جمعيات التوعية
الإسلامية في المدارس .. أفكار وأهداف
أبو زيد
إن من وسائل الدعوة العظيمة : الدعوة في محاضن التربية والتعليم ، في المدارس ،
فكم من شاب قد اهتدى من مدرس كان داعية مثاليا ، أو من زميل كان أنموذجا للمسلم
.
وفي هذا المقال اليسير سنتحدث عن وسيلة من وسائل الدعوة إلى الله في المدارس :
ألا وهي الجمعيات ، وكذلك تنبيهات للدعاة .
فنقول وبالله التوفيق : إن جمعيات أو جمعيات التوعية الإسلامية في المدارس قد
بدأت ولله الحمد تنتشر في الآونة الأخيرة ، وبدأت تؤتي ثمارها كالنخلة تؤتي
أكلها كل حين بإذن ربها ، ومما يميز هذه الجمعيات اختلاف طرقها مع اتحاد هدفها
:
• فهناك الجمعيات المغلقة ، وهي التي تهتم بعدد
من الطلاب لا تزيد عليه ولا تنقص وتكون طريقتها بالتسجيل في أول السنة ثم إعلان
الأسماء .
• وهناك جمعيات مفتوحة :وهي التي تستقبل جميع
أنواع الطلاب يوميا لتطرح ما لديها عليهم.
• وهناك جمعيات بين النوعين ، فلديها طاقم محدد
وتفتح أبوابها يوميا لكل الطلاب .
ولا يمكننا تحديد أفضل الأنواع وأكثرها فاعلية ، وإنما يعتمد هذا على نوعية
الطلاب والمدرسة وعدد الجمعيات في المدرسة ، وعلى قدرة المدرس ووجود الطاقم ،
لكننا نستطيع أن نقول إن أكثر الأنواع انتشارا هو النوع الأول ، وهو مفيد مع
الجمعيات المبتدئة خاصة إذا كان المشرف كثير الانشغالات أو كان في بداية الطريق
، ولذلك فسيكون هو مدار حديثنا ، فيفتح الجمعية في الأسبوع الأول وتكون البرامج
جماهيرية مفتوحة مناسبة لجميع الطلاب ، ومن أمثلة تلك البرامج :
• عالم الزواحف ، فيحضر أنواعا من الثعابين
والعقارب ويقيم استعراضا وتعريفا بها مع وجود مختص .
• عالم الطيور ، وهو شبيه بما سبق .
• فنون الدفاع عن النفس : كأن يقيم استعراض
كراتيه أو تايكوندو بالتعاون مع مدربين مختصين .
• حفل مسرحي : وذلك عن طريق شريط فيديو أو إعداد
مجموعة من الطلاب بإشراف الأستاذ .
• مسابقة وسحوبات .
• حفل رياضي كبير في المدرسة بالتعاون مع مدرس
التربية الرياضية ، وذلك في الصالة الرياضية أو في الملعب المدرسي ، ويكون كل
فصل لوحده ويقيم بينهم مسابقات رياضية ، مع طرح بعض الفوائد ، وتوزيع بعض
المنشورات والمطويات الدعوية كالتي تعنى ببر الوالدين أو الصلاة أو صلة الأرحام
، أو ترك بعض المحرمات المنتشرة .
• استضافة أحد الدعاة إلى الله المحبوبين بين
الطلاب أو من يملك الأسلوب الجذاب ، ولو كان من مدرسي المدرسة ، أو كان هو
المشرف نفسه .
• إقامة حفل شاي وكيك .. أو حفل معايدة .
كما لا ينسى المشرف الدعاية لتلك الجمعية من خلال الحصص الدراسية ، وبعد الصلاة
، وتعليق اللوحات الكبيرة -مع عدم الإكثار منها حتى لا تشوه المدرسة- فلا تزيد
عن ثلاث ، وتوضع في أماكن متفرقة .
ثم في آخر الأسبوع يعلن الأسماء ويعتذر عن كل من لم يختار اسمه ، ويحرص على
اختيار الأسماء النشيطة والقريبة من الخير خاصة في أول السنوات ، ثم يقسمهم إلى
مجموعات وأسر ويجعل عليهم روادا ، والغالب أنها تكون أربع مجموعات، ويكون
اختياره للرواد وفق مقياس واضح يحترمه الجميع كأن يكونوا الأكبر سناً ، ولا
يختارهم وفق مقياس غير واضح ، كالنشاط ، والتفوق ، وغيره ؛ لأن هذا قد يؤدي إلى
إثارة الغيرة فيما بينهم ، ثم يعلق أسماء الطلاب والمجموعات في داخل الجمعية .
ومما ينبه له أن على المشرف أن يرسم طريقا وجدولا يسير عليه حتى تنجح الجمعية ،
ولا يكن عمله وقتيا أو كل يوم بيومه ، بل لابد من التخطيط المسبق ، ولينتبه –
خاصة في أول أيام الجمعية – إلى ألا يكثر الاعتماد على الطلاب في إعداد البرامج
، بل ليجعل لكل مجموعة برنامجا واحدا أو برنامجين على الأكثر في الشهر ، ويهتم
هو بالباقي .
مثال ذلك : أن يجعل البرنامج كل أحد وثلاثاء على الأسر بالتناوب ، فمثلا أول
أحد على مجموعة الإحسان ، وثاني أحد على مجموعة الإخلاص ، وثالث أحد على مجموعة
البذل، ورابع أحد على مجموعة الصبر ، وبهذه الطريقة سنحقق عدة أهداف :
1- اعتماد الطلاب على أنفسهم .
2- تنمية مهارات الطلاب .
3- تقوية علاقاتهم ببعض .
4- إثارة التنافس الشريف والحماس بين الطلاب .
5- استغلال أوقات الفراغ عند الطلاب .
6- تغيير الروتين الموجود في الجمعية .
7- تشغيل عدد أكبر من الطاقات وتحريك كوامن الإبداع .
8- تحميس أولياء الأمور وأهل الطلاب مع طلابهم .
وأهداف أخرى متعددة .
أما باقي البرامج فيتكفل بها المشرف على الجمعية ، وينوع
البرامج ، ومن البرامج المقترحة:
• إقامة لقاءات مع طلاب أو مدرسين .
• إقامة حوار بين الطلاب بتقسيمهم لمجموعتين ، ولا يشترط أن تكون الحوارات جادة
، بل هناك من الحوارات الطريفة ما يحرك الجو اللطيف ويشعل الأذهان ، ومن تلك
الحوارات مثلا :
إقامة حوار : أيهما أفضل السيارة أم الحمار ، وتجعل مجموعة تتبنى فكرة أن
الحمار أفضل وتستدل بالأدلة القاطعة ، وأخرى تتبني أن السيارة أفضل .
ومن الحوارات : أيهما أفضل : المطعم أم المقصف ، المدرسة أم البيت ، الجزمة أم
النعال ... إلخ ، ويكون للمشرف تعقيب في نهاية المطاف حول هذا اللقاء بتبيين
الصواب وفوائد هذا اللقاء ، وأن هناك أناسا يقولون الباطل بطريقة يجعلونه حقا
... إلخ .
• من البرامج كذلك : عرض شريط فيديو إما بحفل مسرحي أو بلقاء مع أحد الدعاة أو
غيرها مما يناسب الطلاب والوقت والزمان .
• من البرامج كذلك : إقامة مسابقة ورقية مكونة من أعداد كثيرة ( مثلا : 15 ) ..
توزع بشكل دوري ( مثلا : كل اسبوع مرتين ) ، وتعلن النتائج مباشرة لكل عدد
وتعلق ، ولكن ليحرص على أن تكون الأسئلة في بداية الأعداد سهلة ومناسبة للطلاب
، ولا يشترط أن تكون علمية بحتة ، بل لا مانع من الطرافة كأن تكون الأسئلة في
الأعداد الأولى عن المطاعم والسيارات والجوالات والشوارع بما لا يتنافى مع
الشرع أو الأخلاق ، ومن المقترح ان تكون الأجوبة خيارات حتى لا ييأس الطالب من
الحل ، ويصف أسئلتك بالصعوبة ، ولا مانع إذا رأيتهم استصعبوا الأسئلة أن تحذف
اختيارا من كل سؤال .
• من البرامج كذلك استضافة شخص متخصص في مجال معين ( كالطب مثلا ) في إجراء
لقاء مع الطلاب ، وتعليمهم بعض الأمور التي يستفيدون منها كالإسعافات الأولية
وقياس الضغط ونحوها .
• من البرامج : جلسة يقيمها المدرس مع طلابه يتحدث معهم عن أمور تخصهم إما في
المدرسة أو البيت أو مع النفس .
• طرح سيرة أحد الصحابة أو التابعين بأسلوب جذاب عن طريق المشرف أو أحد
المدرسين .
• سؤال علىالهاتف . يتفق مع أحد المشايخ ويتم تجهيز الأسئلة من قبل الطلاب
والمشرف ثم يتم الاتصال بالشيخ وقت الفسحة أمام الطلاب ويسأل الأسئلة وهو يجيب
والطلاب يسمعونه .
• إعلان عن مسابقة وجائزة قيمة لطلاب الجماعة المتفوقين في المدرسة ، وإرسال
إعلان أولياء الأمور ، وخطابات شكر وتقدير للطلاب المتفوقين .
• إقامة مسابقات بين المجموعات .
• إقامة مسابقات على مستوى المدرسة في مجالات متنوعة . ( مثال : القرآن الكريم
– السنة النبوية -الخطابة – الخط العربي – التصاميم – الشعر والأدب - التصوير
المرئي ... إلخ ) .
والبرامج كثيرة ، وبإمكاننا ابتكارها ، والاستفادة من تجارب الغير .
مما ينبغي أن يشار إليه ، أن على المدرس أن يحرص على البرامج الخارجية ، كإقامة
المعارض ، وكلمات بعد الصلاة ، وإقامة أجنحة خارجية بشكل مميز ، وتجهيز إذاعة
صباحية مبتكرة ، ومسابقات بين الفصول ... إلخ مما يؤدي إلى نشر صيت الجمعية عند
الطلاب وتحسين سمعتها .
كذلك ليحرص المدرس على اجتناب كل ما لا يناسب ويثير المشاكل ، كالتحدث في أمور
لا يناسب التحدث فيها ، ولا يكن المدرس متحجرا على مواضيع معينة ، بل ليحرص على
التنويع ، فالطلاب بحاجة إلى مواضيع الصلاة وبر الوالدين وإقامة العقيدة ،
والنصيحة وترك الغناء والتدخين والإسبال وغيرها من المهمات أكثر من حاجتهم إلى
مواضيع أخرى قد يكثر طرحها .
كذلك ليحرص على إقامة تقوية علاقاته مع آباء الطلاب وأولياء أمورهم بالمراسلات
والتهاني وإقامة لقاء لأولياء أمور طلاب الجمعية ، وبذلك سيكسب ثقة أولياء
الأمور .
وليحرص كذلك على أن يعامل الطلاب معاملة أبنائه فيحرص عليهم وعلى ما ينفعهم
ويقربهم إلى الخير ويتواصلون على فعل الطاعات وترك المعاصي ، ويحرص على الشفاعة
لهم عند المدرسين بتحسين درجاتهم وحسن التعامل مع الطلاب ، وإني لأذكر أن طالبا
نجح من ثاني ثانوي إلى ثالث ، ثم تخرج من ثالث بشفاعة مشرف الجمعية له مما كان
له الأثر الطيب على نفس الطالب .
كذلك ليحرص المشرف على طرح مشاكل الطلاب خاصة وهم في مرحلة المراهقة ، وليحرص
على حل مشاكل وأن يكون لهم المربي والأب الحنون .
كذلك ليحرص المشرف المربي على تقوية علاقاته بالمدير وتحسين صورة الجمعية من
خلال إعداد طلاب للمشاركة في النشاطات على مستوى إدارة التعليم ، ورفعة اسم
المدرسة ، كذلك باستضافة المدير في بعض المناشط للجمعية ، وإقامة لقاء معه ،
وندوة عن المدرسة ، وطرح بعض المشاكل التي تمر بها المدرسة وطرق حلولها .
كذلك من الأفكار : إقامة يوم مفتوح لطلاب الجمعية في المدرسة عصر أحد الأيام (
مثلا : الأربعاء ) ، ويحتوي على منافسات رياضية ولقاءات أخوية وبرامج ممتعة
لزيادة ترابط الطلاب ، ولا مانع من دعوة إدارة المدرسة أحيانا لتشريف مثل هذه
الحفلات وكذلك أولياء الأمور ، وبعض مشرفي النشاط بإدارة التعليم أو الوزارة إن
أمكن .
ومن الأمور الرائعة : عمل بعض النشاطات غير المنهجية ، ومن أمثلة ذلك :
• المجلات .
• الرحلات والزيارات .
• موقع على الإنترنت .
• مسابقة عائلية أو بين الطلاب ( مثال : مسابقة الشريط والكتاب ) .
وغيرها ..
من الأفكار كذلك : تقسيم حيطان مقر الجمعية إلى أقسام ، ويوضع لكل مجموعة جناح
خاص لنشر إبداعاتهم ، ثم يتم تقييم الأجنحة ، ومكافأة المجموعة الأولى .
من الأمور المهمة : التقييم ، وفي ذلك إثارة للتنافس الشريف بين الأسر ، فكل
عمل تعمله الأسر توضع له درجات خاصة ، ثم تجمع وتكرم الأسرة الأولى .
من الأفكار كذلك : توثيق كل عمل تقوم به الجمعية في أشرطة فيديو وأوراق ، ثم
ترتيبها ووضعها في قرص مضغوط ( سي دي ) وإرساله لإدارة المدرسة ثم لإدارة
التعليم ، والحقيقة أن لهذا العمل أثر كبير في تحسين صورة الجمعية لدى إدارة
المدرسة وإدارة التعليم .
والحقيقة أن الأفكار كثير ومتشعبة ، ولكن هذا ما اجتمع لدي أسأل الله أن يجعل
فيه نفعا للمسلمين .
أبو زيد – الرياض – abozaid50@hotmail.com