ضَلَلْتَ عَنِ الطَّرِيْـقِ الْمُسْتَقِيْـمِ --- وَتُهْـتَ بِظُلْمَـةِ
اللَّيْلِ الْبَهِيْـمِ
لسَانُـكَ فِيْـهِ ثَـرْثَـرَةٌ وَتِيْـهٌ --- وَفِيْـهِ سَفَاهَـةُ الرَّجُـلِ
الْوَخِيْمِ
وَفِكْرُكَ يَسْتَقِـيْ مِنْ نَهْـرِ ظُلْمٍ --- وَنَهْـرُ الظُّلْمِ
مَمْلَكَـةُ الرَّجِيْـمِ
أَتُنْكِـرُ خَالِقًـا خَلَقَ الْبَـرَايَـا --- فَمَنْ خَلَـقَ الْبَرِيَّـةَ
مِـنْ قَدِيْمِ
أَتُنْكِرُ خَالِقًـا ! وَالْكَـوْنُ يَزْهُـو --- بِتَنْظِيْـمٍ مِنَ
الْمَلِـكِ الْعَظِيْـمِ
وَتِلْكَ الشَّمْسُ سَـاطِعَـةً بِنُـوْرٍ --- عَلَى الدُّنْيَـا بِتَنْظِيْـمٍ
حَكِيْـمِ
فَمَنْ رَفَـعَ الْكَوَاكِـبَ فِي سَمَاءٍ --- مُزَيَّـنَـةٍ بِـأَشْكَالِ
النُّجُـومِ
غِلاَفُ الْجَـوِّ مَخْـلُوْقٌ دَقِيْـقٌ --- وَفِيْـهِ حِمَـاكَ مِنْ ضَـرَرٍ
أَلِيْمِ
فَمَنْ جَعَلَ الْغِـلاَفَ لِحِفْظِ خَلْقٍ --- عَلَى أَرْضٍ سِـوَى الرَّبِّ
الْعَلِيْمِ
وَكَمْ فِي الْبَحْرِ مِنْ عَجَبٍ عُجَابٍ --- فَنَشْكُـرُ ذَا الْجَلاَلِ
عَلَى النَّعِيْمِ
فَهَـلْ شَارَكْتَ فِي صُنْعٍ بَدِيْـعٍ --- وَهَلْ شَارَكْتَ فِي رَفْـعِ
الْغُيُومِ
وَهَلْ صَنَعَتْ يَـدَاكَ وَلَوْ ذُبَابًـا --- صَغِيْرَ الْحَجْـمِ ذَا قَلْبٍ
سَلِيْـمِ
وَهَلْ تَدْرِي بِرُوْحِـكِ أَيْنَ تَأْوِي --- إِذَا مَا نِمْتَ فِي جَـوِّ
النَّسِيْـمِ
خَسِئْتَ فَأَنْتَ ذُو عَقْـلٍ عَقِيْـمٍ --- وَلَمْ تَـدْرِ الصَّحِيْحَ مِنَ
السَّقِيْمِ
أَتَهْـزَأُ بِالرَّسُـوْلِ أَلَسْتَ تَدْرِي --- سَتَصْلَى فِي غَدٍ نَـارَ
الْجَحِيْـمِ
رَسُولُ اللهِ ذُو شَـرَفٍ عَظِيـمٍ --- رَفِيْعُ الْقَـدْرِ ذُو فَضْـلٍ
عَمِيْمِ
أَتَانَـا بِالْهُدَى فَـأَزَاحَ ظُلْمًـا --- ضَرَاوَتُـهُ أَشَـدُّ مِنَ
السُّمُـومِ
بَشِيْـرٌ مُنْـذِرٌ بَـرٌّ رَحِـيْـمٌ --- يَسِيْـرُ عَلَى الصِّرَاطِ
الْمُسْتَقِيْمِ
لَهُ الْقُـرْآنُ مُعْجِـزَةً مُحَاطًـا --- بِحِفْظِ اللهِ مِـنْ غِشِّ
الظَّلُـوْمِ
فَتُبْ وَارْجِعْ فَلَيْسَ الْغَيُّ فَخْـرًا --- وَإِنَّ الْفَخْـرَ
مَنْقَصَـةُ اللَّئِيْـمِ
|