مع تحيات موقع موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة                   www.55a.net

 الملائكة والأنبياء عليهم السلام

1- الملائكة وآدم عليه السلام :

ذكر القرآن الكريم المحاورة التي جرت في الملأ الأعلى بين الله وملائكته حول استخلاف آدم في الأرض. قال تعالى : ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ(30)وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاء إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ(31)قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ(32) قَالَ يَاآدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ(33)﴾ [البقرة:30-33] .ومضت مشيئة الله وقدرته فخلق آدم من صلصال من حمإٍ مسنون ، وأمر ملائكته أن يسجدوا له بعد أن سواه بشراً ونفخ فيه الروح. قال تعالى : ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ(28)فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ(29)فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ(30)إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ(31)﴾ [الحجر:28-31] .وقد جاء في الحديث أن الله تعالى لمّا خلق آدم قال له : (اذْهَبْ فَسَلِّمْ عَلَى أُولَئِكَ النَّفَرِ مِنْ الْمَلائِكَةِ جُلُوسٌ فَاسْتَمِعْ مَا يحيونك فَإِنَّهَا تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ ، فَذَهَبَ فَقَالَ : السَّلامُ عَلَيْكُمْ ، فَقَالُوا : السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ ، قَالَ : فَزَادُوهُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ.)[83]

وعندما انقضى أجل آدم عليه السلام تولت الملائكة غسله ودفنه كما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : (لما توفي آدم غسلته الملائكة بالماء وتراً ، وألحدوا له[84] ، وقالوا : هذه سنة آدم في ولده)[85]

2- الملائكة تبشر إبراهيم بإسحاق عليهما السلام :

جاءت الملائكة إلى إبراهيم عليه وعليهم السلام تحمل له البشرى بالولد بعد بلوغه الكبر وبلوغ زوجه سن اليأس .قال تعالى : ﴿وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ(69)فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ(70)وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ(71)قَالَتْ يَاوَيْلَتَا أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ(72) قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ(73)﴾ [هود:69-73] .قال الشوكاني رحمه الله :- وكان مرورهم عليه لتبشيره بهذه البشارة المذكورة فظنهم أضيافاً وهم جبريل وميكائيل وإسرافيل – وقيل كانوا تسعة وقيل أحد عشر.[86]

3- الملائكة وإسماعيل عليهما السلام :

ولما أسكن إبراهيم ولده وزوجه مكة وتركهما وانصرف طاعة لأوامر الله واتكالاً عليه ، وكانت مكة يومئذٍ وادياً غير ذي زرع كما وصفها الله سبحانه ، وبلغ من أم إسماعيل وابنها الجهد من العطش ؛ فسعت بين جبلي الصفا والمروة لعلها تجد غوثاً ، وفي حديث ابن عباس قال : (فنظَرَتْ هل ترى أحداً فلم تر أحداً ؛ ففعلت ذلك سبع مرات ، قال ابن عباس : قال النبي r "فلذلك سعى الناس بينهما"[87] فلما أشرفت على المروة سمعت صوتاً ، فقالت صه ، تريدُ نفسَهَا ثم تسمعت أيضاً فقالت : قد أسمعت إن كان عندك غوث ، فإذا هي بالملك عند موضع زمزم، فبحث بعقبه أو قال بجناحه حتى ظهر الماء ، فجعلت تحوضه وتقول بيدها هكذا ، وجعلت تغرف من الماء بسقائها وهو يفور بعدما تغرف. قال ابن عباس : قال النبي r : (يَرْحَمُ اللَّهُ أُمَّ إِسْمَاعِيلَ لَوْ تَرَكَتْ زَمْزَمَ أَوْ قَالَ لَوْ لَمْ تَغْرِفْ مِنْ الْمَاءِ لَكَانَتْ زَمْزَمُ عَيْنًا مَعِينًا قَالَ : فَشَرِبَتْ وَأَرْضَعَتْ وَلَدَهَا ، فَقَالَ لَهَا : الْمَلَكُ لا تَخَافُوا الضَّيْعَةَ ؛ فَإِنَّ هَا هُنَا بَيْتَ اللَّهِ يَبْنِيه هَذَا الْغُلامُ وَأَبُوهُ ، وَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَهْلَهُ.)[88]

4- الملائكة ولوط عليه السلام

أرسل الله ملائكته إلى لوط[89] عليه السلام لإخباره بهلاك قومه المكذبين والمصرين على ارتكاب أفضع الفواحش[90] ، وأمره بالخروج من هذه القرية الظالمة للنجاة من العذاب .قال تعالى : ﴿وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ(77)وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَاقَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي [91] هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِي فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ(78)قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ(79)قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ(80) قَالُوا يَالُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنْ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمْ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ(81)﴾ [هود:77-81].قال الطبري في تفسير الآية : ﴿وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ ... ﴾ [هود:77] ﴿... وَضَاقَ بِهِمْ ...﴾ بمجيئهم ذرعاً يقول : وضاقت نفسه غماً بمجيئهم ، وذلك أنه لم يكن يعلم أنهم رسل الله في حال ماأ ساءه مجيئهم وعلم من قومه ما هم عليه من إتيانهم الفاحشة وخاف عليهم ، فضاق من أجل ذلك بمجيئهم ذرعاً وعلم أنه سيحتاج إلى المدافعة عن أضيافه ولذلك قال هذا يوم عصيب)[92] .قال ابن كثير (… لما فصلت الملائكة من عند إبراهيم … اقبلوا حتى أتوا أرض سدوم[93] اختباراً من الله تعالى لقوم لوط ، وإقامة للحجة عليهم ، فاستضافوا لوطاً عليه السلام وذلك عند غروب الشمس ، فخشي إن لم يضيفهم أن يضيفهم غيره ، وحسبهم بشراً من الناس)[94] .  وعندما علم قوم لوط بوجود أضياف عند لوط عليه السلام هرعوا إليه ، وذكر ابن كثير… أن نبي الله لوط عليه السلام جعل يمانع قومه الدخول ويدافعهم والباب مغلق ، وهم يرومون فتحه وولوجه ، وهو يعظهم وينهاهم من وراء الباب، … فلما ضاق الأمر وعسر الحال قال ما قال "لو أن لي بكم قوةً أو آوي إلى ركن شديد" لأحللت بكم النكال ، قال الملائكة يا لوط "إنَّا رسل ربك لن يصلوا إليك" وذكروا أن جبريل عليه السلام خرج عليهم ، فضرب وجوههم خفقة بطرف جناحه فطمست أعينهم حتى قيل أنها غارت بالكلية ولم يبق لها محل ولا عين ولا أثر ، فرجعوا يتحسسون مع الحيطان ، ويتوعدون رسول الرحمن ، ويقولون : إذا كان الغد كان لنا وله شأن.[95] وجاء العذاب كما قال تعالى : ﴿فَأَخَذَتْهُمْ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ(73)فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ(74)إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ(75)وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ(76)إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ(77)﴾ [الحجر:73-77] ثبت علمياً أن الرجم يصحب بصوت مدو وأن أشد ما يكون وقع الرجم على الأرض حال الشروق لتعامد الأحجار على سطح الأرض حال الشروق، ثم غُرِفت أرض سدوم ورفعت إلى السماء وجعل عاليها سافلها ؛ ومثل هذا يُحْدِث هبوطا في سطح الأرض جعل هذه المنطقة أخفض منطقة على الأرض. وأصبح مكانها بحيرة لا حياة فيها هي البحر الميت[96].

فأنجى الله لوطاً وأهله إلا امرأته ، وأخرجهم منها أحسن إخراج ، وترك قومه في محلتهم جاثمين ، قال ابن كثير : (بعد أن صيرها عليهم بحيرة[97] منتنة ذات أمواج، لكنها عليهم في الحقيقة نار تأجج، وحر يتوهج ، وماءها ملح أجاج) .

5- حمل الملائكة للتابوت في عهد نبي من أنبياء بني إسرائيل :

طلب الملأ من بني إسرائيل – بعد عهد موسى عليه السلام – من نبيٍ لهم أن يخرج لهم ملكاً يقاتلون معه في سبيل الله ، فأخرج لهم طالوت وذلك بأمر من الله سبحانه وأخبرهم أن علامة ملك طالوت أن يأتيهم التابوت[98] وفيه سكينة[99] من الله سبحانه وبقية[100] مما ترك آل موسى وآل هارون ، وحملت الملائكة ذلك التابوت فأتت به إليهم قال تعالى : ﴿وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ(248)﴾ [البقرة:248] .

6- بشارة الملائكة لزكريا عليه السلام :

عندما رأى زكريا عليه السلام كرامة الله سبحانه لمريم عليها السلام كلما دخل عليها محرابها وجد عندها فاكهة في غير أوانها ، فعلم أن الرزاق للشيء في غير أوانه قادر على أن يرزقه ولداً ، وإن كان قد طعن في سنه وامرأته عاقر، فعندها دعا زكريا ربه أن يرزقه ولداً يرث عنه ميراث النبوة فبشرته الملائكة باستجابة الله لدعائه وهو قائم يصلي في المحراب .

قال تعالى: ﴿فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَسَيِّدًا[101] وَحَصُورًا[102] وَنَبِيًّا مِنْ الصَّالِحِينَ(39)﴾ [آل عمران:39] .

7- الملائكة وعيسى بن مريم عليه السلام :

ذكر الحق تبارك وتعالى أن الملائكة بشرت أم عيسى به فقال تعالى:﴿ إِذْ قَالَتْ الْمَلَائِكَةُ يَامَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنْ الْمُقَرَّبِينَ(45) [آل عمران:45].وقد تمثل لها جبريل عليه السلام بشراً سوياً كما قال تعالى:﴿ فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا(17)﴾ [مريم:17] فراعها ذلك فاستعاذت بالله منه وذكرته بالله إن كان يخافه ويتقيه:﴿ قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَانِ مِنْكَ إِنْ كُنتَ تَقِيًّا(18) [مريم:18] .

فبين لها حقيقته ، وأنه ملك وليس بشراً ، وأنه مرسل بمهمة خاصة هي أن يهبها غلاماً زكيا ﴿قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا(19) [مريم:19] .وقد ثبت أن عيسى عليه السلام ينزل في آخر الزمان فيقتل الدجال ويكسر الصليب ويقتل الخنزير[103] ، وذكر النبي r صفة نزوله كما جاء عند مسلم من حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه "… فينزل عند المنارة[104] البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين[105] واضعاً كفيه على أجنحة ملكين إذا طأطأ[106] رأسه قَطَرَ وإذا رفعه تحدر منه جُمَانٌ[107] كاللؤلؤ فلا يحل لكافر يجد ريح نَفَسِهِ إلا مات ، وَنَفَسُهُ ينتهي حيث ينتهي طَرْفُهُ ، فيطلبه حتى يدركه بباب لُدّ[108] فيقتله…)[109].

8- الملائكة والنبي محمد r

أ- تهيئة النبي صلى الله عليه وآله وسلم لاستقبال الوحي :

لقد أوكل الله سبحانه وتعالى بعبده ونبيه محمد r ملائكته الكرام وعلى رأسهم جبريل عليه السلام ليحيطوه بالرعاية والعناية والحفظ والتأييد منذ صغره وحتى مفارقته للدنيا وإليك بيان ذلك .

فعندما كان غلاماً يلعب مع الصبيان في بادية بني سعد كما جاء في الحديث عن أنس بن مالك رضي الله عنه : " أن رسول الله r أتاه جبريل عليه السلام وهو يلعب مع الغلمان فأخذه فصرعه فشق عن قلبه فاستخرج القلب فاستخرج منه علقه فقال هذا حظ الشيطان منك ، ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم ، ثم لأمه ثم أعاده في مكانه ، فجاء الغلمان يسعون إلى أمه يعني : ظِئْرُهُ[110] فقالوا : إن محمداً قد قتل ، فاستقبلوه وهو منتقع اللون قال أنس: وقد كنت أرى أثر ذلك المخيط في صدره[111].

ولما أراد الله إكرامه بالإسراء والمعراج أجرت الملائكة له عملية أخرى في قلبه لملئه حكمة وإيمانا كما جاء في حديث أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله r قال : فُرِجَ سقفُ بيتي وأنا بمكة فنزل جبريل عليه السلام فَفَرَجَ صدري ثم غسله من ماء زمزم ثم جاء بطست من ذهب ممتلئ حكمة وإيماناً فأفرغها في صدري ثم أطبقه ثم أخذ بيدي فعرج بي إلى السماء …"[112] 

ب- ولاية جبريل والملائكة للرسول صلى الله عليه وآله وسلم :

لقدكان لروح القدس جبريل عليه السلام وإخوانه من الملائكة الكرام عناية خاصة وعلاقة حميمة بالرسول محمد r.قال تعالى:﴿ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ(4)﴾ [التحريم:4].

ج- الوحي إليه :

أرسل الله جبريل عليه السلام بالوحي إلى عبده ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم. قال تعالى :﴿وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ(192)نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ(193)عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنْ الْمُنذِرِينَ(194)﴾ [الشعراء:192-194].

وقد حكت عائشة رضي الله عنها قصة بدء الوحي وفيها : (…حتى جاءه الحق وهو في غار حراء فجاءه الملك ، فقال : اقرأ ، قال : ما أنا بقارئ ، قال : فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني ، فقال : اقرأ ، قلت ، ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني ، فقال : اقرأ ، فقلت : ما أنا بقارئ ، فأخذني فغطني الثالثة ثم أرسلني فقال : ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ(1)خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ(2)اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ(3)﴾ [العلق:1-3] فرجع بها رسول الله r يرجُف فؤادُه…) وفيه أنه r خشي على نفسه ، فأخذته خديجة إلى ورقة بن نوفل وكان شيخا كبيرا قد عمي ، فقالت له خديجة : يا ابن عم اسمع من ابن أخيك ، فقال له ورقة : يا ابن أخي ماذا ترى : فأخبره رسول الله r خبر ما رأى، فقال له ورقة : هذا الناموس الذي نَزَّلَ الله على موسى ، يا ليتني فيها جذعاً ، ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك…).[113]وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنه أن النبي r قال : "فبينا أنا أمشي سمعت صوتا من السماء فرفعت رأسي ، فإذا الملك الذي جاءني بحراءَ جالساً على كرسي بين السماء والأرض ، قال رسول الله r : فجئثت[114] منه فَرَقًا ، فرجعت ، فقلت : زملوني زملوني ، فدثروني فأنزل الله تعالى ﴿يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ(1)قُمْ فَأَنذِرْ(2)وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ(3)وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ(4)وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ(5)﴾ [المدثر:1-5] ، قال ثم تتابع الوحي".[115]

* كيفية إتيان الملك بالوحي للنبي صلى الله عليه وآله وسلم :

ورد في صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها : أن الحارث بن هشام رضي الله عنه- سأل الرسول r فقال : يا رسول الله كيف يأتيك الوحي ؟

فقال الرسول r : (أَحْيَانًا يَأْتِينِي مِثْلَ صَلْصَلَةِ الْجَرَسِ ، وَهُوَ أَشَدُّهُ عَلَيَّ فَيُفْصَمُ عَنِّي وَقَدْ وَعَيْتُ عَنْهُ مَا قَالَ ، وَأَحْيَانًا يَتَمَثَّلُ لِي الْمَلَكُ رَجُلًا فَيُكَلِّمُنِي فَأَعِي[116] مَا يَقُولُ قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَنْزِلُ عَلَيْهِ الْوَحْيُ فِي الْيَوْمِ الشَّدِيدِ الْبَرْدِ فَيَفْصِمُ عَنْهُ وَإِنَّ جَبِينَهُ لَيَتَفَصَّدُ عَرَقًا).[117]

د- تعليمه :

لقد كان جبريل عليه السلام يُعِّلمُ النبيَّ r ما يحتاج إليه من زيادة وبيان وإيضاح لأمور الدين ومن ذلك إمامته له في الصلاة .ففي السنن عن ابن عباس : أن رسول الله r قال : (أَمَّنِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام عِنْدَ الْبَيْتِ مَرَّتَيْنِ ، فَصَلَّى بِيَ الظُّهْرَ حِينَ زَالَتْ الشَّمْسُ، وَكَانَتْ قَدْرَ الشِّرَاكِ[118] ، وَصَلَّى بِيَ الْعَصْرَ حِينَ كَانَ ظِلُّهُ مِثْلَهُ وَصَلَّى بِيَ - يَعْنِي الْمَغْرِبَ - حِينَ أَفْطَرَ الصَّائِمُ[119]، وَصَلَّى بِيَ الْعِشَاءَ حِينَ غَابَ الشَّفَقُ، وَصَلَّى بِيَ الْفَجْرَ حِينَ حَرُمَ الطَّعَامُ وَالشَّرَابُ عَلَى الصَّائِمِ ، فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ ، صَلَّى بِيَ الظُّهْرَ حِينَ كَانَ ظِلُّهُ مِثْلَهُ ، وَصَلَّى بِي الْعَصْرَ حِينَ كَانَ ظِلُّهُ مِثْلَيْهِ ، وَصَلَّى بِيَ الْمَغْرِبَ حِينَ أَفْطَرَ الصَّائِمُ ، وَصَلَّى بِيَ الْعِشَاءَ إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ ، وَصَلَّى بِيَ الْفَجْرَ فَأَسْفَرَ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، هَذَا وَقْتُ الْأَنْبِيَاءِ مِنْ قَبْلِكَ ، وَالْوَقْتُ مَا بَيْنَ هَذَيْنِ الْوَقْتَيْنِ.)[120]

هـ- مدارسته القرآن الكريم :

كان جبريل عليه السلام يدارس النبي صلى عليه وسلم القرآن الكريم في رمضان، ففي حديث ابن عباس رضي الله عنه قال : كان رسول الله r أجودَ الناس ، وكان أجودُ ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل ، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسُه القرآن ، فلرسول الله r أجودُ بالخير من الريح المُرسلة.[121]

و- الملائكة تحمى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

يختص الله تعالى الرسل بمزيد معقباتٍ من الملائكة يحفظونهم ليتمكنوا من أداء رسالاته سبحانه ، وهذا عام في جميع الرسل. كما قال تعالى : ﴿عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا(26)إِلَّا مَنْ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا(27)﴾  [الجن:26-27] والرصد : هم الملائكة.[122]ومن حماية الله لرسوله بالملائكة ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه قَالَ : قَالَ أَبُو جَهْلٍ : هَلْ يُعَفِّرُ مُحَمَّدٌ وَجْهَهُ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ ؟ قَالَ : فَقِيلَ : نَعَمْ ، فَقَالَ : وَاللاتِ وَالْعُزَّى لَئِنْ رَأَيْتُهُ يَفْعَلُ ذَلِكَ لأطَأَنَّ عَلَى رَقَبَتِهِ أَوْ لأُعَفِّرَنَّ وَجْهَهُ فِي التُّرَابِ ، قَالَ فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُصَلِّي – زَعَمَ لِيَطَأَ عَلَى رَقَبَتِهِ – قَالَ: فَمَا فَجِئَهُمْ مِنْهُ إِلاَّ وَهُوَ يَنْكُصُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَيَتَّقِي بِيَدَيْهِ ، قَالَ : فَقِيلَ لَهُ : مَا لَكَ؟ فَقَالَ : إِنَّ بَيْنِي وَبَيْنَهُ لَخَنْدَقًا مِنْ نَارٍ وَهَوْلاً وَأَجْنِحَةً !! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَوْ دَنَا مِنِّي لاَخْتَطَفَتْهُ الْمَلاَئِكَةُ عُضْوًا عُضْوًا)[123] .وهذا جبريل وميكائيل يقاتلان عنه يوم أحد. عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه ، قال : "رأيت رسول الله r يوم أحد ومعه رجلان ، يقاتلان عنه عليهما ثياب بيض أشدَّ القتال ما رأيتهما قبلُ ولا بعدُ ، يعنى جبريل وميكائيل عليهما السلام".[124]

ز- الملائكة تكشف السحر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم :

عن عائشة رضي الله عنها قالت : سحر رسول الله r يهودي من يهود بني زريق يقال له لبيد بن الأعصم قالت حتى كان رسول الله r يُخيل إليه أنه يفعل الشيء وما يفعله[125] ، حتى إذا كان ذات يوم أو ذات ليلة وهو عندي دعا رسول الله r ثم قال: "يا عائشة أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه ؟ جاءني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي فقال الذي عند رأسي للذي عند رجلي أو الذي عند رجلي للذي عند رأسي ما وجع الرجل ؟ فقال : مطبوب قال : من طبَّه؟ قال: لَبيد بن الأعصم. قال في أي شيء ؟ قال : في مِشْطٍ وَمِشَاَطةٍ[126] وَجُفِّ[127] طلع نخلة ذكر قال : وأين هو ؟ قال : في "بئر ذى أروان" قالت : فأتاها رسول الله r في ناس من أصحابه ثم قال : " يا عائشة الله لكأن ماءها نقاعة الحناء ولكأن نخلها رؤوس الشياطين قلت يا رسول الله أفلا أحرقته؟ قال : "لا أما أنا فقد عافاني الله وكرهت أن أثير على الناس شراً" فأمر بها[128] فدفنت"[129]

ح- نصر الملائكة له في غزواته

فقد نصره الله بالملائكة في غزوة بدر ، قال تعالى : ﴿إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنْ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ(9)وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ(10)﴾ [الأنفال:9-10] .وأيده بالملائكة في غزوة الأحزاب كما قال تعالى : ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا(9)﴾  [الأحزاب:9] .والجنود التي لم تُر هي الملائكة كما قال مجاهد رحمه الله.[130]وأيده كذلك بالملائكة عند ذهابه لغزة بني قريظة ، قال أنس رضي الله عنه : (كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى الْغُبَارِ سَاطِعًا فِي زُقَاقِ بَنِي غَنْمٍ مَوْكِبَ جِبْرِيلَ - صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ- حِينَ سَارَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ.)[131] وأيده كذلك بالملائكة في غزوة حنين ، كما قال تعالى في ذكر غزوة حنين : ﴿... فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ(40)﴾ [التوبة:40] ، والجنود التي لم يروها هي الملائكة .[132]

ط- رقية جبريل للرسول صلى الله عليه وآله وسلم :

عن أبي سعيد : أن جبريل أتى النبي r فقال : (يَا مُحَمَّدُ اشْتَكَيْتَ ؟ فَقَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : بِاسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ ، مِنْ شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ ، أَوْ عَيْنِ حَاسِدٍ ، اللَّهُ يَشْفِيكَ ، بِاسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ).[133]

 الملائكة والمؤمنون

للملائكة مع المؤمنين صلة حميمة ، يدعون للمؤمنين ويصلون عليهم ويستغفرون لهم ويتولونهم ويبشرونهم عند الممات ، وسوف نعرض لطائفة من أعمالهم مع المؤمنين كما جاءت في الكتاب والسنة :

1- الصلاة على المؤمنين

قال تعالى : ﴿هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا(43)﴾ [الأحزاب:43] .قال الشوكاني رحمه الله : والصلاة من الله على العباد رحمته لهم ، وبركته عليهم، ومن الملائكة الدعاء لهم والاستغفار.[134] ويذكر الله لعباده دعاء الملائكة المفعم بحب الخير للمؤمنين .

قال تعالى: ﴿الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ(7)رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُم وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ(8)وَقِهِمْ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِي السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ(9)﴾ [غافر:7-9].

وبينت السنة أن الملائكة تدعوا الله لمن يقومون بالأعمال الآتية :-

أ- الذين ينتظرون صلاة الجماعة :

قال : رسول الله r: (الْمَلاَئِكَةُ تُصَلِّي عَلَى أَحَدِكُمْ مَا دَامَ فِي مُصَلاهُ الَّذِي صَلَّى فِيهِ مَا لَمْ يُحْدِثْ تَقُولُ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ.)[135] وهذا نص يبين معنى الصلاة من الملائكة على المؤمنين .

ب- الذين يُصَلُّون في الصف الأول :

قال صلى الله عليه وآله وسلم : ( …إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصُّفُوفِ الأوَلِ.)[136]

 ج- الذين يَصِلُون الصفوف :

عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الَّذِينَ يَصِلُونَ الصُّفُوفَ ، وَمَنْ سَدَّ فُرْجَةً رَفَعَهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً.)[137]

د- الذين يتسحرون :

عن ابن عمر رضي الله عنهما :أن رسول الله r قال: " إن الله تعالى وملائكته يصلون على المتسحرين".[138]

هـ- الذين يصلون على النبي صلى الله عليه وآله وسلم :

قال صلى الله عليه وآله وسلم : (ما من مسلم يصلي عليَّ إلا صلت عليه الملائكة مادام يصلي عليَّ ، فليُقِلَّ العبدُ من ذلك أو ليُكثِر).[139]

و- الذين يعلمون الناس الخير :

قال صلى الله عليه وآله وسلم : (إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالأْرَضِينَ حَتَّى النَّمْلَةَ فِي جُحْرِهَا وَحَتَّى الْحُوتَ، لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْرَ.)[140]

ز- الذين ينفقون أموالهم :عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله r: (مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ الْعِبَادُ فِيهِ إِلاَّ مَلَكَانِ يَنْزِلاَنِ فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا : اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا ، وَيَقُولُ الآْخَرُ : اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا.)[141]

ح- الذين يزورون المرضى :

عن النبي r قال : (مَا مِنْ رَجُلٍ يَعُودُ مَرِيضًا مُمْسِيًا إِلاَّ خَرَجَ مَعَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ حَتَّى يُصْبِحَ ، وَكَانَ لَهُ خَرِيفٌ فِي الْجَنَّةِ[142] ، وَمَنْ أَتَاهُ مُصْبِحًا خَرَجَ مَعَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ حَتَّى يُمْسِيَ، وَكَانَ لَهُ خَرِيفٌ فِي الْجَنَّةِ.)[143]

2- محبتهم لصالح المؤمنين :

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي r قال: (إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَبْدَ نَادَى جِبْرِيلَ : إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلاَنًا فَأَحْبِبْهُ ، فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ ، فَيُنَادِي جِبْرِيلُ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ : إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلاَنًا فَأَحِبُّوهُ ، فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الأْرْضِ.)[144]

3- تثبيت المؤمنين عند القتال :

قال تعالى: ﴿إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ(12)﴾ [الأنفال:12].

4- تأييدهم ونصرهم للمؤمنين :

امتن الله سبحانه وتعالى على عباده المؤمنين بإرسال جنود من الملائكة للتأييد والنصر للمؤمنين في بدر وأحد وفي أقسى حصار استهدف الوجود الإسلامي كله في المدينة المنورة حيث تحزب الأحزاب وجاءوا بما لا قبل للمسلمين به ، فأرسل الله عليهم الريح والملائكة وكفى الله المؤمنين القتال. قال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا(9)إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتْ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَ(10) هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا(11)﴾ [الأحزاب:9-11]، ومن هذا التأييد ما كان لحسان بن ثابت وهو يرد على هجاء المشركين حيث قال r "اللهم أيده بروح القدس".[145]

5- التأمين على دعائهم :

قال رسول الله r : "لاتدعوا على أنفسكم إلا بخير فإن الملائكة يؤمِّنون على ما تقولون".[146] وقد رغب الإسلام في حسن الصلة بين المسلمين ومن ذلك دعاء بعضهم لبعض بظهر الغيب فهو دعاء مستجاب مؤيد بتأمين الملك عليه ، ففي الحديث عن أبي الدرداء عن النبي r قال : "دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة ؛ عند رأسه ملك ، كلما دعا له بخير قال الملك الموكل به: آمين، ولك بمثل".[147]

6- فضل التوافق بين تأمين المؤمنين وحمدهم لله وبين تأمين وحمد الملائكة :

جعل الله سبحانه وتعالى بركة في موافقة عملِ المؤمن عمل الملائكة تقتضي مغفرة ما تقدم من ذنوب المؤمن ، لذا ينبغي الحرص على طلب ذلك التوافق .

- ومن ذلك التوافق في التأمين :

قال رسول الله r : "إذا أمَّن الإمام فأمِّنوا ، فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه".[148] وقال r : "إذا قال أحدكم آمين ، وقالت الملائكة في السماء آمين ، فوافقت إحداهما الأخرى غُفر له ما تقدم من ذنبه ".[149]

- ومن ذلك التوافق في الحمد :

قال r : "إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده، فقولوا : اللهم ربنا لك الحمد، فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه".[150]

7- تتبعهم حلق الذكر وحفهم أهلها بأجنحتهم :

قال النبي r : (إِنَّ لِلَّهِ مَلاَئِكَةً يَطُوفُونَ فِي الطُّرُقِ ، يَلْتَمِسُونَ أَهْلَ الذِّكْرِ فَإِذَا وَجَدُوا قَوْمًا يَذْكُرُونَ اللَّهَ تَنَادَوْا : هَلُمُّوا إِلَى حَاجَتِكُمْ ، قَالَ : فَيَحُفُّونَهُمْ بِأَجْنِحَتِهِمْ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا …)[151] وقال r: "وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة ، وغشيتهم الرحمة ، وحفتهم الملائكة ، وذكرهم الله فيمن عنده".[152]

8- تكريمهم لطالب العلم :

قال رسول الله r : " إن الملائكة لتضع أجنحتها رضاً لطالب العلم ".[153]

9- كتابة المصلين يوم الجمعة الأول فالأول :

قال رسول الله r : "إذا كان يوم الجمعة وقفت الملائكة على باب المسجد يكتبون الأول فالأول ، فإذا خرج الإمام طووا صحفهم وجلسوا يستمعون الذكر".[154]

10- تعاقب الملائكة على المصلين :

قال رسول الله r : "يتعاقبون فيكم : ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر ، ثم يعرُج الذين باتوا فيكم ، فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم : كيف تركتم عبادي ؟ فيقولون : تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون".[155]

11- الملائكة تبلغ النبي r سلام أمته :

قال رسول الله r : "إن لله ملائكة سيّاحين في الأرض يبلغوني عن أمتى السلام".[156]

12- تبشير المؤمنين وولايتهم لهم :

قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمْ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ(30)نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ(31)نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ(32)﴾ [فصلت:30-32].قال ابن زيد ومجاهد : تتنزل عليهم عند الموت. وقال مقاتل وقتادة : إذا قاموا من قبورهم للبعث وقال وكيع : البشرى في ثلاثة مواطن : عند الموت وفي القبر وعند البعث .

واختار الإمام الشوكاني رحمه الله عدم تخصيص تنزل الملائكة على المؤمنين بوقت معين وعدم تقييد نفي الخوف والحزن بحالة مخصوصة"[157] .

13- ولايتهم الخاصة للشهداء :

إن للشهيد منزلة رفيعة عند الله لذلك خُصَّ بمزيد من ولاية الملائكة له ، ويظهر هذا في تظليلهم لعبد الله بن حرام والد جابر رضي الله عنهما ، فقد ورد في الصحيح عن جابر رضي الله عنه قال جئ بأبي إلى النبي r وقد مُثِّل به ، ووُضِع بين يديه فذهبت أكشف عن وجهه فنهاني قومي فسمع صوت نائحة ، فقيل : ابنة عمرو أو أخت عمرو ، فقال النبي r : "لم تبكين ، (أو لا تبكين) مازالت الملائكة تظله بأجنحتها"[158] وقد عنون له البخاري بقوله:(باب ظل الملائكة على الشهيد).[159] ويظهر أيضاً في غسلهم لبعض الشهداء كما جاء في المعجم الكبير للطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : لما أصيب حمزة بن عبدالمطلب وحنظلة بن الراهب وهما جنبان ، فقال رسول الله r"رأيت الملائكة تغسلهما".[160]

خصوصيات بعض المؤمنين مع الملائكة

1- الملائكة ومريم عليهم السلام :

لقد أكرم الله مريم بنت عمران بأن أرسل لها الملائكة المقربين تخاطبها وتبشرها باصطفاء الله لها وتطهيرها وتفضيلها على نساء العالمين. قال تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَتْ الْمَلَائِكَةُ يَامَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ(42)يَامَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ(43)﴾  [آل عمران:42-43] .

كما بشرتها الملائكة بعيسى ابن مريم ليكون وأمه آية للعالمين. قال تعالى: ﴿إِذْ قَالَتْ الْمَلَائِكَةُ يَامَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنْ الْمُقَرَّبِينَ(45)﴾ [آل عمران:45] ، وفي هذا دليل على أنه ليس كل من جاءه ملك يكون نبيا[161]. بل هي صديقة كما قال تعالى: ﴿مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ ... ﴾ [المائدة:75] .وقد قص الله لنا الحوار الذي دار بينها وبين الملك الذي حمل لها البشرى قال تعالى: ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذْ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا(16)فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا(17)قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَانِ مِنْكَ إِنْ كُنتَ تَقِيًّا(18)قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا(19)قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُنْ بَغِيًّا(20)قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا(21)﴾ [مريم:16-21].ثم إن جبريل عليه السلام نفخ في جيب درعها[162] فولجت فيها النفخة فحملت بعيسى عليه السلام قال تعالى : ﴿وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا ...﴾  [التحريم:12] .

2- جبريل يحمل البشارة لخديجة رضي الله عنها :

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال أتى جبريل النبي r فقال: يا رسول الله هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب. فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني ، وبشرِّها ببيت في الجنة من قصب[163] لا صخب فيه ولا نصب".[164]

3- الملك يقرئ عائشة السلام ويبشر بها النبي صلى الله عليه وآله وسلم :

عن ابن شهاب قال أبو سلمة : إن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله r يوما : "يا عائشُ هذا جبريل يُقرئك السلام" فقلت:وعليه السلام ورحمة الله وبركاته، ترى ما لا أرى (تريد رسول الله r).[165] وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال لي رسول الله r : "أُريتك في المنام يجئ بك الملك في سَرَقَةٍ[166] من حرير ، فقال : هذه امرأتك فكشفت عن وجهك الثوب ، فإذا أنت هي ، فقلت: إن يَكُ هذا من الله يمضه".[167]

4- تبشير الملك بسيادة فاطمة على نساء أهل الجنة :

عن حذيفة رضي الله عنه أن النبي r قال : أَمَا رَأَيْتَ الْعَارِضَ الَّذِي عَرَضَ لِي قُبَيْلُ ، قَالَ : قُلْتُ : بَلَى ، قَالَ : فَهُوَ مَلَكٌ مِنْ الْمَلاَئِكَةِ لَمْ يَهْبِطْ الأْرْضَ قَبْلَ هَذِهِ اللَّيْلَةِ ، فَاسْتَأْذَنَ رَبَّهُ أَنْ يُسَلِّمَ عَلَيَّ وَيُبَشِّرَنِي أَنَّ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَأَنَّ فَاطِمَةَ سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ.)[168]

5- جبريل يبشر بسيادة الحسن والحسين على شباب أهل الجنة :

عن حذيفة رضي الله عنه أن النبي r قال :"أتاني جبريل فبشرني أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة".[169]

6- الملائكة تستمع لقراءة أسيد بن حضير رضي الله عنه :

عن أسيد بن حضير قال : بينما هو يقرأ من الليل سورة البقرة وفرسه مربوط عنده إذ جالت الفرس، فسكت فسكنت[170]، فقرأ فجالت الفرس، فسكت وسكنت الفرس، ثم قرأ فجالت الفرس فانصرف، وكان ابنه يحيى قريباً منها فأشفقَ أن تُصيبه ، فلما اجتره رفع رأسه إلى السماء حتى ما يراها ، فلما أصبح حدث النبي r فقال له : "اقرأ يا ابن حضير، اقرأ يا ابن حضير"[171] قال: فأشفقتُ يا رسول الله أن تطأ يحيى ، وكان منها قريباً فرفعتُ رأسي فانصرفتُ إليه ، فرفعتُ رأسي إلى السماء ، فإذا مِثلُ الظُلة فيها أمثالُ المصابيح، فخرجتْ حتى لا أراها، قال : "وتدري ما ذاك"؟ قال : لا. قال : "تلك الملائكة دنَتْ لصوتك، ولو قرأتَ لأصبحتْ ينظرُ الناس إليها ، لا تتوارى منهم".[172]

7- الملائكة تشهد جنازة سعد بن معاذ رضي الله عنه :

أكرم الله سبحانه وتعالى سعد بن معاذ رضي الله عنه بخصال منها أنه شهد جنازته سبعون ألفا من الملائكة قال صلى الله عليه وآله وسلم : "هذا الذي تحرك له العرش ، وفتحت له أبواب السماء ، وشهده سبعون ألفاً من الملائكة ، لقد ضُمَّ ضَمَّة[173] ثم فُرِّجَ عنه".[174]

8- تنزلهم عندما يقرأ المؤمن القرآن :

ومنهم من يتنزل من السماء حين يقرأ القرآن، ففي صحيح مسلم عن البراء بن عازب قال: "قرأ رجل سورة الكهف، وفي الدار دابة، فجعلت تنفر، فإذا ضبابة أو سحابة قد غشيته، قال فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم. فقال : (إقرأ فلان ، فإنها السكينة[175] تنزلت عند القرآن، أو تنزلت للقرآن).[176]

حقوق الملائكة على المؤمنين

واجبات المؤمن نحو الملائكة :

1- الإيمان بهم :

يجب على كل مؤمن الإيمان بالملائكة إجمالاً ، وأنهم عباد الله المكرمون الذين لا يعصونه ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ، كما يجب الإيمان بمن ذكر منهم في الكتاب أو السنة المطهرة على وجه التفصيل ، كجبريل ومكائيل وإسرافيل على جميعهم الصلاة والسلام .

2- موالاتهم جميعاً :

إن على المؤمن أن يتولى جميع الملائكة بدون تفريق بين آحادهم فكلهم مكرمون ومن والى بعضهم وعادى بعضهم فقد عادى الله سبحانه .وقد أنكر الله تعالى على اليهود إعلان عدواتهم لجبريل عندما علموا أنه الذي ينزل بالوحي على محمد – صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال تعالى:﴿قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ(97)مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ(98)﴾ [البقرة:97-98].

 آداب المؤمنين مع الملائكة :

1- الاستحياء منهم :

ينبغي للمسلم أن يستشعر وجود الملائكة معه فيستحي منهم ويكرمهم ، ومن إكرامهم عدم البصاق عن اليمنى في الصلاة لنهي النبي عن ذلك فعن أبي هريرة عن النبي r قال : "إذا قام أحدكم إلى الصلاة فلا يبصُق أمامه فإنما يناجي الله ما دام في مصلاه ولا عن يمينه ؛ فإن عن يمينه ملكا ، وليبصُق عن يساره أو تحت قدمه فيدفنها".[177]

2- ترك ما يؤذيهم :

على المسلم أن يجتنب من الطعام ما له رائحة كريهة مثل الثوم والبصل والكُرّاث لأن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم. قال r : "من أكل الثوم و البصل والكُرّاث فلا يقربن مسجدنا[178] ؛ فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم".[179]

موقف الملائكة من عصاة بنى آدم

إن الملائكة الذين لا يعصون الله سبحانه وتعالى ينفرون من العصاة نفرة شديدة ويبتعدون عنهم بل يلعنونهم بسبب ما يقترفون من المعاصي.[180]

1- لعنهم كاتم العلم الشرعي :

قال تعالى : ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنْ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمْ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمْ اللَّاعِنُونَ(159)إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ(160)﴾ [البقرة:159-160] .

قال ابن كثير رحمه الله عند قوله تعالى : ﴿...وَيَلْعَنُهُمْ اللَّاعِنُونَ...﴾ يعني تلعنهم الملائكة والمؤمنون[181].

2- لعنهم الذين يحولون دون تنفيذ شرع الله :

عن ابن عباس رضي الله عنهما :

أن رسول الله r قال : ( … ومَنْ قَتَلَ عَمْدًا فَقَوَدُ يَدَيْهِ[182]، فَمَنْ حَالَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ.)[183]

3- لعنهم من أحدث حدثاً أو آوى محدثاً :

قال صلى الله عليه وآله وسلم : "من أحدث حدثاً أو آوى مُحدثاً ، فعليه لعنة الله ، والملائكة والناس أجمعين"[184] ، والمحدث هو من جنى جنايةً.[185]

4- لعنهم من يشير إلى أخيه بحديدة :

قال أبو القاسم r "من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه حتى يدعه وإن كان أخاه لأبيه وأمه"[186]، والإشارة بالحديدة لترويعه .

5- لعنهم من سب أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم :

قال رسول الله r : "من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين".[187]

6- الملائكة تلعن المرأة الممتنعة عن فراش زوجها :

قال رسول الله r : "إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه ، فأبت أن تجئ لعنتها الملائكة حتى تصبح." وفي رواية في الصحيح : (حتى ترجع).[188]

موقف الملائكة من الكافرين

إن الكفر بالله جريمة كبرى يعادي الملائكة بسببها الكفار بصور متعددة منها :

1) لعنهم :
قال تعالى :
﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ(161)﴾ [البقرة:161] .

2) قتالهم للكفار في غزوة بدر :

قال تعالى : ﴿إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ(12)﴾ [الأنفال:12]وقد رأى بعض الصحابة رضي الله عنهم آثار عمل الملائكة واشتراكها في القتال[189]. وفي صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما أن الرسول r قال في يوم بدر: "هذا جبريل آخذ برأس فرسه ، عليه أداة الحرب".[190]

3- إنزال العذاب بالكافرين :

يرسل الله سبحانه وتعالى ملائكته بالعذاب لهلاك من أراد الله إهلاكه على أيديهم من الكافرين كقوم لوط عليه السلام .

4- الملائكة والمحتضر من الظالمين والكافرين :

أخبر الله سبحانه وتعالى عن سوء خاتمة وعاقبة الكافرين والظالمين والمتقولين على الله بغير الحق ، وأن الملائكة تقوم بتبكيتهم وإهانتهم والنيل منهم بالضرب على وجوههم وأدبارهم عند الاحتضار. قال تعالى : ﴿... وَلَوْ تَرَى إِذْ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُوا أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمْ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ(93)﴾  [الأنعام:93]. وقال تعالى : ﴿وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ(50)ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ(51)﴾ [الأنفال:50-51]وفي حديث البراء رضي الله عنه "… وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الأخرة نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه معهم المسوح فيجلسون منه مد البصر، ثم يجيئ ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول : أيتها النفس الخبيثة أخرجي إلى سخط من الله وغضب …" الحديث.[191]

الملائكة والدار الآخرة

أ- الملائكة وبداية أحداث الساعة :

تنتهي الحياة الدنيا بالنفخة الأولى في الصور حيث ينفخ فيه بأمر الله أحد الملائكة نفخةً يصعق بها كل من في السماوات والأرض إلا من شاء الله .ثم تبتدئ حياة الدار الآخرة من إعادة أرواح الكائنات إلى أجسادها بالنفخ في الصور مرة أخرى. قال تعالى : ﴿وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ(68)﴾ [الزمر:68] .

ب- الملائكة تسوق الناس إلى المحشر :

وبعد قيام الناس وخروجهم من قبورهم يوكل الله بكل إنسان ملكين ، قال تعالى : ﴿وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ(21)﴾ [ق:21] ، قال ابن كثير رحمه الله : "أي ملك يسوقه إلى المحشر وملك يشهد عليه بأعماله وهذا هو الظاهر من الآية الكريمة وهو اختيار ابن جرير …"[192] .

ج- تنزل الملائكة يوم القيامة :

إن من الأحداث الجسام ليوم القيامة زوال السماوات وتشققها ، ونزول الملائكة إلى عرصات[193] القيامة قال تعالى : ﴿وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنزِيلًا(25)﴾ [الفرقان :25] .وقد أخبر الله عن الملائكة أنها تكون في أطراف السماء عند تشققها قال تعالى : ﴿فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ(13)وَحُمِلَتْ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً(14)فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتْ الْوَاقِعَةُ(15)وَانشَقَّتْ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ(16)وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ(17)يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ(18)﴾ [الحاقة :13-18] .قال ابن كثير رحمه الله : "والملك على أرجائها" الملك اسم جنس : أي الملائكة على أرجاء السماء ، قال ابن عباس على ما لَمَّ منها : أي حافاتها ، وكذا قال سعيد بن جبير والآوزاعي ، وقال الضحاك : أطرافها ، وقوله تعالى:  ﴿... وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ(17)﴾ [الحاقة:17] أي يوم القيامة يحمل العرش ثمانية من الملائكة، ويحتمل أن يكون المراد بهذا العرش : العرش العظيم أو العرش الذي يوضع في الأرض يوم القيامة لفصل القضاء والله أعلم بالصواب"[194] ، وروى ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير وعبدالله بن عباس أن حملة العرش ثمانية صفوف من الملائكة[195] وقال الشوكاني : أي يحمله فوق رؤسهم يوم القيامة ثمانية أملاك وقيل ثمانية صفوف من الملائكة لا يعلم عددهم إلا الله عزوجل وقيل ثمانية أجزاء من تسعة أجزاء من الملائكة.[196]

د- مجئ الملائكة صفا صفا :

قال تعالى : ﴿كَلَّا إِذَا دُكَّتْ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا(21)وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا(22)﴾ [الفجر:21-22]

قال ابن كثير رحمه الله تعالى : فيجيء الرب تبارك وتعالى لفصل القضاء كما يشاء والملائكة يجيئون بين يديه صفوفاً صفوفا.[197]

الملائكة تجئ بجهنم :

قال تعالى : ﴿وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ...﴾ [الفجر:23] .وقال r : "يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها".[198]

هـ- الملائكة تسوق الكافرين إلى جهنم :

قال تعالى : ﴿وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ(71)قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ(72) [الزمر:71-72] .

قال ابن كثير رحمه الله "يخبر تعالى عن حال الأشقياء الكفار كيف يساقون إلى النار وإنما يساقون سوقاً عنيفاً بزجر وتهديد ووعيد …. ثم يقول لهم خزنتها من الزبانية الذين هم غلاظ الأخلاق شداد القوى على وجه التقريع والتوبيخ والتنكيل  ﴿ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى [الزمر:71][199] ، ولم يبق بعد هذا الاعتراف إلا الحكم عليهم بالسحق والمحق والبعد كما قال سبحانه : ﴿... فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ(11) [الملك:11].

خزنة جهنم وصفتهم :

جعل الله لجهنم خزنة من الملائكة على رأسهم مالك خازن النار عليه السلام ويناديه الكفار وهم يعذبون فيقولون كما حكى الله عنهم : ﴿ وَنَادَوْا يَامَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ(77) [الزخرف:77] .

ويخاطب الكفار كذلك خزنة النار فيقولون كما حكى الله عنهم :  ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنْ الْعَذَابِ(49)قَالُوا أَوَ لَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ(50) [غافر:49-50] .وقال تعالى : ﴿عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ(30)   [المدثر:30]

قال الشوكاني : قال المفسرون : يقول : على النار تسعة عشر من الملائكة هم خزنتها، وقيل : تسعة عشر صنفاً من أصناف الملائكة ، وقيل تسعة عشر صفاً من صفوفهم ، وقيل تسعة عشر نقيباً مع كل نقيب جماعة من الملائكة ، والأول أولى.[200]وقد وصفهم الله سبحانه بقوله : ﴿... عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ(6) [التحريم:6]

الملائكة تسوق المؤمنين إلى الجنة وفدا :

قال تعالى:﴿يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَانِ وَفْدًا(85) [مريم:85] .قال تعالى : ﴿ وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ(73 [الزمر:73] .قال الإمام الشوكاني رحمه الله : "أي ساقتهم الملائكة سوق إعزاز وتشريف وتكريم".[201]

خزنة الجنة :

جعل الله سبحانه وتعالى للجنة خزنة يقومون على تدبير أمرها ، ويفتح له الباب خازنها وأول داخل هو رسول الله r كما جاء في الحديث عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله r : "آتي باب الجنة يوم القيامة فأستفتح ، فيقول الخازن : مَنْ أنت ؟ فأقول : محمد، فيقول : بِك أُمرت لا أفتحُ لأحدٍ قبلك".[202]

استقبال خزنة الجنة للمؤمنين :

يكرم الله أهل جنة عند دخولهم بأن تتلقاهم خزنة الجنة بالتهنئة والبشرى ، والترحاب .

قال تعالى: ﴿... وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ(73) [الزمر:73].

الملائكة يدخلون على أهل الجنة :

ومما يكرم الله به أهل الجنة دخول الملائكة عليهم من كل باب مسلمين ومهنئين لهم على ما نالوه من النعيم المقيم جزاء صبرهم وجهادهم. قال تعالى : ﴿جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ(23)سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ(24) [الرعد:23-24] .

 


[83] رواه البخاري/ كتاب الاستئذان/ باب بدء السلام ، ومسلم ك/ الجنة وصفة نعيمها وأهلها ب/ يدخل الجنة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير .

[84] أي جعلوا له لحداً في قبره .

[85] أخرجه الحاكم 2/595 وقال : حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، والطبراني في المعجم الأوسط 8/157 ، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير 2/924 .

[86] فتح القدير .

[87] بينهما : أي بين جبلي الصفا والمروة .

[88] أخرجه البخاري ك/ أحاديث الأنبياء ب/ قول الله تعالى: (واتخذ الله إبراهيم خليلا) ، والنسائي في الكبرى كما في تحفة الأشراف رقم 5600 والبيهقي في الدلائل (2/46-52) انظر تخريج الأحاديث الصحيحة من أخبار وقصص الأنبياء ص65 .

[89] ذكر ابن كثير رحمه الله أن لوطاً هو ابن أخى إبراهيم الخليل عليهما السلام فقال : … لوط بن هارون بن تارح – وهو آزر، انظر قصص الأنبياء ص: 181-183 – منشورات دار ومكتبة الهلال بيروت ط3 – 1988م.

[90] أي جريمة الشذوذ الجنسي .

[91] الذي عليه غالب أهل التأويل أن عرض بناته عليهم هو تذكيره بنسائهم فهن في حكم بناته ، وقيل عرض بناته ليزوجهم بهن نكاحاً لا سفاحاً . انظر الأقوال في ذلك في الطبري 6/12-51 .

[92] تفسير الطبري .

[93] سدوم : مدينة قوم لوط التي نزل عليها العذاب .

[94] قصص الأنبياء لابن كثير ص183 بتصرف ، دار مكتبة الهلال ط2 ، 1988م .

[95] المصدر السابق ص185 .

[96] البحر الميت يختلف عن سائر البحار فلا يشترك معها في مستوى السطح فهو أخفض منطقة في الأرض، ولا حياة فيه .

[97] بحيرة : هي البحر الميت .

[98] التابوت في اللغة : هو الصندوق الذي يحرز فيه المتاع ، وهو هنا صندوق أثري لبني إسرائيل انظر تفسير ابن كثير عند الآية الكريمة .

[99] السكينة : هي الرحمة كما روى ذلك الطبري عن ابن عباس ، وقيل : بل هي شيء مادي انظر الأقوال فيها في زاد المسير عند الآية المذكورة .

[100] البقية : قيل هي عصا موسى وبقية من الألواح وقيل غير ذلك .

[101] سيداً : أي الذي يسود قومه وينتهى إلى قوله .

[102] حصورا : أي يكف عن النساء ولا يقربهن مع القدرة. انظر تفسير القرطبي 4/76 .

[103] أخرجه البخاري ك/ البيوع ب/ قتل الخنزير . 

[104] المنارة البيضاء : قال النووي رحمه الله وهذه المنارة موجودة اليوم شرقي دمشق انظر صحيح مسلم بشرح النووي في ك/ الفتن ، ب/ ذكر الدجال وصفته .

[105] مهرودتين : قال النووي أي ثوبين مصبوغين يورس ، ثم بزعفران ، وقيل هما شقتان ، والشقة نصف الملاءة. انظر المصدر السابق .

[106] طأطأ : أي خفض رأسه .

[107] جمان : الجمانة حبة تعمل من الفضة كالدرة انظر مختار الصحاح مادة جمن .

[108] باب لد : قال النووي : هو بضم اللام وتشديد الدال مصروف ، وهو بلدة قريبة من بيت المقدس. انظر المصدر السابق.

[109] أخرجه مسلم ك/ الفتن وأشراط الساعة ب/ ذكر الدجال وصفته وما معه ، والترمذي ك/ الفتن عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ب/ ما جاء في فتنة الدجال .

[110] الظئر : هي المرضعة غير الأم .

[111] أخرجه مسلم ك/ الإيمان ب/ الإسراء ، وأحمد في باقي مسند المكثرين .

[112] أخرجه البخاري ك/ الصلاة ب/ كيف فرضت الصلاة في الإسراء ، ومسلم ك/ الإيمان ب/ الإسراء برسول الله r إلى السموات .

[113] أخرجه البخاري ك/ بدء الوحي ب/ بدء الوحي ، ومسلم ك/ الإيمان ب/ بدء الوحي إلى رسول الله r .

[114]  قال النووي : رواه مسلم من رواية يونس وعقيل ومعمر ثم كلهم عن ابن شهاب ، قال في رواية يونس المذكورة في المتن فجئثت بجيم مضمومة ثم همزة مكسورة ثم ثاء مثلثة ساكنة ثم تاء الضمير ، وقال في  رواية عُقيل ومعمر فجثثت بعد الجيم ثاءان مثلثتان ، هكذا هو الصواب في ضبط رواية الثلاثة ، انظر صحيح مسلم بشرح النووي 2/381 ط. دار المعرفة – بيروت 1414هـ –1994م .

[115] أخرجه البخاري ك/ بدء الخلق ب/ ذكر الملائكة ، ومسلم ك/ الإيمان ب/ بدء الوحي واللفظ له .

[116] وقد رأى النبي r جبريل على صورته التي خلقه الله عليها مرتين الأولى في الأفق والثانية عند سدرة المنتهى لحديث عائشة رضي الله عنها عند مسلم وغيره عن مسروق قال : كنت عند عائشة رضي الله عنها قال : قلت أليس الله يقول: "ولقد رآه بالأفق المبين" "ولقد رآه نزلة أخرى" قالت أنا أول هذه الأمة سأل رسول الله r عنهما فقال: "إنما ذاك جبريل لم يره في صورته التي خلق عليها إلا مرتين رآه منهبطا من السماء إلى الأرض ساداً عظم خلقه ما بين السماء والأرض" ، انظر مسلم كتاب الإيمان باب (ولقد رأه نزلة أخرى) ، وعند البخاري عن ابن مسعود أنه قال : (رأى محمد r جبريل له ستمائة جناح) ، انظر البخاري ك/ بدء الخلق ب/ ذكر الملائكة .

[117] أخرجه البخاري ك/ بدء الوحي ب/ بدء الوحي ، ومسلم ك/ الفضائل ب/ عرق النبي في البرد وحين يأتيه الوحي .

[118] معنى الشراك : سير النعل ، والمقصود به مقدار ظل الزوال ، والمقصود أنه الوقت انظر لسان العرب باب الشين .

[119] حين أفطر الصائم. أي عند غروب الشمس .

[120] أخرجه الترمذي ك/ الصلاة ب/ ما جاء في مواقيت الصلاة ، وأبو داود ك/ الصلاة ب/ في المواقيت واللفظ له وهو في صحيح سنن الترمذي : 1/50. ورقمه:127. وصحيح سنن النسائي عن أبي هريرة :1/109. ورقمه :488 .

[121] أخرجه البخاري ك/ بدء الوحي ب/ بدء الوحي واللفظ له ، ومسلم ك/ الفضائل ب/ كان النبي أجود الناس بالخير من الريح المرسلة .

[122] انظر تفسير ابن كثير عند الآية المذكورة ، وأصل الرصد في اللغة : الاستعداد للترقب ، يقال : رصد له وترصّد وأرصدته له ، انظر المفردات في غريب القرآن مادة (رصد) .

[123] أخرجه البخاري ك/ تفسير القرآن ب/ "كلا لئن لم ينته لنسفعن بالناصية ناصية كاذبة خاطئة" مختصراً ، ومسلم ك/ صفة القيامة والجنة والنار ب/ "إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى" واللفظ له .

[124] أخرجه البخاري ك/ المغازي ب/ "إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما" ، ومسلم ك/ الفضائل ب/ في قتال جبريل وميكائيل عن النبي r يوم أحد .

[125] وهذا السحر هو من قبيل الأمراض التي تصيب البشر ولم تؤثر على تبليغه للرسالة والوحي صلى الله عليه وآله وسلم .

[126] المشاطة : ما يخرج من الشعر إذا مشط. انظر فتح الباري 10/231 .

[127] الجف : الغشاء الذي يكون على الطلع. انظر فتح الباري 10/229 ، وفي بعض الروايات وَجُبِّ .

[128] أي البئر .

[129] أخرجه البخاري ك/ الطب ب/ السحر ، ومسلم ك/ السلام ب/ السحر واللفظ له .

[130] راجع فصل بينات الرسالة "خوارق العادات" عن ذكر غزوة الأحزاب .

[131] أخرجه البخاري ك/ المغازي ب/ مرجع النبي من الأحزاب ومخرجه إلى بني قريظة ، وقال الحافظ ابن حجر في شرحه للحديث : ووقع هذا الحديث عند ابن سعد من طريق سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال مطولا لكن ليس فيه أنس، وأوله" كان بين بني قريطة وبين النبي صلى الله عليه وآله وسلم عهد ، فلما جاءت الأحزاب نقضوه وظاهروهم. فلما هزم الله عز وجل الأحزاب تحصنوا ، فجاء جبريل ومن معه من الملائكة فقال : يا رسول الله انهض إلى بني قريظة ، فقال : إن أصحابي جهدا قال : انهض إليهم فلأضعضعنهم. قال : فأدبر جبريل ومن معه من الملائكة حتى سطع الغبار في زقاق بني غَنم من الأنصار" .   

[132] انظر تفسير القرآن العظيم لابن كثير عند الآية المذكورة ، وقد أورد عدداً من الآثار تدل على تأييد الرسول وَ المؤمنين بالملائكة في تلك الغزوة .

[133] أخرجه مسلم ك/ السلام ب/ الطب والمرض والرقى ، واللفظ له ، والترمذي ك/ الجنائز ب/ ما جاء في التعوذ للمريض ، وابن ماجه ك/ الطب ب/ ما عوذ به النبي وما عوذ به .

[134] فتح القدير للشوكاني .

[135] أخرجه البخاري ك/ الصلاة ب/ الحدث في المسجد واللفظ له ، ومسلم ك/ المساجد ومواضع الصلاة ب/ فضل صلاة الجماعة وانتظار الصلاة .

[136] أخرجه النسائي ك/ الإمامة ب/ كيف يقوم الإمام الصفوف ، وأبو داود ك/ الصلاة ب/ تسوية الصفوف ، وأحمد في أول مسند الكوفيين من حديث البراء بن عازب وهو في صحيح سنن أبي داود للألباني 1/130 .

[137] أخرجه ابن ماجه ك/ إقامة الصلاة والسنة فيها ب/ إقامة الصفوف ، وأحمد في باقي مسند الأنصار ، وهو في صحيح سنن ابن ماجه 1/164 .

[138] أخرجه أحمد في باقي مسند المكثرين من حديث أبي سعيد الخدري وصحح في تحقيق المسند 17/150 وهو في صحيح الجامع للألباني 1/686 .

[139] أخرجه ابن ماجه ك/ إقامة الصلاة والسنة فيها ب/ الصلاة على النبي ، واللفظ له ، وأحمد في مسند المكيين من حديث عامر بن ربيعة وانظره في صحيح الجامع 2/1001 .

[140] أخرجه الترمذي ك/ العلم ب/ ما جاء في فضل الفقه على العبادة وذكره الألباني في صحيح الجامع 2/776 .

[141] أخرجه البخاري ك/ الزكاة ب/ قول الله تعالى : "فأما من أعطى واتقى…" ، ومسلم ك/ الزكاة ب/ في المنفق والممسك .

[142] خريف في الجنة: أي بستان، وهو في الأصل التمر المجتنى. انظر تحفة الأحوذي 4/38 دار الكتب العلمية– بيروت – ط1/ 1410هـ-1990م.

[143] أخرجه أبو داود ك/ الجنائز ب/ من فضل العبادة على وضوء واللفظ له ، وأحمد في مسند العشرة المبشرين بالجنة ، وذكره الألباني في صحيح سنن الترمذي 2/210 .

[144] أخرجه البخاري ك/ بدء الخلق ب/ ذكر الملائكة ، ومسلم ك/ البر والصلة والآداب ب/ إذا أحب الله عبداً حببه إلى عباده .

[145] أخرجه البخاري ك/ الصلاة ب/ الشعر في المسجد ، ومسلم ك/ فضائل الصحابة ب/ فضائل حسان بن ثابت.

[146] أخرجه مسلم ك/ الجنائز ب/ في إغماض الميت والدعاء له إذا حضر ، وأبو داود ك/ الجنائز ب/ تغميض الميت ، وأحمد في باقي مسند الأنصار .

[147] أخرجه مسلم ك/ الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار ب/ فضل الدعاء للمسلمين بظهر الغيب ، واللفظ له ، وابن ماجه ك/ المناسك ب/ فضل دعاء الحاج .

[148] أخرجه البخاري ك/ الأذان ب/ جهر الإمام بالتأمين ، ومسلم ك/ الصلاة ب/ التسميع والتحميد والتأمين .

[149] أخرجه البخاري ك/ الأذان ب/ فضل التأمين ، ومسلم ك/ الصلاة ب/ التسميع والتحميد والتأمين .

[150] أخرجه البخاري ك/ الأذان ب/ فضل اللهم ربنا ولك الحمد، ومسلم ك/ الصلاة ب/ التسميع والتحميد والتأمين.

[151] أخرجه البخاري ك/ الدعوات ب/ فضل ذكر الله عزوجل ، واللفظ له ، وأحمد في باقي مسند المكثرين .

[152] أخرجه مسلم ك/ الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار ب/ فضل الاجتماع على تلاوة القرآن وعلى الذكر ، وأبو داود ك/ الصلاة ب/ في ثواب قراءة القرآن ، واللفظ له ، والترمذي ك/ القراءات عن رسول الله r ب/ ما جاء أن القرآن أنزل على سبعة أحرف .

[153] أخرجه الترمذي ك/ العلم ب/ ماجاء في فضل الفقه على العبادة ، والنسائي ك/ الطهارة ب/ الوضوء من الغائط والبول ، وأبو داود ك/ العلم ب/ الحث على طلب العلم ، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي 2/342 .

[154] أخرجه البخاري ك/ بدء الخلق ب/ ذكر الملائكة ، ومسلم ك/ الجمعة ب/ فضل التهجير يوم الجمعة .

[155] أخرجه البخاري ك/ التوحيد ب/ قول الله تعالى : "تعرج الملائكة والروح إليه" ، ومسلم ك/ المساجد ومواضع الصلاة ب/ فضل صلاتي الصبح والعصر والمحافظة عليهما ، واللفظ له .

[156] أخرجه النسائي ك/ السهو ب/ السلام على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وأحمد في مسند المكثرين من الصحابة من حديث عبدالله بن مسعود ، والدارمي ك/ الرقاق ب/ في فضل الصلاة على النبي r ، وصححه الألباني في صحيح سنن النسائي 1/274 .

[157] انظر فتح القدير .

[158] أخرجه البخاري ك/ الجنائز ب/ الدخول على الميت بعد الموت إذا أدرج في أكفانه ، وأحمد في باقي مسند المكثرين من حديث جابر بن عبدالله .

[159] صحيح البخاري ك/ الجهاد والسير ب/ ظل الملائكة على الشهيد .

[160] المعجم الكبير للحافظ أبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني ، تحقيق حمدي عبدالمجيد لسلطي 11/309/12094 دار إحياء التراث العربي ط2 وحسن إسناده الهيثمي في المجمع 3/23 باب فيمن يجنب ثم يموت قبل أن يغسل، دار الكتاب العربي– بيروت ط3/ 1402-1982م وحسن إسناده كذلك الألباني في أحكام الجنائز ص75 .

[161] وكما في قصة الرجل الذي زار أخاً له في الله فبعث الله على مدرجته ملكاً يبشره ، ولم يكن الرجل نبياً بهذه البشرى ، مسلم ك/ البر والصلة والآداب ب/ في فضل الحب في الله ، وأحمد في باقي مسند المكثرين .

[162] ذكر ذلك غير واحدٍ من السلف ، كما قال الحافظ ابن كثير عند ذكر قصص الأنبياء انظر قصص الأنبياء له ص675 بتحقيق الهلالي .

[163] قصب : القصب أنابيب من جوهر انظر مختار الصحاح ص536 كلمة قصب .

[164] أخرجه البخاري ك/ المناقب ب/ تزويج النبي خديجة وفضلها ، ومسلم ك/ فضائل الصحابة ب/ فضائل خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها .

[165] أخرجه البخاري ك/ المناقب ب/ فضل عائشة واللفظ له ، والترمذي ك/ الاستئذان والآداب ب/ ما جاء في تبليغ السلام .

[166] في سرقة : أي في قطعة من جيد الحرير. انظر النهاية في غريب الحديث لابن الأثير 2/362 دار إحياء التراث العربي– بيروت ط1/1383-1963م .

[167] أخرجه البخاري ك/ المناقب ب/ تزويج النبي عائشة وقدومها المدينة وبنائه بها ، واللفظ له ، ومسلم ك/ فضائل الصحابة ب/ في فضل عائشة رضي الله عنها .

[168] أخرجه الترمذي ك/ المناقب ب/ مناقب الحسن والحسين ، وأحمد في مسند الأنصار من حديث حذيفة ابن اليمان ، واللفظ له ، وانظره في صحيح الجامع 1/77 .

[169]أخرجه الترمذي ك/ المناقب ب/ مناقب الحسن والحسين ، وأحمد في مسند الأنصار من حديث حذيفة ابن اليمان ، واللفظ له ، وانظره في صحيح الجامع 1/77 .

[170] في النسخة اليونينية من صحيح البخاري : "فسكتت" يعني الفرس ، وذلك في الموضعين من الحديث .

[171] قال ابن حجر : أي كان ينبغي أن تستمر على قراءتك ، وليس أمراً له بالقراءة في حالة التحديث، .. وفهم أسيد ذلك فأجاب بعذره في قطع القراءة وهو قوله (خفت أن تطأ يحيى) انظر الفتح 10/78 . 

[172] أخرجه البخاري ك/ فضائل القرآن ب/ نزول السكينة والملائكة عند قراءة القرآن ، واللفظ له ، ومسلم ك/ صلاة المسافرين وقصرها ب/ نزول السكينة لقراءة القرآن .

[173] أي انضغط عليه قبره ، وهي ضمة لا ينجو منها أحد ، نسأل الله السلامة .  

[174] أخرجه النسائي ك/ الجنائز ب/ ضمة القبر وضغطته وهو في صحيح سنن النسائي للألباني 2/141 ، وذكر اهتزاز العرش أخرجه البخاري ك/ المناقب ب/ مناقب سعد بن معاذ .

[175] السكينة : قال النووي : قد قيل في معنى : السكينة هنا أشياء ، المختار منها : أنها شيء من مخلوقات الله تعالى فيه طمأنينة ورحمة ومعه الملائكة ، والله أعلم . انظر صحيح مسلم بشرح النووي 6/323 دار المعرفة – بيروت ط1/ 1404-1994م .

[176] أخرجه البخاري ك/ المناقب ب/ علامات النبوة في الإسلام ، ومسلم ك/ صلاة المسافرين وقصرها ب/ نزول السكينة لقراءة القرآن .

[177] أخرجه البخاري ك/ الصلاة ب/ دفن النخامة في المسجد واللفظ له ، والنسائي ك/ المساجد ب/ ذكر نهي النبي عن أن يبصق الرجل بين يديه أو عن يمينه ، وأحمد في باقي مسند المكثرين .

[178] قال النووي : قال العلماء : وفي هذا الحديث دليل على منع آكل الثوم ونحوه من دخول المسجد ، وإن كان خالياً لأنه محل الملائكة ، ولعموم الأحاديث ، انظر صحيح مسلم بشرح النووي 5/52 .

[179] أخرجه البخاري ك/ الأذان ب/ ما جاء في الثوم النيئ والبصل والكراث ، ومسلم ك/ المساجد ومواضع الصلاة ب/ نهي من أكل ثوماً أو بصلاً أو كراثاً أو نحوهما واللفظ له .

[180] اختلف العلماء في حكم لعن العاصي المعين على ثلاثة أقوال:- فقيل: لا يجوز بحال ، وقيل : يجوز في حق الكافر دون الفاسق وقيل : يجوز مطلقاً ، قال الحافظ ابن حجر:- والحق أن من منع اللعن أراد به معناه اللغوي ، وهو الإبعاد من الرحمة ، وهذا لا يليق أن يدعى به على مسلم بل يطلب له الهداية والتوبة والرجوع عن المعصية والذي أجازه أراد به معناه العرفي وهو مطلق السب، ولا يخفى أن محله إذا كان بحيث يرتدع العاصي به وينزجر ، وأما حديث الباب فليس فيه إلا أن الملائكة تفعل ذلك ولايلزم منه جوازه على الإطلاق انظر فتح الباري 10/369 وللاستزاده انظر موقف أهل السنة والجماعة من أهل الأهواء والبدع 1/237 .

[181] تفسير ابن كثير .

[182] القود : هو القصاص ، أي فجزاؤه قصاص ما فعلت يداه .

[183] أخرجه أبو داود ك/ الديات ب/ فيمن قتل في عميا بين قوم ، واللفظ له ، وابن ماجه ك/ الديات ب/ من حال بين ولي المقتول وبين القود أو الدية ، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود 3/867 .

[184] صحيح سنن أبي داود : 3/859 .

[185] انظر عون المعبود شرح سنن أبي داود 12/262/ دار الفكر – بيروت/ ط3 .

[186] أخرجه مسلم ك/ البر والصلة والآداب ب/ النهي عن الإشارة بالسلاح إلى مسلم ، واللفظ له ، والترمذي ك/ الفتن ب/ ما جاء في إشارة المسلم إلى أخيه بالسلاح .

[187] أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 12/142 ، وابن أبي عاصم في السنة 2/483 ، وحسنه الألباني في صحيح الجامع 2/1077 .

[188] أخرجه البخاري ك/ النكاح ب/ إذا باتت المرأة مهاجرة فراش زوجها ، واللفظ له ، ومسلم ك/ النكاح ب/ تحريم امتناعها من فراش زوجها .

[189] ففي صحيح مسلم رحمه الله عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : "بينما رجل من المسلمين يومئذ يشتد في أثر رجل من المشركين أمامه ، إذ سمع ضربة بالسوط فوقه ، وصوت الفارس يقول: أقدم حيزوم ، فنظر إلى المشرك أمامه ، فخر مستلقيا فنظر إليه فإذا هو قد خطم أنفه وشق وجهه كضربة السوط، فاخضر ذلك أجمع، فجاء الأنصاري فحدث بذلك رسول الله r : فقال : "صدقت ، ذلك من مدد السماء الثالثة" ، مسلم ك/ الجهاد ب/ الإمداد بالملائكة في غزوة بدر .

[190] أخرجه البخاري ك/ المغازي ب/ شهود الملائكة بدراً

[191] أخرجه أحمد في المسند 4/287 ، 295-296 ، وأبو داود ك/ السنة ب/ في المسألة في القبر وعذاب القبر، وأخرجه النسائي في الجنائز ب/ عذاب القبر ، وأخرجه ابن ماجه في ما جاء في الجنائز ب/ ما جاء في الجلوس في المقابر وب/ ذكر القبر ، والحاكم في المستدرك وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي ، وابن أبي شيبه في المصنف 3/54 ، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير برقم : 1672 ، وصححه أبو نعيم وابن القيم وغيرهم كما ذكر ذلك الألباني في كتابه : الجنائز .

[192] تفسير القرآن العظيم .

[193] عرصات : هي ساحات عرض للخلائق يوم القيامة. قال بن الأثير : العرصات جمع عرصه وهي كل موضع واسع لا بناء فيه/ انظر النهاية في غريب الحديث 3/208 دار احياء التراث العربي .

[194] تفسير القرآن العظيم .

[195] المصدر السابق .

[196] فتح القدير للشوكاني .

[197] تفسير القرآن العظيم : 6/420 المصدر السابق .

[198] مسلم ك/ الجنة ب/ شدة حر جهنم ، وصحيح الترمذي : 4/604 برقم 2573 عن ابن مسعود .

[199] تفسير القرآن العظيم 5/179 .

[200] فتح القدير للشوكاني 5/394 .

[201] فتح القدير : 4/548 .

[202] مسلم ك/ الإيمان ب/ أنا أول الناس يشفع في الجنة .