خطبة الجمعة عن
منافع الصدقة وأنواعها
في الجامع الكبير بسبت تنومة
يوم الجمعة 14 / 9 / 1430هـ
الدكتور صالح بن علي أبو عرَّاد
أستاذ التربية الإسلامية بكلية المعلمين في
أبها
ومدير مركز البحوث التربوية بالكلية
( الخطبة الأولى )
=-=-=-=-=-=
الحمد لله الذي أكرمنا ببلوغ شهر رمضان ، والحمد لله الذي يسّر لنا صيام أيامه
وقيام لياليه ، والحمد لله الذي يُضاعف فيه الأجر والثواب لمن يشاء من عباده
فضلاً منه وكرمًا . وأشهد أن سيدنا ونبينا وقائدنا وقدوتنا محمد بن عبد الله
النبي الجواد الذي كان أجود بالخير من الريح المُرسلة ، فصلى الله عليه وعلى
آله الأطهار ، وصحابته الأخيار ، وسلّم تسليمًا كثيرًا . أما بعد :
أيها الناس : حديثي إليكم اليوم سيكون بإذن الله تعالى عن فضائل الصدقة
وفوائدها ، ولاسيما أنها بابٌ من أبواب الخير والفلاح ، وسبيلٌ إلى الفوز
برضوان الله جل جلاله في الدنيا والآخرة ، والصدقات الطيبة تطهيرٌ وتزكيةٌ
للنفوس ، كما أن من الصدقة ما يكون من أعظم شعائر الدين ، وأكبر براهين الإيمان
، فقد صحَّ عند ( الإمام مسلم ) عن أبي موسى الأشعري أن النبي صلى الله عليه
وسلم قال :
" والصدقة برهان " . والمعنى كما جاء عند بعض أهل العلم يُشير إلى أن بذل
الصدقات والحرص عليها دليلٌ قاطع وبُرهانٌ حاسم على إيمان صاحبها ودينه ومحبته
لله تعالى .
كما أن في الصدقة تنميةٌ وزيادةٌ للأموال ، وتنميةٌ للأجر والثواب الذي يحصل
عليه المتصدق عند الله ، وفيها سدٌ لحاجات الفقراء والمحتاجين ، وسبيل لجلب
السعادة إلى نفوسهم ، ورسم الابتسامة على شفاههم ، وهي وسيلةٌ لتحقيق التكافل
الاجتماعي بين أفراد المجتمع الواحد ، وطريقٌ إلى انتشار الرحمة والتآخي
والمودة بين الناس . كما أنها تدفع - بإذن الله تعالى - النِقم والمكاره
والأسقام عن صاحبها .
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلَّم أن من حرص على الإكثار من الصدقات دُعي
يوم القيامة ليكون من الداخلين إلى الجنة من باب الصدقة . وجاء في الصحيحين عن
أبي هريرة ( رضي الله عنه ) أن النبي صلى الله عليه وسلّم ، قال :
" سبعة يظلهم الله يوم القيامة في ظله يوم لا ظل إلا ظله " ، وذكر من هؤلاء
السبعة : " ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما صنعت يمينه " .
عباد الله : إن للصدقات منافع وفوائد وفضائل ينبغي للمسلم أن يتأملها وأن يجتهد
في تحصيلها ونيل أجرها وثوابها ؛ فالصدقة سببٌ في دعاء الملائكة للإنسان أن
يزيد الله تعالى في ماله ، وأن يُبارك له في رزقه فقد صح عند ( البُخاري ) عن
أبي هريرة ( رضي الله عنه ) : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما من يوم
يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما : اللهم أعط منفقًا خلفًا ،
ويقول الآخر : اللهم أعط ممسكًا تلفًا " .
= والصدقة تُطفئ الخطيئة لما صحَّ في ( سُنن الترمذي ) عن كعب بن عُجرة أنه قال
: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء
النار " .
= والصدقة سببٌ لعلاج الأمراض وحماية الأعراض - بإذن الله تعالى - فقد جاء في (
المعجم الكبير ) عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: " حصنوا أموالكم بالزكاة ، وداووا مرضاكم بالصدقة " .
= والصدقة سترٌ للإنسان وحمايةٌ له من النار ، فقد جاء في ( مُسند الإمام أحمد
بن حنبل ) عن أم المؤمنين عائشة ( رضي الله تعالى عنها ) أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال لها : " يا عائشة استتري من النار ولو بشق تمرة " .
= والصدقة تُطفئ عن أصحابها حرَّ القبور لما جاء في ( المعجم الكبير ) عن عقبة
بن عامر أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الصدقة لتطفئ عن
أهلها حر القبور " .
= ومن منافع الصدقة أن المتصدق يستظل في ظل صدقته يوم القيامة لما جاء في (
المعجم الكبير ) عن عقبة بن عامر أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" .. و إنما يستظل المؤمن يوم القيامة في ظل صدقته " .
= والصدقة تزيد وتُبارك في مال الإنسان ، وتدفع عنه المضرات - بإذن الله تعالى
- لما صحّ عند الإمام ( مسلم ) عن أبي هريرة ( رضي الله عنه ) عن رسول الله صلى
الله عليه وسلم ، أنه قال : " ما نقصت صدقة من مالٍ ، وما زاد الله عبدًا بعفوٍ
إلا عزًا ، وما تواضع أحدٌ لله إلا رفعه الله " .
= والصدقة رصيدٌ يدخره الله تعالى لعباده المتصدقين في الدار الآخرة من الأجر
العظيم والثواب الجزيل لما صحَّ في ( سُنن الترمذي ) عن سعيد بن يسار أنه سمع
أبا هريرة ( رضي الله عنه ) يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما
تصدق أحدٌ بصدقةٍ من طيبٍ ، ولا يقبل الله إلا الطيب ؛ إلا أخذها الرحمن بيمنيه
، وإن كانت تمرة تربو في كف الرحمن حتى تكون أعظم من الجبل ، كما يربي أحدكم
فلوه أو فصيله " .
= وفي الصدقات شكرٌ من العبد لنعم الله تعالى عليه ؛ فقد جاء في ( سُنن أبي
داوود ) عن عبد الله بن بُريدة قال : سمعت أبي بريدة يقول : سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول : " في الإنسان ثلثمائة وستون مفصلاً فعليه أن يتصدق عن كل
مفصلٍ منه بصدقة " .
أما أنواع الصدقات فهي من فضل الله تعالى كثيرةٌ جدًا ؛ إذ إن منها ما يكون
بالقول ، ومنها ما يكون بالعمل ، ومنها ما يكون بمجرد النية ، وخير دليلٍ على
ذلك ما صحَّ عند ( البخاري ) عن جابر بن عبد الله ( رضي الله عنهما ) ، عن
النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " كل معروفٍ صدقة " .
ولهذا فإن من الخطأ الكبير أن يحصر الناس مفهوم ( الصدقة ) في مجرد بذل الأموال
وإخراجها من النقود للفقراء والمساكين ، أو صرفها في أوجه الخير المتعددة ، فقد
جاءت تعاليم الدين الحنيف وتوجيهاته لتوضح لنا أن هناك أوجهًا كثيرةً لبذل
الصدقات ، وأنواعًا متعددةً لفعل الخير بنية الصدقة ، وانطلاقًا من هذا المعنى
فإن من أنواع الصدقات التي أرشدتنا إليها تعاليم وتوجيهات ديننا الحنيف الإنفاق
على النفس والأهل والأولاد ، والإحسان إلى الأقارب والأرحام واحتساب ذلك كله
عند الله تعالى لما جاء في ( المستدرك ) عن جابر ( رضي الله عنه ) أنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " كل معروفٍ صدقة ، و ما أنفق الرجل على
نفسه و أهله كُتب له صدقة " .
ولما صحَّ عن أبي مسعود البدري - رضي الله عنه - في ( الصحيحين ) أنه قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن المسلم إذا أنفق على أهله نفقةً وهو
يحتسبها كانت له صدقة " .
= كما أن من الصدقات ما يبذله الإنسان في سبيل وقاية الأعراض وحمايتها من أصحاب
السوء لما جاء في ( المستدرك ) عن جابر ( رضي الله عنه ) أنه قال : قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم : " .. و ما وقى به المرء عرضه كُتب له به صدقة " .
= ومن الصدقات الحرص على بشاشة الوجه وحُسن ملاقاة الآخرين ، والتبسم في وجوههم
، وإظهار البهجة بهم ومعهم ، أو أن تُقدِّم لهم نفعًا مهما كان يسيرًا ، لما
جاء عند البخاري في ( الأدب المفرد ) عن جابر ( رضي الله عنه ) أنه قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كل معروف صدقة ، وإن من المعروف أن تلقى أخاك
بوجهٍ طَلقٍ ، وأن تفرغ من دلوك في إناء أخيك " .
= ومن الصدقات أن يكون المسلم من مفاتيح الخير ومغاليق الشر بأن يدل على الخير
ويُرشد إليه وينصح به ، لما جاء في ( شُعب الإيمان ) عن ابن عباس ( رضي الله
عنهما ) : عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : " كُلُ معروفٍ صدقة ،
والدالُ على الخير كفاعله " .
= ومن الصدقات التي قد يجهلها كثيرٌ من الناس إفشاء السلام على من عرف الإنسان
ومن لم يعرف من إخوانه المسلمين ، وإماطة الأذى عن طريق المسلمين ، وعيادة
المريض والسلام عليه والتخفيف عنه والدعاء له . كما أن من الصدقات إغاثة
الملهوف ومد يد العون والمساعدة لمن يحتاجها من المسلمين ، ودلالة التائه
وهدايته للطريق ، وكل ما في حكم ذلك من الأفعال والأقوال الحسنة فهو من أنواع
الصدقات التي يؤجر الإنسان عليها لما جاء في ( شعب الإيمان ) عن أبي هريرة -
رضي الله عنه - أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " على كل مسلم
في كل يوم صدقة ، قالوا : يا رسول الله و من يطيق هذا قال : إن تسليمك على
الرجل صدقة ، و إماطتك الأذى عن الطريق صدقة ، و عيادتك المريض صدقة ، و إغاثتك
الملهوف صدقة ، و هدايتك الطريق صدقة ، و كل معروف صدقة " .
= ومن الصدقات أن يُسدِّد الإنسان ما عليه من الديون والحقوق في أوقاتها ، كما
أن من الصدقات التي يجري أجرها على العبد ولو بعد حين - بإذن الله تعالى -
أعمال الخير التي تكون بمثابة الصدقة الجارية ، والسعي في إصلاح ذات البين بين
المتخاصمين طمعًا في إصلاح شأنهم ، ومناصحة الجُهال والغافلين وإرشادهم إلى
الحق والصواب ، والصبر على أذى الناس ، والعفو عن إساءاتهم ، وإحسان الظن بهم ،
والدعاء لهم بالخير ، وحُسن المعاشرة بين الأزواج ، والحرص على حُسن تربية
الأولاد والبنات ، والإحسان إلى الخدم والعمال ، ودفع الحقوق إلى أصحابها ،
والإحسان إلى الجيران ، والرفق بالحيوان ، والعطف على الأيتام وتفقد أحوالهم
والمسح على رؤوسهم ، كما أن الكلمة الطيبة صدقة ، وكل خطوةٍ يمشيها الإنسان إلى
الصلوات ، وأماكن الطاعات ، ودروس العلم ، وحلقات الذكر ، ومجالس الخير صدقة ،
وما أجمل أن تكون الصدقة على من يستحقها من الأهل والأقارب وذوي الرحم فهم أولى
بها من غيرهم لما صحَّ عند ( النسائي وابن ماجة ) عن سلمان بن عامر - رضي الله
عنه - أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الصدقة على المسكين
صدقة , وعلى ذي الرحم اثنتان : صدقة وصلة ".
فيا عباد الله اتقوا الله تعالى ، واحرصوا على الإكثار من الصدقات بالقول مرةً
، وبالعمل مرة ثانية ، وبالنية الصالحة مرةً ثالثة ، وعليكم ببذل المال الحلال
في الصدقات ، وتسخير الجاه في سبيل الله ، واحتساب الأجر والثواب عند الله
تعالى في كل شأنٍ من شؤون الحياة ، وفي كل جزئيةٍ من جزئياتها . واعلموا بارك
الله فيكم أن ما تُقدمونه من ألوان الصدقة والمعروف لن يضيع عند الله تعالى
الذي قال في كتابه العظيم : { وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ
تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا
اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } ( سورة المزمل : الآية 20 ) .
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر
الحكيم ، أقول ما تسمعون ، واسأل الله لي ولكم السدّاد والعون ، وأستغفر الله
لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنبٍ ، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .
=0=0=0=0=
الخطبة الثانية
الحمد لله ، نحمده ، و نستعينه ، و نستغفره ، ونتوب إليه ، ونعوذ بالله من شرور
أنفسنا و سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مُضل له ، ومن يُضلل فلا هادي له ،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى
الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا ، أما بعد ؛
فيا عباد الله ، اتقوا الله تعالى حق التقوى ، وأعلموا - بارك الله فيكم - أن
مدار التقوى على فعل الخير واجتناب الشر والفساد ، ولذلك فإن ما تتعرض له
بلادنا بين الحين والحين من محاولاتٍ يائسةٍ بائسة لزعزعة الأمن والاستقرار ،
وإثارة الفتن والمُشكلات ، والإخلال بسير حياتنا وما نحن فيه من عيشٍ آمنٍ
مطمئن ، ونعمٍ كثيرةِ لا يعدها ولا يُحصيها إلا الله تعالى ؛ إنما هو نوعٌ من
الإفساد في الأرض من قبل فئةٍ ضالةٍ جاهلةٍ ، وخارجةٍ عن منهج الدين الإسلامي
الحنيف ، قد استحواذ عليهم الشيطان ، وهيمن على فكرهم منهج أهل الزيغ والضلال
والانحراف ، وصدهم عن طريق الله المستقيم حتى أصبحوا معتنقين للمبادئ الهدامة
والمزاعم الباطلة ؛ فهم لذلك كله متشبعين بالأفكار السيئة والآراء الشاذة التي
جعلتهم يتفننون في صور الإفساد في الأرض ، ويُمارسونها بطرقٍ متنوعةٍ ووسائل
مختلفة ، ولا يتورعون عن محاولة ترويع الآمنين ، وإلحاق الضرر بالمواطنين
والمقيمين والمسؤولين ، والاعتداء على الحرمات ، وإزهاق الأرواح والأنفس ،
وأهلاك الحرث والنسل غير مبالين بحرمة الزمان أو المكان ، ولا مراعين لحرمة
النفوس المعصومة الموحِدة التي تشهد ألا إله إلا الله ، وأن محمدًا رسول الله
صلى الله عليه وسلم .
فيا معاشر المؤمنين : ليكن من صدقاتنا التي يجب نحرص عليها ، وأن نجتهد في
العناية بها أن نكون صفًا واحدًا في وجه كل من كان منتميًا لهذه الفئة من
الضالين والمُضلين والمفسدين والمُخربين ، وأن نتعاون جميعًا في القضاء عليهم ،
وأن نحرص على استئصال جذورهم وما ذلك على الله بعزيز .
وعلينا - بارك الله فيكم - أن نبتهل إلى الله تعالى أن يحفظ علينا نعمة الأمن
والإيمان ، وألا يُبدل أمننا خوفًا ورُعبًا ، وأن يمتعنا بما نحن فيه من خيري
الدنيا والدين ، وأن يصرف عنا بفضله ومنِّه وقدرته كيد الكائدين ، ومكر
الماكرين ، وحقد الحاقدين ، وحسد الحاسدين ، وإفساد المفسدين ، وظلم الظالمين ،
واعتداء المعتدين ، وأن يرد كيدهم في نحورهم ، وان يجعل تدبيرهم تدميرًا لهم .
عباد الله :أكثروا من الصلاة والسلام على خير المتصدقين ، وإمام الباذلين ،
سيدنا ونبينا محمدٍ بن عبد الله القائل : " من صلى عليَّ صلاةً واحدةً صلى الله
عليه بها عشرا " .
فصلى الله وسلم وبارك على نبينا وحبيبنا ، وقائدنا وقدوتنا ، وإمامنا وشفيعنا ،
محمدٍ بن عبد الله الذي علّمنا وهدانا وأرشدنا إلى كل قولٍ سديدٍ ، وكل فعلٍ
رشيد .
اللهم أعز الإسلام والمُسلمين ، ودمِّر أعداء الملة والدين ، اللهم إنا نسألك
حُسن القول وحُسن العمل وحُسن النية .
ونسألك اللهم أن توفقنا لحُسن الحياة وحُسن الممات ، وأن تُكرمنا بحُسن الختام
وحُسن المآل ، وأن تتفضل علينا بالرحمة والغفران والعتق من النيران .
اللهم أكفنا بحلالك عن حرامك ، وأغننا بفضلك عمَّن سواك .
اللهم اغفر لنا وارحمنا ، وعافنا وأعف عنا ، واغفر اللهم لآبائنا وأُمهاتنا ،
وأجدادنا وجداتنا ، وأولادنا وبناتنا ، وإخواننا وأخواتنا ، وأزواجنا وزوجاتنا
، وأحيائنا وأمواتنا .
اللهم ادفع عنا الغلا ، والوبا ، والربا ، والزنى ، والزلازل ، والمحن ، وسوء
الفتن ما ظهر منها وما بطن .
اللهم لا تدع لنا في مقامنا هذا ذنبًا إلا غفرته ، ولا مريضًا إلا شفيته ، ولا
مُبتلىً إلا عافيته ، ولا ميتًا إلا رحمته ، ولا غائبًا إلا رددته ، ولا حاجةً
من حوائج الدنيا والآخرة إلا قضيتها ويسّرتها يا رب العالمين .
اللهم يا من يُرتجى فيُحقق الرجاء ، ويا من يُسأل فيُعطي من سأله من خزائنه
الملأ ، نسألك اللهم أن تُغيثنا يا مُغيث ، وأن تُنزل علينا من بركات السماء ،
اللهم يا مُغيث أغثنا ، اللهم يا مُغيث أغثنا ، اللهم يا مُغيث أغثنا .
اللهم وفق ولاة أمرنا لما تُحبه وترضاه من القول والعمل والنية ، وارزقهم اللهم
البطانة الصالحة التي تدلهم على الخير ، وتُعينهم عليه ، وترشدهم لما فيه
الصلاح والفلاح والنجاح .
اللهم افتح لدعائنا باب القبول والإجابة ، وصل اللهم وسلم على سيدنا ونبينا
محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين .
عباد الله : إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي
الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ
لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ . فاذكروا الله يذكركم ، واشكروه على نعمه يزدكم ،
واستغفروه يغفر لكم ، وأقم الصلاة ....