كما جعلها البديع سبحانه تختلف في سمكها من بضعة ملليمترات إلى بضعة أمتار ، ومن حيث الصلابة والليونة فجعلها في الأشجار الكبيرة والصغيرة صلبة وجعلها في الحشائش والأعشاب الصغيرة غضة رقيقة يسهل قضمها وأكلها. ونوّع البديع سبحانه طريقة نموها فمنها ما ينمو رأسياً إلى أعلى مثل سيقان معظم النباتات ، ومنها ما ينمو زاحفاً على سطح الأرض مثل القرع والخيار والبطيخ أو متسلقاً مثل ساق العنب أو ملتفاً حول دعامات مثل اللوبيا والعُلِّيق . · ولكي تتلاءم النباتات مع البيئات التي تنمو فيها خلق الباري سبحانه سيقان النباتات على نحو يظهر فيه الإبداع والإحكام في الصنع فمن السيقان ما يكون ورقياً مفلطحاً يقوم بعملية البناء الضوئي مثل كشك الماز – السفندر. · ومنها العصيرية المتشحمة التي تختزن فـي أنسجتها الماء والغـذاء وتقوم بوظيفة البناء الضوئي أيضـاً ومن أمثلتها نبات التـين الشوكـي ، ومنها السيقان الشوكية والتي أبدعها البديع من أجل حمايـة النباتات مـن الحيوانات ، ومن أجل اختزال سطحها الناتح ليقلل من خروج الماء كما فـي نبات السلة الصحراوي ونبات العاقول(32) إلى غير ذلك من الإبداعات المتنوعة والمناسبة لنوع النبات وبيئته التي يعيش فيها. وإذا نظرنا داخل هذه السيقان فسنجد الإبداع يتمثل في شبكة النقل المتخصصة المتمثلة في تلك الأوعية التي تنقل المياه والأملاح المعدنية من التربة وتوصلها إلى كل جزء في النبات بموازين دقيقة ومقادير مضبوطة خاصة بكل نبات .وإلى جانبها شبكة أخرى متخصصة في نقل المواد الغذائية المصنعة في المصانع الخضراء لتصل عبرها إلى كل خلية في النبات. ومع صغر هذه الأنيببات الناقلة وتقاربها فلا يحدث تداخل بينها مع أنهـا مـن أعقـد شبكات النقل ، فسبحـان الحكيـم العليم الرزاق البديع . الإبداع والإحكام في الأوراق :-ولأن النبات ثابت في مكانه لا يتحرك بحثاً عن الغذاء فإن الخالق البديع جعل له أوراقاً وأحكم خلقها وجعلها منبسطة رقيقة خضراء تحتوي على ملايين المصانع الخضراء التي تقوم بعملية البناء الضوئي وتكوين المواد الغذائية. وقد أبدع الله خلقها وتصويرها وترتيبها على السيقان والأغصان لتقوم بهذا الدور المهم فأخرج الله في بعض النباتات ورقةً واحدةً من كل عقدة وجعلها تتبادل المواضع فيما بينها على محيط الساق حتى لا يقع ظل واحدةٍ على الأخرى ، فتستقبل ضوء الشمس وتحوله من طاقة ضوئية إلى طاقة كيميائية غذائية يستفيد منها الإنسان والحيوان والنبات ويسمى التوزيع في هذه الحالة توزيعاً متبادلاً . أو تكون ورقتان متقابلتان من كل عقدة فيسمى التوزيع متقابلاً كما في الياسمين، وتكون أزواج الأوراق غالباً في مستويات متعامدة بحيث إذا اتجهت الورقتان المتقابلتان في احدى العقد شرقاً وغرباً اتجهت الورقتان اللتان تليانهما من أعلى ومن أسفل ناحية الشمال والجنوب فيقال للأوراق في هذه الحالة متقابلة متعامدة. فَمَنْ غير الخلاق البديع الذي أبدع هذا التوزيع للأوراق على هذا النحو ، وهدى كل ورقة إلى موقعها بحيث لا تحجب ورقة أختها عن ضوء الشمس ؟ وإلى جانب هذا التنوع والترتيب أبدع الخلاق سبحانه تنوعاً في أشكال الأوراق.(33) ونجد الإبداع في التعرق الموجود في الأوراق فمنه التعرق المتوازي كما في نباتات ذوات الفلقة الواحدة(34) ومنه الشبكي كما في أوراق نباتات ذوات الفلقتين.(35)وهكذا نجد أن كل ورقة قد أبدعها الخالق على غير مثال سابق ، فكل ورقة تختلف عن غيرها من أوراق الأشجار الأخرى في شكلها وحجمها ونوعها وتعرقها.ومع أن الوظيفة الرئيسة للأوراق هي التمثيل الضوئي وتكوين الغذاء ، لكن البديع سبحانه خلق أوراق بعض النباتات أو أجزاء منها لتؤدي وظائف أخرى منها : 1- اختزان الماء والغذاء كما في الأبصال . 2- الحماية كما في نبات الصبار . 3- تقليل النتح كما في نبات السنط(36) . 4- التسلق مثل نبات حمام البرج وبسلة الزهور. 5- اصطياد الحشرات كمـا فـي نبات خنَاق الذباب . والزهرة التي تمثل المحور الذي يحمل أعضـاء التكاثر في النباتات الزهريـة أبدعهـا الحكيـم سبحانه في أدق تصميم وأروع جمال ، تترتـب فيـها المحيطات الزهرية في تناسق بديع. ولكل محيـط زهري وظيفته الخاصة فالكأس وظيفتـه حمايـة باقـي المحيطـات الزهريـة عند بـدء تكوينها . كما نوع الخالق البديع أشكال الكـأس فمنها الأنبوبـي كمـا فـي القـرنفـل ومنهـا الكأسـي المهمـازي كما فـي العائـق ، ومنها الشفـوي كما فـي الفصيلة الشفويـة. ومنهـا الجرابي كما فـي الفصيله المتعامـدة(37) ومنهـا الخوذي كما في زهرة بُرنُس الراهب وغـير ذلك من الأشكال وهذا التنوع يتخذ أساساً للتفريـق بين فصائل النبات وأجناسه. والمحيط الثاني فـي تركيب الزهرة هو التويج الذي يتكون من عدد من البتلات الملونة عـادة ، وجعل البديـع الوظيفـة الأساسية له جذب الحشرات لإتمام عملية التلقيح، كما أنه يحمـي الأعضـاء الداخليـة الأساسيـة من المؤثرات الخارجية . وجعل الله أجزاء الزهرة متناسقة ومتناسبة فيما بينها بحيث تؤدي وظيفتها على أكمل وجه أراده الخالق. فانظر إلى هذا الإبداع وهذا التنوع وهذا الإحكام ستجده يشهد لك ولكل عاقل أنه من صنع الخالق العليم الحكيم والمصور البديع سبحانه . الإبداع والإحكام في الثمار :وانظر إلى الثمار كيف نوعها الخالق في أحجامها وأشكالها وألوانها وروائحها ومذاقها وهي في بقعة واحدة وتسقى بماء واحد. قال تعالى (وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) (الرعد:4) كما أنه سبحانه جعلها وسيلة للتمييز بين الأنواع والأجناس والفصائل فمن الثمار البسيط والمجتمع والمركب ، وتحت كل قسم من هذه الأقسام أنواع مختلفة ، وكل هذا التنوع من أجلك أيها الإنسان لتنعم به ولتتفكر في بديع صنع الله فتشكره وتعبده .
بصرت بإتقانها الباهـر .. فآمنت بالخالق القـادر عجائب فيها لأهل الفكر .. روائع آيات رب البشر ...فآمنت به (39) آيات الله في حفظ النبات وحمايته تتجلى آية الحفظ الإلهي في كل شئ في هذا الوجود ، فالذي حفظ السموات والأرض أن تزولا ، ويكلؤ الإنسان بالليل والنهار ، حفظ مقومات الحياة الإنسانية ومنها حفظه للنبات ، فجعل للنبات ما يقيه الأمراض ومخاطر البيئة ، وكيَّفه مع ظروف البيئة التي يعيش فيها . أ- حماية النبات من الأمراض : لقد خلق العليم بخصائص النبات ، والخبير بخصائص الكائنات التي تهاجمه أجهزة دفاعية ومناعية مناسبة تحمي النبات وتحفظه من المُمْرضات(40) المهاجمة له ، ومن هذه الدفاعات ما يأتي: * أولاً الدفاعات التركيبية : إن أول خط للدفاع عن النبات ضد المسببات المرضية هو سطحه ، الذي جعل الله فيه دفاعات تركيبية مثل : 1)الشمع الذي تطلى به الأوراق فلا يستقر عليها الماء وبالتالي لا تتوافر البيئة الصالحة لنمو الفطريات وتكاثر البكتيريا 2)طبقة القشيرة(41) التي تغطي خلايا السطح الخارجي فتكون سبباً لإعاقة الممرضات من غزو النبات . 3)صغر حجم الثغور(42) والعديسات(43) ومواقعها وأشكالها التي تمثل عائقاً للممرضات. 4) الأنسجة النباتية المتكونة من خلايا سميكة الجدران لإعاقة تقدم الممرض. 5) الشعيرات على سطح النبات والتي يكون لها أثر طارد للماء وبذلك تقلل الإصابة . * ثانياً الدفاعات الكيميائية : وخلق الحافظ سبحانه للنبات دفاعات كيميائية يطلقها للتخلص من الممرضات أو إعاقتها وتعمل على سطح النبات وجذوره . * ثالثاً الدفاعات التركيبية والكيميائية الطارئة : ففي حالة تجاوز الممرض الدفاعات التركيبية والكيميائية السطحية ووصوله إلى الأنسجة الداخلية يأتي عندئذٍ دور الدفاعات الداخلية ، ومنها دفاعات تركيبية وأخرى كيمائية حيوية طارئة. ومن الدفاعات التركيبية الطارئة : 1- تغير في تركيب سيتوبلازم الخلية المستهدفة(44) يؤدي إلى تحلل خيوط الفطر المسبب للمرض . 2- تراكيب للدفاع عن جدار الخلية تعيق الممرض وتحد من تكاثره.(45) 3- تراكيب للدفاع عن النسيج(46) تحاصر المسبب المرضي وتمنع وصول المواد الغذائية إليه . 4- قطع العضو المصاب(47) للتخلص منه ، وبهذا يتم التخلص من المسبب المرضي . 5- تراكم الصمغ حول موقع الإصابة لعزل المسبب المرضي وإهلاكه . ومن الدفاعات الكيميائية الحيوية الطارئة : 1- هداية الله للنبات في إيقاع الموت الموضعي للخلايا في موضع الإصابة بالممرض حتى لا يتقدم إلى بقية الخلايا الحية السليمة. 2- تعزيز جدران خلايا النبات المصاب بجزيئات مقوية . 3- إنتاج مواد مضادة للجراثيم في خلايا النبات المصاب . 4-إنتاج بروتينات(48) ومركبات سامة للممرضات الفطرية .(49) فتأمل كيف أعد الخالق النبات بتراكيب خارجية في الأوراق والساق والجذور تحفظه من مسببات المرض ، وكيف هيأ الخالق سبحانه المواد الكيميائية التي تحميه من الخارج ، وكيف أعد الخالق الحافظ الخط الثاني للدفاع بتراكيب متعددة لحماية الخلية ، وبمواد كيميائية قاتلة لمسببات تلك الأمراض .ألا تشهد تلك التراكيب والمواد الكيميائية أنها من صنع الحافظ العليم بخصائص النبات وخصائص الكائنات الدقيقة المهاجمة ، الخبير بالمواد والتراكيب التي تحفظ النبات من أعدائه، القادر على صناعة كل شئ سبحانه .أما إذا أراد الخالق عقاباً لعباده فكثيراً ما نسمع عن انتشار أوبئة وممرضات تقضي على المحاصيل بكميات كبيرة ولا تنفع معها المبيدات أو العلاجات. جعل الحافظ سبحانه وتعالى لكثير من النباتات وسائل دفاعية تصرف عنها أعداءها من الحيوانات . 1- فمنها ما يدافع عن نفسه بواسطة الزوائد الشعرية كنبات القراص أو بواسطـة السمـوم كنبات السرخس ، أو بمحاكاة بعـض الظواهـر لتضليل العدو كنبات زهرة الآلام ، فبعض الفراش يضع بيضه على أوراق النبات ، وعندمـا يفقس هذا البيض فإن اليرقات تأكـل أوراق النبـات ، فجعل الحافظ سبحانه لزهرة الآلام قـدرة علـى إنتاج أجسام تشبه بيض الفراش في الشكل واللون، فإذا ما جاءت الفراشة لوضع بيضها رأت هذه الأجسام وظنتها بيضاً لفراشة أخرى سبقتها فتنصرف عن النبات إلى غيره.(50) ونبات الفرقط(51) ألهمه الله إغلاق وريقاته بمجرد لمس الحشرات لها وتنثني أغصانه الحاملة للأوراق وكأنها تنكسر مما يؤدي إلى انصراف الحشرات عنها . 2- ومنها ما يتلون بلون البيئة كنبات الملاح(52) الذي ألهمه الله تعالى محاكاة ألوان البيئة التي يعيش فيها فلا يميزه أعداؤه .فَمَنْ منح هـذه النباتات قـدرة للدفاع عن نفسها ، وأعطى كل نبات وسيلة خاصة يدافع بها عن نفسه ، فنبات يخِز المهاجم ، وآخـر يفـرز السموم ، وآخر يضلل العدو؟ مَـنْ غيرُ الذي خلق فسوى وقدر فهدى !! أما النباتات التي سخرها الله لغذاء الإنسان والحيوان فلم يجعـل لهـا وسائل دفاع ضـد مـن خلقت لـه ليتغذى عليها . قال تعالى(فَأَنْبَتْنَافِيهَاحَبّاً+وَعِنَباً وَقَضْباً+وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً+وَحَدَائِقَ غُلْباً+وَفَاكِهَةًوَأَبّاً+مَتَاعاًلَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ) (عبس:32-27). فسبحان الحافظ الذي حفظ هذه النباتات بأنماط الحفظ المختلفة ، وحمداً لله الرزاق الذي سخر لنا غذاءنا وغذاء جميع الكائنات من هذه النباتات دون عائق أو منغص أو شيءٍ يضرنا . ومن آيات الله اللطيف الخبير أن جعل لكل نبات من التراكيب الخاصة في أجزائه كلها ما يمكنه من العيش في ظروف بيئته الخاصة المناسبة له والتي لا تناسب غيره من النباتات. آيات الله في تناسب النبات مع البيئات الجافة : 1- جعل الله تعالى للنباتات في المناطق الجافة أو التي تتعرض للجفاف قدرة على إيقاف حركة النمو عند غياب الماء ، وقدرة على تحريكها عند وجوده . فقد يبدأ جنين البعض منها في الإنبات ثم يُقِرُّ الله نموه عند شدة الجفاف إلى حين تحسن الظروف فيحرك الله فيه عملية النمو مرة أخرى ليستأنفها من جديد . 2- تكون دورة حياة النبات قصيرة ، ويحصل النضوج المبكر متناسباً مع موسم سقوط الأمطار القصير ، بل إن بعض النباتات الحولية(53) تكفيها زخة مطر صيفيٍ واحدة للإنبات. 3- وأعطى الله سبحانه وتعالى للنباتات الصحراوية القدرة على الاحتفاظ بالماء في أجزائها والتقليل من عملية إخراجه منها (النتح) . 4- وهدى الله النباتات في المناطق الجافة وشبه الجافة أن تمد جذورها إلى أعماق التربة حتى تصل إلى مناطق الرطوبة في فترات الجفاف. 5- كما هدى الله بعض أنواع الدخن لتكوين مادة صمغية وإفرازها على حبيبات التربة المحيطة بالجذور لتحميها من فقدان الماء عند جفاف التربة . 6- ولما كانت الأوراق سطحاً يخرج منه الماء هدى الله النباتات لتقليص سطح الأوراق عند الجفاف ، فتلتف أوراق النباتات لتقلل عملية فقد الماء وإذا ازداد الجفاف تتساقط لإيقاف فقد الماء.(54) 7- كما ميز الحافظ جل وعلا هذه النباتات بقلة عدد الثغور ليقل فقد الماء بالنتح . 8-أما النباتات الصحراوية التي تمتلك تراكيب كالدرنات وغيرها فقد جعلها الله تختزن كميات كبيرة من الماء في أوقات توافره فيكون احتياطياً لنمو النباتات أثناء فترة الجفاف . 9- وجعل الله تعالى لتركيب الورق دوراً في مقاومة الجفاف ، فأوراق النباتات في المناطق الجافة تتصف بما يأتي : أ) أنها مغطاة بشعر وزغب ليقل فقد الماء . ب) أن لها طبقة ثخينة من الكيوتين(55) والكيوتكل(56) على الطبقة الأسفنجية.(57) ج) وجعل الله الأوراق مائلة تواجه الشمس بمسطح جزئي.(58) د) وجعل سبحانه خلايا البشرة والطبقة الأسفنجية صغيرة الحجم . هـ) كما جعل سبحانه وتعالى الأوراق ذات سطح صغير ليقل مقدار الماء الذي يخرج من الأوراق. و) وزود سبحانه وتعالى بعض النباتات بطبقة من مسحوق أبيض حول الأوراق والسيقان للتقليل من تبخر الماء كما في نبات الذرة البيضاء.(59) هذه بعض الوسائل التي خلقها الباري جل وعلا لنباتات المناطق الجافة كي تبقى على قيد الحياة عند نقص المياه واشتداد الحرارة.(60) آية التناسب مع البيئات الباردة : وإذا نظرنا في نباتات المناطق القارسة البرد سنجدها تتمتع بحفظ الله تعالى وحمايته ، فقد جعل لها من الوسائل ما تحافظ به على حياتها في موسم اشتداد البرد ، ومن ذلك : * أن الله تعالى جعل أوراقهـا تتوقف عن صنع الغذاء فتسحب مادة اليخضور من تلك الأوراق ويصبح لونها أحمراً ، وتنتج نسيج الفلِين عند منطقة اتصال الورقـة بالغصن فتسقـط ، وتصبـح الأشجار هياكل وتتوقف عن النمو في الشتاء فسبحان القائل ( وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ)(الأنعام: 59) . * كما جعل الله أشجار المناطق التي تتساقط فيها الثلوج مخروطية الشكل حتى يتزلق الثلج من على أغصانها فلا تتكسر . فسبحان الذي علم بأحوال النبات كلها وقدر لكل نبات ما يناسبه . آية التناسب مع البيئات الظليلة : ولما كانت النباتات بحاجة ماسة لضوء الشمس من أجل صنع الغذاء في عملية التمثيل الضوئي فقد جعل الباري عزوجل وسيلة لكل نبات لأخذ كفايته منه أو الإكتفاء بالقليل في البيئات الظليلة . 1- فبعضها يتسلق أشجـاراً أخـرى حتى يصل إلى قمتها فينعم بضوء الشمس 2- ولبعض أنـواع نبـات البيجونيـا مـا يشبه العدسات تأخذ ضوء الشمس الخافت لتركزه على البلاستيدات فتزيـد عمليـة التركيب الضوئي . 3- وفي بعض أنواع البيجونيا يكون لـون سطح الورق السفلي أحمر ليعكس ضوء الشمس عند إختراقه سطحهـا العلـوي الأخضر ليعـود الضوء إلى داخل الخلايا. آية التناسب مع البيئات المائية : · أما النباتات المائية التي تفتقر بيئتهـا إلى الأكسجين فقد جعل لها الحكيم الخبير سبحانه وسائل لاستمرار حياتها ومنها : 1- توسيع المسافات الهوائية بين خلايا أنسجة الأجزاء المغمورة من النباتات لتسمح هذه الأنسجة بمرور الأكسجين عبر النبات من السيقان والأوراق المكشوفة إلى الأجزاء المغمورة . 2- وجعل سبحانه للبعض الآخر جذوراً عمودية تتجه أطرافها إلى أعلى خارج الماء على عكس القاعدة المعروفة من اتجاه الجذور إلى أسفل وتسمح للهواء بالدخول منها إلى الأجزاء المغمورة بالماء. ولولا حكمة الله وحفظه لاختنق النبات ومات . آية التناسب مع البيئات المفتقرة إلى المواد المعدنية : · وفي البيئات المفتقرة إلى المواد المعدنية الضرورية لتغذية النبات يسوق الخالق جل وعلا مصدراً آخر للغذاء يتمثل في أجسام الحشرات وبعض الحيوانات الصغيرة التي تقع فريسة لها ، فتأخذ منها النتروجين والمعادن الأخرى التي تفتقر إليها بيئتها ، ومن هذه النباتات : 1- نبات الدورق (النبنش) زوده الخالق جلا وعلا بأوراق تشبـه الـدورق وهـو مملـوء بسائـل ، وألـوان أوراقــه الحمـراء والأرجوانيـة الزاهيــة تجــذب الحشــرات فتنزلق علـى جدرانهـا الداخليـة وتسقط في السائل لتهضمها ، وتمتص الغذاء منها. 2- نبات الدروسـيرا (النديـة) جعل البـاري سبحانه أوراقـه مغطـاة بشعيرات فريدة في نوعها ، تتركب الواحدة منها من عنق ينتهي برأس وتفرز هذه الشعيرات مادة لزجـة تغطي سطحها وإذا هبطت عليها حشرة التصقت بها فيزداد إفراز المادة اللزجة ، كما تتنبه جميع أجزاء الورقة , وينشأ عن ذلك انحناء الشعيرات الأخرى للداخل حتى تلامس جسم الفريسة فيهضم بواسطة الإنزيمات الموجودة في السائل ويسهل امتصاصها . 3- نبات الديونيا (خناق الذباب):جعل الله نصل ورقته مركباً من صمامين يتحركان على طول العرق الوسطي وينطبقان على بعضهما ، يلهم الله النبات هذه الحركـةعندما تلامس الحشرة شعـيرات خاصـة توجد على السطح العلوي لنصل الورقة(61)، وتتم هذه العملية بسرعة فائقـة لصيـد الفريسة. كما زود الخالق جل وعلا حافة النصل بأشواك على هيئة أسنان طويلة تتداخل مع بعضها عندما ينطبق نصفا النصل فتمنع الفريسة من الهروب,فتفرز الورقة الأنزيمات على الفريسة لتهضمها ثم تمتص نواتج الهضم ، فسبحان الرزاق الذي علم بحاجة كل مخلوق فيسر له ما يحتاج إليه من غذاء ومتطلبات أخرى لتحفظ حياته إلى حين . فمن هيأ كل نبات ليتناسب مع البيئة التي يوجد فيها على اختلاف ظروف تلك البيئات من حرارة ، وجفاف ، وبرودة شديدة ، وأمطار ، وندرة في ضوء الشمس ، أو قرب من أشعتها ، ودرجة ميل سقوطها ، ونوع التربة التي ينبت فيها ، ونوع المياه التي ترويها ، وعمقها وضحالتها ، كما يتناسب النبات مع طبيعة الرياح التي يتعرض لها ، وحامضية المياه وقلويتها ، وطول وقصر الليل والنهار ، والفصول الأربعة ، والارتفاع عن مستوى سطح البحر ، وفي كل ذلك آيات بينة تدل على حكمة الخالق العظيم ، وعلمه بأحوال خلقه. قال تعالى : (الملك:14) . حدائق ذات بهجةلقد خلق الله الإنسان وفطره على حب كل ما هو جميل يشيع البهجة والانشراح في النفوس، ولم يترك اللطيف الخبير حاجة من حاجات الإنسان إلا أعطاها ما يشبعها ، لذلك جعل في النبات مصدراً للجمال وإشاعة البهجة والسرور في النفوس . وجمال النباتات يتمثل في خضرتها وألوان أزهارها الزاهية ، وتصاميم أشكالها الرائعة المتنوعة ، وشذا عطرها الأخّاذ ، وترتيب أوراقها وزهورها على السيقان بتناسق وإبداع ، فكل ورقه من أوراق الشجر منظمة أبدع نظام ، مخططة أجمل تخطيط ، ونجد ذلك الجمال والإبداع أروع ما يكون في الأزهار بجمالها الفاتن وتصميمها الرائع ، وألوانها الزاهية بشكل يحافظ معه كل زهر على سمات جماله وتناسق ألوانه ، فترى الزهور وهي مفردة أو متجمعة في نورات(62) آخذة أشكالاً متنوعة للعرض أمام الإنسان شاهدة بإبداع الخالق جل وعلا . ونجد التناسق المتقن والبديع في وضع تلك الأزهار على النورات والألوان المتداخلة في بتلات الزهور فنشعر بالسعادة والراحة النفسية لتنوع ذلك الجمال الأخاذ من حولنا . كما نجد الابداع والجمال في تنوع الثمار وألوانها وروائحها، ففي مجموع المملكة النباتية جمال وبهجة يجد فيه المؤمن آيات عظيمة تدل على إبداع الخالق جل وعلا وأنه المستحق للعبادة دون سواه ، كما قال تعالى : (حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ) (النمل:60) .أما غير المؤمن فينشرح صدره لذلك كله إلا أن أثره يكون محصوراً في النشوة الدنيوية والمتعة العابرة ولا يتعداها إلى التفكر بآيات ربه وعظيم إبداعه !
شفاء ورحمةومن آيات رحمة الله أن جعل لنا من النبات رزقاً تقوم به الحياة ودواءً لشفاء كثير من الأمراض ، ويتجه الطب اليوم إلى التداوي بالأعشاب بدلاً من المواد الكيميائية.(63)ولقد ذكر القرآن الكريم العسل الذي تجمع النحل مادته من ثمار النباتات ورحيق أزهارها ، فقال تعالى : (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ+ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)(النحل:69-69) وبينت الآية أن في العسل شفاء للناس كما بينت أن النباتات هي مصدر ذلك العسل ولقد أثبتت الأبحاث الطبية الحديثة القدرة الشفائية الواسعة للعسل(64) .وأشارت أحاديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إلى بعض النباتات ذات الفائدة الطبية.(65)وهذه أمثلة لبعض الأدوية المستخلصة من النباتات الطبية :
العقار الاستعمالات الطبية المصدر النباتـي
أسبرين يخفف الألم والالتهابات Filipendula ulmaria كودين يخفف الألم ويخمد السعال Papaver somniferum بيلوكاربين يخفف الضغط في العين Pilocarpus jaborandi بسودو إفدرين يخفف احتقان الأنف Ephedra sinica كينين يعالج الملاريا Cinchona pubescens رزربين يخفض ضغط الدم Rauvolfia serpenntina سكوبولامين يخفف أعراض دوار الحركة Datura stramonium ثيوفلين يفتح المسالك الشعبية (القصبات) Camllia sinensis ثنبلاستين يعالج مرض هودجكن Catharanthus roseus فتأمل كم كان الناس سيعانون من آلام الأمراض لو لم يخلق الله هذه النباتات الطبية ، وتفكر في رحمة الخالق الواسعة لعباده.(66) النبات والحضارةوما كان لحضارة البشر أن تقوم لولا أن خلق المنعم الوهاب النبات ، وجعله المادة الأولى للصناعات المختلفة التي قادت البشرية إلى الرقي في عالم المادة والعلم والمعرفة ، ومن تلك الصناعات : صناعة الورق ، والمطاط ، والزيوت ، والأصباغ ، والأصماغ ، والأثاث ، والبيوت الخشبية التي تقاوم آثار الزلازل ، والملابس ، والمفروشات ، والأكياس ، والحبال . كما أن الصناعات الثقيلة تعتمد على الطاقة التي أصلها نبات أخضر جعله الله تعالى مصدراً لكل أنواع الوقود التي استعملها الإنسان قديماً وحديثاً في الطبخ والأفران ، وتسيير وسائل النقل من سيارات وطائرات وبواخر ، وإدارة الكثير من المحركات وآلات المصانع التي تعمل بالوقود المأخوذ من البترول والفحم الحجري أو الغاز ، وهذه أصلها من النباتات وأصل الطاقة فيها المصانع الخضراء في النبات .ولقد أشار القرآن إلى الأصل النباتي للوقود الذي استعمله ويستعمله الإنسان فقال تعالى(الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَاراً فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ)(يّـس:80).وقوله تعالى : (أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ+أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ+نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعاً لِلْمُقْوِين)َ(67)(الواقعة :71-73) .بل إن بعض الملابس تصنع من البترول ، ومنه تنتج اللدائن(68) والأصباغ ومئات المنتجات التي تقوم عليها حضارة اليوم .ولقد غدا البترول من أهم أسباب صراع الدول وتنافسها لما له من دور في تسيير حركة الحياة ، وقيام حضارة البشرية المادية .وإذا كانت المصانع الخضراء في النبات هي أصل الطاقة التي تتحرك بها وسائل الحضارة ، فهي أيضا مصدر الطاقة التي تُسير العمليات الحيوية في النبات والإنسان والكائنات الحية ؛ لأن مصدر هذه الطاقة الحيوية في الكائنات هو الغذاء المصنوع في المصانع الخضراء في تلك النباتات. لا حول ولا قوة إلا بالله : وبدون هذه المصانع الخضراء ، مصانع الطاقة والغذاء تتوقف حركة الإنسان وآلاته ومعداته على وجه الأرض ، فتذكر أيها العاقل مع كل حركة تقوم بها في جسمك ، أو تراها في أجسام غيرك من الكائنات الحية ، أو في عجلات المصانع ووسائل المواصلات التي تدار بالوقود ، أن كل تلك الحركات لا تكون إلا بالطاقة التي خلقها الله في المصانع الخضراء ، وخزنها لنا في أجسام النباتات وبهذا يتبين لنا أن لا حركة لكائن من حال إلى حال آخر إلا بطاقة ، ولا طاقة ولا قوة إلا بأمـر الله الخالق لكل شيء فَنْعَلم بذلك معنى قولنا : "لا حـول ولا قـوة إلا باللـه" .فكيف لا يشكر الخالق المنعم ؟! وكيف لا يعبد الرب سبحانه ؟! آيات الله الواحد الأحد في خلق النباتلقد مرت بنا آيات في النباتات تشهد لكل عاقل بأنها من صنع الرب الخالق، البارئ، المصور، الحكيم، العليم، الخبير، الرزاق، اللطيف، البديع، المريد، الهادي، الجامع، الحافظ، خالق الحياة سبحانه. وإليك آيات في النبات تشهد بأن الخالق واحد لا شريك له . * انظر إلى النباتات كيف تنقي الهواء من ثاني أوكسيد الكربون الذي يطلقه الإنسان والحيوان في زفيره ، وتطلق الأوكسجين الذي يحتاج إليه الإنسان والحيوان والنبات نفسه في عملية التنفس .وهكذا يتعاون الكل على إبقاء نسب هذه الغازات في الجو مناسبة ثابتة ، ولولا ذلك لاختنقت الحيوانات ، ولعجز النبات عن صنع الغذاء ، ولفسدت الحياة . * وتأمل كيف جعل الله أجيال الحيوانات والنباتات المطمورة في طبقات الأرض مصادر للطاقة كالبترول والفحم ومشتقاتهما ، وتأمل كيف تنتقص الأرض من الأجساد الميتة للكائنات الحية لتصبح سماداً للأرض ، وانظر إلى الغابات التي تحترق بين آونة وأخرى لتجدد حيوية الغابة ونشاطها بالاستفادة من مخلفات الاحتراق فإذا بها أكثر خصوبة وأوفر إنتاجاً . * انظر كيف تعتمد النباتات المتسلقة على الأشجار السامقة وتتخذها سلماً للوصول إلى ضوء الشمس . وتأمل إلى التكامل بين الفطريات والنباتات(69) وإلى التعاون بين البكتريا والنباتات البقولية(70)، وإلى النظام الذي يربط بين النباتات وبين الهواء والتربة والفطريات والمواد العضوية . * وانظر إلى التعاون الوثيق بين الحشرات والحيوانات من جهة والنباتات من جهة أخرى، ومن أمثلة ذلك أن الأزهار تقدم الرحيق للحشرة التي تحمل بدورها حبوب اللقاح لنقلها إلى زهرة أخرى من النوع نفسه. فإذا حصل الإخصاب وظهرت الثمار أكلها الحيوان ثم طرح بذورها في مكان آخر لتنبت من جديد في أرض جديدة ومع البذور يطرح الحيوان فضلاته التي تصبح سماداً للنباتات. وهكذا يحصل التكافل والتكامل بين هذه المخلوقات .وسخر الله بعض الحشرات لحماية بعض النباتات من حشرات أخرى ضارة كما يفعل النمل الحارس لشجرة السنط ، كما سخر الله له شجرة السنط لتكون نتوءات لبناء أعشاشه .انظر إلى هذه الحلقات المترابطة، المتناسقة، المتكاملة بين النبات والحيوان والإنسان والتربة والأمطار والرياح والبحار ، وضوء الشمس الذي تحتاجه المصانع الخضراء ، وحرارة الشمس التي تبخر مياه البحار لتكون الأمطار ، وتفكر في تقلب الليل والنهار ، ثم انظر بعد ذلك إلى الترابط والتناسق والإحكام بين الأرض والمجموعة الشمسية، وبين المجموعة الشمسية والمجرة ، وبين المجرة وسائر مجرات الكون، فسترى أن ذلك الترابط والتناسق والتكامل بين جميع الكائنات من النبات إلى المجرة يشهد لك ولكل عاقل بأنه من صنع العليم بصفات ودور وحاجة كل مخلوقٍ فكمله بغيره من المخلوقات، وسترى الكون كياناً موحداً وبناء مترابطاً يشد بعضه بعضا، من الذرة إلى المجرة يشهد بأنه من صنع إله واحد أحد هو صاحب بقية صفات الكمال التي يشهد بها النبات، وتشهد بها سائر المخلوقات فهو:خالق الوجود ورب الكائنات ،ومنشئ النبات البارئ، المصور، الحكيم ، العليم، الخبير، الرزاق،اللطيف،البديع،المريد،الهادي،الجامع،الحافظ،خالق الحياة والأحياء ، الواحد الأحد سبحانه وتعالى .
1 راجع موسوعة النبات العام للدكتور عبدالعزيز الصباغ، ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر 1989م ص15. 2 لجو في عتو ونفور : تمادوا في استكبار ونفور عن الحق . 3 راجع الجزء الأول من علم الإيمان ص 269-276 . 4 المدادات : ساق فرعية ممتدة من الساق الرئيسة تكون جذوراً في التربة ينشأ عنها نباتات جديدة كما في الفراولة . 5 الفسائل : 6 الأبصال : ساق قصير محاط بأوراق حرشفية تحتوي على مواد غذائية مخزونة. يتضخم هذا الساق ليكون بصلة جديدة كما في البصل . 7 الكرمة : ساق قصيرة ثخينة شبيهة بالبصلة. في فصل الربيع تنمو البراعم الموجودة عليها مكونة كرمة جديدة فوقها. 8 الريزوم : ساق ثخين ذو أوراق حرشفية ينمو أفقياً تحت سطح التربة وينتج على مدى طوله جذوراً وبراعم تنمو منها فروع جديدة كما في النعناع . 9 الدرنات : ساق قصير ممتلئ مطمور تحت التربة يحتوي علي مواد غذائية مخزنة وينتج براعم تنمو منها النباتات الجديدة كما في البطاطس ، للمزيد راجع معجم البيولوجيا المصور تأليف : كورين ستوكلي ، الطبعة العربية ص34-35 ، وكتاب الأحياء للصف العاشر – وزارة التربية والتعليم بالمملكة الأردنية الهاشمية ص155 ، وكتاب النبات العام للدكتور أحمد محمد مجاهد وآخرين، مكتبة الانجلو المصرية الطبعة السادسة ص75. 12 وهي التي تحمل الأعضاء الجنسية الذكرية والأنثوية في نفس الزهرة وتسمى هذه النباتات بالخنثوية ، وهناك نباتات تسمى آحادية المسكن وهي التي تحمل أزهاراً أنوثية وأزهاراً ذكرية كالذرة الشامية . 14 السحلبي "الأركيد"Ophrys Speculum "أوفريس سبيكولوم" انظر مجلة العلوم الأمريكية المجلد6 العدد1 ص45. 19 كالسناجب والفئران التي تخزن ثمار بلوط الزان والبندق تحت الأرض تدفنها فتنساها فتنبت بذورها وتنمو) . 21 راجع معجم البيولوجيا المصور الطبعة العربية ص32 ، الحياة الخاصة للنباتات فلم علمي إنتاج قناة الجزيرة. 23 الجذور الليفية وهذه تحل محل الجذر الأصلي الذي يتوقف عن النمو في اطواره المبكرة بعد أداء دوره المنوط به في تلك الفترة وجعلها البديع سبحانه رقيقة وأخرجها من العقد الأرضية الموجودة في قاعدة الساق. 24 الجذور الدعامية : وتعمل كدعامات تساعد على تثبيت النبات في التربة وتخرج من العقد التي توجد فوق سطح التربة مباشرة وقد جعلها البديع سبحانه قوية لتتناسب مع ما تقوم به من تدعيم النبات وتثبيته كما في نبات الذرة . 25 الجذور الدرنية : أبدعها الخالق جل وعلا فجعلها متضخمة تختزن المواد الغذائية وتنشأ من جذور عرضية ليفية تتضخم لاختزانها الغذاء كما في البطاطا الحلوة . 26 جذور شادة : وهي مجموعة من الجذور توجد على بعض أنواع الأبصال وقد أحكم البديع خلقها إذ جعلها لولبية متقلصة تعمل بتقلصاتها على جذب البصلة إلى اسفل وتثبيتها في مكان عميق مناسب لها في التربة . 27 جذور هوائية : وهي تخرج من السيقان الهوائية متجهة إلى أسفل وتمتد في الهواء حتى تصل إلى سطح الأرض كما في نبات التين البنغالي وتعمل هذه الجذور كدعامات لتثبيت النبات وحمل الفروع وزيادة القدرة على امتصاص الماء والغذاء من التربة . 28 جذور متسلقة: تخرج من سيقان بعض النباتات المتسلقة فتساعد على تثبيتها على الدعامات التي تتسلق عليها ولكي تتناسب مع وظيفتها جعلها البديع الحكيم قصيرة تتجه عكس الجاذبية كما في نبات الشمع . 29 جذور تنفسية: يخرجها الله من أجزاء النباتات المغمورة في التربة رديئة التهوية نتيجة لتشبعها بالماء وزودها البديع سبحانه بعديسات تنتشر على سطحها وظيفتها تبادل الغازات بين الهواء الجوي والفراغات الهوائية التي تتخلل أنسجة الجذور النباتية كما في نبات الشورة . 30 جذور ماصة طفيلية : وهي جذور عرضية تخرج من بعض سيقان النباتات الجذرية المتطفلة وتخترق أنسجة النبات العائل لها لتحصل منه على الغذاء المجهز اللازم لها كما في نبات الهالوك. ومن خلال استعراضنا لأنواع الجذور المختلفة نجد أن الوظيفة الأساسية للجذور واحدة إلا أن البديع سبحانه قد جعل تنوعها بين دعامية ودرنية وشادة وهوائية ومتسلقة وتنفسية وماصة وغيرها لتؤدي وظائف أخرى أو لتتناسب مع نوع النبات أو نوع التربة أو طريقة التغذية وهذا التنوع شاهد بإبداع الخالق جل وعلا بديع السماوات والأرض . 31 بتصرف من موسوعة النبات العام للدكتور عبدالعزيز الصباغ ص246 ، والنبات العام ، تأليف د/ أحمد محمد مجاهد وآخرون ط السادسة مكتبة الانجلو المصرية ص43 . 33 الأوراق البسيطة والتي منها الإبرية ومنها الشريطية كأوراق القمح والذرة ومنها الأنبوبية كأوراق البصل ومنها البيضية كأوراق الدورانتا ومنها الملعقية كأوراق الرجلة ومنها القلبية كأوراق المشمش والسهمية كأوراق القطبة والقرصية كأوراق أبو خنجر والرمحية كأوراق الكافور والمزرقية كأوراق العُلٍّيق . الأوراق المفصصة : ومنها عميقة التفصص الريشي أو عميقة التفصص الراحي . الأوراق المركبة : وهي التي يتكون نصلها من عدة وريقات ، فابدع البديع سبحانه ترتيب هذه الوريقات على جانبي المحور الرئيس للورقة لينتج عنها ورقة مركبة ريشية، وأبدع تراتيب أخرى لتكون مركبة راحية وقد يجعل البديع سبحانه الورقة مجزأة إلى أجزاء منفصلة مرتبة على أفرع المحور الرئيسي لتكون مركبة ريشية، راجع موسوعة النبات العام للدكتور عبدالعزيز الصباغ ص331 ، وكتاب النبات العام الطبعة السادسة ص95. 36 حيث يكون النصل مختزلاً وتتخذ أعناق الأوراق غالباً وضعاً رأسياً بدل أن تمتد أفقية ويحميها ذلك من الضوء الساطع والنتح الشديد . 38 ولكي يتناسب التويج مع الوظيفة التي يؤديها أبدعه الخالق ونوع أشكاله، فمنها المجزأ ومنها المشقوق ومنها المفصص ومنها الجرَسَي ومنها الطبقي ومنها القمعي ومنها الأنبوبي ومنها الدائري ومنها المقنع ومنها الفراشي ومنها المتعامد وإلى جانب هذا التنوع نوع الخالق جل وعلا الأعضاء الذكرية والأعضاء الأنثوية ، بتصرف من كتاب النبات العام ص593 . 39 براهين وأدلة إيمانية لعبد الرحمن حسن حبنكه الميداني ص469 ط الأولى 1987م دار القلم دمشق . 43 العديسات : عبارة عن ثغرات صغيرة توجد على القشرة المغطية لجذع الشجرة ، وهذه العديسات تسمح للشجرة بالتنفس . 44 حيث يتمدد ويصبح محبباً وكثيفاً وتظهر فيه أجزاء وتركيبات عديدة تؤدي إلى تحلل خيوط الفطر المسبب للمرض. 45 وهذه التراكيب ثلاثة أنواع أ- طبقة خارجية على جدر الخلايا البرنشيمية تكون أجسام منتظمة ومواد ليفية تعيق البكتريا المسببة للمرض وتمنعها من التكاثر . ب- تكون مواد سليلوزية على جدر الخلايا مما يؤدي إلى صعوبة اختراق المسبب المرضي لها . ج- تكون حلمة من الكلّس على الجانب الداخلي من جدر الخلايا خلال ثلاث ساعات من بداية العدوى بالمسبب المرضي . 46 فقد جعل الله للنبات قدرة على تكوين طبقات عديدة من الخلايا الفللينية تتجاوز مكان الإصابة بالمسبب المرضي فتمنع انتشار المواد السامة التي يفرزها المسبب المرضي كما تمنع وصول الماء والمواد الغذائية من المناطق السليمة إلى المناطق المصابة مما يؤدي إلى حرمان المسبب المرضي من الغذاء . 47 في بعض الأحيان تموت الأنسجة المصابة وبنمو الأنسجة الحية الواقعة تحتها تدفع الأنسجة الميتة نحو الخارج مما يؤدي إلى فصل النسيج الميت عن النسيج الحي وبهذه الطريقة يتم التخلص من المسبب المرضي. 50 من المعروف أن الفراش لا يميل إلى وضع بيضه على أوراق نبات سبقه إليها فراش آخر ووضع بيضه عليها، راجع موسوعة العلم والإيمان الجزء الخامس منف للنشر والخدمات الإعلامية ص517 . 52 من أنواع الملاح البلوري في أفريقيا الجنوبية من الفصيلة الملاحية Mesembryanthemaceace أكسبها الله تشابهاً شديداً مع الحجارة والحصى. انظر مجلة العلوم الأمريكية المجلد 6 العدد (1) ص49. 60 راجع كتاب (عالم النبات – نباتات الصحراء) من اصدارات القسم العلمي بدار الكتاب العربي بيروت – لبنان . وكتاب الزراعة الجافة أسسها وعناصر استثمارها د. عبدالله قاسم الفخري من اصدارات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالجمهورية العراقية . 64 حيث أثبتت الدراسات العلمية والتجارب التطبيقية المخبرية أن العسل ذو فعل مضاد للجراثيم والفطريات وأنه مفيد في معالجة إلتهاب المعدة والأمعاء وعلاج الإسهال وأنه الأسرع في التئام الجروح والأنسجة وكذلك معالجة الحروق ويستعمل لعلاج الربو وعلاج التهاب الأنف التحسسي، وفي معالجة التهاب الأنف والبلعوم والحنجرة وفي علاج أمراض الفم والأسنان ، واستخدم لمعالجة قروح العمليات في المستشفيات وظهرت نتائج جيدة في معالجة التهاب الجفون والملتحمة والقرنية وتقرحات العيون، ومعالجة قرح المثانة البلهارسية المزمنة وله تأثير على التسمم الكبدي ومعالجة التسمم الحملي وله فوائد غذائية وصحية عديدة فهو أشبه بصيدلية كاملة، حتى أن سم النحل يستخدم في معالجة العديد من الأمراض . للمزيد انظر كتاب أحدث طرق العلاج بالعسل لمؤلفه/ ج يويريس ترجمة الدكتور محمد الحلوجي. 66 مما لا شك فيه أن الأعشاب الطبية هي مصدر الدواء اليوم فقد استخلص الأقدمون الأدوية من النباتات بالتجربة فعالجوا الحمى الاستوائية بناتج غلي لحاء شجرة الكينا الذي تبين أنه يحتوي على مادة الكينين المقاومة لمرض الملاريا كذلك الأمر بالنسبة لنبات "راولفيا" الهندي الذي استعمل لعلاج بعض أمراض ارتفاع ضغط الدم أو نبات "الفرقط" القاتل الحاوي على مادة الأتروبين المستخدمة في علاج التشنجات العضلية وتقلصات عضلة الحدقة القابضة أو نبات البنج الحاوي على مادة Scopolamine المهدئة واليوم يقوم الإنتاج الدوائي على بحوث مكثفة في الجامعات والمختبرات الصناعية ، حيث ينتج سنوياً عدد من المستحضرات الجديدة للتداوي ، ورغم تطور الكيمياء فإن النباتات والحيوانات لاتزال مصادر هامة للدواء. انظر موسوعة الزاد المجلد/4 ص 965-966 ، وانظر مجلة العلوم الأمريكية . 67 ولفظ المقوين يعني : المسافرين وأهل الحضر ، وساكني القفار من أهل البادية والفقراء . 68 اللدائن هي : مواد لينة قابلة للتشكيل . 69 تأمل إلى التعاون بين النبات ونوعين من الفطريات فنوع منها يغطي جذور النبات تغطية كاملة دون أن يخترق أنسجته، لكنه يقوم بعملية امتصاص الماء والأملاح لإيصالها للنبات فيحل محل الشعيرات الجذرية للنبات ، ونوع آخر تعيش خيوطه داخل خلايا قشرة الجذور وتكون على اتصال بخيوط الفطر الموجودة على سطح القاسية التي لا يستطيع أي منهما مقاومتها على انفراد. 70 تأمل في جذور النباتات البقولية كالفول والفاصوليا سترى عقداً بكتيرية يمدها النبات بالمواد النشوية (الكربوهيدرات وتقوم بدورها بإمداد النبات بالمواد البروتينية التي تثبِّتها من النيتروجين الجوي كما يسبب ذلك خصوبة للأرض ، وهناك أنواع من الفطريات والبكتريا تقوم بتحليل المواد العضوية وتحويلها إلى مركبات غير عضوية تنتفع بها النباتات .
|