تَجَنَّبُوْا أصْحَابَ سُـوْءٍ
د. عبد الرحمن بن عبد الرحمن شميلة الأهدل
أَتَيْـتُ زَيْـدًا سَحَـرًا *** فِـي بَيْتِهِ الْـمُـهَذَّبِ وَكَـانَ بَحْـرًا زَاخِـرًا *** عَرَفْـتُـهُ فِيْ رَجَـبِ سَـألْـتُـهُ مَسْـألَـةً *** عَوِيْصَـةً فِي الْمَذْهَبِ وَلَيْسَ لِيْ مِـنْ مَرْجِـعٍ *** مِنْ شِيْخَـةٍ أَوْ كُتُـبِ فَقَـالَ لِيْ مُبْتَسِـمًـا *** كَأنَّـهُ يَسْـخَـرُبِـيْ أَأَنْتَ شَـيْـخٌ عَاقِـلٌ *** تَسْأَلُ زَيْدًا يَـا غَـبِيْ تَظُنُّــهُ مُنْهَـمِـكـاً *** فِي الصُّبْحِ أَوْفي الْمَغْرِبِ تَـظُـنُّـهُ مُطَّـلِـعًـا *** عَلَـى رَفِـيْـعِ الأدَبِ فَقُلْتُ يَـا نَفْسِـيْ لَعَـ *** ـلَّ الشَّيْخَ جُنَّ فَاهْرُبِي أَحَـسَّ مِنِّـيْ خَجَـلاً *** فَهَزَّنِيْ بِالْـمَـنْكِـبِ وَقَالَ لِي أنْظُـرْ زُمْـرَتِيْ *** كَأَنَّهُمْ فِي غَـيْـهَـبِ الـدُّخُّ فِيْ حَـوْزَتِهِـمْ *** لِبَاسُهُـمْ مِـنْ ذَهَـبِ نَسْهَـرُ حَتَـى غَلَـسٍ *** نَلْهُـوْا بِكُلِّ اللَّـعِـبِ فَقَلْـتُ هـذِيْ زُمْـرَةُ *** الشَّيْطَانِ سِبْطِ الْخِنْزَبِ قَدْ كُنْتَ شَيْخًا عَالِمًـا *** أصْبَحْتَ شَيْخَ الطَّـرَبِ وَهكَذَا الأَصْحَـابُ إِمَّا *** رِيْحُ عُـوْدٍ طَـيِّــبِ وَقَدْ يَكُوْنُ الصَّحْبُ سمًّا *** مِثْـلَ سُمِّ الْعَـقْـرَبِ تَجَنَّبُوْا أصْحَابَ سُـوْءٍ *** وَاسْمَعَـوْا نُصْـحَ النَّبِي صَلَّـى عَلَيْـه ِرَبُّـنَـا *** مَا عَاشَ شَيْـخٌ وَصَبِي ◙ ◙ ◙ ◙ ◙ ◙ ◙