خطبة الجمعة في
الجامع الكبير بسبت تنومة
يوم الجمعة 4 / 8 / 1428هـ
الدكتور صالح بن علي أبو عرَّاد
أستاذ التربية الإسلامية بكلية المعلمين في
أبها
ومدير مركز البحوث التربوية بالكلية
الخطبة الأولى
=-=-=-=-=-=
الحمد لله الذي يُنعم على عباده بالنعم ويصرف عنهم الشدائد والنقم ، الحمد لله
الذي بيده الخير ، وهو الذي يهب الأجر الكثير والثواب العظيم على العمل اليسير
، وهو على كل شيءٍ قدير .
وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله خير الخليقة وأزكاها ، وأبرها وأتقاها ، سيد
ولد آدم ، والهادي إلى خير الأقوال والأعمال ، صلى الله عليه وعلى آله الأطهار
، وصحابته الأخيار ، وسلّم تسليماً كثيراً . أما بعد :
فإن أصدق الحديث كتاب الله العظيم ، وأوثق العُرى كلمة التقوى ، وخير السُنن
سنة نبينا محمدٍ صلى الله عليه وسلم ، وأشرف الحديث ذكر الله عز وجل ، وخير العلم ما نفع ، وخير
الهدي ما اتُبع ، وشر الأمور مُحدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعةٍ ضلالة ،
وكُل ضلالةٍ في النار .
أيها الناس :
= كم هي فضائل الله تعالى علينا ؟
= وكم نحن فيه من النِعم التي لا نستطيع أن نعُدها أو نُحصيها ؟
= وكم أكرمنا الله به من العطايا و المزايا و الكرامات ؟
= وكم تفضّل الله به علينا من النِعم التي نعيشها ونتقلب فيها ليلاً ونهاراً
وسراً و جهاراً ؟
= وفي المُقابل كم من النعم أدينا شكرها وحمدنا الله تعالى عليها ؟
= إننا - بدون شك - نشتكي إلى الله تعالى ما نحن فيه من تقصيرٍ شديد في أداء
واجب الحمد والشكر لله تعالى والثناء عليه ، ولو أننا قضينا العمر كله في حمده
وشكره لما أوفيناه حقه ولا بعض حقه سبحانه ، ولكننا مع هذا كله لا نملك إلا أن
نقول : اللهم لك الحمد حمد الشاكرين ، ولك الحمد في كل وقتٍ وحين ، ولك الحمد
يا من نحمده فيرضى ويزيد .
عباد الله : حديثي في هذه الخطبة سيكون تذكيراً ببعض الطاعات والعبادات القولية
والفعلية التي حثتنا عليها تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف ، وجاءت بها أحاديث
رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ، لتكون ميداناً نتسابق فيه إلى تحقيق عظيم فضل الله سبحانه ،
ونيل عطاياه العظيمة ، فمن كرم الله جل في عُلاه أن جعل الأجر الكثير والثواب
العظيم على العمل القليل الذي يقوم به العبد خالصاً لله تعالى ، وموافقاً
لسُنّة النبي محمدٍ صلى الله عليه وسلم ، وقد جاءت تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف ، وتوجيهات
تربيته الإسلامية السامية دالةً ومُرشدةً لكثيرٍ من الأعمال والأقوال التي
يترتب عليها عظيم الأجر من الله تعالى للعبد ، والتي منها على سبيل المثال لا
الحصر ما يلي :
= إن من فضل الله تعالى أن من حافظ على قراءة أعظم آيةٍ في كتاب الله وهي ( آية
الكرسي ) بعد كل صلاة مكتوبة لم يكن بينه وبين الجنة إلا أن يموت .
= ومن فضل الله تعالى أن من قرأ الآيتين الأخيرتين من سورة البقرة في كل ليلةٍ
كفتاه ، ودفعتا عنه الشر والمكروه بإذن الله تعالى .
= ومن فضله سبحانه أن من قرأ سورة ( البقرة ) في بيته لم يدخل الشيطان ذلك
البيت ثلاث ليال .
= ومن فضله عز وجل أن من قرأ سورة ( آل عمران ) يوم الجمعة صلت عليه الملائكة
إلى الليل .
= ومن فضل الله تعالى أن من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عُصِم من فتنة
الدجال . وأن من قرأ سورة ( الكهف ) ليلة الجمعة أضاء له من النور فيما بينه
وبين البيت العتيق .
= ومن فضل الله وكرمه أن من قرأ سورة ( الواقعة ) كل ليلةٍ لم تُصبه فاقةٌ
أبداً ، ومعنى ذلك أن يكفيه الله من الفقر والحاجة .
= ومن عظيم فضله سبحانه أن من حافظ على قراءة سورة المُلك ( تبارك ) ؛ فإنها
تشفعُ لصاحبها حتى يغفر الله له ، وتمنعه بإذن الله تعالى من عذاب القبر .
= ومن كريم عطاياه وفضله سبحانه أن من قرأ سورة الإخلاص ( قل هو الله أحد ) ،
فقد قرأ ثُلث القرآن الكريم .
= ومن فضله جل جلاله أن من قرأ حرفا من كتاب الله ، فله به حسنة والحسنة بعشر
أمثالها ، والله يُضاعف لمن يشاء .
= ومن فضل الله تعالى أن من صلى على النبي محمدٍ صلى الله عليه وسلم ، عشر مراتٍ حين يُمسي وحين
يُصبح أدركته شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة .
= ومن فضله عز وجل أن من تاب من الذنوب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله
عليه .
= ومن الفضل الإلهي أن من عاد مريضا لم يزل في خَرَفة الجنة ( أي ثـمرها وجناها
) .
= ومن فضل الله وكرمه أن من يسَّر على مُعسِّرٍ يسّر الله له أمره في الدنيا
والآخرة .
= ومن فضل الرب سبحانه أن من ستر عبداً من عباد الله ذكراً كان أو أُنثى في
الدنيا ستره الله تعالى في الدنيا والآخرة .
= ومن فضله جل في علاه أن من كظم غيظاً وهو قادرٌ على أن ينفذه دعاه الله - جل
في عُلاه - على روس الخلائق يوم القيامة يُخيِّره من الحور العين .
= ومن فضله تعالى أن من توضأ فأحسن الوضوء وأسبغه خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج
من تحت أظفاره .
= ومن فضل الله سبحانه أن من جلس في مجلسٍ فكثُر فيه لغطه ( أي كلامه ) ، ثم
قال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك : " سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا
أنت ، أستغفرك وأتوب إليك " غفر الله له ما كان في مجلسه ذلك .
= ومن كريم فضله وعطاياه أن من بنى مسجداً يبتغي به وجه الله تعالى بنى الله له
مثله في الجنة .
= ومن فضله تعالى أن من غدا ( أي سار في أول النهار ) إلى المسجد ، أو راح ( أي
سار في آخره ) ، أعد الله له نُزلاً في الجنة كلما غدا أو راح .
= ومن فضل الله تعالى أن من صلى اثنتي عشرة ركعة في يوم وليلة بنى الله له بهن
بيتا في الجنة .
= ومن فضله عز وجل أن من صلى في اليوم والليلة اثنتي عشرة ركعةً تطوعاً لله
سبحانه بنى الله له بيتاً في الجنة .
= ومن فضل الله تعالى وعظيم كرمه أن من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله
تعالى حتى تطلُع الشمس ، ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجةٍ وعُمرةٍ تامةٍ تامةٍ
تامة .
= ومن فضله سبحانه أن من صلى البردين دخل الجنة . ( أي من حافظ على صلاتي الفجر
والعصر ) .
= ومن كريم فضل الله أن من شهد العشاء في جماعة كان له قيام نصف ليلة ، ومن صلى
العشاء والفجر في جماعة كان له كقيام ليلة .
= ومن فضله جل جلاله أن من صلى الصبح في جماعة فهو في ذمة الله حتى يُمسي .
= ومن فضله تعالى أن من صلى قبل الظهر أربعا وبعدها أربعا حرمه الله على النار
.
= ومن فضل الله وكرمه أن من أتى الجمعة مُبكراً ؛ فأنصت واستمع وتأدب بآداب
الجمعة غفر الله له ما بينه وبين الجمعة الأُخرى وزيادة ثلاثة أيام .
= ومن فضل الله تعالى أن من وقع في ذنبٍ من الذنوب ، فندم واستغفر الله تعالى ،
ثم صلى لله ركعتين غفر الله له ذلك الذنب .
= ومن فضله جل في علاه أن من صام من كل شهرٍ ثلاثة أيامٍ فقد صام الدهر كله ،
وأجر الصيام عند الله عظيم .
= ومن فضل الله سبحانه أن من صام شهر رمضان إيمانا واحتسابا غُفر له ما تقدم من
ذنبه ، وأن من أتبعه بصيام ستة أيامٍ من شهر شوال ؛ فكأنما صام الدهر ( أي
السنة كلها ) .
= ومن فضل الله وكرمه أن من صام يوم ( عرفة ) كفّر الله عنه السنة الماضية
والباقية ، وأن من صام يوم ( عاشوراء ) كفّر الله عنه السنة الماضية .
= ومن كريم فضله عز وجل أن من صام يوماً في سبيل الله تعالى باعد الله وجهه عن
النار سبعين خريفاً .
= ومن فضله سبحانه وتعالى أن من حج فلم يرفُث ولم يفسُق رجع كيوم ولدته أمه .
= ومن فضل الله جل جلاله أن من تصدّق بصدقةٍ يبتغي بها وجه الله تعالى أطفأ
الله بها خطاياه كما يُطفيءُ الماء النار .
= ومن فضل الله وكرمه من تصدق بصدقة فأجرها يجري له ما جرت ( أي ما بقيت تلك
الصدقة ) .
= ومن فضل الله تعالى أن من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن
محمدا عبده ورسوله ، وأن عيسى عبد الله ورسوله ، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح
منه ، والجنة حق ، والنار حق ، أدخله الله الجنة على ما كان من العمل .
= ومن فضل الرب سبحانه أن من شهد الجنازة حتى تُدفن كان له قيراطان من الأجر
والثواب ، وكلُ قيراطٍ مثل الجبل العظيم .
= ومن فضل الله جل جلاله أن من قال : " سُبحان الله العظيم وبحمده " ، غُرست له
بها نخلةٌ في الجنة .
= ومن فضل الله وكريم عطاياه أن من قال : " باسم الله الذي لا يضُر مع اسمه
شيءٌ في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم "، ثلاث مراتٍ لم يضُره شيءٌ ،
ولم تُصبه فجأة بلاء .
= ومن فضله سبحانه أن من سبّح الله تعالى بعد كل صلاةٍ مكتوبة ثلاثاً وثلاثين ،
وحمد الله ثلاثاً وثلاثين ، وكبّر الله ثلاثاً وثلاثين ، وقال تمام المئة : لا
إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيءٍ قدير ،
غُفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر .
= ومن أعظم فضائله عز وجل أن من كان آخر كلماته لا إله إلا الله عند الموت دخل
الجنة .
= ومن كريم فضل الله تعالى أن من سأل الله الشهادة صادقا بلَّغه الله منازل
الشهداء ، وإن مات على فراشه .
= ومن فضله سبحانه أن من سأل الله الجنة ثلاث مرات ، قالت الجنة : اللهم أدخله
الجنة ، ومن استجار من النار ثلاث مرات ، قالت النار : اللهم أجره من النار .
= ومن فضل الله تعالى أن من بات طاهرا بات في شعاره ملكٌ ، فلم يستيقظ إلا قال
الملك : اللهم اغفر لعبدك فلان فإنه بات طاهرا .
= ومن كريم فضل الله أن من أكل طعاما ثم قال : الحمد لله الذي أطعمني هذا
الطعام ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة ، غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر .
= ومن فضله جل جلاله أن من لبس ثوبا فقال : الحمد لله الذي كساني هذا الثوب
ورزقنيه من غير حولٍ مني ولا قوةٍ غُفر له ما تقدم من ذنبه .
فيا عباد الله :
إن فضل الله تعالى عظيم ، وخيره عميم ، ورحمته واسعة ، ونعمه لا تُعدُ ولا
تُحصى ، وما أكثر ما أتاحه لنا هذا الدين من أبواب الخير في كل شأنٍ من شؤون
الحياة ، وفي كل جزئيةٍ من جزئياتها .
فعليكم - بارك الله فيكم - بتقوى الله تعالى ، واغتنام الأوقات في كل عملٍ أو
قولٍ أو نيةٍ صالحةٍ تُقربكم من الله تعالى ومرضاته ، ولا تنسوا أن الله تعالى
يقول في كتابه العزيز : ( وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ
وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ) ( آل
عمران : 133 ) .
ويقول جل في عُلاه : ( سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ
عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا
بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ
ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ) ( الحديد:21 ) .
أقول قولي هذا ، وأستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنبٍ ؛ فاستغفروه وتوبوا
إليه ، إنه هو الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية
=-=-=-=
الحمد لله ، نحمده ، و نستعينه ، و نستغفره ، ونتوب إليه ، ونعوذ بالله من شرور
أنفسنا و سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مُضل له ، ومن يُضلل فلا هادي له ،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، أما
بعد ؛
فيا عباد الله ، اتقوا الله تعالى حق التقوى ، وأعلموا - بارك الله فيكم - أن
اليد العليا خيرٌ من اليد السُفلى ، وأن ما قل وكفى خيرٌ مما كثُر وألهى ، وأن
خير الغنى غنى النفس ، وأن خير الزاد التقوى ، وأن المُسلم من سلم المسلمون من
لسانه ويده ، وأن الظلم ظلماتٌ يوم القيامة ، وأن مع الحياة موتاً ، وأن مع
الدنيا آخرة ، وأن لكل حسنةٍ ثواباً ، ولكل سيئةٍ عقاباً ، وأن الله تعالى على
كل شيءٍ رقيباً ؛ فاتقوه واخشوه يا معاشر المؤمنين .
وأعلموا - يا عباد الله - أنكم إليه صائرون ، وعن أقوالكم مُحاسبون ، وبأعمالكم
مجزيون ، ولا يغرنكم حلمه - جل وعلا - على العاصين ، وإمهاله للطاغين والظالمين
؛ فما ذلك إلا استدراجٌ لهم - والعياذ بالله - حتى إذا أخذهم كان أخذه لهم
شديداً ، وكان عقابه لهم أليماً .
إخوة الإيمان : إياكم والغفلة عن اغتنام الأوقات والأعمار في التجارة الرابحة
مع الله تعالى ، واحرصوا على العمل الصالح الذي تدّخرونه ليومٍ لا ينفع فيه
مالٌ ولا بنون إلاّ من أتى الله بقلبٍ سليم . وإياكم والانشغال بالدنيا وما
فيها من أموالٍ ، وأولادٍ ، وأزواجٍ ، وزينةٍ ، ومتاعٍ ، ومناصب ، ومشاغل ؛
فإنها فانيةٌ وزائلة ، وليس ينفع منها إلا ما كان في طاعة الله ورضوانه .
فيا معاشر المؤمنين : علينا جميعاً أن نتوب إلى الله تعالى قبل الموت ، وأن
نُكثر من الاستغفار قبل أن نندم على تفريطنا وغفلتنا، وأن نبادر إلى الأعمال
الصالحة قبل المرض أو العجز أو الفقر ، وأن نُكثر من الصدقة والبذل في أوجه
الخير قبل أن نُحاسب عن أموالنا وأعمارنا وأقوالنا وأفعالنا ونوايانا وسرنا
وعلانيتنا . كما وأن من الواجب الذي نعلمه ونعرفه ولا نعمل به - إلا ما قلَّ
وندر - أن نتفكّر في من سبقونا إلى الدار الآخرة وماذا خرجوا به من الدنيا .
عباد الله ؛ أكثروا من الصلاة والسلام التامان الأكملان على سيدنا ونبينا محمدٍ
صلى الله عليه وسلم القائل : " من صلى عليَّ صلاةً واحدةً صلى الله عليه بها عشرا " .
فصلى الله وسلم وبارك على نبينا وحبيبنا وقائدنا وقدوتنا محمدٍ بن عبد الله صلى الله عليه وسلم
الذي علّمنا وهدانا وأرشدنا إلى كل قولٍ سديدٍ وكل هديٍ رشيد .
اللهم أعز الإسلام والمُسلمين ، ودمِّر أعداء الملة والدين ، واكفنا اللهم
وإخواننا المسلمين في كل مكانٍ من كيد الكائدين ، ومكر الماكرين ، وحسد
الحاسدين ، وحقد الحاقدين ، وشماتة الشامتين ، وظلم الظالمين .
اللهم إنا نسألك حُسن القول وحُسن العمل وحُسن النية . ووفقنا اللهم لحُسن
المحيا وحُسن الممات ، وأكرمنا بحُسن الختام وحُسن المآل ، وتفضل علينا بحُسن
الحساب وحُسن الثواب .
اللهم نوِّر قلوبنا بنور الإيمان ، واشرح صدورنا بالقرآن ، ويسِّر أمورنا ،
واستُر عيوبنا ، وأمِّن خوفنا ، وأكفنا اللهم بحلالك عن حرامك ، وأغننا بفضلك
عمَّن سواك .
اللهم اغفر لنا وارحمنا ، وعافنا وأعف عنا ، واغفر اللهم لآبائنا وأُمهاتنا ،
وأجدادنا وجداتنا ، وأولادنا وبناتنا ، وإخواننا وأخواتنا ، وأزواجنا وزوجاتنا
، وأحيائنا وأمواتنا .
اللهم ادفع عنا الغلا ، والوبا ، والربا ، والزنى ، والزلازل ، والمحن ، وسوء
الفتن ما ظهر منها وما بطن . اللهم لا تدع لنا في مقامنا هذا ذنباً إلا غفرته ،
ولا مريضاً إلا شافيته ، ولا مُبتلىً إلا عافيته ، ولا ميتاً إلا رحمته ، ولا
غائباً إلا رددته ، ولا حاجةً من حوائج الدنيا والآخرة إلا قضيتها ويسّرتها يا
رب العالمين .
اللهم زين حياتنا بذِكرك ، واستعملنا في طاعتك ، وامنُن علينا بكريم لطفِك
وجميل بِرِّك ، وأعنَّا على ذكرك وشكرك وحُسن عبادتك .
اللهم وفق ولاة أمرنا لما تُحبه وترضاه من القول والعمل والنية ، وارزقهم اللهم
البطانة الصالحة التي تدلهم على الخير ، وتُعينهم عليه ، وترشدهم لما فيه
الصلاح والفلاح والنجاح .
اللهم أهد شباب المسلمين ، وأحفظهم من كل شرٍ يُراد بهم ، وأعزهم بالإسلام ،
وأعز الإسلام بهم ، ورُدهم إليك رداً جميلاً .
عباد الله : إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي
الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ
لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ . فاذكروا الله يذكركم ، واشكروه على نعمه يزدكم ،
واستغفروه يغفر لكم ، وأقم الصلاة ...