فَلا تَرْمِ طِفْلَكَ
د. عبد الرحمن بن عبد الرحمن شميلة الأهدل
سَأَنْظُمُ وَالنَّظْـمُ زَيْـنُ الأَدَبْ *** سَـأَنْظُـمُ نُصْحِـيْ لأُمٍّ وَ أَبْ وَلا غَـرْوَ إِنْ ذُبْتُ مِنْ حَسْرَةٍ *** عَلَى الطِّفْلِ حِيْنَ ارْتَمَى فِيْ اللَّهَبْ فَيَعْشَقُ جَهْـلا غِنَـاءَ الْمُغَنِّـيْ *** بَأَقْبَحِ لَفْـظٍ وَعُـوْدِ الطَّـرَبْ وَيَطْرَبُ عِنَـدَ غِنَـاءِ الْغَوَانِيْ *** بِلَحْنٍ كَأَجْرَاسِ صَوْتِ الْعَـرَبْ تَرَبَّـى عَـلَى نَغْمَـةِ الْفَاتِنَاتِ *** فَأَيْـنَ الْمُـرَبِّـيْ وَأَيْنَ الأَدَبْ أَيَسْمَـعُ لِلْمُخْزِيَـاتِ الْجِسَامِ *** فَأَيْـنَ التِّـلاوَةُ أَيْـنَ الْقُـرَبْ فَكَمْ قَـارِئٍ لِلْكِتَـابِ الْعَزِيْـزِ *** بِأَجْمَلِ صَـوْتٍ يُبِيْدُ التَّعَـبْ فَلَوْ عَوَّدُوْهُ اسْتِمَـاعَ الْكِتَـابِ *** لأَصْبَحَ فِيْ قَوْمِـهِ لَـمْ يُعَـبْ وَكَمْ مِنْ فَتًى يَشْرَبُ الْمُسْكِرَاتِ *** فَتَلْقَى عَلَى جِسْمِهِ كَالْجَـرَبْ صَغِـيْـرٌ تَرَبَّى عَلَـى سَـوْءَةٍ *** وَلَمْ يَدْرِ عَنْ مَانِـعٍ أَوْ سَبَـبْ يُـبَـدِّدُ مَـالاً بِـلا رَحْـمَـةٍ *** فَلَـمْ يَبْقَ مَـالٌ لَـهُ أَوْذَهَـبْ فَهَـلاَّ تَعَـوَّدَ تَـرْكَ الْقَبِيْـحِ *** فَلَيْـسَ لِطِفْـلٍ صَغِـيْـرٍ أَرَبْ وَكَمْ سَوْءَةٍ زَجَّ فِيْهَـا الصِّغَـارُ *** وَأَصْحَـابُ سُوْءٍ إِلَيْهِمْ ذَهَـبْ فَـلا الأُمُّ تَـدْرِيْ بِـهِ أَوْأَبٌ *** وَجَهْلُ الْمُرَبِّـيْ يُثِيْـرُ الْعَجَـبْ فَهَلاَّ تَذَكَّرْتَ يَـوْمَ الْحِسَـابِ *** وَأَنْتَ الذُّهُوْلُ حَبِيْـسُ الْكُرَبْ فَتُسْـأَلُ عَـنْ طِفْلَةٍ أُهْمِلَـتْ *** وَدَمْعِ الصَّغِيْـرِ لِمَاذَا انْسَكَـبْ فَلا تَـرْمِ طِفْلَكَ فِي الْهَاوِيَـاتِ *** فَتَهْـوِي وَلا تَسْتَطِيْـعُ الْهَرَبْ ◙ ◙ ◙ ◙ ◙ ◙ ◙