فعلها( كوناكاتا )
فهل يفعلها ( خالد الغنامي )؟ - بخصوص اتهام ابن تيمية-
سليمان بن صالح الخراشي
كتب الباحث الياباني حسن كوناكاتا أطروحة تقدم بها إلى
جامعة القاهرة بعنوان ( النظرية السياسية عند ابن تيمية ) ، أجاد فيها ؛ إلا
أنه ادعى في أحد الفصول توافق الشيخ مع جماعات الغلو المعاصرة التي تستبيح
الخروج ، والتفجير ، واستحلال الدماء !! حيث انخدع الباحث بنقلهم المتكرر عن
ابن تيمية . ( انظر ص 221 – 227 من رسالته المطبوعة عام 1415 ) .
ولكنه – وفقه الله – بعد أن قرأ بحثًا للدكتور أنور ماجد عشقي ينفي فيه صلة شيخ
الإسلام بالغلاة اعتذر عن ماوقع فيه من خطأ على الشيخ .
يقول الدكتور أنور في مقدمة كتابه ( خلافة أبي بكر
الصديق في فكر ابن تيمية السياسي ، ص 12 ) :
( لقد اتصل بي الدكتور كوناكاتا ، واعتذر عن ماجاء في كتابه من أن فكر ابن
تيمية رحمه الله هو المهيمن على التيارات الإسلامية المعاصرة ، وإنه حمّل فكر
ابن تيمية ممارسات العنف التي نشاهدها اليوم ، والخروج على الحاكم . لكن بعد أن
قرأ ما نشرت ، طلب أن أضع لكتابه مقدمة أوضح فيها تسرب فكر المعتزلة والخوارج
للتيارات الإسلامية المعاصرة . فله الشكر على شجاعته العلمية ) .
قلت : هذا ما كان من الباحث حسن كوناكاتا الذي لما تبين له الحق رجع إليه وأعلن
عن ذلك بشجاعة ، وهذا دليل تجرد وعدم تحامل .
فهل يفعل الأستاذ خالد الغنامي مثل ما فعله الباحث
الياباني ؟!
لقد كتب الغنامي مقالا قديما في جريدة الوطن بعنوان ( الإنسان والوطن أهم من
ابن تيمية ) تحامل فيه على الشيخ ، وحمله أخطاء الآخرين ممن يتمسحون بكتبه ...
وكان الواجب عليه أن يتروى قبل إطلاق هذه التهمة الشنيعة ، وأن يذاكر فيها من
يوضحون له ما قد يخفى .
ولكن بعد أن نشر مقاله الذي طار به أعداء شيخ الإسلام رحمه الله .. هل نأمل
بتراجع منه كما تراجع غيره من المتجردين للحق وحده ؟!