فَاسْتَعِيْذُوا مِنْ كَذُوْبٍ
شعر : د. عبد الرحمن بن عبد الرحمن شميلة الأهدل
أَنْقِذُوا حَرْفِيْ وَحِبْرِيْ وَالْوَرَقْ ** وَلِسَانِيْ وَيَرَاعِيْ مِـنْ غَـرَقْ كَمْ لَيَالٍ بَاتَ حَرْفِيْ شَاكِيًا ** مِـنْ سِـقَـامٍ وَتَـوَانٍ وَأَرَقْ وَيَرَاعِيْ لَمْ يَجِدْ حِبْـرًا وَلَمْ ** يَلْتَقِ الْمَرْعُـوْبُ آثَـارَ الْوَرَقْ كَبَّلُوا الْمِسْكِيْنَ فِيْ زِنْزَانَـةٍ ** وَلِسَانِيْ صَارَ فِيْ بَحْرِ الْقَلَـقْ يَحْسَِبُ النُّوْرَ ظَلاَمًا دَامِسًـا ** لاَ يَرَى وَهْجَ ضِيَاءٍ أَوْ شَفَـقْ يَتَوَارَى خَلْفَ حَرْفٍ مُبْهَـمٍ ** يَتَهَاوَى خَلْفَ لَفْظٍ مُخْتَلَـقْ يَنْطِـقُ الزُّوْرَ بِفَـنٍّ مُتْقَـنٍ ** صَيَّرَ الْبَاطِـلَ حَقًّا أَيَّ حَـقّْ أَيُّ دَاءٍ مَسَّنَـا يَا أُمَّـتِـيْ ** فِيْ مَقَالٍ أَوْ قَصِيْـدٍ مُتَّسَـقْ أَيُّ دَاءٍ دُسَّ فِـيْ أَنْـدِيَـةٍ ** أَيُّ شَرٍّ فِيْ رُبَا السَّبْـقِ سَبَقْ إِنَّهُ الْغِـشُّ كَوَجْـهٍ مُظْلِـمٍ ** إِنَّهُ الزُّوْرُ مَعَـانِيْـهِ الْغَسَـقْ إِنَّ ذَا الْوَجْهَيْنِ بَحْـرٌ هَائِـجٌ ** وَلِسَانُ الصِّدْقِ وَاهٍ مَا نَطَـقْ فَلِسَانُ الزُّوْرِ وَحْشٌ كَاسِـرٌ ** فَلِذَا الصِّدْقُ مِنَ الْمَوْتِ فَرَقْ بَهْرَجُـوا الْغِشَّ بِوَرْدٍ نَضِـرٍ ** قَدَّمُوا مَا زَخْرَفُوْهُ فِيْ طَبَـقْ لَمْ أَجِـدْ فِيْنَا طَبِيْبًا مَاهِـرًا ** يُنْقِذُ الْمَذْعُوْرَ مِنْ دَاءِ الْمَلَـقْ لَمْ أَرَ الْفَارُوْقَ فِيْنَا مُمْسِكًـا ** دُرَّةَ الْقُـوَّةِ فِيْ رَهْـطٍ فَسَقْ لَمْ أَجِدْ سَيْـفَ عَلِيٍّ قَاطِعًـا ** هَامَةَ الْبُهْتَانِ إِلاَّ إِنْ صَـدَقْ أَيُّهَـا الْقَـوْمُ كَفَانَا دَجَـلاً ** وَكَفَى يَا أُمَّتِيْ غمْضُ الْحَدَقْ أَشِرُ الْقَوْلِ وَإِنْ صَالَ اكْتَوَى ** مَذِقُ الْقَوْلِ وَإِنْ طَالَ احْتَرَقْ وَسَيَلْقَـى ذِلَّةً تَهْـوِي بِـهِ ** فِيْ مَتَاهَاتٍ مِنَ الْخِزْيِ الأَشَقّْ فَاسْتَعِيْذُوا مِنْ كَذُوْبٍ مَاكِرٍ ** لَمْ يَخِبْ مَنْ عَاذَهُ رَبُّ الْفَلَقْ