نحن شاهدنا أولئك الذين يقفون عند الإشارات المرورية قبيل أذان المغرب يوزعون
على الصائمين وجبة الإفطار ..
لفتات جميلة ، وتنافس عجيب ، وبذل وعطاء في زمن محدود فقط في رمضان !
فأهل الخير قد شيدوا الخيام :
البيوت ضاعفت من كميات إفطارهم من أجل خيمة الإفطار التي بجانبهم !
أهل البذل يتنافسون على حجز الإشارات المرورية !
يقول قائل :-
ذهبت إلى إمام المسجد الذي بجوار مقرِّ عملي قبل رمضان بأسبوع وعرضت عليه أن
أساهم في تفطير الصائمين في المسجد ، فرحَّب بي ودعا لي ، وقال : إنَّ جيران
المسجد قد حسموا هذا الأمر منذ سنوات ، فقد أبت النساء على أحدٍ أنْ يأتي بطعام
الإفطار من المطاعم ، واتفقن على أن يصنعن هنَّ إفطار الصائمين من المحتاجين
والعمال وعابري السبيل ، فهنَّ يجهزن طعام الإفطار في بيوتهن منذ سنوات جزاهنَّ
الله خيراً !
أما أحد المتحدثين من اللجان المتابعة لتوزيع مواقع أهل الخير والجمعيات
الخيرية في المسجد الحرام وساحاته الفسيحة ، المواقع التي يوزع فيها أهل الخير
مادة الإفطار على ضيوف بيت الله الحرام ، وقد حدث بأعاجيب التنافس بين الناس في
هذا الأمر، تنافساً يتعب المنظِّمين في أحيان كثيرة، إذْ يحرص كل متبرع على أن
يحظى بالنصيب الأكبر من عدد الصائمين !
وفي قرى صعيد مصر ، يخرج الشباب على الطرق السريعة يفترشون جانبا منها ويجلسون
قرب المغرب معهم طعامٌ يكفى عشرات الأشخاص حتى يتم دعوة أصحاب السيارات للإفطار
معهم ، يقف الشاب على الطريق ويشير بيديه على ركاب السيارة من أجل الإفطار معهم
!
يقول أحد القائمين على جمعية خيرية إسلامية تنفذ :
لقد لجأنا إلى أسلوب جديد في إقامة موائد الرحمن ، وهو استحداث توصيل طعام
الإفطار إلى الأسر الفقيرة ، والتي يكون في الغالب عدد أفرادها كبيرا ، ولا
يستطيع رب الأسرة أن يصطحبهم معه إلى المائدة ، خاصة إذا كان بينهم بنات أو
سيدات.
ويقوم مندوبو الموائد ، بتوزيع وجبات الإفطار الجاهزة من خلال دراجة نارية
صغيرة، يوجد به صندوق لحمل الطعام ، مثل الدراجات المجهزة لخدمة التوصيل
للمنازل في المطاعم السريعة ، ولا تقتصر هذه الوجبات على الفقراء والمحتاجين
فقط ، بل تشمل العاملين في المحال التجارية والمجندين ، الذين يحرسون الأبنية
والبنوك ، وعابري السبيل في المقاهي والشوارع ، وبعض المسنين وكبار السن الذين
لا يجدون من يعولهم .
لماذا كل هذا ؟
الجواب :
نفحات من فطر صائماً فله مثل أجره تجري في دماء الصائمين في كل عشية ..
ومضة ..
سر طمع الناس في تفطير الصائمين هو الطمع في أجورهم فهل نحن منهم ؟